'النقاط البيضاء' تنصف 303 امرأة وفتاة في دبي
وأخيراً فازت النساء الإماراتيات، ولكن هذه المرة بالنقاط البيضاء الفنية على الرجال في مدى الالتزام على الطرق وقلة ارتكاب المخالفات المرورية، بعد أن أمعن البعض في تشويه شكل الإماراتية السائقة، وتأكيد أنها الأكثر رعونة على الطرق والأكثر ارتكابا للمخالفات والحوادث. ولكن مرور دبي كافأ السائقين الملتزمين على مدار عام كامل دون مخالفات بمنحهم «نقاطاً بيضاء» عكس المعروف بمنح المشاغبين والمخالفين «نقاطاً سوداء»، وكانت المفاجأة السارة للجنس الناعم فيها أن حصيلة النساء الإماراتيات من تلك النقاط البيضاء هي الأكبر، متفوقة على الرجال بمراحل كثيرة. فما هو أصل حكاية النقاط البيضاء؟
واقع الأرقام يؤكد أن 303 امرأة من بينهن 173 إماراتية فزن في نظام النقاط البيضاء الذي يكافئ الملتزمين مرورياً على طرق إمارة دبي، وقد تفوقت الفتاة الإماراتية في الالتزام المروري أكثر من الرجل، إذ أن الفائزات في هذا البرنامج كان من بينهن 173 إماراتية مقابل 47 إماراتياً، وهو ما بيّنه النظام في دورته الأولى، بينما إجمالي الفائزين في النظام من الرجال والنساء بلغ 700 فائز بينهم 303 امرأة وفتاة، و397 من الذكور.
نظام مكافآت
حول نظام النقاط البيضاء الذي استحدثته شرطة دبي لمكافأة الملتزمين مرورياً على الطرق، وهو المخصص للذين لم يرتكبوا مخالفة واحدة على مدار العام، يؤكد مدير الإدارة العامة لمرور دبي اللواء مهندس محمد سيف الزفين أن نظام النقاط البيضاء يعد الأول من نوعه في المنطقة، وقد أطلق لتحفيز السائقين على التزام السرعات المحددة على الطرق، والابتعاد عن ارتكاب أي مخالفة مرورية طوال العام.
ولفت إلى أن نظام النقاط البيضاء يسير جنبا إلى جنب مع نظام النقاط السوداء، فالأول يكافئ والثاني يعاقب، وكلاهما يصب في إطار الحفاظ على أرواح مستخدمي الطرق، وجعل طرق إمارة دبي آمنة، بالإضافة إلى الحد من حوادث السير حتى تتحقق أهداف الإستراتيجية المرورية التي أطلقتها شرطة دبي قبل عامين، والتي تهدف إلى الوصول بوفيات الحوادث المرورية إلى صفر حالة وفاة بحلول عام 2020.
شروط واجبة
وقال الزفين انه وفقا لنظام النقاط البيضاء هناك شروط محددة لمن يفوز بجوائزه، أولها أن يكون قائد المركبة حاصلا على رخصة قيادة، ومركبة مرخصة من إمارة دبي، وثانيا ألا يرتكب أي مخالفة مرورية طوال العام اعتبارا من أول كانون الثاني/يناير وحتى نهاية كانون الأول/ديسمبر من كل عام، بحيث يحتسب له عن كل شهر لم يرتكب فيه مخالفة مرورية نقطة بيضاء، إلى جانب عدم ارتكاب مخالفة «سالك» وهو النظام المخصص في دبي لعبور بعض الطرق المزدحمة، أو أي من مخالفات البلدية بمعدل نقطة بيضاء واحدة أيضاً لكل حالة، بحيث يكون حاصلا على 12 نقطة بيضاء بنهاية العام.
وقد رأت الإدارة العامة لمرور دبي، على حد قول اللواء الزفين ومنذ إطلاق البرنامج، ضرورة مشاركة الشركات والمؤسسات العاملة في الإمارة في دعم النظام، فبادرت كبريات الشركات ومن واقع مسؤولياتها المجتمعية إلى دعم النظام بالعديد من الجوائز، بعد أن رأت مدى تحفيزه على الأمن المروري بشكل عام، وعمله المثمر في خفض وفيات حوادث السير التي تحصد أرواح الشباب والأبرياء على الطرق.
جوائز قيّمة
وفي ما يتعلق بالجوائز المخصصة للفائزين في النظام، أشار اللواء الزفين إلى أنه كان من المعمول به في بداية تطبيق النظام أن تكون الجوائز مالية، وعينية عبارة عن قسائم شراء من كبريات المحال أو المطاعم، أو إقامة في فنادق وغيره. وكان مقرراً أن من يثبت التزامه مرورياً لمدة خمس سنوات متتالية يشارك في دخول سحب على سيارة فارهة وقيمة، ولكن ونظرا للترحيب الواسع الذي أبدته الشركات الراعية، فقد تقرر السحب على سيارة من الدورة الأولى للنظام، ليفوز بها شخص من بين الـ 700 فائز .
وقال الزفين أن هناك ميزة أخرى لمن حصلوا على 12 نقطة بيضاء لكنهم لم يكونوا من بين الفائزين هذا العام، لأن بإمكانهم مقايضة النقاط بمخالفة مرورية بسيطة، أو فك حجز سيارة لمدة شهر، أو وضعها بدلا من أرضية الحجز، منوها إلى أن أعداد من لم يرتكبوا مخالفات مرورية طوال العام الماضي بلغ آلافاً من الفائزين، بينما اختير 700 فقط هذا العام بعد الرجوع إلى ملفاتهم المرورية للأعوام السابقة، وترشيح الأكثر التزاما خلال 3 سنوات متتالية، أما البقية منهم فسيكون لهم أولوية الفوز في الأعوام المقبلة .
وفي ما يتعلق باختيار الفائزين، أوضح الزفين أنه وقع على من لم يرتكبوا أي مخالفة طوال ثلاثة أعوام، وجرى إبلاغهم عبر رسائل نصية قصيرة بفوزهم، وبدأوا تسلّم جوائزهم، ومنها غرف نوم كاملة من احد محال الأثاث، وبعضهم حصل على جوائز نقدية، وبعضهم على دعوات عشاء أو غداء في مطاعم فاخرة، والبعض الآخر على إقامات في فنادق.
النساء في المقدّم
واعتبر الزفين أن فوز الإماراتيات بالنسبة العليا من الجوائز يعد دليلاً على التزامهن الكبير الذي تفوقن فيه على الذكور من أبناء إمارة دبي، وهو ما كان مستغرباً بعض الشيء، لأن الإحصائيات السابقة كانت تشير إلى ارتكاب النساء لمخالفات وصل بعضها إلى مئات الآلاف من الدراهم، ولكن يبدو أن ارتفاع الغرامات كان رادعاً بعض الشيء للنساء والفتيات أكثر من الرجال. أما بقية الجنسيات فكان غالبية الفائزين فيها من الرجال، وشكلت النساء نسبة محدودة فيها.
وتوقع الزفين أن يساهم هذا النظام الجديد في مزيد من الالتزام المروري، ويحد من الحوادث والمخالفات المرورية بنسبة لا تقل عن 25 في المئة، مؤكدا أن هذه النسبة في حد ذاتها تعتبر نسبة مميزة وتؤدي إلي إلى المروري في إمارة دبي خلال الأعوام المقبلة، والاهم وهو الهدف الأساس خفض حوادث الوفيات والمخالفات الخطرة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024