"ذيب" يُطارد "القط" في مهرجان أبو ظبي السينمائي
خرج فيلم المخرج الأردني ناجي أبو نوار إلى النور، "ذيب" بعد أربع سنوات من التحضير. حصد باكورة أعماله جائزته الأولى من مهرجان البندقية أخيراً، وينافس ثلاثة أفلام عربية وعالمية عن فئة "آفاق جديدة" في مهرجان أبو ظبي الدولي. وهذه الأفلام هي، "صمت الراعي" للعراقي رعد مشتت و"من الألف إلى الباء" للإماراتي علي مصطفى و"الوهراني" للجزائري للياس سالم.
ويعود فيلم أبو نوار - الذي استلم جائزة "فاراييتي" لأفضل مخرج في العالم العربي في دورة المهرجان الحالية - إلى عام 1916 في شبه الجزيرة العربية حيث يعيش "ذيب" ابن شيخ القبيلة الذي يتنقل بمشهدية جمالية في الصحراء بعد وفاة والده ويتعلم من شقيقه المبادئ البدوية لكن حياته تتبدل بعد زيارة الضابط في الجيش البريطاني.
أما الأعمال العربية التي تنافس عن فئة الأفلام الروائية الطويلة، فهي أربعة أيضاً. تألق في المهرجان فيلم الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، "تمبوكتو" الذي اصطحب المشاهد إلى مالي حيث القوانين الطارئة والمتشددة التي تفرض منع التدخين والموسيقى وكرة القدم. واسترجع الكردي شوكت أمين كوركي مع فيلمه الروائي الثالث، "ذكريات منقوشة على حجر"، المجزرة التي ارتكبها صدام حسين بحق الكورد في إقليم كوردستان عام 1988 في عملية "حملة الأنفال".
أما اللبناني غسان سلهب، بعد "الجبل" (2011) نزل إلى "الوادي" بعد ثلاث سنوات ليروي قصة خراب جديدة لرجل فاقد للذاكرة يدخل مزرعة معزولة يقيم فيها تجار مخدرات لهم هواجسهم، حيث تدور أحداث الفيلم الذي يطالب المخرج المشاهد بسد فجواته. وإن كان ناجي أبو نوار حظي بإجماع إيجابي في المهرجان، انقسمت الآراء حول شريط المصري ابراهيم البطوط، "القط". أعاد مواطنه المصري فاروق الفيشاوي إلى السينما ووضعه أمام "القط"، عمرو واكد دون سيناريو بل لجأ إلى حوارات تلقائية. لكن مقاربة العشوائيات المصرية وتجارة الأعضاء بالتحديد كانت قصة مثيرة ومنتظرة بين زعامة العصابة والخطف والالتباس الواضح والمشاهد المقحمة. ورغم ما يحمله هذا الفيلم من قضية حساسة والهالة التي تحيط ببطليه، يبقى فيلم أبو نوار أكثر الأفلام العربية تألقاً في الدورة الثامنة من المهرجان.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024