أمنية الجزائري مالك حداد تتحقق بصدور «التلميذ والدرس» بالعربية
صدرت ضمن سلسلة «روايات الهلال» القاهرية أخيراً رواية الكاتب الجزائري مالك حداد «التلميذ والدرس»، بترجمة الكاتب والروائي الجزائري شرف الدين شكري. وبهذا تحققت أمنية حداد، الذي قال في وقت سابق: «إن حنيني كان ولايزال دوماً، حنيناً يتيماً إلى قراء يقرؤون لي باللغة العربية التي كنت أود أن أعبر من خلالها… لغة أجدادي العرب، وسيظل هذا الحنين مرافقاً لي حتى تتحقق أمنيتي». وبهذه الكلمات نفسها استهل مالك حداد مقدمة روايته «التلميذ والدرس». وتقول مديرة تحرير السلسلة هالة زكي: «إن حداد كان يشعر دائماً بالتناقض بين حضارتين مختلفتين، الأولى ولد فيها، والثانية، عاش فيها شبابه حتى تحقق استقلال البلاد عام 1962، وكان يحلم دوماً بأن يقرأه الجزائريون والعرب بلغته الأصلية».
رواية «التلميذ والدرس» يقوم بناؤها الأساسي على المونولوج الطويل، فنحن لا نتعرف طوال الرواية إلا على شخصية واحدة فقط، الطبيب الجزائري الكهل القاطن في إحدى المدن الفرنسية وحيداً، بعد أن ماتت زوجته، ويحاول إبقاء حفيده بين أحشاء الابنة المتمردة «فضيلة»، التي جاءت إليه راغبة في الإجهاض.
ويكشف هذا الطبيب رموز البطولة في المقاومة الجزائرية للاحتلال الفرنسي من خلال ابنته وصديقها والد الطفل، وهما ينتميان إلى المقاومة، ويدرسان سوياً في الجامعة. هذا الطالب وهذه الطالبة كانا في صراع ضد التقويم الغربي، الذاكرة الغربية؛ فشهر تموز (يوليو) لم يعد يتغنى بمحاصيل الحب، ولكن بذكرى إنزال قوات الاحتلال عند ضفاف الجزائر العام 1830.
الرواية تضع الأب والابنة وجهاً لوجه، فيقول الأب: «لم أعهد ابنتي بهذا الجمال، بهذه الوقاحة والشراسة. ليس للزمن ذاكرة، نسيت ذلك. فضيلة ولدت في لحظة الكلمات. أرمقها. لا أفهم. عيناها السوداوان. إنهما تلمعان، هذه الصغيرة التي لم أعد أعرفها».
مواجهة تعكس أحد مظاهر الصراع بين جيلين، جيل ينظر إلى جيل، جيل يتكلم إلى جيل. جيل ليس بمقدوره إلا أن يصمت. جيل يقاضي جيلاً ويصدر حكمه، ويتجلى هذا الصراع عقب الحرب العالمية الثانية.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024