صفاء سلطان: رقصي لمصطفى شعبان لم يكن مبتذلاً
بعد غيابها عن الدراما المصرية فترة طويلة، وتحديداً بعد تجربتها في تقديم السيرة الذاتية للفنانة ليلى مراد، عادت الفنانة الأردنية صفاء سلطان من خلال مسلسل «دكتور أمراض نسا» الذي عرض أخيراً، وشاركت مصطفى شعبان بطولته.
لكنها لم تكن تتوقع أن مشهداً واحداً في العمل سيسبب لها انتقادات. التقتها «لها» وأجرت معها هذا الحوار الذي ترد فيه سلطان على الهجوم الذي تعرضت له، وتعترف بأنها لم تكن المرشحة الأولى لهذا المسلسل.
وتتحدث أيضاً عن مواجهتها التحرش في فيلمها الجديد، وحقيقة ندمها على تجربة ليلى مراد، والفنانة الكبيرة المعتزلة التي تحلم بتقديم قصة حياتها على الشاشة، وحياتها الشخصية، وطموح ابنتها للعمل كمخرجة.
- ماذا عن فيلمك الجديد «أنثى»؟
يُناقش الفيلم ظاهرة اجتماعية منتشرة حالياً في شكل كبير في مُجتمعاتنا العربية، وهي التحرش الجنسي، فهو ظاهرة مُرعبة، رغبنا في تقديم رسالة عن معاناة الفتيات منذ خروجهن من منازلهن حتى عودتهن، ونتناول التحرش من نواحٍ كثيرة، سواء الكلام أو النظرات، والفيلم سيناريو نداء العليان وإخراج سيف الساحر ويشاركني البطولة أسعد الأسعد.
- وماذا عن الشخصية التي تُقدمينها؟
أقدم شخصية من قصة واقعية حدثت في الأردن، والمؤكد أن هذه القصة شبيهة بقصص تتكرر كثيراً في كل بلد عربي.
- ولماذا اخترت قضية التحرش الجنسي بالتحديد لمُناقشتها في فيلم سينمائي؟
الموضوع مُنتشر للغاية في عالمنا العربي، ومن خلال البحث اكتشفنا أن قضايا التحرش الجنسي موجودة في العالم الغربي أيضاً، فناقشنا اختيار اسم الفيلم ووقع الاختيار على «أنثى» لإلقاء الضوء على نظرة الرجال إلى موضوع التحرّش والرؤية العامة إليه، فالموضوع ليس مُعمماً على كل الرجال، فهناك كثير من الرجال المحترمين الذين لا يتجرأون على مضايقة الفتيات، لكن الفيلم رسالة توعية للجمهور في ظل العولمة التي نعيشها والانفتاح على العالم.
- متى سيعرض الفيلم؟
سيعرض خلال مهرجان «دبي السينمائي» في دورته المُقبلة، وبعدها سيُعرض في دور العرض السينمائية، وأتمنى أن يكون رسالة هادفة، وأتوقع أن يكون له أصداء جيدة وتأثير كبير.
- كيف كانت ردود الفعل على مشاركتك في مسلسل «دكتور أمراض نسا»؟
كانت منقسمة، فمُنذ اللحظة الأولى التي وقعت فيها العمل وأنا سعيدة للمشاركة فيه، وعندما بث شريطه الاعلاني، كنت عائدة من الأردن بعد إجازة قصيرة، ففوجئت ببعض الناس يسألوني عن الدور والمسلسل وهذا أسعدني للغاية، ثم المرحلة الأهم وهي عرض العمل ووضوح الشخصية أكثر، وبعدها تلقيت أصداء أكثر من رائعة.
- هل كنت قلقة من العودة إلى المشاركة في الأعمال المصرية بعد غياب؟
كان القلق مسيطراً عليّ، لكن كما قلت لك إن ردود الفعل على العمل قبل عرضه من خلال الإعلان الخاص به طمأنتني بعض الشيء، ورغبتي في تقديم شيء مختلف ومميز كانت تُشكل الدافع الرئيسي لهذا القلق، خصوصاً أن العمل بطولة جماعية وأن الجمهور المصري لم يتعرّف إلى قدراتي التمثيلية إلا في مسلسل «ليلى مراد» الذي كان سيرة ذاتية، لذلك كنت قلقة من فكرة حُكم الجمهور مجدداً، لكن العمل حقّق نجاحاً كبيراً.
- وكيف جاء ترشيحك للمشاركة في هذا المسلسل بعد توقف فترة عن العمل في مصر؟
عندما اجتمع الفنان مصطفى شعبان والمخرج محمد النقلي في البداية، كانت لديهما رغبة في أن تتقمص شخصية «لمار» تلك الفتاة البدوية المصرية أي فنانة، سواء مصرية أو عربية، دون اشتراط جنسية معينة، ورُشِّحت المطربة المغربية جنات للدور قبلي، لكنها كانت قلقة بشأن دخول تجربة التمثيل.
وعُرض عليّ الدور، وعندما قرأت السيناريو أعجبني ووافقت عليه، فاجتمعت بشعبان واكتشفت أنه كان لديه رغبة من البداية أن يجمعنا عمل معيّن.
- وما الاختلاف الذي قدمته من خلال دورك في هذا العمل؟
لا يعرف البعض أنني أملك موهبة كوميدية، ورغم أن الدور لم يُظهر قدراتي الكاملة في هذا المكان، كان بمثابة حالة كوميدية ساعدت الشخصية على البزوغ، فكانت مليئة بالمواقف وردود الفعل والانعكاس الطبيعي للشخصية.
- وكيف تغلّبت على صعوبة التحدّث باللهجة البدوية؟
رغم أن الشخصية كانت بدوية، كنت أتحدث خلال المسلسل باللهجة المصرية، إلا في المشاهد القليلة التي جمعتني بالفنان أشرف زكي الذي جسد دور والدي في العمل، فالشخصية تطلبت التحدث باللهجة البدوية، إذ إن «لمار» كانت تعيش في القاهرة بسبب دراستها في جامعة القاهرة.
- تعرضت لهجوم من البعض بسبب مشهد رقص فكيف كان رد فعلك؟
لم يتضمّن المشهد أي عناصر ابتذال أو إغراء، ولكن كان له ضرورة درامية، خصوصاً أن الشخصية التي قدمتها كانت تعاني مشاكل مع زوجها الذي قام بدوره شعبان الذي لم يكن يهتم بها، وأعتقد أن الزوجة العادية تحاول لفت انتباه زوجها لها بأي وسيلة، سواء بالرقص أو غيره، كما أنني لم أسمع أي انتقاد من الجمهور، وأعتقد أن بعض النقاد كتبوا عن ذلك فقط بسبب فكرة عرض العمل في شهر رمضان.
- ألم تشعري بالقلق من أن تكوني في عمل من بطولة مصطفى شعبان الذي تتعرض أعماله الدرامية لهجوم حتى قبل عرضها؟
مصطفى شعبان فنان كبير وله جمهور يحبه ويقدّره، لكن لا يوجد عمل واحد يُرضي كل الأذواق، فقد يحكم الجمهور على أعمال مصطفى بأنها مثيرة مثلاً لوجود فنانات كثيرات في الأعمال، لكن دوري في «دكتور أمراض نسا» مختلف وبعيد من أعماله السابقة، مثل «الزوجة الرابعة» و«مزاج الخير»، لذلك أنا لم أقلق من ذلك، وكان يُسيطر عليَّ شعور بالتحدي لتقديم أفضل ما لديَّ من طاقات فنية أمامه، كما أن شعبان كان يتحمّل كل المسؤوليات لأنه بطل العمل، وبذل مجهوداً كبيراً في كل كبيرة وصغيرة لخروج المسلسل في شكل مميز.
- وكيف ترين تشبيه البعض دور «لمار» في «دكتور أمراض نسا» بدور الفنانة شادية في فيلم «الزوجة 13»؟
هناك تشابه كبير بين الدورين، إذ كانت دائماً تحاول التقرب من زوجها وإسعاده كما فعلت أنا في العمل، ولكن دون جدوى، لأن الزوج كانت لديه مشاكل تسيطر على خياله.
- هل كانت هناك منافسة بين نجمات العمل؟
لم أفكر فيها رغم وجودها، لصالح العمل ككل، فكل فنانة كانت تسعى لإثبات نفسها وتقديم دورها في شكل يُميزها عن غيرها، ورغم ذلك كنا نخاف على بعضنا ونتشارك في كل شيء.
- تشعرين بالغيرة من الأخريات؟
غير صحيح، والدليل أنني وبطلات مسلسل «دكتور أمراض نسا» كنّا حريصات على أن تجمعنا الصداقة والظهور في شكل جيد. حتى الفنانات الصاعدات في العمل كنا نهتم بهن ليظهرن كما ينبغي.
- ما ردك على من يتّهم تجربة مسلسلك «ليلى مراد» بالفشل؟
لم يفشل العمل وصمتي عما نُشر عن فشل العمل ليس معناه قبول ذلك، لكنني أرفض ذلك، كما أن النقاد انتقدوا المرحلة الأولى من العمل وعادوا بعد ذلك لتغيير رأيهم في نهايته.
- إذاً ما حقيقة تصريحاتك بندمك على هذا العمل؟
تصريحات كاذبة لم تصدر مني ولم أتلفظ بها، فأنا فخورة للغاية بأداء هذه الشخصية ويكفيني شرف اقتران اسمي مع اسم قيثارة الشرق ليلى مراد، كما أنني واحدة من جمهورها وعشاقها قبل أن أؤدي هذا العمل الذي أعتبره نقلة مهمة في مشواري وإنجازاً كبيراً، والدليل على ذلك كلام المنتج إسماعيل كُتكت عنه قبل رحيله.
- بعد مرور سنوات على عرض المسلسل كيف تصفين التجربة عموماً؟
بذلت مجهوداً كبيراً في هذا العمل لدرجة أنني كنت أقلّد ليلى مراد في صوتها وغنائها، حتى أنني ظهرت وقت العرض الأول على إحدى الفضائيات المصرية وعرضوا مقطعاً صوتياً للفنانة ليلى مراد من فيلم «يحيا الحب»، وقارنوه بالمقطع نفسه من المسلسل، وهذا نجاح في حد ذاته. وبصفة عامة أنا فخورة بهذا العمل.
- هل لديك القدرة على تجسيد السيرة الذاتية لفنانة أخرى؟
هذا النوع من الأعمال مرهق للغاية ويحتاج إلى وقت وتفرغ، فقبولي هذا النوع من الأعمال يتوقف على الإنتاج الضخم الذي يُخرج العمل في شكل يليق بالشخصية، ورغم أنني أتمنى تقديم شخصية «شادية»، لا تستهويني فكرة تقديم أعمال السيرة الذاتية في الوقت الحالي، لكن إذا وافقت شادية على ذلك سوف أتحمس لأداء الشخصية.
- إذاً أنت تنتظرين موافقتها لتقديم سيرتها الذاتية؟
إن وافقت الفنانة القديرة شادية على تقديم سيرتها الذاتية فسأكون في منتهى السعادة، وسأقدم العمل بكل فخر، لكن أعرف أنها رفضت من قبل تقديم سيرتها الذاتية.
- ولماذا لا تحاولين إقناعها بتقديمك سيرتها الذاتية؟
لن أقوم بأي محاولات لإقناعها بتقديم سيرتها الذاتية، فهذه حريتها الشخصية ولا بد من أن تُحترم.
- من يُعجبك من نجوم السينما في مصر؟
مصر مليئة بالمواهب الفنية، وأكثر من يُعحبني من الفنانين في مصر كريم عبدالعزيز، الذي يتميز بذكاء كبير في اختياراته الفنية، وهذا أمر صعب. كما لديه حضور طاغٍ على الشاشة، وأعماله مُتجددة، ويملك خفة ظل غير عادية، وأحب أحمد حلمي وأحمد مكي، وكذلك ياسمين عبدالعزيز ومي عزالدين التي أرى أنها تبذل مجهوداً كبيراً في أعمالها الفنية، وتُعجبني أيضاً منة شلبي ونيللي كريم، التي أثارت إعجاب الجميع في مسلسل «سجن النسا».
- هل تتمنين مشاركة نجوم مصريين أعمالهم السينمائية؟
بالطبع. أتمنى مشاركة تامر حسني، وأتوقع أن تُحقق نجاحاً كبيراً، وأتمنى أن أكتشف في نوع جديد من الأعمال. كما أنني أسعى للعمل مع خالد الصاوي وكريم عبدالعزيز وعادل إمام ومحمود عبدالعزيز وغيرهم.
- من الأكثر نجاحاً من نجوم الأردن؟
إياد نصار هو الفنان الأول الذي حقق نجاحاً في مصر، وبعده جاء منذر رياحنة وياسر المصري، وأعتقد أن الثلاثة حققوا نجاحاً كبيراً جداً ودخلوا قلوب الجمهور المصري، وهذه المهمة الأصعب لأن الجمهور المصري ذكي ومتابع.
- ماذا عن حياتك الشخصية وابنتك إميلي؟
حياتي سعيدة مع ابنتي التي أعتبرها هدية من الله، وهي صديقتي وليست فقط ابنتي، فكثيراً ما تُبدي رأيها في أعمالي الفنية كمُشاهدة وليس كابنتي، لكن لم يحدث وانتقدتني، وهي لديها أفكار وطموحات في العمل كمخرجة في ما بعد.
- هل قدمت بعض التنازلات الفنية من قبل بسبب مسؤولياتك كأم؟
لم أقدم التنازلات أبداً في حياتي لا من أجل ابنتي ولا من أجل نفسي، وأدعو الله ألا يُعرضني لذلك يوماً ما.
- ما حقيقة استقرارك في مصر؟
استقريت في شكل شبه تام، لكنني أسافر وأعيش في الأردن وأكون كثيراً في مصر أيضاً.
- هل تعتذرين بسرعة لمن أخطأت في حقه؟
أعتذر سريعاً ودون تفكير، فالنتائج لا تهمني.
- وهل تقبلين الاعتذار بسهولة؟
بالطبع، فأنا لا أحب أن يعتذر لي أحد، ولكن يكفيني الاعتراف بالخطأ.
- وأخيراً، ما هي نسبة ثقتك في نفسك؟
95 في المئة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024