تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

تأثراً بفيلم هيفاء وهبي، طالب يقتل جارته بعد فشله في اغتصابها

مشهد سينمائي يتكرر، لكن بصورة أكثر بشاعة؛ في جريمة قتل بطلها طالب شاهد فيلم "حلاوة روح" وتأثر بمشهد اغتصاب بطلته هيفاء وهبي، فحاول أن يفعل ما جاء به مع جارته التي تكبره بأعوام تماثل عمره، إلا أن صرخاتها جاءت رافضة لجريمته، فتحول الأمر من مشهد اغتصاب إلى جريمة قتل؛ مزقها خلالها بالطعنات وتركها جثة تسبح في بركة من الدماء وفر هارباً.

 

الضحية ربة منزل تزوجت حديثاً من مندوب مبيعات، وبحكم طبيعة عمله يتركها بمفردها لأوقات طويلة في المنزل، الذي يقع بمدينة العبور شرق القاهرة، لذا كانت الاختيار الأسهل ليؤدي معها المتهم مشهد الاغتصاب؛ ظناً منه أنها ستكون ضحية سهلة؛ مثل روح بطلة الفيلم الذي أثاره.

تفاصيل الجريمة البشعة بدأت أحداثها تتكشف عندما عاد أحمد رجب عطور، 34 سنة مندوب مبيعات، ليلاً إلى منزله ووجد الباب مفتوحاً، الأمر الذي أثار قلقه، خاصةً بعد أن وجد آثار دماء في الصالة، فأخذ ينادي على زوجته دون أن تجيبه، ليتأكد أن مكروهاً أصابها؛ دون أن يدور في خلده أنه سيعثر عليها بعد لحظات جثة هامدة غارقة في الدماء داخل الحمام.

حالة من الصدمة انتابت الرجل إزاء هذه الكارثة، فخرجت صرخاته تستنجد بالجيران؛ الذين حضروا وأبلغوا الشرطة بحادث مقتل الزوجة رضا علي إسماعيل، 34 سنة ربة منزل، بعد العثور عليها ممزقة بسبع طعنات في الرقبة والوجه والظهر والذراع والرأس.

ظن الجميع أن لصاً جاء لسرقة المجني عليها، وعندما قاومته مزق جسدها بالطعنات، لكن سلامة جميع المنافذ علاوة على عدم اختفاء أي متعلقات أو مبالغ مالية؛ علاوة على السمعة الطيبة للقتيلة، وضع رجال الشرطة أمام لغز كشفته بقعة دماء أمام العقار المجاور.

كإجراء طبيعي تم استصدار إذن من النيابة العامة لتفتيش المنزل، لتكون المفاجأة أن الجاني طالب بالمرحلة الثانوية، بعد أن عثروا داخل دولابه على ملابسه ملطخة بدماء القتيلة وبداخلها السكين الذي استخدمه في تنفيذ جريمته.

أحمد خالد حسن، 17 سنة طالب بالثانوية العامة، حسن الخلق متفوق دراسياً، ينتمي لأسرة حسنة السيرة والسلوك، تفاصيل حول المتهم وضعت رجال الشرطة في حيرة من أمره، فما الذي يدفع شخصاً بهذه الظروف لارتكاب جريمة بهذه البشاعة.

خرجت اعترافات المتهم كالطلقات في وجه الجميع؛ وهو يروي كيف أثاره مشهد الاغتصاب في فيلم "حلاوة روح"، الذي شاهده مع زملائه منذ شهر وظل عالقاً في تفكيره لا يفارق مخيلته، حتى شاهد فردة حذاء خاصة بالمجني عليها كانت تضعها على سور الشرفة، وقد طارت لتسقط في الشارع؛ فالتقطها وذهب مهرولاً لإعادتها إليها، إلا أنه وجد البوابة الحديدية الخاصة بالعقار مغلقة.

لم يتراجع المتهم ومشهد الاغتصاب يتجسد أمامه، فوضع سكيناً بين ملابسه وقفز من أعلى سطح العقار الذي يسكن فيه لسطح العقار الملاصق، الذي تسكن فيه الضحية، ونزل على السلالم وطرق الباب؛ لتفتح له الضحية التي وجهت له الشكر عندما عرفت أنه جاء من أجل إعادة متعلقاتها، لكنها طالبته بعدم تكرار قفزه من سطح العقار خشية سقوطه، وفي سبيل ذلك منحته سلسلة مفاتيحها ليفتح البوابة على أن يعيدها إليها مرة ثانية قبل أن يغلق الباب من الخارج. 

دخلت الضحية لمسكنها في انتظار عودة جارها، لتفاجأ به بعد لحظات يأتي إليها من خلفها محاولاً تجريدها من ملابسها والاعتداء عليها، لكنها نهرته وظلت تصرخ من أجل إخراجه، الأمر الذي خشي معه من الفضيحة؛ فوجد نفسه يخرج السكين الذي كان بحوزته، الأمر الذي شعرت معه الضحية بالخطر؛ فحاولت الاختباء منه في الحمام، إلا أنه تتبعها وتمكن منها ليصيبها بجرح طعني بالرقبة؛ أعقبه بجرحين بالرأس وآخرين بالذراع اليسرى وآخر بالظهر ومثله بالذقن، لتتدفق منها الدماء ملطخة ملابسه، فيجري مهرولاً من مسرح الجريمة محاولاً إخفاء أدواته، لكن بقعة الدماء التي سقطت من السكين كانت كفيلة بفضح أمره وسط حالة من الصدمة سيطرت على الجميع.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079