سوزان نجم الدين: لم أهجر الدراما السورية
رغم أنها أعلنت من قبل موقفها مما يحدث في بلدها سورية، قررت التوقف عن الحديث في السياسة حالياً، وترى أن صمت الفنان يكون أفضل أحياناً من كلام يسبّب فتنة.
الفنانة السورية سوزان نجم الدين تتحوّل إلى إعلامية شهيرة على شاشة رمضان، من خلال مسلسلها الجديد «كش ملك» الذي تكشف لنا أسراره وكواليسه، وعلاقة دورها بهالة سرحان ومنى الشاذلي وأوبرا وينفري.
كما تكشف حقيقة تخليها عن الدراما السورية، ورأيها في جمال سليمان ومحمود عبد العزيز ويسرا وإلهام شاهين. وتتكلم عن برنامجها الذي توقف، وحلم الغناء الذي تصرّ عليه، والسرقة التي تعرّضت لها، والخوف الذي جعلها تنقل إقامة أولادها إلى أميركا.
- ما الذي جذبك في مسلسل «كش ملك» الذي تخوضين به السباق الرمضاني هذا العام؟
تحمست لهذا المسلسل لأنه يتحدث عن الإعلام الذي أعتبره من أهم القضايا الملحة على الساحة، فمن خلال «كش ملك» أقدم رسالة لكل إعلامي شريف ووطني، يساهم في رفع كلمة الحق وبناء مجتمعه، ويغلب مصالح الوطن على مصالحه الشخصية، فيما يتعرض لمتاعب وضغوط في حياته.
ورسالتي هي كلمة شكراً للإعلاميين الشرفاء، وأشد على أيديهم، خاصة أننا نحتاج إلى إعلام صوته قوي يساعدنا في فهم الحقيقة، ولا يضللنا.
- وكيف تجدين الاتهامات المتتالية التي يواجهها بعض الإعلاميين الآن بأنهم مضللون؟
مثلما هناك الإعلام الحيادي والبرنامج الهادف نجد البرنامج غير الحيادي، وكما نجد المذيع والإعلامي الوطني يوجد أيضاً الإعلامي غير الشريف.
لكن أنا ضد الإساءة إلى الإعلام كله واعتباره مضللاً ومأجوراً، لأن الشرفاء من الإعلاميين ما زالوا يتصدرون المشهد، وهذا ما يتناوله مسلسلي.
- ماهي طبيعة دورك؟
أجسد شخصية إعلامية معروفة تدعى نهال الصاوي، تقدم برنامج «توك شو» يحمل اسم «مع نهال» تحارب من خلاله الفساد، وتفجر في كل حلقة مشاكل حقيقية يواجهها المجتمع ويشعر بها الناس على أرض الواقع.
- وهل تواجه أزمات مثل الإعلاميين الموجودين حاليا؟
بالطبع هذه الحلقات والقضايا التي تكشفها تدخلها في مواجهات مع رجال أعمال وشخصيات بارزة من النظام السابق، حيث تجد محاولات كثيرة للتأثير عليها، وبالفعل تتورط في كثير من الأزمات، لكنها تنتصر في النهاية.
- ما حقيقة تناول المسلسل لأحداث «25 يناير»؟
المسلسل يتناول كثيراً من الأحداث، ونماذج الفساد، ونماذج النظام السابق، والسلبيات التي أدت إلى حدوث ثورة «25 يناير».
- هل تدربت على تقديم البرامج؟
الأمر اعتمد على اجتهادي في درس الشخصية والتعرف على تفاصيلها، من خلال السيناريو أولاً ثم ما أحمله في ذاكرتي عن برامج التي سبق أن تابعتها، إلى جانب لمستي كسوزان نجم الدين.
- وهل تتابعين برامج التوك شو؟
بالطبع أشاهد بعض البرامج المختلفة طوال العام، وأتابع الأحداث الجديدة واليومية من خلالها، في أوقات الفراغ، لكن في الحقيقة حالياً توقفت عن مشاهدة برامج «التوك شو» في أوقات التصوير، حتى لا أتأثر بشخصية معينة من المذيعات وأقلدها دون قصد.
- تردد أن شخصية نهال الصاوي تشبه إعلاميات شهيرات مثل هالة سرحان ومنى الشاذلي، فهل هذا صحيح؟
تعمدت تقديم هذه الشخصية بواقعية حتى تكون قريبة من الناس، لذلك قد يجد المشاهد في نهال الصاوي خليطاً من صفات عدد من الإعلاميات، مثل هالة سرحان التي أرى أنها إعلامية مميزة في كل شيء، ولها شكل وأسلوب خاصان، وكذلك منى الشاذلي التي نجحت في أن تصنع لنفسها حالة لا تشبه أحداً، وإلى جانبهما يمكن ضم ملامح الإعلامية العالمية أوبرا وينفري إلى شخصية نهال، سواء في الشكل أو الأسلوب، لكن دون تقليد، وهذا كان اقتراح مخرج المسلسل منذ اليوم الأول.
- هل تغيير اسم المسلسل من «لا تشرب القهوة مع نهال» إلى «كش ملك» جاء لاعتراض بقية الأبطال على أن يحمل المسلسل اسمك؟
عند ترشيحي للعمل كان يحمل اسم «لا تشرب القهوه مع نهال»، وكنت سعيدة جداً بهذا الاسم، لأنه مختلف عن الأسماء التقليدية للمسلسلات، وله انعكاسات سياسية تحذّر من اللعب مع الإعلام، لأنه أقوى سلاح، وإذا تم التعامل معه وتقديمه بالشكل الصحيح يساعد على تقدم الدول بشكل كبير.
لكن المسلسل كان مسجلاً لدى شركة «صوت القاهرة» المنتجة له باسم» كش ملك»، ثم كان هناك اتجاه إلى إبقاء الاسم الجديد «لا تشرب القهوة مع نهال»، خاصة أنه يبرز قضية المسلسل، لكن تمت العودة إلى الاسم القديم والأساسي، وهذا شيء عادي، ولم يكن بسبب اعتراض أحد. وأنا لم أتوقف عند تغيير الاسم كثيراً.
- ألم تقلقك الأزمات الإنتاجية التي تواجه مسلسلات شركة «صوت القاهرة»؟
هذه التجربة الأولى التي تجمعني بشركة «صوت القاهرة»، وبعكس هذا الكلام والاتهامات لمست فيهم الاحترام، حتى أجري لم يطلبوا مني خفضه، كما أن رئيس الشركة كان حريصاً على توفير كل الأشياء التي نطلبها، والحمد لله الأمور كانت تسير على ما يرام، وأتمنى أن ويخرج المسلسل بشكل متميز.
- هل تهتمين باختيار جهة الإنتاج في كل أعمالك؟
بالطبع الجهة المنتجة من أهم عناصر نجاح العمل الفني، فهي التي تساعد على أن يخرج العمل بالشكل المتميز، ولهذا لابد أن أطمئن إلى جهة الإنتاج وسمعتها في المجال.
- ما هي بقية شروطك لقبول العمل الفني؟
السيناريو وطريقة كتابته بالنسبة إلي شيء أساسي ومهم جداً، وقبل قبولي لأي عمل لا بد أن أقرأ السيناريو وأرفض التنازل عن ذلك مهما كان المقابل، كما أن مخرج العمل عنصر مهم وفريق العمل ككل، فالمسلسل أو الفيلم الناجح يتطلب تكامل كل العناصر.
- ما سبب اعتذارك عن مسلسل «فتاة من الشرق»؟
«فتاة من الشرق» عرض عليَّ قبل فترة، وتناقشت مع المخرج في تفاصيله، لكن السيناريو لم يكن جاهزاً وقتها. لهذا وجدت أنه من الصعب الموافقة على سيناريو لم يكتمل بعد، ولهذا اعتذرت عنه.
- البعض ينتقد وجود الفنانين السوريين في الدراما المصرية، فما رأيك؟
الفن ليس له جنسية، والجمهور عندما يحب فناناً ويصدقه ويمنحه ثقته لا يسأل عن البلد الذي أتى منه، لهذا أرفض تصنيف الفنانين وفق جنسياتهم وفي الوقت نفسه لا يمكن أحداً أن ينكر أهمية الدراما المصرية ومكانتها. أنا سعيدة بالوجود في مصر والتعامل مع الجمهور والفنانين المصريين.
- هل تشعرين بالرضا عن تجربتك مع الفنان محمود عبد العزيز في مسلسل «باب الخلق»؟
أعتبر تعاوني مع فنان بحجم العملاق محمود عبدالعزيز من المحطات المهمة في حياتي، رغم أنه لم يجمعني به في المسلسل سوى مشهدين.
- وهل هناك تعاون جديد مع المخرج عادل أديب؟
أتمنى أن تجمعني تجربة جديدة قوية مع المخرج عادل أديب الذي أعتبره من أرقى المخرجين الذين تعاونت معهم، وقد ساعدني هو والأستاذ محمود عبدالعزيز في الإمساك بمفاتيح الشخصية، فهو مخرج مبتكر ومبدع ويساعد الفنان في أن يظهر بشكل جديد ويخرج منه طاقة كبيرة.
- هل كان هناك شبه بينك وبين شخصية يسرية التي قدمتها في «باب الخلق»؟
هناك نقطة معينة لا بد أن ألتقي فيها مع أي شخصية أؤديها، ليحدث توحد بيننا، وبالتالي لا يشعر المشاهد بأنني أقدم مشاهد تمثيلية. لكن ليس من الضروري أن أكون مؤيدة لتصرفات الشخصية أو قراراتها وملامحها.
- قدمت عدداً محدوداً من الأدوار في الدراما المصرية، هل ترينها كافية لتحقيق النجاح الذي تتمنينه في مصر؟
بالطبع لا، أريد أن أقدم المزيد لكنني أرفض كثيراً من الأعمال لأنني لا أجد فيها ما يمثل إضافة حقيقية لي. أنا أحرص على كل خطواتي والتأني فيها لاختيار الأفضل من حيث الكم وليس الكيف، فقد قدمت مسلسلات «نقطة نظام» و»مذكرات سيئة السمع» و»باب الخلق»، وأتفق معك أن عددها قليل لكنها متميزة، والجمهور يتذكرها وهذا ما يهمني. ولا تنسي أن بدايتي في مصر كانت عام 2007، وامامي وقت كافٍ لتقديم الأفضل.
- لماذا اعتذرت عن مسلسل «سكر وسط»؟
لم أتمكن من المشاركة فيه لانشغالي بتصوير مسلسل «كش ملك» الذي كنت قد وافقت عليه، وكان من الصعب جداً التنسيق بين العملين في وقت واحد.
- وما هو سبب اعتذارك عن المسلسل السوري «حائرات»؟
كانت عندي ظروف خاصة منعتني من المشاركة في العديد من المسلسلات، وليس هذا المسلسل وحده.
- هل هذا معناه أنك هجرت الدراما السورية؟
هذا الكلام غير صحيح، فالدراما السورية هي بيتي الأول، وأتمنى أن يكون عندي مسلسل سوري الآن أصوّره وسط الأحداث، فقد عرض عليَّ حوالي ستة مسلسلات، هي «حبيت حلب» و«الولادة من الخاصرة» و«فكت لعبت» و«هوانم» و«سكر وسط « و«حائرات»، لكن ظروفي الخاصة منعتني من المشاركة فيها، علاوة على أن هذه الأعمال عرضت عليَّ في وقت واحد، وكنت قد تعاقدت هنا في مصر على «كش ملك».
- لماذا لم يخرج برنامجك «جار المشاهير» إلى النور؟
جهّزت للبرنامج منذ سنوات، لكنه توقف بسبب ظروف إنتاجية، لأنه يحتاج إلى موازنة ضخمة جداً، وهو من إنتاجي وبذلت فيه مجهوداً كبيراً، من حيث الإعداد والتجهيز والضيوف وغيره.
- لكن ألا تخشين اتهامك بتقليد الفنانات اللواتي خضن تجربة تقديم البرامج بعد كل هذا التأخير في ظهورك كمذيعة؟
فكرة برنامجي جديدة جداً وبعيدة عن أي استنساخ أو تقليد، ولم يتم تناولها على أي قناة فضائية عربية أو حتى أجنبية من قبل، وهذا ما يطمئنني إلى البرنامج ويضمن لي التميز عن الآخرين. وسوف أسعى لأن يخرج البرنامج إلى النور في أقرب وقت.
- هل تتابعين مسلسلات جمال سليمان المصرية؟
بالطبع أتابع كل أعماله، فهو فنان ونجم كبير استطاع أن يحافظ على نجوميته في الوطن العربي كله.
- من هم النجوم المصريون الذين تحرصين على متابعة أعمالهم في رمضان؟
أحرص على متابعة كل الأعمال الجيدة، والدراما المصرية حافلة بالنجوم الكبار والأعمال المميزة. ومن بين النجوم الذين أحرص على متابعة أعمالهم الفنان يحيى الفخراني الذي أعشق فنه وصدقه واختياراته، والفنان نور الشريف نجم بكل المقاييس.
ومن النجمات أحب يسرا، فهي فنانة حساسة وراقية، وكذلك إلهام شاهين، وتعجبني أعمال غادة عبد الرازق.
- يرى البعض أن من أسباب نجاح الدراما التركية الدبلجة السورية، فهل تقبلين المشاركة في تركيب صوتك لممثلة تركية؟
لن أقبل أبداً أن أمنح صوتي لأي عمل تركي أو غير تركي مهما كانت الإغراءات، لأن صوتي هو بصمتي وهويتي.
وسبق أن ناشدت الفنانين السوريين ألا يقبلوا وضع أصواتهم على المسلسلات التركية، لأنهم بهذا التصرف يدمرون الدراما السورية ويعطون المفتاح الماسي للدراما التركية لكي تنتشر في العالم العربي كله، وهذا للأسف يكون على حساب السوريين.
- أين أنت من السينما؟
أتمنى أن أقدم أفلاماً، لكن السينما ليست بقوتها المعتادة... أتلقى العديد من العروض لتقديم أعمال سينمائية، لكن للأسف لم أجد بينها ما يقدمني بشكل يتناسب مع أفكاري وموهبتي، وكلها كانت أدواراً تعتمد على الجمال أكثر من الأداء وأنا أرفض هذا.
- هل تبحثين عن دور معين؟
كان عندي مشروع سينمائي ضخم تشارك في إنتاجه عدة جهات عربية، ويقدمني بشكل متميز ويناقش القضية الفلسطينية ومشاكل العالم العربي. لكن الظروف الحالية حالت دون تَحققه.
- ماذا عن حلم الغناء، هل تراجعت عنه؟
لا هو ليس تراجعاً، على العكس فأنا أحب الغناء ووجدت تشجيعاً من صناع الغناء وكبار الموسيقين، وأذيعت أغنيتي الأخيرة التي قدمتها لسورية، وتلقيت العديد من ردود الفعل الجيدة عليها. وهناك العديد من الأغاني التي أجهزها لجمهوري.
- هل نقلت إقامتك إلى خارج سورية بسبب الأحداث التي تشهدها؟
إقامتي موزعة بين مصر وسورية ودبي وأميركا، فسورية بلادي ولن أتركها تحت أي ظرف مهما حدث، ومصر فيها عملي، ودبي يقيم فيها أشقائي، ولديَّ شركة إنتاج هناك.
أما أميركا فيقيم فيها أهل زوجي منذ 30 عاماً، وقد فضلت نقل دراسة أولادي إلى هناك لكي أبعدهم عن الأخطار، حتى يكبروا في بيئة صحية خاصة أنهم لن يتحمّلوا هذه الأحداث والمشاهد القاسية.
- هل أنت مع إعلان الفنان موقفه السياسي تجاه الأحداث في بلاده؟
أنا مع أن يقول الفنان رأيه وبجرأة إذا كان رأيه سيغير شيئاً في الواقع، أما إذا كان هذا الرأي سيتسبب بفتن بين أبناء الوطن الواحد، فالصمت يكون أفضل. فأنا عندما أعلنت رأيي بكل قوة وجرأة في أول ستة شهور من الاحداث، وجدت أن الموضوع أكبر بكثير من مجرد رأي.
- ما حقيقة سرقة بريدك الإلكتروني؟
سُرق بريدي الإلكتروني والسكايب الخاص بي، وتم استعمالهما للإساءة باسمي إلى جميع من يتعاملون معي وكل من يعرفونني، وطلب السارقون أموالاً من أصدقائي وجمهوري في محاولة ابتزاز صريحة وتشويه لصورتي أمام الجميع، وهذا سبَّب لي أزمة كبيرة، ولا أعرف من فعل هذا.
- لماذا تراجعت عن التحدّث في السياسة؟
هو ليس تراجعاً، وحرصي على مصلحة وطني هو ما دفعني للحديث في السياسة التي لا أحبها تماماً، لكن للأسف بعد فترة وجدت أن تصريحاتي يتم تفسيرها بشكل خاطئ في محاولة لتشويهي، مما جعلني أشعر بالقلق من الفتن التي تتم المتاجرة بها.
فوجدت أن التعبير عن الرأي مطلوب، والصمت أيضاً في أيام معينة وظروف معينة يكون مطلوباً أكثر.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024