تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

«يوميات أمّ عاملة» الدكتورة في فنون الموسيقى الأوروبية ايمان حسني... يومي من أطول الأيام ولا أؤجل أي عمل إلى الغد

إبنة إيمان مع كاظم الساهر

إبنة إيمان مع كاظم الساهر

مع كاظم الساهر

مع كاظم الساهر

حصلت إيمان حسني على درجة الدكتوراه في فنون الموسيقى الأوروبية من جامعة فيينا في النمسا بتقدير امتياز، والتحقت بأكاديمية الفنون، المعهد العالي للموسيقى العربية، كأستاذة تقوم بتدريس تقنيات الغناء الغربي، الغناء المسرحي، مادة الإلقاء، ومادة علم الصوت. عملت في مجال الدبلجة وشاركت بالغناء في العديد من العروض الغنائية في فيينا. وشاركت في برنامج the Voice على شاشة الـ MBC كمدربة صوت في فريق كاظم الساهر. تزوجت إيمان من الدكتور محمد سامي مصمم الديكور، وكانا قد أكملا دراستهما في فيينا معاً وعادا وارتبطا في مصر. تعتبر ايمان أن يومها يُعد من أطول الأيام لأنها تحاول أن تنجز كل أعمالها متّبعةً المثل القائل لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد... عن يومياتها كأم عاملة تتحدث الدكتورة إيمان في هذا الحوار.

-كيف تستقبلين يومك؟
أستيقظ عند الخامسة والنصف صباحاً، وأباشر تجهيز الأطعمة والسندويشات التي ستأخذها ابنتي معها إلى المدرسة، ثم يستيقظ زوجي وأجهّز الفطور له ونتناوله معاً. نقرأ الصحف قليلاً ثم أُيقظ ابنتي لتتناول الفطور وأصطحبها إلى المدرسة، لأنها لا تحب ان تذهب بالباص.

-ماذا عن العمل؟
أذهب إلى الأكاديمية عند الساعة التاسعة تقريباً ويطلقون عليَّ لقب «الخواجاية»، لأن معظم الموسيقيين يستيقظون في وقت متأخر كونهم  يسهرون كثيراً خلال الحفلات، لذلك يضطرون لأن يعطوا الدروس في وقت متأخر، أما أنا أصل في وقت مبكر وأتابع الدروس معهم.

-لكنك موسيقية أيضاً...
نعم، لكن منذ أن كنت أتابع دراستي في فيينا كنت أستيقظ باكراً وأنجز الكثير من الأعمال خلال النهار واعتدت على هذا الأمر حتى بعد انتهاء دراستي.

-بعد العمل؟
أنهي عملي عند الساعة الثالثة وأذهب لأصطحب ابنتي من المدرسة، وفي المنزل أسألها عن يومها في المدرسة لأكون على بيّنة بكل ما حدث معها. ثم يصل زوجي من عمله وأحضر وجبة الغذاء ونتناول الطعام معاً. وآخذ بعدها قسطاً من الراحة وأرتشف قهوة ما بعد الغذاء ثم أتابع مع ابنتي دروسها وأقوم بترتيب البيت.

-ماذا عن الحفلات؟
إذا كان لدي ارتباطات مسائية أذهب ولكن بعد أن تنتهي ابنتي من دروسها، فبالنسبة إلي الدراسة هي أهم شيء. أحياناً اصطحبها معي إلى الحفلات والتدريبات أو إلى الدروس الخصوصية التي أتابعها مع طلابي.

-هل يساعدك زوجك في تربية ابنتك؟
منذ ولادة ابنتي أحاول مع زوجي أن نتقاسم رعاية ابنتنا، حين يكون لدي عمل يبقى معها وحين ينشغل أبقى معها كي لا تبقى وحدها. فهي صديقتي وشقيقتي وابنتي وهي تعلم أنها كل شيء في حياتي. ومن الجيد أننا اعتدنا على التعاون انا وزوجي في تربية ابنتنا وإذا لم نعتمد هذا الأسلوب لأصبنا بالضياع.

-ماذا تفعلين في يوم الإجازة؟
إجازتي الأسبوعية يومي الجمعة والسبت، أخرج لكي أشتري حاجيات المنزل كما أصطحب ابنتي إلى أماكن ترفيهية خاصة بالأطفال، أو أقوم بزيارات عائلية.

-هل هناك نشاطات تمارسها ابنتك؟
تتعلم السباحة ولكن خلال الإمتحانات المدرسية وفصل الشتاء تأخذ إجازة نحو شهرين.

-ماذا أخذ منك كربّة منزل وماذا قدم لك the Voice؟
على الصعيد العائلي، غيّر البرنامج الجدول اليومي الذي كنت أتبعه مع ابنتي وزوجي. وشعرت بالتقصير تجاههما، إلا أني كنت أتابع أخبارها من خلال الإتصالات الهاتفية ونتحدث عما يضايقها، وأحاول عند عودتي أن أعوّضها عن الفترة التي أمضيتها بعيدة عنها.

-ما الذي يضايقها؟
والدها غير صبور وغير معتاد أن يبقى معها فترات طويلة، وأثناء سفري لا يستطيع أن يلبّي لها كل متطلباتها، فيأخذها إلى المدرسة ويصطحبها لاحقاً ويشعر أن الامر يفوق قدراته.

-أين تقصّرين مع زوجك؟
زوجي ينشغل كثيراً ويتابع مع العمال كل التجهيزات  الخاصة بديكور المسرح ولديه تقريباً كل أسبوع مسرحية جديدة، وأقوم بإنجاز أعمالي وأبحاثي  في الوقت الذي يكون زوجي منهمكاً في عمله.

-هل يتذمر؟
لا أبداً، وكما ذكرت أحاول أن يكون يومي أطول يوم في الوجود. وفي وقت الفراغ أطبخ لهما طعاماً لذيذاً كتعويض عن الوجبات السريعة التي يتناولانها أثناء عملي في الخارج. وإذا طلب مني زوجي أن نمضي وقتاً معاً خارج المنزل وكان لدي عمل ما أؤجله وألبي دعوة زوجي، لا أحب أن أصده، وأحاول أن أوفق بينه وبين عملي. أنا أعرفه قبل الزواج، نحن درسنا معاً وذهبنا وأكملنا دراستنا في فيينا معاً. وهو بالنسبة إلي صديق ويعرفني ويعرف أنه عندما أقصّر في مكان ما، يكون سبب التقصير الضغط لا تفضيل العمل على الأسرة.  

-هل هو صريح معك؟
نعم وحين ينزعج من تقصيري يخبرني ولكن يقدر عملي وانشغالي، هو منفتح وناجح في عمله ويقدّر قيمة النجاح وخصوصاً أننا تعبنا ووصلنا معاً. وزوجي ليس ببعيد عن الوسط فهو مهندس ديكور ويدخل اختصاصه في إطار الفن أيضاً، ويعلم أن العمل الفني يأخذ الكثير من وقت الإنسان.

-ما هو تعليقه على نجاحاتك؟
هو سعيد جداً بما وصلت إليه وعندما نكون في مكان عام ويتعرف علي أحد يشعر بالسرور، وحين أتقدم بعملي أو أحصل على ترقية ما يعرب عن سعادته ويفتخر بي، وهذا شعوري تجاه نجاحه لأننا نعرف معنى النجاح وقيمته وهو يشعر بوجوب أن أكون ناجحة لكي لا يكون هناك تفاوت بيننا.

-هل يغار منك؟
أبداً هو انسان جميل جداً.

-عليكِ؟
نعم، مثلاً أحياناً يكون هناك تعليقات على صفحتي على موقع التواصل الإجتماعي تثير غيرته، فيسألني من هذا الشخص ويطلب مني أن أزيله عن صفحتي.

-وانتِ؟
نعم كثيراً، أعرف أحياناً كيف أصد الأشخاص إذا كانت التعليقات مباشرة، ولكن حين تكون رسائل أفضل أن لا أرد. ولكن الثقة كبيرة جداً بيننا.

-التقصير في المجال الإجتماعي..
كل الزيارات والمناسبات وأعياد الميلاد وحتى تقديم واجب العزاء أقوم بها من خلال الإتصالات الهاتفية لأنني لا أملك الوقت الكافي. لكن بعد انتهاء the Voice حاولت التعويض عن كل التقصير مع أهلي وعائلتي.

عند ارتباطي بأي عمل أول ما أفكر فيه هو ابنتي ثم زوجي وهل هذا العمل سيكون له تأثير ايجابي أو سلبي عليَّ وعلى عائلتي. ودائماً أضع خطة لكل عمل جديد وهل سأستطيع متابعته، وأحياناً كثيرة أرفض عروض عمل لأني لا أود أن أقصر معهما. عملت كل شيء تمنيته لذلك لا أود أن تشعر ابنتي يوماً بنقص ما. 

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077