Trudi Loren ترودي لورين: Beyond Rose عطر يبقى في الذاكرة

18 تشرين الأول 2014 | ماغي باتيار عنيد (دبي)

ترودي لورين

Beyond Rose

الزميلة ماغي باتيار عنيد وترودي لورين

ما أجمل الورد... كيف ينمو بهدوء! لونه الغني يجذب العيون، ولمسة بتلاته المخملية تُذيب القلوب. أما عطره الأثيري النضر فيخطف الألباب ويبقى حاضراً في الذاكرة. «كلينيك» Clinique تقدّر جمال الورد والترف الذي يُمثله، وبما أنها لا تُطلق الكثير من العطور لأنها تهتم بالنوعية أكثر من الكمّية وتحرص على إطلاق عطور يستمر نجاحها سنوات عديدة كعطري Aromatics Elixir و Happy ، قررت اليوم إطلاق عطر مستوحى من الشرق الأوسط، هذا العالم الذي يفيض بالروائح والطيوب على أنواعها والتي ترتكز في معظمها على الورد والبخور. هكذا أبصر عطر Beyond Rose النور على يد خبيرة العطور ترودي لورين التي التقيتها في دبي للمرّة الثانية، وعشت معها لمدّة ساعة تقريباً تجربة فريدة من نوعها وتعلمّت منها كيف أركّب نسخة خاصة بي من عطر Rose، وخلال هذه التجربة دار بيننا هذا الحوار حول العطر الجديد.

بمَ يختلف عطر Beyond Rose عن بقية عطور “كلينيك” Clinique؟
إنه ببساطة العطر الأول المستوحى من الشرق الأوسط.

ما هي النفحات الأساسية التي تميّز عطر “بيوند روز” Beyond Rose من Clinique؟
يتوّج عطر Beyond Rose نفحات تابلية قوامها الفلفل الأبيض المعزز بعبق الورود والفريزيا المنعشة تعانقها لمسة غنية من أوراق المتّة النضرة. وينبض قلب العطر بمزيج غني من خلاصة الورد Rose Absolute، وزيت الورد Rose Oil المستخرج من زهرة الورد الدمشقية Rose Damascena (رمز الأنوثة) المزروعة في تركيا والتي اختيرت أزهارها يدوياً بعناية ودقة خلال أيار (مايو) وحزيران (يونيو) في ساعات الفجر الأولى، وتثري نفحاتها الجذابة رائحة الجلد واللبان، ونغمات زهرة الأوسمنثوس Osmanthus المترفة التي يُشبه شذاها رائحة المشمش المجفف، وهي تُضفي لمسة مخملية رائعة على التوليفة العطرية وتُعزز الطابع الأنثوي والرومانسي فيها. أما لمسة الغموض والدفء فتفيض من أعماق العطر التي تضم خلاصة الصمغ الراتنجي Cistus Labdanum ، ولمسات آسرة من العنبر والبنزوين وهي تترك أثراً مبهجاً لا يمكن نسيانه، يجعل العطر يبقى ساعات طويلة ويذهب بنا إلى ما هو أبعد من حدود الورود. ومن هنا، جاء اسم العطر “بيوند روز” Boyond Rose.

هل تتدخل شركة “كلينيك” Clinique في عملية ابتكار العطر أم أنها فقط تعطي تلميحات حول توقعاتها من العطر الجديد؟
توقعات «كلينيك» هي عطر فريد يُعبّر عن رفاهية الشرق بأسلوب لا يتناقض مع الشخصية التي تتميّز بها الشركة والتي تظهر من خلال ابتكاراتها المحددة بدقة.

يُعدّ ابتكار عطور لعلامات مختلفة أمراً صعباً. ما هو أسوأ ما يواجهك خلال هذا العمل، وما هو الجزء الأكثر تشويقاً ؟
التحدّي الأكثر صعوبة هو إيجاد النوعية الممتازة من مواد الخام التي سوف يُستخلص منها العطر وتطويرها للوصول إلى النفحات المطلوبة. لكن العمل على تصميم أي عطر يُشكل متعة حقيقية بالنسبة لي لأن العمل الإبداعي لا يقع أبداً في الرتابة، وأنا أشبّه كل تجربة بولادة طفل جديد، وهذا الجزء هو الأكثر تشويقاً في مهنتي كمبتكرة عطور.

ما هو التحدي الأكبر الذي واجهك عند ابتكار عطر Beyond Rose ؟
العمل على ابتكار العطر الجديد بدأ منذ سنتين وفي نهاية المطاف توصّلنا إلى توليفتين منه كنا حائرين في اختيار الأجمل من بينهما. وبعد اختيار التوليفة النهائية التي اعتمدناها لإطلاق العطر، واجهت مشكلة في اختيار تصميم القارورة الملائمة له لأنني أردتها أن تكون من وحي الشرق لأن العطر مستوحى من هذا العالم الجميل، وفي الوقت نفسه يجب أن يكون شكل القارورة متماشياً مع سياسة أو شركة “كلينيك” وطابعها الخاص، فكان المزج بين الفكرتين تحدياً كبيراً لي إلى أن توصّلت مع فريق التصميم إلى الشكل النهائي الذي يجمع بين العالم العربي وخط “كلينيك”.

هل تعتقدين أن هناك رسالة مشتركة تكشف عنها عطور Clinique، ما هي؟
كل عطر من عطور Clinique يحمل في نفحاته السحر والتألق. أما الرسالة المشتركة التي تكشف عنها عطور هذه الشركة فهي: البساطة والجاذبية.

العطور تترك لدى الناس انطباعات قوية تدوم. ما رأيك؟
أنا أوافقك. فالعطور التي تتمتع بتصميم جيّد وتضم مكوّنات عالية الجودة تبقى رائجة لسنوات عديدة تماماً كعطور “كلينيك” Clinique.

ما هي اللحظات الأكثر إلهاماً لك؟
كل شيء يلهمني: أسفاري ، ذكرياتي، ومحيطي، فأنفي يتلقف الروائح في شكل مدهش وهو في بحث دائم. زيارتي للشرق الأوسط ، تحديداً دبي، ألهمتني كثيراً. هنا، كل شيء غامض وجذاب. أشعر بأنفي يسافر مستكشفاً النسمات العطرية التي تجتاحه من كل مكان. فالروائح التي تعبق بها الأجواء في المطار، والأسواق، والفنادق، والمنازل لا تشبه أي مكان آخر في العالم. هنا كل شيء أثيري، يغذي أحاسيسي وأفكاري. أنا ألتقط كل نفحة عطرية كما لو أنها اللون الذي يعطي العطر أعماقاً وخاماتاً مختلفة، وهذا ما يساعدني على تصوّر العطر الذي سأبتكره لاحقاً.

هل يمكنك أن تعطينا كلمة واحدة تلخّص عطر Clinique ؟
أثيري.

ما هي المواد الخام التي تفضلينها عن سواها في صناعة العطور؟
أحب الياسمين والصمغ الراتنجي في شكل خاص والمتمثل بالعنبر في عطر Beyond Rose بالذات لأنه يُثري العطر ويُضفي عليه بعداً جذاباً.

ما سرّ اهتمامكم المفاجىء بالعطور العربية؟
تملك منطقة الشرق الأوسط تاريخاً عريقاً في صناعة العطور، وتعتبر السوق العربية من أنشط الأسواق لأن العرب يعشقون العطور الجميلة ويتدثرون بأثمنها، وهم يقدّرون المواد الخام المترفة التي تُصنع منها العطور المميّزة فقررنا إهداءهم عطرنا الجديد المستوحى من عالمهم الساحر.

غالباً ما تكون العطور المبتكرة للشرق الأوسط مصممة لكلا الجنسين، فلم خصّت «كلينيك» النساء فقط في ابتكار Beyond Rose ؟
السبب هو أن علامة «كلينيك» Clinique موجهّة أساساً في معظم ابتكاراتها ومنتجاتها للنساء باستثناء مستحضرات العناية بالبشرة التي يوجد منها قسم كبير مخصص للرجال.

كيف تتدثرين بعطرك المفضل؟
أرشه على شعري لأن الشعر يحفظ رائحة العطر لساعات طويلة، وتفوح النفحات العطرية من خصلاته كلما وكيفما حركت رأسك. يكفي أن ترشي هالة من العطر فوق رأسك ليغلف الرذاذ المتناثر في الجو شعرك بهالة عطرية فوّاحة. لكنني أنصح المرأة بالتدثر بعطرها المفضل بالأسلوب الذي يريحها.

لكن ألا تؤثر تركيبة العطر سلباً على الشعر، أو الملابس إذا تلطخت بها؟
بالنسبة إلى الشعر لا أظن ذلك أبداً لأن نسبة المادة الكحولية الموجودة في قارورة العطر ضئيلة جداً وهي بالتالي غير مؤذية. أما بالنسبة إلى الملابس، فالعطور التي تترك بقعاً هي العطور التي يكون لونها داكناً، وعطر Beyond Rose ذهبي فاتح.

أي عطر من العطور التي ابتكرتها تعتمدين يومياً؟
أعتمد في هذه الفترة عطرBeyond Rose، فأنا أحب أن أتدثر بالعطر الذي أبتكره إلى حين ابتكار بديل له. أحياناً، تجيدينني أضع عدّة عطور على جسمي، وغالباً ما يحدث ذلك خلال الفترة التي أعمل فيها على توليف عطر جديد، فأستعمل يديّ كحقل تجارب تكون فيه بشرتي بمثابة الورق النشّاف، أرشّ على طول ذراعيّ روائح المستخلصات أو الزيوت الأساسية التي أود استعمالها لاكتشاف كيفية تفاعلها مع البشرة واختيار النفحة التي تتمتع بالتماسك والثبات لمدّة أطول رغم رطوبة الجو أو تبدّل الحرارة.

هل سيساهم تصميم قارورة العطر في تسويق العطر في شكل أفضل؟
آمل ذلك، فهو موّضب في زجاجة فاخرة أردناها شفافة لتعكس الضوء، وهي مزيّنة بزخرفات ذهبية مستوحاة من «الأرابسك» فنّ الزخرفة العربية. أما غطاء القارورة فهو أشبه بحجر الياقوت الأحمر ومستوحى من لون الورد الغني. أنا متأكدة من أن الذوّاقة في الشرق الأوسط يقدرّون النفحات العطرية المترفة والتصميم الأنيق.