داليا مصطفى: لن أقدّم مشاهد ساخنة!
تعترف بأن مسلسل «سرايا عابدين» كان مليئاً بالإغراءات الفنية التي لم تستطع مقاومتها، ورغم ذلك اضطرت إلى الانسحاب منه وتكشف لنا السبب.
الفنانة داليا مصطفى تتكلم عن الانتقادات التي وُجّهت إلى المسلسل، وعلاقتها بـmbc، ومسلسلها الآخر الذي كانت تتمنى عرضه في رمضان، وتفاؤلها بتفوق الدراما العربية على التركية قريباً.
كما تكشف شكل علاقتها بزوجها الفنان شريف سلامة داخل البيت، والنجوم الذين تتمنى العمل معهم، والمطربة التي ترى أن إحساسها لا مثيل له.
- كيف ترين الانتقادات التي طالت مسلسلك الأخير «سرايا عابدين» وهل ندمت على المشاركة فيه؟
مع احترامي لكل الانتقادات التي وجّهت للعمل، والحملة الغريبة التي صاحبته منذ بدء عرضه، وكأنها حملة مدبّرة، إلا أن مشاركتي في هذا المسلسل اعتمدت على عوامل موضوعية جدًا، أولها أننا نفتقد الدراما التاريخية الجيدة، و«سرايا عابدين» كان محاولة لإحيائها، خصوصاً عن فترة مهملة درامياً لم يقترب أحد منها من قبل، وهي فترة الخديوي إسماعيل.
أما عامل الجذب الثاني، فيكمن في أن المسلسل من إخراج عمرو عرفة، وأنا من جمهور هذا المخرج الرائع، وكنت أتمنى الوقوف أمام عدساته. إضافة إلى فرصة العمل مع نجوم كبار في حجم يسرا ونيللي كريم وقصي خولي وصلاح عبد الله ومي كساب، وغيرهم من أبطال المسلسل، وهذه إغراءات فنية لم يكن بإمكاني تجاهلها.
وما حمَّسني أيضًا شخصيتي ضمن الأحداث، فللمرة الأولى أجسد دور الشريرة، وكان هذا تحدياً بعيداً عن ملامحي وشخصيتي، وغيرت نفسي تمامًا مع «نرجس» الموجودة في القصر والمتسلطة، التي تتدخل في كل كبيرة وصغيرة، وتحارب على جبهات عديدة حتى تصبح الوصيفة في القصر، وتتزوج من الخديوي ويصبح لها شأن كبير.
- لكن مع ذلك كنت أول المنسحبين من العمل؟ لماذا؟
للأسف هناك من يحاولون الصيد في الماء العكر، والحقيقة أنني لم أنسحب من «سرايا عابدين» لأسباب فنية، لكن عقدي كان ينص على أن أنتهي من العمل كاملاً في آب/أغسطس، وأنا أفضل دائمًا الالتزام بالعقد لأنه شريعة المتعاقدين، وهذا عُرف يجب أن يحترم.
ولأنني متعاقدة على مسلسل «أنا عشقت» وأعتبره الأهم لأنه دور رئيسي ومحوري في الأحداث، قررت الاعتذار لصناع «سرايا عابدين»، وليست عندي مشكلة مع mbc على الإطلاق، بدليل أنني أحضّر لمشروع فني جديد معهم حتى نقضي على هذه الشائعات المغرضة.
- البعض أكد أن «سرايا عابدين» نسخة مكررة من «حريم السلطان» ما ردك؟
لا طبعاً، كل من العملين مختلف تمامًا عن الآخر، ومن ينتقد يجب أن يميز. وللأسف أرى أن الانتقادات كانت فيها مبالغة، وأعتقد أننا كعرب سنتفوق على الدراما التركية قريباً، لأننا أساس هذه الصناعة، وأعتز بتجربة «سرايا عابدين» وأعتبرها بداية لتقديم أعمال ضخمة، بإنتاج عربي مشترك، لأنه عمل مكتمل العناصر من نجوم وسيناريو وإخراج وملابس وديكورات وميزانية مرتفعة. ومع احترامي للجميع السيادة ستكون للأعمال العربية، وسننتج العديد من الأعمال الكبرى.
- ماذا عن مسلسلك الجديد «أنا عشقت» الذي تقومين ببطولته؟
هو عمل مهم للغاية، وسيجذب الأنظار لأنه عن رواية ناجحة لكاتب في حجم محمد المنسي، حقق نجاحات كبيرة وله قراء من كافة الطبقات، وأجسد فيه شخصية مركبة وصعبة، لفتاة تدعى «ورد» تعاني من أزمة نفسية في حياتها تعرّضها لمرض نادر، حين تصاب بحالة «تجمد» في أول مشهد في العمل، وهي على محطة القطار، حيث لقاء يجمعها بحبيبها «حسن»، أمير كرارة بدور «حسن»، الذي يقرر السفر والابتعاد عنها. ونتيجة لعدم استجابته لندائها بالبقاء إلى جوارها، تصاب بهذا المرض، ويعتقد كثيرون أنها توفيت، لتعود الأحداث على طريقة «الفلاش باك»، ويجري كشف أسرار.
- هل وجدت صعوبة ما في تجسيد الشخصية؟
بالطبع وجدت صعوبة كبيرة، لأن حالة التجمد المرضية تشبه تماماً حالة الموت، وما يفرق بينهما فواصل صعب الوصول إليها وإدراكها، وجلست في اجتماعات مطولة مع عدد من الأطباء، وتعرّفت على حالات تعاني هذا المرض وكيفية تصرفاتهم وبذلت فيها مجهودًا ضخمًا، خصوصاً مع المخرجة مريم أحمدي، التي اجتهدت معي كثيرًا للخروج بالشخصية بشكل علمي ودرامي معاً، وهناك مشاهد لا يمكن أن أنساها، أهمها أول مشاهد العمل على محطة القطار، كنت أصوره في كانون الثاني/يناير، وفي عز قسوة الطقس البارد، تسقط عليَّ الأمطار الصناعية، وللأسف كانت غير نظيفة وتسببت بإصابة قدمي ببقع حمراء.
- هل كنت تفضلين عرض «أنا عشقت» في رمضان؟
بصراحة كنت أتمنى أن يعرض العمل في الموسم الرمضاني، لكنها في النهاية إرادة الله، حتى تصور أحداثه بدون تسرع ويأخذ وقته تماماً. صحيح أن العرض في رمضان وسط الماراتون الكبير للدراما ميزة وفرصة والكل يتمنى المشاركة فيه، لكن بإذن الله سيحصد العمل أكبر نسبة مشاهدة عند عرضه في كانون الثاني/يناير على شاشة قنوات «النهار»، لأنه مسلسل رومانسي واجتماعي من الطراز الأول، ويشاركني البطولة نجلاء بدر وأحمد زاهر ومنذر رياحنة وإدوارد ورحمة وغيرهم من النجوم.
- كيف ترين وضع الدراما الآن وما هي أبرز سلبياتها؟
بصراحة الوضع غير مطمئن، وهناك العديد من السلبيات التي يجب النظر إليها ومعالجتها، ولا أعرف السبب الحقيقي وراء انتشار الألفاظ الخارجة بهذه الطريقة، وهو شيء غير مفهوم بالنسبة إليّ، وأطالب الرقابة بوضع حد لهذه الظاهرة ومحاسبة صناعها، لأن الدراما تدخل كل بيت ولا بد من الحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا.
ومن الناحية الإنتاجية، الدراما تعيش حالة ازدهار حقيقية، كما أن دخول شركات إنتاج عربية وخليجية إلى السوق المصري أثرى التجربة الدرامية وضخّ في شرايينها الأموال التي تريدها.
- قدمت أدواراً لافتة في السينما، فلماذا ابتعدت عنها طوال هذه السنوات؟
السينما عانت في الآونة الأخيرة صعوبات شديدة، تسببت بعزوف عدد كبير من النجوم عنها، لاهتمامها بلون واحد فقط وهو النمط الشعبي، أضف إلى ذلك أنني عاشقة للدراما التلفزيونية، وحققت معها نجاحات كثيرة، وكانت لي أدوار مهمة من خلالها كسائر أبناء جيلي، لذلك قررت الاستمرار في التلفزيون حتى تأتيني الأدوار الجيدة في السينما.
- البعض يقول إن داليا مصطفى ابتعدت عن السينما لأنه ليس لها «شلة» ولا تحب الإغراء؟
قد يكون ذلك صحيحًا، وهناك نسبة كبيرة من الأفلام تعتمد على الشللية، ولكني أرفض هذا المبدأ وأعتبرها نهاية الطريق للفنان، فمجهوده وموهبته هما ما يفرضانه على أي عمل، أما موضوع الإغراء فالحديث عنه يطول. ليست لديَّ مشكلة مع الإغراء على الإطلاق، لكني منذ بداياتي وضعت خطوطاً حمراء لنفسي، ومن الممكن أن أقبل تقديم أدوار إغراء، بشرط ألا يكون ذلك مشروطًا بخلع ملابسي أو تقديم مشاهد ساخنة أو قبلات أو أحضان، ورفضت العمل مع المخرج الراحل رضوان الكاشف في بطولة فيلمه «الساحر» مع النجم الكبير محمود عبد العزيز لأنه مليء بالأحضان والقبلات، رغم أنني كنت مقتنعة تماماً برأيه، لكني تراجعت دون تردد، لأن السيناريو كان مليئاً بمشاهد الأحضان والقبلات الأساسية في الفيلم، والتي لا يمكن التغاضي عنها.
- لكن هذا العزوف دفع بنجمات جيلك إلى أن يقفزن بعيداً عنك وخصوصاً في السينما؟
هذا صحيح، لكنني لا أفكر بهذه الطريقة، وبالفعل ابتعادي عن الساحة الفنية لفترة طويلة جعل البعض يسبقني، لكن أسرتي وأولادي كانوا بحاجة إلى وجودي معهم، ورفضت أن أتجاهل دوري كأم حتى لو على حساب التمثيل، فكان التأجيل من نصيب الفن والسينما على وجه الخصوص.
- ما هو الدور الذي تتمنين القيام به؟
ليس هناك دور محدد في ذهني، لكني أتمنى أن تعود النجمة المرأة بطلة أولى في السينما، ولا تكون أدوارها مهمشة، لأن المرأة لها قضايا حقيقية، ولا يمكن القبول بوجودها «سنيدة» للبطل في الأعمال السينمائية.
- كيف تقوّمين الزواج من فنان وأنت زوجة الفنان شريف سلامة؟
الحمد لله سعيدة بزوجي وحياتي، وأعتبر الزواج موضوع توافق بين طرفين، وليست له علاقة بالتمثيل، لأننا بشر في الأول والآخر. أنا وشريف لسنا ممثلين في البيت، واتفقنا من البداية أن الفن خارج علاقاتنا الشخصية، ولا ألجأ إليه إلا إذا كانت هناك مشكلة حقيقية أريد أن آخذ رأيه فيها، لكن غير ذلك كل واحد منا له جمهوره وله أدواره.
- ماذا عن الشائعات في حياتك؟
الحمد لله ليست هناك شائعات قوية تطاردني، وأتذكر في بداية زواجي أنهم أشاعوا أنني طلقت من زوجي شريف سلامة، وأزعجتني هذه الشائعة جداً، وقلت كيف يقولون هذا الكلام، ويجب أن أرد على ذلك بقسوة، لكن زوجي أقنعني أن الشائعات هي ضريبة الشهرة ومن الأفضل تجاهلها.
وفعلاً عملت بنصيحته، ولم تعد هذه المسألة تشغلني. لكن هذا لا يمنع أن بعض الفنانات أحياناً يخترعن شائعات عن أنفسهن للحصول على مزيد من الشهرة والظهور في صفحات الجرائد، لكني لست من هذه النوعية ولا أعرف غير العمل الجيد.
- من هم المخرجون والنجوم الـذين تتمنين العمل معهم؟
كثيرون، لكن أرغب في التعاون مع كاملة أبو ذكري ونسرين أمين، لأنهما مخرجتان من الطراز الثقيل، وأخرجتا من الفنانين في أعمالهما ما لم يكونوا يعرفونه من قدرات عن أنفسهم. أما عن النجوم، فأنا أتطلع إلى العمل مع النجم القدير يحيى الفخراني لأنه «غول» تمثيل، وكذلك النجمة الجميلة ليلى علوي، وإن كانت أعمالها الأخيرة من واقع حبي لها لم تكن بالمستوى المطلوب، لكنها نجمة كبيرة ولها جمهور واسع، وأنا من عشاق فن ليلى علوي. كما أحب العمل مع الفنان الشاب محمد فراج، وأراه طاقة فنية هائلة.
- من المطربة التي تلهب إحساسك؟ ومن تفضلين من المطربين الرجال؟
أحب إليسا جداً وأتابع كل أغانيها، وأعتقد أن إحساسها لا يوجد له مثيل، كما أحب شيرين وأغانيها الدافئة، وطبعا الكينغ محمد منير وعمرو دياب، علاوة على المطرب المغربي سعد المجرسي.
أما الجميلة وردة- رحمها الله- فأنا دائماً ما أردّد أغانيها وأنا في المنزل، وخصوصاً الرومانسية التي قدمتها وقت ارتباطها عاطفياً وغنائياً بالموسيقار الراحل بليغ حمدي، لأنهما أبدعا مجموعة من الألحان التي لا يمكن أن تتكرر.
- كيف تمضين وقت الفراغ؟
متعتي الوحيدة في السفر، وأسعد جداً عندما أسافر إلى الأماكن التي أعشقها، وأميل إلى الأماكن الطبيعية والنهارية لأنني لا أحب السهر، وأعشق السفر إلى أوروبا، وفرنسا على وجه الخصوص، ودخلت متحف اللوفر أكثر من عشر مرات، حتى أنني حفظت كل لوحة موجودة فيه. كما أحب السفر إلى ماليزيا والمكسيك، لأن فيهما مناظر طبيعية خلابة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024