تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

هيثم أحمد زكي: أفتقد رأي والدي في تمثيلي... وهذه حقيقة ارتباطي بممثلة

مشهد من مسلسل 'السبع والصبايا'

مشهد من مسلسل 'السبع والصبايا'

عندما ظهر كممثل قال البعض إن المنتجين يجاملونه لأنه ابن أحمد زكي، وعندما سألناه عن هذا الاتهام رد: «وهل هناك من يجامل ميتاً؟ أنا بدأت بعد وفاة والدي ولم يكن هناك من يضطر لمجاملتي».
هيثم أحمد زكي، الذي بدأ يثبّت قدميه على طريق التمثيل وتألق في مسلسل «السبع وصايا»، يتحدث عن هذا العمل وصعوباته، والتحدي فيه، والرهان الذي كسبه، ومن هنأه عليه. كما يكشف لنا حقيقة ارتباطه العاطفي بإحدى الفنانات، وفتاة الأحلام التي ينتظر ظهورها في حياته، ورسائله إلى والديه...


- بعد عرض مسلسل «السبع وصايا»، هل تعتقد أنك كسبت الرهان بقبولك المشاركة في هذا العمل؟
بالطبع، خاصةً مع ردود الفعل التي مازلت أتلقاها حتى الآن من الجمهور في الشارع، وحتى لو كان هناك البعض الذي لم يعجبه العمل أو دوري فيه فهذا شيء طبيعي، لأنه من الصعب الإجماع على عمل فني، لكنني سعدت بردود الفعل الإيجابية على المسلسل وأعتقد أن رهاني نجح.

- ما الأسباب التي جعلتك تقبل هذا العمل؟
شخصية «منصف» كانت جيدة، لأنه شخص يتسم بالعصبية وقلبه كما يقولون ميّت، وكان الأكثر حماسة لقتل والده ويستخدم السلاح ضد أي شخص قد يتسبب في ضياع الثروة منه، وأعجبني الغموض الذي يغلف الدور والعمل ككل، وهو عكس الأدوار التي قدمتها من قبل، حيث لعبت شخصيات كانت تتسم بالبراءة.

- ما هي أهم أدواتك التي استخدمتها لتقمص شخصية «منصف»؟
حاولت تقمص الشخصية رغم صعوبتها وابتعادها عني تماماً، فهو جاحد جداً لأبيه عكسي، فأنا مثلاً أتمنى عودة أبي ولو لدقيقة واحدة.
رسمت تاريخاً للشخصية، وكيف افتقد حنان الأب الذي لم يكن ينفق عليه رغم امتلاكه 28 مليون جنيه، وكان مع أشقائه يعيشون تحت خط الفقر. فالتحدي في الدور أن أحاول استخراج أقصى درجات الشر أمام الكاميرا، والحمد لله نجحت في ذلك.

- شخصية البلطجي أصبحت منتشرة في الأعمال الفنية أخيراً، ألم تخف من المقارنة مع غيرك من النجوم الذين يؤدونها؟
«منصف» ليس بلطجياً، لكنه مجرد شخص كان يبحث عن التخلص من فقره، حتى أنه وجد نفسه متورطاً في أمور لا طاقة له على مواجهتها، وحتى بالنسبة لطريقة فتح السلاح الأبيض أو طريقة الكلام، لم تكن تشبه أياً من زملائي الذين قدموا شخصية البلطجي، فأنا شاهدت أعمال زملائي ولم أكن شبيهاً لأحد. لا أقدم دوراً مكرراً.

- قد يرفض ممثلون كثيرون أداء شخصية «منصف» خوفاً من كراهية الجمهور له، ألم تخش ذلك؟
السبعة أبناء في المسلسل يشاركون في قتل والدهم وليس «منصف» فقط، ولذلك لو كرهنا الناس فسيكرهوننا جميعاً، والجمهور شاهدني كثيراً من قبل في أدوار بريئة، وأنا لا أصدق أن هناك جمهوراً الآن يتخيل أن الشخصيات التي نقدمها تعبّر عن حقيقتنا، ويجب أن يعرف الناس أن الممثل يؤدي شخصيات بعيدة عنه.

- ما هي طريقتك في التقمص؟
أنا أتقمص الشخصية أمام الكاميرا فقط وبعدها أعود لحياتي بشكل طبيعي دون أن أتأثر بها، كما أقدم الدور بالطريقة المكتوبة في السيناريو، والتي يتخيلها المخرج وأتخيلها معه أيضاً، لأنني دائماً أسأل نفسي كيف سأتصرف لو كنت في ظروف الشخصية التي ألعبها.

- ما هو أصعب مشاهد العمل بالنسبة لك؟
مشهد قتل الأب، فبعد قتل رانيا يوسف له كان مطلوباً مني أن أكون جاحداً، ورغماً عني ذرفت عيناي الدموع، فرغم رغبة «منصف» في قتل والده للحصول على الثروة، إلا أنه أصيب بصدمة لحظية لمقتل أبيه وجاءتني ردود فعل عديدة وقوية عن الحلقات الثلاث الأولى.

- ما رأيك في التشابه الذي يتحدث عنه البعض بين المسلسل ورواية «أولاد حارتنا» للعملاق الراحل نجيب محفوظ ؟
لا أعتقد ذلك، فأنا قرأت الرواية ورغم عشقي لها ولكتابات نجيب محفوظ عموماً لم أجد أي تشابه بينها وبين المسلسل.

- ألم يكن من الأفضل لك تقديم بطولة مطلقة أو ثنائية بدلاً من عمل ببطولة جماعية؟
لا، فالبطولة المطلقة هي المغامرة، خاصةً إذا لم يكن السيناريو جيداً، فإن هذا يؤثر سلباً على الفنان نفسه، كما حدث معي بعد فيلم «البلياتشو»، وللعلم رفضت أعمال بطولة مطلقة وبطولة ثنائية وأجرها كان أضعاف أجري في «السبع وصايا»، لكنني راهنت على العمل الأفضل، ولم أكن أتوقع هذا النجاح الكبير وسط كل هؤلاء النجوم والأعمال الكبيرة التي تم عرضها هذا العام.

- من هنأك على نجاحك في «السبع وصايا»؟
أول اتصال هاتفي جاءني كان من الفنان محمد هنيدي، وكان سعيداً جداً بأدائي، وأخبرني أنه استمتع به، والمخرج عمرو عرفة والفنانة فيفي عبده وعدد كبير من الفنانين وزملائي بالعمل كلهم، خصوصاً سوسن بدر، التي قالت لي إن مستواي تطوّر، وأصدقائي خالد سرحان وأحمد الفيشاوي وعمر مصطفى متولي.

- ما بعد «السبع وصايا» هل القادم بطولة فردية أم عمل جماعي؟
هذا يعتمد على نوع السيناريوهات التي ستأتيني، فلو وجدت سيناريو جيداً سواء بطولة فردية أو جماعية لا يمكن أن أرفضه، فالمهم أن يكون مكتوباً بشكل جيد.

- هل تعتقد أن النجاح هذا العام كان للأعمال التي راهنت على جودة العمل بغض النظر عن اسم النجم نفسه؟
النجاح كان لمن قام بالتجديد فيما يقدمه، فللأسف الجميع يقدم مواضيع نجحت من قبل ويرفع شعار «بيعجب الناس»، والجمهور أصبح يملُّ من التكرار ويبحث عن الجديد، ولو كان هذا هو ما سيحدث لظللنا في زمن فيلم «العزيمة»، ولا أعتقد أن الكاتبيْن وحيد حامد أو بشير الديك قلدا نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، المهم أن يمتلك كل جيل خصوصيته، ولو لعبنا على التكرار فلن نستمر، لابد أن نختلف ونتطور.

- هيثم أحمد زكي، محمد عادل إمام، أحمد الفيشاوي، مجموعة من أبناء الفنانين عندما بدأتم مشواركم الفني هاجمكم البعض واتُهم المنتجون بمجاملتكم. هل أفادك الهجوم أم ضرك؟
هذا الهجوم كان أحد العوامل التي أشعلت التحفيز في داخلي، وكنت أرغب في إثبات أنني أمثل لأنني ممثل جيد، وليس لأنني ابن أحمد زكي، والهجوم كان قوياً إلى درجة أنه ذبحني وقتها. بدأنا نشعر وكأنها خطيئتنا أن آباءنا فنانون، وتحول الموضوع من ميزة لعيب.
وأنا بعد فيلمي «البلياتشو» و«حليم» ولمدة ثلاث سنوات، كنت أخاف من زيارة الاستوديو بعد الهجوم الشرس عليَّ، حتى جاء المخرج خالد يوسف ورشحني لفيلم «كف القمر» وعلمني كيف أصنع تاريخاً للشخصية، ولولا وقفة خالد يوسف باختياره لي في هذا الفيلم لكنت تأخرت كثيراً، وجاءني بعدها مسلسل «دوران شبرا» الذي كسبت عنه جائزة أفضل ممثل شاب وقتها، ولولا الإصرار الذي ورثته عن أبي لكنت غادرت مصر نتيجة للهجوم عليَّ، وكدت أهتف: «اذبحوني بدلاً من هذا الهجوم»، وأنا هنا أتطور كما يقول البعض وأرفع شعار «يا قاتل يا مقتول»، وأسعى للبحث عن إثبات أكثر قوة لموهبتي وإيماني الحقيقي بعملي.

- من أكثر شخص تفتقده بجوارك هذه الأيام وأنت تحقق نجاحك كممثل؟
أهلي كلهم، أبي أحمد زكي وأمي هالة فؤاد وجدتي وخالي، وكل من فقدتهم، فأنا كنت أرغب في معرفة رأي أبي في خطواتي وتمثيلي. وأريد أن أذكّر الجميع بأنني بدأت العمل بعد وفاته، ولا يوجد من يجامل ميتاً، فهذا هو أفضل رد على من يقولون إنني أمثل لأنني ابن أحمد زكي.

- ما هي هواياتك المفضلة؟
أحرص على الذهاب إلى النادي ولعب كرة القدم ومشاهدة المصارعة، ولا أشجع في مصر إلا المنتخب فقط.

- ما هي طريقتك في اختيار ملابسك؟
لا أحب لفت الانتباه بالملابس، فأحب ارتداء ملابس لا تلفت النظر، وأفضل لفت الانتباه بتمثيلي أو بشخصيتي وليس بمظهري.

- عندما تشعر بالضيق لمن تتحدث وتشكو همومك؟
أشكو همومي لله سبحانه وتعالى.

- من هو مثلك الأعلى في التمثيل؟
أحمد زكي طبعاً.

- في السنوات الماضية قارن البعض بين أداء مجموعة من الممثلين ووالدك كيف ترى هذا؟
أحمد زكي مدرسة من حق أي ممثل أن يستخدمها أو يقلدها عن حب، لكن لو حدثت مقارنة فهي ستكون ظالمة لأي ممثل، لكن من الطبيعي أن يتأثر به البعض، وللعلم الجمهور يحبه ويحب من يتأثر به.

- من النجوم المفضلون لك؟
أحب من الممثلين الأجانب توم هانكس وآل باتشينو وروبرت دي نيرو ودينزل واشنطن، ولن أذكر أسماء لممثلين عرب أو مصريين كي لا يغضب مني أحد.

- ماذا عن الحب في حياة هيثم أحمد زكي؟
انتشرت شائعة حول علاقتي بإحدى الفنانات، رغم أنه لم تكن هناك أي قصة حب تجمعني بها، لكن للأسف البعض نشر صورة لي معها بعدما عملنا معاً في أحد الأفلام، وكانت هذه الصورة بناءً على طلب من أحد الصحافيين، لكننا فوجئنا بنشرها مصحوبة بكلام عن قصة حب وخطوبة، وهو ما لم يحدث أبداً ولم أفكر فيه، مع احترامي لزميلتي التي لا يحق لي حتى أن أذكر اسمها، وأقول وبكل أسف إن البعض قد خدعني بهذه الصورة، وهو ما أثار حزني وغضبي وقتها.

- ما هي مواصفات فتاة أحلامك التي تنتظرها؟
أهم شيء أن تراعي ظروف عملي، وأن تكون أخلاقها حسنة.

- ماذا تقول لأحمد زكي؟
أقول له: «أحتاجك بشدة، ومن الصعب أن يقارنك أي أحد بفنان آخر، فأنت لم تقلد أحداً ولم تكرر أحداً، ولا توجد شخصية قدمتها تشبه الأخرى، وأنا أفتقدك بشدة ولن تتكرر، وأنت من أعظم الفنانين في تاريخ الوطن العربي على مستوى كل الفنون، وليس التمثيل فقط».

- ووالدتك الراحلة هالة فؤاد؟
«أحتاج إليك بشدة، وأنا عشت طوال عمري أفتقدك، ولن تعوض مكانك بجواري أي امرأة أخرى مهما كانت».

- والمنتج عماد أديب الذي تبناك فنياً في البداية؟
«أعرف أن نيتك تجاهي كانت طيبة عندما تحمست لأن تتبناني فنياً ومنحتني الفرصة، لكن الظروف لم تساعدنا في الاستمرار».

- ما هو طموحك وأين ترى نفسك بعد خمس سنوات تمثيل؟
أطمح وبشدة أن أصل لأكبر عدد من الجمهور، وأن يحبوني، وفي يوم من الأيام أصل للبطولة المطلقة، ووقتها لن يتحدث أحد أنني أمثل لأنني ابن أحمد زكي، وأنا سعيد أن شركات الإنتاج تطلبني، ما يعني أن الجمهور أيضاً يريد رؤيتي.
وأعد من يحبونني أنني لن أخذلهم، وأعد من يرون أنني لست على المستوى بتطوير نفسي وقدراتي حتى أنال رضاهم. أما من يعارضون عملي بالتمثيل لمجرد أن أبي ممثل، أقول لهم لا يوجد شيء يمكنني أن أفعله لكم، فأنا سأستمر في التمثيل.
وهناك فنانون وفنانات شباب أبناء نجوم كبار وناجحون جداً، مثلاً دنيا سمير غانم ابنة سمير غانم، وهو من علامات الكوميديا وأعتبره من أهم خمسة رموز كوميدية في تاريخ مصر، وهي من أفضل الممثلات. وأطالب من يهاجمون أبناء النجوم بأن يرفقوا بنا، وللعلم كوننا أبناء فنانين يجعل مشوارنا أصعب من غيرنا، فالكل يقارننا بآبائنا وهذا ظلم كبير لنا.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079