مقصد مشاهير العالم على التايمز...
في عاصمة الضباب لندن قبلة السياحة العالمية، والمقصد المفضل للسياحة العربية وخاصة من الخليج العربي، تتعدد المقاصد السياحية التي جعلت المدينة تستقبل وحدها أكثر من 20 مليون سائح سنوياً، ومعها تحولت بعض الفنادق وحتى الشوارع الرئيسية إلى جاذب حركة السياحة، واكتست بعضها بالطابع الشرقي المفضل عند السائح العربي.
ولكن هل تخيلت يوماً أن تزور لندن لتجد نفسك تقيم في الجناح الذي كان يقيم فيه ألفريد هيتشكوك، أو غرفة أقام فيها النجم العالمي ريتشارد هاريس لمدة 12 عاماً، أو تجلس على مقعد السير ونستون تشرشل او مارلين مونرو أو كاترين هيبورن، أو فرانك سيناترا أو كريستيان ديور، أو غيرهم من مشاهير ونجوم العالم لتجد نفسك مطلاً على نهر التايمز، ومن نافذة غرفتك ترى معالمها الشهيرة مثل عين لندن والمسلّة المصرية، وعلى مسافة خطوات منك ساعة بيغ بن الشهيرة ومجلس العموم البريطاني، ومسارح لندن والأوبرا وساحة الطرف الأغر وبيكاديللي؟
فندق «سافوي لندن» -الذي يحتفل هذا العام بمرور 125 سنة على إنشائه وتديره مجموعة فيرمونت – العالمية والمملوك للأمير الوليد بن طلال يحفل بهذا كلّه، وقد استضاف «لها» في جولة داخل هذا الصرح المفعم بالتاريخ والعراقة في وسط لندن، والذي يعد من أقدم فنادقها، ومن أوائل المباني المضاءة فيها.
فقد استضاف سافوي على مدار أكثر من قرن وربع القرن المئات والمئات من الاحداث الفنية والاجتماعية وحتى السياسية، فهنا أيضاً أقام ملوك ورؤساء، دون أن نغفل نخبة مميزة من زواره من مشاهير ونجوم تركوا بصمة في تاريخ العالم كما ترك «سافوي لندن» بصمته عليهم.
أمبراطور في الغرفة
منذ وصولك إلى أمام الباب الرئيسي لسافوي لندن المطل على نهر التايمز تشعر بأنك جزء من تاريخ الامبراطورية البريطانية، وضيف مميز حيث تنقلك سيارات الرولز رويس من المطار، ليستقبلك مجموعة من الاشخاص يرتدون الزي الرسمي «سموكنغ».
وبالقبعات البريطانية الشهيرة، وفي ثوان معدودات تجد نفسك داخل جناح فخم وعصري يفوح من جنباته عبق التاريخ، حيث تناوب على الإقامة فيه الآلاف ومنهم عظماء سطروا أسماءهم في سجلات التاريخ الحديث، بينما وفي كل جناح يتم تخصيص رئيس خدم « بتلر» يجيد مراسم البروتوكول للإشراف على راحة المقيم وتلبية كل متطلباته، أما قوائم الطعام سواء داخل الجناح أو الغرفة، وفي عدة مطاعم، فتتسم بالفخامة وتضم أطعمة حلالاً للزوار من الشرق الأوسط. وهناك مديرة مبيعات وموظفون يتحدثون العربية.
كل قطعة ومساحة داخل الفندق الشهير تنطق بحكاية عن تاريخ النهضة والتقدم، فهنا وضع سياسيون أخطر قراراتهم، وفنانون أفضل أعمالهم، ورسامون أجمل لوحاتهم، وهو ما انعكس على شكل المبنى وديكوراته وألوانه المستمدة من عبق الماضي وروح العصر، وهو ما يبدو واضحاً في الاثاث والجدران وحتى مئات اللوحات التي تزين جدران القاعات والمطاعم والأجنحة والغرف وتحمل أسماء شهيرة لفنانين وتشكيليين عالميين.
يضم فندق سافوي 268 غرفة وجناحاً تطل 38 منها على نهر التايمز، ولا توجد غرفتان تتشابهان داخل الفندق ، وهناك 6 أجنحة شخصية أقيمت لتكريم شخصيات عالمية شهيرة كان سافوي مكان إقامتها الدائمة في لندن، بينما ينافس الجناح الملكي القصور الملكية من حيث الفخامة والرحابة، وقد كلف تصميمه 250 مليون جنيه استرليني.
ولأنه يحمل بين جنباته تاريخاً عريقاً، يحتل متحف سافوي مكانة كبيرة باعتباره واحداً من أضخم الأرشيفات، وقد انشأ جيمس شيروود المعرض ليحكي من خلال المعروضات قصة الفندق على مدار 125 عاماً عبر بطاقات الاستقبال القديمة، وصور المشاهير من رواد الفندق، وبعض مقتنياتهم الشهيرة، وكل ما مر على المكان من مقتنيات وأحداث في متحف متكامل.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024