أطعمة تحميك من سرطان الثدي وأخرى تسببه!
تشير دراسات عديدة إلى وجود روابط ما بين التغذية والإصابة بالسرطان، وتحديداً سرطان الثدي. فكما أن تناول أطعمة معينة والتركيز عليها في النظام الغذائي قد يزيدان خطر الإصابة، كذلك قد يساهم التركيز على أخرى ضمن نمط غذائي صحي في الوقاية من المرض أو الحد من الخطر على الأقل.
اختصاصية التغذية ربى الحلبي تحدّثت عن الأطعمة التي ينصح بتجنبها للوقاية من المرض وتلك التي يجب التركيز عليها لاحتوائها على مكونات قادرة على مكافحة الخلايا السرطانية، إضافةً إلى النظام الغذائي الواجب على مريضة سرطان الثدي اتباعه في فترة العلاج وما بعده.
ما العوامل التي تلعب دوراً في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
ثمة عوامل عديدة تلعب دوراً في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي فتجعل المرأة أكثر استعداداً، خصوصاً إذا اجتمعت عوامل عدة في الوقت نفسه. وتعتبر التغذية من العوامل التي تبين أنها تلعب دوراً في ذلك:
- الإكثار من تناول الدهون بكميات كبيرة، خصوصاً تلك المشبعة الموجودة في المنتجات الحيوانية كاللحوم الغنية بالدهون (لحم الغنم) والحليب ومشتقاته. إضافةً إلى تناول ال Transfats الموجودة في التشيبس والدوناتس والغاتوه الجاهز والكرواسان والمقليات عامةً.
- زيادة الوزن التي ترتبط بارتفاع معدل الدهون في الجسم مما يزيد خطر الإصابة بالسرطان عامةً وبسرطان الثدي بشكل خاص.
- تناول اللحوم المصنعة والمعلبة بأنواعها لاحتوائها على مواد حافظة مسببة للسرطان. علماً أن الحبش يعتبر أقل خطراً من اللحوم الزهرية الأخرى.
- تناول اللحم المشوي على الفحم او اللحوم عامةً والاطعمة التي يظهر اسوداد على سطحها بسبب الطهو الزائد، تحتوي عندها على مادة مسرطنة تزيد خطر الإصابة بالمرض.
- تناول المرأة علاجات غنية بالاستروجين في مرحلة انقطاع الطمث بهدف الحد من الأعراض التي تترافق مع هذه المرحلة. فكثر استعمال هذه العلاجات قد يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي.
الوقاية ممكنة بالغذاء
في مقابل هذه الأطعمة التي تجعل المرأة اكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، يعرف انه ثمة أطعمة قد تلعب دوراً وقائياً في الحد من خطر الإصابة، ما هي هذه الأطعمة؟
أكدت دراسات عديدة على أهمية مكونات غذائية معينة في الوقاية من السرطان عامةً ومن سرطان الثدي بشكل خاص. فقد تبين أن بعض الأطعمة لها أثر إيجابي في الحد من خطر الإصابة، من هنا أهمية التركيز عليها في النظام الغذائي. ومن الأطعمة التي تعرف اهميتها في الوقاية من المرض:
- الدهون غير المشبعة الموجودة في السمك والزيوت النباتية.
- الألياف الموجودة في الحبوب الكاملة الغذاء والخضر والفاكهة التي يساعد تناولها على تأمين الحماية. لذلك ينصح بتناول 5 حصص منها 3 حصص من الخضر و2 من الفاكهة يومياً للاستفادة من فوائدها لأنها تساعد الجهاز الهضمي على التخلص من السموم بوقت اسرع. إضافةً إلى ذلك تحتوي الخضر والفاكهة على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي توفّر الوقاية من السرطان.
- الصويا لاحتوائها على مادة مضادة للأكسدة تمنع تكون الخلايا السرطانية وتكاثرها. لذلك ينصح بتناولها مرتين في الاسبوع لا أكثر لأن الإكثار من تناولها قد يكون له آثار جانبية بحسب الدراسات.
للغذاء دور أيضاً في فترة العلاج
ماذا في حال الإصابة بالمرض، ما النظام الغذائي الذي على المرأة اتباعه أثناء فترة العلاج حفاظاً على صحتها وسلامتها؟
في فترة العلاج، يلعب الغذاء السليم دوراً مهماً في الحد من الآثار الجانبية للعلاج وفي الحفاظ على وزن صحي في الوقت نفسه ومكافحة تكاثر الخلايا السرطانية أيضاً.
فللعلاج آثار جانبية عديدة كالغثيان والتقيؤ وانقطاع الشهية مما يؤثر سلباً على قدرة المريضة على الأكل.
كما أن العلاج يساهم في زيادة سرعة عملية الأيض. فيلاحظ أن وزن المريضة عامةً يميل إلى الانخفاض في هذه المرحلة، خصوصاً أن مذاق الفم يتغير فتشعر المريضة بمذاق مرّ أو معدني يؤثّر على شهيتها وقدرتها على الأكل، إلى الجانب العامل النفسي والألم.
- من جهة أخرى، يؤثر العلاج سلباً في قدرة الجسم على امتصاص الفيتامينات والمعادن فتحتاج المريضة إلى الحصول على كميات كبرى منها في هذه المرحلة لتجنب النقص في أي من الفيتامينات والمعادن الأساسية لجسمها. تفادياً لكل المشكلات التي قد تنتج عن الآثار الجانبية للعلاج، ثمة خطوات معينة يمكن ان تتبعها المريضة في النمط الغذائي الذي تتبعه:
- الحفاظ على وزن صحي، علماً أن المريضة تميل عامةً إلى خسارة الوزن في مرحلة العلاج. لكن بشكل عام يجب ان تعمل على تجنب زيادة وزنها أو خفضه والحفاظ على وزن صحي.
- الابتعاد عن الاطعمة التي تخفف الشهية وتحضير الاطعمة بطريقة صحية تفتح الشهية.
- زيادة كمية الاطعمة التي تحبها بشكل خاص.
- التركيز على تناول العصير، خصوصاً أنه يحسن مذاق الفم ويفتح الشهية.
- شرب ليتر ونصف الليتر إلى ليترين من الماء يومياً شرط عدم تناولها كلها مرة واحدة بل توزيعها خلال النهار لتجنب الإحساس بالشبع في موعد الأكل.
- التنويع في الأكل من مختلف المجموعات الغذائية.
- تناول النشويات باعتدال والتركيز على الحبوب الكاملة والحد من تناول مصادر السكر السريع.
- التركيز على البروتينات القليلة الدهون من حليب خالي من الدسم ومشتقاته ولحوم هبرة من لحم بقر وصدر دجاج وسمك.
- تناول الدهون غير المشبعة الموجودة بشكل أساسي في السمك وزيت الزيتون.
- التركيز على مصادر المعادن علماً أنه يمكن الحصول عليها بمجرد التنويع بالأكل فليس ضرورياً عندها تناول المكملات الغذائية.
- لأنه من المهم التركيز على الأطعمة التي تفتح الشهية ينصح بتناول الفاكهة والحلويات والبوظة بشكل أساسي. علماً أنه قد يختلف الميل إلى أطعمة معينة بين شخص وآخر، لكن بشكل عام الأطعمة الحلوة هي التي تفتح الشهية أكثر.
- لأن المريضة قد لا تشعر بالرغبة بتناول كميات كبيرة من الأكل، من الأفضل أن تقسم الوجبات إلى وجبات صغيرة تتناولها في مراحل متعددة كأن تأكل السلطة ثم لاحقاً البروتينات ثم الفاكهة.
- يجب أن تفصل السوائل عن الأكل حتى لا تشعر بالشبع.
- أن تتجنب المشروبات الغازية لانها تحتوي على مواد مسرطنة سواء كانت عادية أو للحمية وخصوصاً إذا كانت للحمية لأنها تحتوي عندها على الاسبرتام.
- من الأفضل إضافة التوابل عند تحضير الأكل لتحسين الشهية وزيادة الرغبة في تناولها.
- متابعة ممارسة الرياضة بحسب القوة على التحمل فهي مفيدة في كل الحالات فهي إذ تحسن الدورة الدموية وتخفف من التوتر والضغط النفسي الناتج عن المرض والعلاج. يمكن ممارسة السباحة أو المشي باعتبارهما من الرياضات الخفيفة التي يسهل على المريضة ممارستها.
الفيتامينات لا غنى عنها!
من الضروري أن تحصل المريضة على كميات كافية من الفيتامينات والمعادن نظراً لتراجع قدرة الجسم على امتصاصها بسبب العلاج الكيميائي في هذه المرحلة. وبالتالي يجب أن تحصل على كميات إضافية من الفيتامينات خصوصاً C وE باعتبارها من مضادات الاكسدة وتساعد على مكافحة الخلايا السرطانية والحد من نموها. لذلك من الأفضل أن تجري المريضة فحصاً للدم للتأكد من عدم وجود نقص في هذه الفيتامينات. ففي حال وجود نقص توصف لها المكملات الغذائية إلى جانب أهمية تركيزها على مصادر هذه الفيتامينات.
- أهم مصادر الفيتامين C:
البقدونس والكيوي والحمضيات والخضر الخضراء بانواعها كالسبانخ والملوخية والخس.
- أهم مصادر الفيتامين E:
الدهون النباتية كزيوت دوار الشمس والكانولا والزيتون.
لسلامة الأكل شروط!
تنخفض مناعة المريضة عند اتباع العلاج مما يتطلب الحفاظ على معايير محددة في النظافة في الاكل والشرب حفاظاً على سلامتها.
- يجب شرب الماء المعدني فقط.
- يجب عدم تناول الحليب الطازج لإمكان احتوائه على الجراثيم. يمكن تناول الحليب المعلب الذي يوضع في الثلاجة أو خارجها أو حليب البودرة.
- في مرحلة معينة من العلاج يجب الامتناع عن تناول الخضر النيئة والفاكهة فيتم تناولها مسلوقة.
- يجب غسل الخضر والفاكهة وتعقيمها قبل تناولها حفاظاً على سلامة المريضة.
- من الأفضل تعقيم الأدوات المنزلية المستعملة في الطهو، خصوصاً في حال إصابة أحد افراد العائلة بمرض أو فيروس معين.
- يمنع على المريضة تناول الاسماك النيئة واللحوم النيئة ويجب الحرص على طهوها جيداً. مع الإشارة إلى أنه لا فائدة من تناول البصل أو الثوم مع اللحوم النيئة لإزالة الخطر، كما هو شائع.
- يجب عدم تناول الشاي بالاعشاب عشوائياً دون استشارة الطبيب إذا كانت الأعشاب غير معروفة لأن بعضها قد يحتوي على مواد مسببة للسرطان.
ما بعد المرض
- يجب الاستمرار باتباع هذا النظام الصحي والاستناد إلى هذه الشروط حتى بعد الشفاء من المرض لتجنب عودته.
- تعتبر المصابة بسرطان الثدي أكثر عرضة للإصابة بأمراض أخرى كالسكري وترقق العظام وأمراض القلب من هنا أهمية التزامها بنمط حياة صحي والحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة.
نصيحة
- إلى جانب دور التغذية السليمة في مكافحة المرض، تلعب الرياضة بأنواعها دوراً مهماً في الحد من خطر الإصابة. من هنا أهمية ممارستها 3 مرات في الاسبوع على الاقل لأهميتها في تنشيط الدورة الدموية ومنع تكون الخلايا السرطانية.
- حافظي على وزن صحي ومعدل دهون طبيعي للحد من خطر إصابتك بالمرض.
نصيحة
- حضري الاكل بطريقة صحية: ابتعدي عن القلي وركزي على طرق الطهو الصحية كالسلق والشي شرط عدم حرق الطعام.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024