امرأة نازك سابا يارد ضحية مجتمعها الذكوري
اختارت الكاتبة اللبنانية نازك سابا يارد في روايتها «اللعنة» (الدار العربية للعلوم- ناشرون) أن تعرض قضية المرأة من زاوية جديدة تتطلّب كثيراً من القوة والجرأة، بل يُمكن تصنيفها في خانة التابوات أو المحرمات الاجتماعية والأدبية، سفاح القُربى.
سلمى هي بطلة الرواية، مراهقة جميلة في الرابعة عشرة من عمرها، تجد نفسها فجأة أمام تحوّل جذري في حياتها بعيد وفاة والدتها المباغتة. تواجه الفتاة الصغيرة الموت بشيء من اليأس، بحيث تعيش ضحية شعورها بالذنب تجاه أمّ كانت تستحق الحياة أكثر منها.
هكذا غدا النَفَس الذي تتنفّسه أشبه بخيانة لروح أمها التي رحلت وهي تقف عاجزة فوق رأسها: «كانت الماما تُفيد، وأنا؟ ما فائدتي؟»... ومن ثم ينعكس هذا الشعور بالسلبية على أدائها المدرسي، فتتراجع في الصفّ مما يؤدي إلى فصلها من المدرسة، لا سيما بعد تقصير والدها في دفع مصاريف الدراسة.
هكذا غدا النَفَس الذي تتنفّسه أشبه بخيانة لروح أمها التي رحلت وهي تقف عاجزة فوق رأسها: «كانت الماما تُفيد، وأنا؟ ما فائدتي؟»... ومن ثم ينعكس هذا الشعور بالسلبية على أدائها المدرسي، فتتراجع في الصفّ مما يؤدي إلى فصلها من المدرسة، لا سيما بعد تقصير والدها في دفع مصاريف الدراسة.
فمن ابنة مدللة إلى يتيمة حزينة، ومن طالبة علم إلى حبيسة منزل كئيب، تنقلب حياة سلمى رأساً على عقب. أمّا أوّل من يستغلّ ظرفها العصيب فهو خالها الذي ينتهز غياب الأب وبقاءها في المنزل ليتحرّش بها بعدما يُغريها بهدايا صغيرة، إلى أن يكتشف والدها لعبته القذرة فيطرده من المنزل، ويعمد إلى معاقبة الإبنة/ الضحية بتزويجها من زميل له في العمل، أرمل وله ثلاثة أولاد. تُدرك سلمى خطورة هذا الزواج الذي قد يقضي على ما تبقى لها من أمل في الحياة، فتلجأ إلى مدرستها الطبية عفاف هاربة من قرار أبيها الظالم.
تدبّر لها السيدة عفاف عملا عند أحد معارفها مربية ومدبرة منزل، فتختار سلمى أن تغير اسمها إلى «حنّة» لعلها تهرب من ماضيها، من ظروفها، من حقيقتها.
لكنّ لطف العائلة التي تعمل لديها والأمان الذي وجدته في أحضانها لم يجعلا من حياتها وردية، فهي تتعرّض لاغتصاب من ابنها المراهق ومن ثمّ تحمل منه، فيتكفّل الشاب وعائلته بدفع مصاريف الولادة بشرط وضع الطفل في ميتم.
وحين يصل الخبر إلى الوالد يصبّ جامّ غضبه على ابنته، فيلعنها ويتبرأ منها، فتصير لعنته شبحاً يرافقها طوال حياتها، حتى بعد وفاة الأب.
تدبّر لها السيدة عفاف عملا عند أحد معارفها مربية ومدبرة منزل، فتختار سلمى أن تغير اسمها إلى «حنّة» لعلها تهرب من ماضيها، من ظروفها، من حقيقتها.
لكنّ لطف العائلة التي تعمل لديها والأمان الذي وجدته في أحضانها لم يجعلا من حياتها وردية، فهي تتعرّض لاغتصاب من ابنها المراهق ومن ثمّ تحمل منه، فيتكفّل الشاب وعائلته بدفع مصاريف الولادة بشرط وضع الطفل في ميتم.
وحين يصل الخبر إلى الوالد يصبّ جامّ غضبه على ابنته، فيلعنها ويتبرأ منها، فتصير لعنته شبحاً يرافقها طوال حياتها، حتى بعد وفاة الأب.
تتوالى أحداث الرواية لنكتشف أنّ سلمى أو حنّة لم تتنكّر لابنها الذي تربى في الميتم، بل تتفانى في تربيته إلى أن يكبر رأفت ويتفوّق في دراسته ويصبح طبيباً معروفاً. وأثناء الإحتفال بخطوبته من شابة تُدعى رلى، يتقدّم رأفت نحو أمه ومعه رجل خمسيني هو الطبيب سامر مهنا، أستاذه وصديقه، ليكتشف القارئ بعد ذلك أنّ هذا الرجل ليس سوى ابن العائلة التي عملت لديها سلمى، أي والد ابنها رأفت. إزاء هذا المشهد الصادم، تختار سلمى الصمت وإبقاء سرّها طيّ الكتمان.
«اللعنة» رواية كتبتها نازك سابا يارد بلغة سلسة لتعيد طرح سؤال جوهري عن حق المرأة العربية ومكانتها في القرن الحادي والعشرين...
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024