كيف تتصدين لخطر الإصابة بسرطان الثدي؟
أصبحت الإصابة بالسرطان هاجساً لدى الناس لكثرة انتشاره. وبشكل خاص صارت المرأة تتخوف من إصابتها في يوم من الأيام بسرطان الثدي باعتباره الأكثر انتشاراً وشيوعاً بين النساء.
وتزداد المخاوف من الإصابة بالمرض في حال إصابة أحد أفراد العائلة سواء بالنسبة إلى السرطان عامةً أو إلى سرطان الثدي خاصة.
لكن مع التطورات المهمة في الطب وفي علم الجينات تتجه الأمور نحو الافضل في سبيل مكافحة السرطان بفاعلية كبرى لجهة التصدي له ولجهة علاجه ومنع عودته.
الطبيبة اللبنانية الاختصاصية بالأمراض السرطانية كوليت حنا تتحدث عن علاقة العاملين الوراثي والجيني والسرطان عامةً وسرطان الثدي تحديداً موضحةً كل التساؤلات في هذا الموضوع وكيفية انتقال المرض في العائلات وما توصل إليه علم الجينات بهدف التصدي للمرض من خلال فحوص جينية تسمح بـ «كشف المرض قبل الإصابة به» بهدف مكافحته.
إلى اي درجة يلعب العامل الوراثي دوراً في احتمال الإصابة بالسرطان عامةً وبسرطان الثدي بشكل خاص؟
يلعب العامل الوراثي دوراً في الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 10 إلى 15 في المئة وهو النوع الذي للوراثة التأثير الاكبر في الإصابة به، إضافةً إلى سرطان المبيض وسرطان القولون والمعي المستقيم Cancer Colorectalالذي للعامل الوراثي تأثير أيضاً في احتمال الإصابة به. أما في أنواع السرطان الباقية فللوراثة تأثير أقل.
هل صحيح أن احتمال الإصابة يرتفع في حال وجود حالات سرطان من جهة الأم؟
ليس هذا صحيحاً، فبعكس ما هو شائع يزيد خطر الإصابة بالمرض سواء كانت الحالات من جهة الأم أو الأب بالنسبة نفسها.
إلى أي مدى يمكن تحديد خطر الإصابة بالمرض على أساس جيني؟
في ما يتعلق بسرطان الثدي، بات معروفاً أنه على أساس الطفرة الجينية على الBRCA1 وBRCA2 يمكن تحديد احتمال الإصابة بسرطاني الثدي والمبيض.
ففي حال إصابة الأم مثلاً بسرطان الثدي، تكون الابنة أكثر عرضة للإصابة بالمرض، لكن يمكن أن يتضاعف احتمال الإصابة مرات عديدة في حال وجود الطفرة الجينية. علماً أنه لا بد من التمييز بين العامل الوراثي والعامل الجيني.
في ما يتعلق بسرطان الثدي، إلى اي نسبة يمكن ان يصل خطر الإصابة بالمرض في حال وجود الطفرة الجينية على الBRCA1 وBRCA2 ؟
فيما يراوح خطر الإصابة بين 10 و15 في المئة في حال وجود العامل الوراثي أي في حال وجود حالات في العائلة، ترتفع النسبة لتراوح بين 50 و85 في المئة في حال وجود هذه الطفرة الجينية. ويرافق هذا الخطر المرأة حتى سن 70 سنة.
أي درجة قرابة تؤثر في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
نعني بتأثير العامل الوراثي القرابة من الدرجة الأولى أي أم أو أخت أو عمة أو خالة.
دائماً يجري الربط ما بين سرطان الثدي والمرأة، أليس الخطر موجوداً بالنسبة للرجل؟
لا شك أن الرجل أيضاً يعتبر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، لكن نظراً لارتفاع خطر الإصابة أكثر مع المرأة يتم التركيز عليها أكثر. لكن حتى الرجل يمكن أن يحمل الطفرة الجينية على الBRCA1 فيزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي لديه.
في حال وجود العامل الوراثي وحالات في العائلة ما الذي يمكن فعله بهدف التصدي للمرض؟
في حال وجود حالة سرطان ثدي في العائلة القريبة أو في حال الإصابة بسرطان ثدي في أحد الثديين مثلاً، ينصح بإجراء الفحص فإذا كانت النتيجة Triple negative يجرى الزرع وفحوصات محددة إضافية تحدد الحاجة إلى استئصال الثديين وربما حتى المبيض نظراً إلى الارتباط بين سرطاني الثدي والمبيض وارتفاع خطر الإصابة بكل منهما لاحقاً.
أيضاً في حال وجود حالات عدة من هذين السرطانين في العائلة، لا بد من إجراء الفحص، خصوصاً في حال إصابة أحد أفراد العائلة القريبة في سن صغيرة.
هذه العوامل تستدعي إجراء الفحص الجيني لتحديد احتمال الإصابة واتخاذ التدابير اللازمة عند الحاجة.
في حال وجود حالات إصابة بأنواع مختلفة من السرطان في العائلة، هل هذا يعني أن خطر الإصابة بالسرطان يزداد عامةً؟
في حال وجود إصابات بأنواع مختلفة من السرطان لا يزيد احتمال الإصابة بأنواع أخرى منه، كما يعتقد البعض لأن كل أنواع السرطان ليست مترابطة من الناحية الوراثية.
إذ أننا نسمع الكثير عن أن عائلات تكثر فيها حالات السرطان من أنواع مختلفة مما يعني أن أفرادها يعتبرون اكثر عرضة للإصابة بالسرطان عامةً. لكن هذا ليس صحيحاً وبات معروفاً في الطب الحديث أن خطر الإصابة بالسرطان عامةً لا يزيد في هذه الحالة.
هل تتوافر الفحوص الجينية التي تحدد خطر الإصابة بكل من انواع السرطان؟
مع التطورات الطبية المهمة في علم الجينات، يمكن تحديد خطر الإصابة بكل من سرطانات الثدي والمبيض والقولون. وتسمح هذه الفحوص بتحديد ما إذا كان خطر الإصابة بسيطاً أو معتدلاً أو متقدماً. إلا أن هذه الفحوص لا تجرى عشوائياً ولأي كان.
هل احتمال الإصابة بالسرطان موجودة في جينات كل منا؟
حتى الآن تبين أن قسماً من أنواع السرطان يكتب في الجينات فيعرف أن ثمة احتمالاً معينًا لأن يصاب الشخص بالسرطان في يوم من الأيام. وفي الوقت نفسه، ثمة أنواع من السرطان ترتبط بالمحيط ولها علاقة بعوامل خارجية أخرى غير العامل الجيني.
لكن مع التطور في الطب والاكتشافات في علم الجينات يتبين أكثر فأكثر تأثير العوامل الوراثية والجينية ودورها في احتمال الإصابة. وهذا يلعب دوراً مهماً في تطوير العلاجات مع الوقت.
هل من سن معينة ينصح بأن تجرى فيها الفحوص الجينية المرتبطة بكل من سرطانات الثدي والمبيض والقولون المتوافرة، في حال وجود دواعٍ لذلك؟
ينصح بأن تجرى الفحوص الجينية بأسرع وقت ممكن في حال وجود داعٍ لذلك. فعلى سبيل المثال إذا كان أحد الوالدين مصاباً بسرطان القولون، يجرى الفحص الجيني فإذا كان احتمال الإصابة مرتفعاً يتم استئصال المصران دون أن يؤثر ذلك على حياة المريض، وذلك لارتفاع خطر الإصابة بالمرض لأنه من السرطانات التي يلعب فيها العامل الوراثي دوراً مهماً وبالتالي يكون خطر الإصابة كبيراً جداً.
كذلك بالنسبة إلى سرطاني الثدي والمبيض فإذا كانت المرأة قد أنجبت أطفالها يمكن أن يستأصل المبيض لتجنب خطر الإصابة بالمرض. ويمكن أن يجرى الفحص الجيني لسرطان الثدي في مرحلة مبكرة عند الحاجة.
حتى انه يمكن أن يجرى الفحص في حال الإصابة بالمرض لمعرفة ما إذا كان احتمال عودة المرض منخفضاً أم مرتفعاً. وفي هذه الحالة يمكن تحديد الحاجة إلى إجراء العلاج الكيميائي أو عدم اللجوء إليه نظراً إلى الآثار الجانبية الناتجة عنه.
وتجدر الإشارة إلى توافر فحوص معينة الآن تجرى في حال الإصابة بالسرطان لاكتشاف الطفرات الجينية الناتجة عنه مما يسمح بتحديد العلاج الواجب اعتماده وتوجيهه بالشكل المناسب لمزيد من الفاعلية.
إذا كانت مختلف أنواع السرطان غير مترابطة، ما سبب إصابة نسبة من المرضى الذين عولجوا من إصابة بسرطان معين، بنوع آخر من السرطان بعد سنوات من الشفاء؟
لا بد من التوضيح أن بعض العلاجات الكيميائية قد تؤثر في زيادة خطر الإصابة بأنواع سرطانية ثانوية عند معالجتها نوعاً معيناً من السرطان.
هذا ما قد يلعب دوراً في ظهور نوع آخر من السرطان بعد الشفاء من الأول بسبب خلل معين يسببه العلاج الكيميائي. أيضاً يمكن أن يسبب العلاج بالأشعة لحالة سرطانية معينة خللاً معيناً في المناعة مما يجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بنوع آخر من السرطان لاحقاً.
هل تعتبر الفحوص الجينية مكلفة؟
تصل كلفة الفحوص الجينية المرتبطة بسرطان الثدي إلى 3000 دولار أميركي تقريباً.
في حال وجود حالات سرطان ثدي في العائلة ما الخطوات الواجب اتباعها؟
في حال وجود حالات في العائلة القريبة تزيد خطر الإصابة، ثمة خطوات مبدأية يمكن اللجوء إليها:
- البدء بإجراء الصورة الشعاعية من سن 40 سنة بانتظام سنوياً.
- إذا كانت الام قدأصيبت بسرطان الثدي في سن 40 سنة، يجب ان تبدأ الإبنة أو أفراد العائلة القريبة بإجراء الصورة الشعاعية قبل 10 سنوات من السن التي أصيبت به أي من سن 30 سنة.
- إذا كان ثديا المرأة كبيرين وفيهما نسبة عالية من الدهون، قد لا تكفي الصورة الشعاعية للثدي ويمكن اللجوء إلى الرنين المغناطيسي للثدي .
- في حال وجود خطر يجب تجنب عوامل الخطر كالهرمونات والتدخين واتباع نظام غذائي صحي .
الأكثر قراءة
أخبار النجوم
دنيا عبد العزيز توثِّق لحظات وضعها مولودتها الأولى
أخبار النجوم
تامر حسني يودّع الراحل حسن يوسف بطريقته الخاصة
أخبار النجوم
مصدر مقرّب من جنيفر لوبيز يكشف المستور: "مهووسة...
أخبار النجوم
بالفيديو - داليا مصطفى تعلن رأيها في دخول...
أخبار النجوم
ميريام فارس تتعرّض للانتقادات بسبب الحرب...
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024