إبراهيم عبد المجيد «ما وراء الكتابة» بهجة لا تنتهي
في كتابه الجديد «ما وراء الكتابة... تجربتي مع الإبداع»، يسرد الكاتب المصري إبراهيم عبد المجيد، ما هو «خفي»، و«مستتر» و«مضمر» وراء عملية الكتابة، والأجواء الروحية لكتابة العمل والقضايا الجمالية التي شغلت صاحبه، وأجواء الحياة الاجتماعية والسياسية وقت ممارسة الكتابة، عبر أكثر من 35 سنة من الإبداع المتواصل، وبهجة السرد التي لا تنتهي، بحسب تعبيره.
الكتاب، الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، ليس تنظيراً للسرد أو تفصيلاً للقول في مكونات النص الإبداعي وآلياته في التوليد والتأويل، فهو لا يحدثنا- بحسب الناشر- عن حقائق المفاهيم، ولا يقول أي شيء عن «نظريات» أدبية أو نقدية مسبقة، فالإبداع هو الأصل، أما النظرية فتأمل لاحق.
ينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام، تسبقها مقدمة قصيرة بعنوان «المعنى الذي أريده»، توضح الهدف من تأليف الكتاب ودوافعه، فالمعنى الذي أراده عبد المجيد يبحث في الكتابة وطقوسها.
عشر روايات، ومجموعات عدة من القصص القصيرة، أبدعها إبراهيم عبد المجيد عبر مشواره الأدبي الممتد، احتلت مكانها ضمن منجز السرد العربي المعاصر، لكن الحديث عنها هذه المرة، بقلمه هو مبدع هذه الأعمال، ليس «نقدياً» بالمعنى المعروف، وليس «ذاتياً» أيضاً بالمعنى المباشر، إنه حديث يحمل «سيرة الكتابة»، أو «التاريخ السري للروايات والقصص» التي كتبها وتفاصيلها التي لا يعرفها أحد إلا كاتبها.
القسم الأول من الكتاب يضم الحديث عن الروايات الأربع الأولى في مسيرة عبد المجيد السردية، وهي: «المسافات»، «الصياد واليمام»، «ليلة العشق والدم»، «بيت الياسمين». أما القسم الثاني، فخصصه عبد المجيد للحديث عن ثلاثيته السكندرية الشهيرة، «لا أحد ينام في الإسكندرية»، «طيور العنبر»، و»الإسكندرية في غيمة»، وهي الثلاثية التي دشنت اسم إبراهيم عبد المجيد كأحد أهم وأشهر الروائيين المصريين والعرب في نصف القرن الأخير.
وفي القسم الثالث تناول عبد المجيد رواياته «ما وراء برج العذراء»، «عتبات البهجة»، «في كل أسبوع يوم جمعة»، أما القسم الرابع والأخير فخصصه للحديث عن مجموعاته القصصية، ملاحظاً أن القصة القصيرة كانت «هي الطريق إلى الوجود الأدبي، ومن ثمّ إلى المسابقات»، ويضيف: «أستطيع أن أقول إن كل القصص كان لها أصل في الحياة. لم تكن القصة القصيرة ترهقني كثيراً في البحث عن لغة أو بناء لها».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024