تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

المخرج فهد غازولي: «سرايا عابدين» و«صاحب السعادة» هما الأفضل

أبدى المخرج فهد غازولي اعتذاره وأسفه للمتلقي السعودي لعدم وفاء المنتجين بتقديم أعمال مقنعة تواكب التطور التقني الذي يعيشه المجتمع في العالم العربي. ورأى أن علينا أن «نعترف بأن ثقافات المتابعين للأعمال الدرامية والبرامج التلفزيونية اختلفت كثيراً ولم تعد في حدود السطحية كما يخال البعض»، مبدياً استياءه من مستوى الأعمال التي قدمت هذا العام والعام الماضي، موضحاً أن ما قدّمه حسن عسيري وفايز المالكي مخيب للآمال ولا يرقى إلى تطلعات المتلقي الخليجي، وواصفاً الأعمال الخليجية بالمتواضعة وتحتاج إلى إعادة نظر من حيث الرؤية الفنية. «لها» التقته في هذا الحوار...


- ما هي الأعمال التي أقنعت المشاهد في هذا العام؟
هناك بعض التصريحات التي صدرت من بعض القنوات الفضائية مثل MBC والقناة الأولى السعودية وروتانا خليجية، بأن هناك أعمالاً حققت نجاحاً وأقنعت المتلقي الخليجي والعربي، ربما تكون قليلة ولا تتعدى العمل الواحد لكل قناة. ومن وجهة نظري، أرى أن غالبية الأعمال العربية لم ترتق إلى تطلعات المتلقي العربي، ولم تحقق جزءاً من النجاح الذي كنا نأمل فيه وهي دون المستوى الذي كنا نتوقعه هذا العام.

- هل تعتقد أن الأعمال الدرامية لم تنجح في التعبير عن هموم الشارع العربي؟
المنطقة العربية تمرّ بصراع وقضايا سياسية شائكة، إلا أن الكتاب والمنتجين لم يستطيعوا قراءة المشهد العربي بشكل منطقي ولم يقدموا أعمالاً تواكب عقلية المتلقي العربي وعواطفه، وهذا ينافي حالات الفكر والهم والقلق التي يعيشها الشارع العربي، فمن المنطق محاكاة الفكر وملامسة المشاعر العربية، لإرساء حوار شيّق وثري مع المشاهد.

- يرى البعض تواضعاً كبيراً في الأعمال الخليجية هذا العام، هل تتفق مع هذا الرأي؟
يحق للمشاهد العربي وصف الأعمال الخليجية بأنها دون المتواضعة وتحتاج إلى إعادة نظر من حيث الطرح والرؤية الفنية. وللتوضيح الدراما الخليجية تعتمد على التكرار في النص والممثلين والمخرجين، رغم أن هناك فرصاً قدمتها «هيئة الإذاعة والتلفزيون»، وقناة «روتانا خليجية» لمنتجين حديثي العهد بصناعة الإنتاج الدرامي التلفزيوني، إلا أنهم لم يكونوا على قدر المسؤولية. وهنا اللوم يقع على هؤلاء المنتجين الشباب كونهم يحلمون بوجود الفرصة لتقديم أنفسهم في إطار مختلف وطرح فلسفة جديدة، وتناسوا أن عليهم قراءة ما يحتاجه الجمهور في الشارع السعودي.

- إذا كنت مسؤولاً عن الإنتاج المحلي، ما هي قراراتك لعودة الدراما السعودية إلى وضعها الطبيعي؟
بالتأكيد لا بد أن أطالب بعودة المنتجين أصحاب الخبرة والتاريخ في لعبة الإنتاج التلفزيوني لتقديم أعمال قوية بمستوى أعمال ما قبل العشر سنوات الماضية. هناك أعمال سعودية تستحق الإشادة والثناء قدمت رسائل للمجتمع بعد وجبة إفطار رمضان من كل عام مثل «طاش ما طاش» الذي كان يلامس مشاكلنا الاجتماعية وقضايانا الحساسة، بطرح يحترم فيه المتلقي الواعي. وسأرفض الأعمال التي يتم إنتاجها من باب الاستعراض كالرقص ومشاهد تخدش الحياء العام لا نستطيع كأسرة مسلمة مشاهدتها، وخاصة المسلسلات التركية التي لا تمثل قضايانا ولا مجتمعنا.

- ما هي الأعمال التي أستوقفتك في شهر رمضان؟
هناك أعمال أستوقفتني للحرص على مشاهدتها مثل مسلسل «سرايا عابدين»، فهو إنتاج ضخم وحصل على رؤية مخرج رائعة جداُ، إضافة إلى الأكسسوارات المتقنة والموسيقى التصويرية والديكورات وأداء الممثلين. كما شدّني مسلسل «صاحب السعادة» رغم أنه واجه نقداً لعدم وجود موضوع واضح، إلا أنه تضمن رؤية إخراجية جيدة ولغة الحوار الكوميدي العصري. وكنا نتوقع من نجم بحجم عادل إمام أن يقدم عملاً أفضل بكثير، لكن هذا لا يمنع أن المسلسل كان ناجحاً.. أيضاً من الأعمال التي استحقت المتابعة «عد تنازلي» و«ثريا».

- ماذا عن الأخير؟
أحترم الفنانة القديرة سندريلا الشاشة الخليجية سعاد عبد الله، إلا أنني انتقد أداءها لشخصيتين، امرأة مسنة والشخصية الثانية سيدة أعمال. لا أعلم هل ذلك يعود لعدم اقتناعها بالممثلات الخليجيات أم لأنها منتجة للعمل. كان يفترض أن تقدم شخصية واحدة وترشح للشخصية الثانية ممثلة مناسبة لتركيبة الشخصية لتفعيل المنافسة في الأداء والخروج من النمط الواحد لروح الشخصية.

- أخرجت عملاً كوميدياً بعنوان «عائلة وخمسة» هو الوحيد باللهجة الحجازية، ما سبب عدم عرضه في رمضان؟
هناك توجيه من إدارة قناة «روتانا خليجية» بمنح فرص العرض هذا العام للمنتجين الشباب، وهذا قرار إداري  لا بد من احترامه. ومن وجهة نظري أفضل عرض أعمالي بعد موسم شهر رمضان بعيداً عن زحام الأعمال الرمضانية. وبحسب وعود القناة، مسلسل «عائلة وخمسة» يبدأ عرضه قريباً.

- شاركت في مسلسل «جرذان الصحراء» كممثل، كيف وجدت التجربة وما رأيك في العمل؟ 
يعد المسلسل الأفضل خليجياً، وهو إنتاج مميز احترمت فيه قناة «روتانا خليجية» ذائقة المتلقي وفكره المتطور، كمحاولة لاستعادة الثقة والعلاقة التي تربطها بجمهورها العربي. والعمل يعالج قضية عميقة تمس المجتمع الخليجي، وهو تجربة مميزة وأنا جسّدت فيه شخصية رجل أعمال له بصماته ورؤيته على الاقتصاد في المجتمع الخليجي.

- وما تعليقك على بعض ردود الفعل المعارضة لبعض مشاهد العمل؟   
الفن من الوسائل الرئيسية للتعبير عن قضايا المجتمع وظروفه وتحولاته الثقافية والفكرية، وقد وجد الكاتب عبد الله البخيت مفردات ومصطلحات أثرت عقل المشاهد وثقافته وأوجدت مساحة للحوار ما بين شخصيات القصة ومتابعيها أمام الشاشات ليقدم أحداث صراع مالي واجتماعي ووجداني وفكري. ونال العمل بشكل عام اقتناع متذوقي الدراما الخليجية والعربية، رغم ما واجهه من تعليقات طالت الطرح الأكثر جرأة في ما يتعلق بأخلاقيات بعض أفراد الأسرة الخليجية. 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078