تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

أسرار سقوط صاحبة قناة 'دلع'

لا تزال أصداء قضية القبض على صاحبة قناة «دلع» تطفو على الساحة الإعلامية، بعد سقوط المتهمة الأردنية الشابة في شقتها الراقية بالحي المتميز في مدينة السادس من أكتوبر في أطراف محافظة الجيزة. التحقيقات واجهت الحسناء الأردنية بتهم بث قناة بدون ترخيص والتحريض على الفسق، من خلال مواد تلفزيونية مشينة، وترتيب لقاءات إباحية بين الشباب والشابات عن طريق إعلانات القناة. «لها» ترصد ما حدث من خلال أوراق القضية التي تسطرها تحقيقات نيابة مدينة السادس من أكتوبر.


أمر المستشار أحمد أبو المجد، بحبس المتهمة سيدة الأعمال الأردنية، مالكة قناة «دلع» الفضائية أربعة أيام على ذمة التحقيقات، باتهامات بث قناة فضائية دون ترخيص واستغلالها في تسهيل أعمال منافية للآداب ونشر العلاقات غير المشروعة.

 كانت تحقيقات أحمد أبو المجد قد أسفرت عن أن المتهمة ثناء (26 سنة) أنشأت قناة فضائية للرقص الشرقي، واستغلتها في نشر العلاقات غير الشرعية للمتعة وإذاعة مواد مسجلة خادشة للحياء العام وترويج المنشطات عبر القناة.

واعترفت المتهمة أمام النيابة بأن قناتها تبث من لندن، وتستقطب النساء والفتيات القاصرات في تسجيل مقاطع فيديو رقص لعرضها على القناة، ولتحقيق جماهيرية للقناة وسط من يستهوي تلك الأعمال.

وواجه أبو المجد المتهمة بعشرين مقطع فيديو بُثّت على قناتها، احتوت على مناظر خارجة وإعلانات عن بيع منشطات بهدف الترويج واستقطاب الرجال راغبي المتعة الحرام، وتقدر حصيلة المكسب 300 ألف جنيه مصري شهرياً من وراء تلك الإعلانات. وأكدت تحريات رجال الإدارة العامة لمكافحة جرائم الآداب صحة الاتهامات التي وجهت إلى المتهمة.

 
البداية بلاغ

البداية كانت من خلال معلومات وردت إلى اللواء عبد الموجود لطفي، مدير أمن الجيزة، مفادها وجود قناة تسمى «دلع» بدون ترخيص تبث فقرات على مدار 24 ساعة، تتضمن الرقص الشرقي وتتخللها فقرات إعلانية لمنتجات ومنشطات وفيها رسائل مخلة للآداب، وبث رسائل على الشريط الإعلاني أسفل الشاشة لترتيب لقاءات بين المتصلين لممارسة الجنس مقابل مبالغ مالية، بما يخالف المادة رقم 178 من قانون العقوبات.

وعلى الفور، قررت أجهزة الأمن التحقق من تلك المعلومات من خلال متابعة برامج القناة، التي تبث على النايل سات، ومن خلال تجنيد مصادر سرية لتحديد مقر القناة وجمع معلومات عن أصحابها.

 وبعد أيام من المتابعة الدقيقة ورصد ما تقدمه القناة، تجمعت خيوط القضية أمام اللواء محمد الشرقاوي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، الذي كلف مباحث الآداب بتسجيل العديد من المقاطع الفاضحة التي تحتويها القناة التي تبث طوال اليوم. وأضافت التحريات أن القناة تبث داخل مصر منذ ثلاث سنوات بلا ترخيص، فقد استغلت صاحبتها فترة الثورة وغياب الرقابة وقررت تطوير عملها بإدخال فقرات خارجة عن حدود الأدب، بالإضافة إلى ترتيب لقاءات بين الجنسين من خلال الإعلانات على الهواء.

سجّل ضباط المساعدات الفنية عشرين مقطع فيديو لفقرات الرقص الشرقي الفاضح الذي تقدمه راقصات هواة غير معروفات في الوسط الفني، بالإضافة إلى تسجيل شريط الإعلانات الذي يذاع طوال فترة تقديم فقرات الرقص، ويحتوي على إعلانات جنسية، بالإضافة إلى ترتيب لقاءات بين الجنسين بشكل يخالف القوانين والآداب العامة.

 ونُظّمت حملة أمنية بقيادة العميد عمر عبد العال، مدير مباحث الآداب في الجيزة، وتمت مداهمة مقر القناة في الحي المتميز بمدينة السادس من أكتوبر، وضبط صاحبة القناة «ثناء». وعثر في المقر على العديد من الأجهزة التي تساعد في عمليات البث المباشر، وجهاز كمبيوتر محمول محمل عليه لقطات الرقص وإعلانات القناة ورسائل الشريط الإعلاني. كما أوقفت صاحبة القناة التي اعترفت بمسؤوليتها عن البث، واستخدام الأجهزة المضبوطة للتحكم في ما يبث على القناة.

وأمر مدير النيابة بضبط وإحضار شخصين مصريي الجنسية وفتاة أردنية ساعدوا المتهمة في الجريمة.

وأثناء التحقيق معها التزمت المتهمة الأردنية الصمت إزاء اتهامات النيابة، وكانت في حالة نفسية يرثى لها، وأجهشت بالبكاء بمجرد إخطارها بقرار رئيس النيابة حبسها أربعة أيام على ذمة القضية، وطلبت في حوارها مع محاميها أن يفعل أي شيء للإفراج عنها بكفالة أياً كانت، وعاد المحامي ليطلب من النيابة الإفراج عن المتهمة بضمان محل إقامتها مع أخذ كل الضمانات نحو منع المتهمة من السفر إلى حين انتهاء التحقيقات.

ورفضت المتهمة التحدّث إلى وسائل الإعلام، واكتفت بكلمات موجزة مؤكدة أنها بريئة ولم تقصد أن تبث أي مواد إباحية، وأنها مجرّد فنانة.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077