حقيبة ابني ثقيلة الوزن... هذه هي معايير الحقيبة المدرسية
مع قدوم العام الدراسي ينشغل التلامذة بالقرطاسية والحقيبة المدرسية. منهم من يريد حقيبة جديدة طُبع عليها شخصيته الكرتونية المفضّلة ومنهم من يريد حقيبة يتباهى بها أمام أصدقائه. ولكن في الغالب تبدو هذه الحقيبة بعد شهر من بدء العام الدراسي كأن الدهر مرّ عليها أو كأنها تخوض معركة مع الكتب والقرطاسية التي تضمها.
والأهل في جميع الأحوال يلبّون طلبات أبنائهم بهدف تشجيعهم على العودة المدرسية. ولكن وبغض النظر عن جمال الحقيبة وسعرها وحجمها وتماشيها مع رغبة التلميذ، فإن لها شروطاً ومعايير صحية يجدر بالأهل الأخذ بها كي لا تؤذي ظهر التلميذ.
معايير الحقيبة المدرسية الوزن:
اختيار حقيبة خفيفة الوزن: يجب ألا يتعدّى وزن الحقيبة المدرسية بالكتب التي تضمها عشرة في المئة من وزن التلميذ تبعًا للمعايير الطبية. فمعدّل وزن التلميذ في المرحلة الإبتدائية بين 20 و 28 كيلوغرامًا وبالتالي لا يجوز ان يتعدّى وزن حمولة الحقيبة 2,5 كيلوغرام، ولكن للأسف هذا المعدّل لا يتقيد به كثيرون ونجد أن وزن معظم حقائب التلامذة يفوق 20 في المئة من وزن التلميذ. وفي المحصّلة فإن وزن الحقيبة يؤثر على نمو العضلي عند الطفل وعلى عموده الفقري.
الراحة في الحمل:
أشرطة واسعة وقصيرة: تعتبر الحقيبة بأشرطة واسعة مثالية لأن وزن الكتب الذي تحمله يمكن توزيعه بشكل أفضل. فعندما توضع بشكل جيد على الظهر تسمح بتجنب الإحتكاك، ومع ذلك يجب التنبه إلى طول الأشرطة. فالأشرطة الطويلة جدًا تزيد وزن الحقيبة وبالتالي يضطر الطفل لأن يحني كتفيه إلى الأمام مما يسبب حودبة الظهر ومشاكل في العمود الفقري. من الضروري التنبه إلى أن الطفل في الصفوف الإبتدائية هو في طور النمو وبالتالي فإنّ عموده الفقري يكون هشًا فيما يصبح صلبًا ومكتملاً في سن الرابعة عشرة عند البنت والخامسة عشرة عند الصبي.
الترتيب:
جيبان في الحقيبة يجعلان الوزن متساويًا: لذا فالطريقة المثلى للتوضيب وجعل الحقيبة متوازنة أثناء حمل التلميذ لها، هي وضع الكتب والمجلدات والدفاتر في الجيب الملاصق للظهر، فيما الجيب الأصغر لوضع القرطاسية الخفيفة مثل المقلمة والمسطرة وغير ذلك من القرطاسية.
الجودة والمتانة في الصنع:
التأكد من جودة الخياطة والدعم ومتانتهما: من المعلوم أن الحقيبة المدرسية تتعرض للكثير من الخراب إذ ترمى على الأرض وأحيانًا يداس عليها عن غير قصد، لذا من الضروري الأخذ في الإعتبار جودة خياطة الحقيبة ومتانتها كي لا يضطر الأهل لشراء واحدة جديدة خلال العام المدرسي. لذا عند شراء الحقيبة يجب التأكد من وجود طبقات دعم على زوايا الحقيبة و قعرها، والخياطة يجب أن تكون متينة تقاوم التمزّق الذي تسببه المجلدات. أما أقفال الحقيبة فيجب أن تكون من البلاستيك ومقاومة للضربات، فيما القماش يجب أن يكون من النوع المضاد للماء. كل هذه المعايير يجدر بالأهل أخذها في الإعتبار وتجربتها قبل شراء الحقيبة.
الأمان:
وجود شرائط عاكسة للضوء: لأجل سلامة الطفل خصوصًا في فصل الشتاء عندما يكون هناك ضباب، من الضروري أن تتضمن الحقيبة التي يحملها شرائط عاكسة للضوء التي تسمح برؤية الطفل أثناء عبوره الطريق، حتى في ساعات المساء الأولى.
الحقيبة غير الصديقة لصحة الطفل:
لحقيبة الجرّارة: تبدو الحقيبة الجرّارة عملية في الظاهر ولكنها تزن كيلوغرامًا على الأقل زائدًا عن حقيبة الظهر التقليدية. فضلاً عن أنه لا يمكن جرّها على سلالم المدرسة وترتطم بالجدران، كما أن العجلات الظاهرة قد تجرح التلامذة الآخرين أثناء خروجهم من الصف، وأثناء جرّها يكون ظهر التلميذ ملتويًا بشكل حاد.
حقيبة الكتف: ممنوعة لأن الوزن سوف يركز على كتف واحدة مما يسبب عدم توازن عضلياً للظهر، بسبب الضغط الكثيف على جهة واحدة من الجسم.
ترتيب الحقيبة المدرسية
غالبًا ما يشكو الطفل أنه نسي قلمه أو دفتره أوكتابه في المدرسة، ولكي تتجنب الأم الشجار مع الطفل ولومه، هناك إرشادات يمكن الأم اتباعها في تعويد طفلها على ترتيب حقيبته وتوضيب كتبه وقرطاسيته في شكل عملي.
متى يبدأ تعليم الطفل ترتيب حقيبته المدرسية؟
في الحضانة: يمكن الطفل تحضير حقيبته بوضع دميته فيها ليحضنها خلال ساعة القيلولة في المدرسة.
في المرحلة الإبتدائية: الحقيبة العادية تصبح حقيبة مدرسية محملة بالكثير من الكتب والقرطاسية. وعمومًا تضم الحقيبة مقلمة وأجندة الدروس ودفتر تمارين وكتاباً أو ملفاً يضم نصوصًا للقراءة، وفي الصفين الأول والثاني ابتدائي يكون وزن الحقيبة مقبولاً لأن مجمل الكتب تبقى في خزانة الصف الخاصة بكل تلميذ. و لا بد من الإشارة إلى أن التلميذ في المرحلة الأولى لا يبقى كثيرًا في الصف ورغم ذلك عليه تحضير حقيبته وتنسيق كتبه في خزانة الصف أو يصنف مجلداته، فهو يتعلم التنظيم في عمله بشكل فعّال.
كيف يمكن تعليم التلميذ أصول ترتيب حقيبته؟
من مشكلات ترتيب الحقيبة أن الكثير من الأطفال يضيّعون الوقت في محاولة إيجاد أدواتهم الضرورية لتنفيذ تعليمات محددة. وغالبًا تضم المقلمة الكثير من الأدوات التي لا يحتاجها الطفل أثناء قيامه بالأشغال اليدوية في المدرسة.
الترتيب في المدرسة:
التنظيم: ليس هناك قاعدة محدّدة. في الصف الأول إبتدائي معظم الأطفال لديهم قرطاسية مزدوجة ومقلمة للصف ومقلمة للبيت، في الصف الإبتدائي الثاني تضم الحقيبة المقلمة وبعض الكتب التي تتأكد المدرّسة أن التلميذ يحملها إلى البيت.
المسؤولية: بعض المدرّسات يعلّمن التلامذة منهجية توضيب كتبهم وكيف يجدونها بسهولة. في آخر ساعة من الدوام المدرسي وبعدما توضع علامات على وظائف التلامذة تعطي المعلمة تعليمات للتلامذة عما الذي يجب وضعه في حقائبهم، وكل التلامذة يضعون كتبهم وقرطاسياتهم الخاصة.
مع الوقت، يتعلم التلامذة تدبر أمورهم الخاصة ويكون عمل المعلمة التحقّق من حقيبة تلميذ أو إثنين للـتاكد أن هذا التلميذ قد اكتسب فعلاً مهارة تنظيم حقيبته.
لماذا يبدو توضيب الحقيبة صعبًا؟
تحمّل الطفل المسؤولية وتدبر أموره هما مسألتا نضج. ولكن مد يد المساعدة من الراشدين يسهّل الأمر على التلميذ الصغير. فمعرفة كيف يرتب حقيبته هي عمومًا معرفة كيف يدير أداوته، وهذا يتطلب الإنتباه والعناية ، والطفل يقدّر كثيرًا عندما يشعر بأن هناك من يساعده.
كيف يمكن مساعدته في المنزل؟
- ترتيب الحقيبة مع الطفل منذ السنة الأولى لدخوله إلى المدرسة، وهذا يستغرق وقتًا أطول مما لو كانت الأم ترتب الحقيبة وحدها، ولكن تعليم الطفل العادات الجيدة منذ الحضانة يساعده كثيرًا في الصفوف المتقدّمة ولن يشعر بالإرتباك أثناء ترتيب الحقيبة.
- تحضير الحقيبة مساء أفضل من تحضيرها صباحًا قبل دقائق من الذهاب إلى المدرسة، فالعجلة أحيانًا تؤدي إلى أن ينسى التلميذ كتابًا أو دفترًا أو أي شيء آخر يحتاج إليه في يومه المدرسي.
- بقاء الأم متنبهة حتى وإن كانت متأكدة أنّ طفلها تعلم مهارة ترتيب حقيبته المدرسية، فهذا لا يمنع من أن تتحقق من المسألة.
- تعليق لوح في غرفته يكتب عليه الأشياء التي يجب وضعها في الحقيبة لمساعدته في تحديد ما ينبغي أن يكون في حقيبته لليوم التالي. والتلميذ بدوره يضع علامة على كل شيء وضعه في الحقيبة، شرط أن تكون التعليمات ملائمة لما تطلبه المعلمة.
في المقلمة:
قلم حبر، قلم رصاص مقلّم، ممحاة وغراء، مبراة.
في الحقيبة:
مسطرة، الأجندة، دفتر النصوص، كتاب القراءة ....
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024