تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

سارة أبي كنعان: ميريام فارس ممثلة واعدة ولم تجمعني بها علاقة مميزة

انتقلت من شخصية إلى أخرى بين براءة «لو» وظلم الحياة في «اتهام». هي ممثلة شابة وجميلة تتغلّب على مشاعرنا بالقسوة نحوها. امتهنت التمثيل منذ سن الحادية عشرة، لكن شغفها بالطب دفعها إلى درس العلوم المخبرية لتجمع الموهبة والتخصص في «عشق النساء». عن دوريها في «اتهام» و«لو» تتحدث سارة أبي كنعان.


- كيف تم اختيارك لأداء دور «سهى» في مسلسل «اتهام»؟
أمثل منذ فترة طويلة. المخرج فيليب أسمر والمنتج مفيد الرفاعي والكاتبة كلوديا مارشليان أرادوا ممثلة لديها خبرة طويلة وفي سني، وكفتيات في العمل يجب أن نكون بحسب النص ما بين 24 و30 سنة وحتى أن نظهر في سن أصغر.
بدايةً اختاروني من أجل العمر ثم خبرة التمثيل بالإضافة إلى ملامحي البريئة، على حد قول المخرج والمنتج. فالمطلوب أن يتعاطف المشاهد مع «سهى» التي أجبرتها الحياة على أن تخوض مرارة طريق يتعارض مع مبادئها.

- هل وجدتِ صعوبة في تأدية دور سهى؟
الدور كبير جداً وعلى صاحبة الشخصية أن تُظهر مدى الظلم والأسى اللذين عاشتهما، وهناك الكثير من البكاء والإنفعالات. عملت على الدور مع طبيبة نفسية، كانت كمدربة لي تتابعني وتوجّهني.

- هل تأثرتِ من الناحية النفسية بهذا الدور؟
أثر فيّ بالتأكيد، أديت دوراً على مدى ثلاثة أشهر لعبت فيه حالة من التعاسة والقهر وتصرفت بطريقة غريبة عني. هذا الدور رسالة إلى الفتيات ليخبرهن أن هناك دائماً خيارات أخرى.
«سهى» تعذبت كثيراً في حياتها ولم تجد إلى جانبها عائلة على الرغم من وجود شقيقها، وافتقدت بالتالي الحنان والعاطفة. فحاولت أن تعوّض حرمانها وتنتقم من الحياة التي عاشتها.

- تعويض أم إنتقام؟
لم يكن تعويضاً بل انتقاماً، واعتقدت أنها ستنتقم من المجتمع ومن فقدان الحنان ومن شقيقها وزوجته لأنهم عذبوها، ولكن في النتيجة انتقمت من نفسها. كما أن الدور رسالة للفتيات اللواتي في سنها وفي وضعها لكي يعوا ما وصلت إليه «سهى».

- كيف تجدين تجربة ميريام فارس في التمثيل؟
أعتقد أنها تجربة جيدة لها، وتُظهر أن لديها شغفاً في التمثيل كما أنها ممثلة واعدة. وعلاقتي بها كانت كعلاقتي بأي ممثل آخر.

- ما هو سر البراءة في شخصية «سهى»؟
ثمة مشاهد لم أستخدم فيها الماكياج وكان شعري مبللاً، لم أؤدِّ فقط شخصيّة تضع أحمر الشفاه الداكن وتحيط عينيها بظلال سوداء. حاولت أن أُظهر في بعض المشاهد المأساة التي تعيشها «سهى». أعتقد أن هذه التفاصيل أظهرت شخصيتها البريئة، لأن كل فتاة لديها ملامح براءة عندما تزيل الماكياج عن وجهها.

- هل وجدت صعوبة في التنقّل بين شخصيتَي «لو» و«اتهام»؟
بالتأكيد. بدأنا تصوير «لو» وأدّيت دور البريئة وهو الدور الذي ألعبه منذ صغري، ولكن أحببت الإنتقال إلى دور «سهى» الذي كان جديداً عليّ وبعيداً عن شخصيتي، فكان تحدياً لي.

- ما الذي قدمه لك هذا التحدي؟
أعطاني القدرة والإندفاع لكي أتحدى نفسي أكثر وأؤدي أدواراً أقوى، ونلت اعترافات وإشادة من الكُتّاب والمخرجين والمنتجين. اتصل بي كثر وهنؤوني. كان نقلة في مسيرتي المهنية.

- دوران لك في عملين مشتركين في شهر رمضان، ما الذي يقدمه لك هذا الإنجاز؟
بعدما أصبحت معروفةً على صعيد لبنان، أُتيحت لي الفرصة لكي أكون في كل بيت عربي، جمهوري اتسع. كما أن طريقة العمل في الأعمال المشتركة تختلف عن الأعمال المحلية التي نعمل فيها مع ممثلين لبنانيين فقط.
فالأعمال المشتركة تضم المصريين والسوريين واللبنانيين والأردنيين والخليجيين، وأتاحت لي فرصة التعرف على أسلوب عملهم وتقنيات التمثيل لديهم، وكانت تجربة جميلة جداً.

- هل وجدت صعوبة في تجربة الأعمال المشتركة من خلال التعاون للمرة الأولى مع ممثلين من دول عربية مختلفة؟
يختلف أسلوب العمل في الدراما المشتركة عن العمل المحلي، اعتدت على أسلوب معين ولم أكن قد عملت سابقاً مع مخرج مسلسل «لو» سامر البرقاوي ولكني كنت معتادة على العمل مع فيليب أسمر.
فثمة شيء جديد تعرفت عليه من خلال تقنياته وماذا يحب. في البداية شعرت بصعوبة في التواصل ولكن لاحقاً تعتادين على الأمر.

- عملت مع نادين نجيم وميريام فارس، ما الذي يميز كل واحدة منهما؟ وهل باستطاعتنا أن نقارن بينهما؟
لدى نادين خبرة طويلة في التمثيل وهي ممثلة بجدارة وهذا ما نراه من خلال دورها في «لو»، كما أنني تعلمت منها في التمثيل، فهي سلسة جداً. أما ميريام كبداية «بتعقّد» وأثبتت نفسها من العمل الأول، ولكن لا يمكننا أن نقارن بينهما لأن نادين ممثلة وميريام فنانة.

- وقفت أمام عابد فهد.
هو إنسان رائع في تواضعه و«كلاس» كما نراه على الشاشة.

- هل لفت نظرك أن النجمات الثلاث هيفاء وهبي وميريام فارس ونادين نجيم يعملن في مجال الخياطة؟
نعم تنبهت للموضوع، وأعتقد أن مجال الخياطة يدل على السيدات التقليديات وعلى البراءة وعلى «ابنة الضيعة» أي الفتاة البريئة والتي أثبتت نفسها بنفسها.
نادين في «لو» كانت فقيرة جداً وارتبطت بعابد فهد الغني، وكذلك ميريام التي كانت تعيش في قرية ثم ارتبطت لاحقاً برجل غني أيضاً. لذلك مهما كان المستوى الإجتماعي للمشاهد سيجد أن هناك علاقة تربطه بهن.

- لمسنا انسجاماً تاماً بينك وبين ميريام وآية طيبة، هل كان انسجاماً حقيقياً؟
ثمة انسجام دائم بين الممثلين لينتجوا عملاً جيداً، وكان هناك مودة.

- البطولة انقسمت بين ميريام وبينك، فهي اختارت طريق الإنتقام وانت اخترت طريقاً كان مصيركن جميعاً.
لأن دوري لم يكن تقليدياً، وليس من الأدوار العادية كالحب والزواج. بالفعل هناك الكثير من المشاهدين الذين يتبعونني على «انستغرام» يقولون لي إني أشارك ميريام البطولة. وإذا لم أظهر في إحدى الحلقات يسألونني مباشرةً لماذا لم أظهر في تلك الحلقة.

- ما هو دورك في «عشق النساء»؟
ابنة ورد الخال ولدي مشكلة لا يوجد عائلة لم تعانِ منها أو أحد أقارب العائلة، سألعب الدور وهذه المشكلة بطريقة جديدة، وسيتأثر المشاهدون كثيراً. حتى عندما أخبرت أمي عن طبيعة الدور قالت لي إنها لن تستطيع أن تشاهد العمل.

- هل ستكون الشخصية مختلفة عن دورك في «لو» و«اتهام»؟
دوري فيه نوع من البراءة ولكنه سيُبكي الناس.

- ما هو الدور الذي يمكن أن ترفضيه؟
الدور الذي يظهرني بصورة بشعة، مثلاً «سهى» مع كل عيوبها، ما أقدمَت عليه يبدو مبرراً نوعاً ما. الدور الذي يظهرني سيئة ومن دون أخلاق ورسالة أو هدف لا أؤديه.

- لاحظنا أن بينك وبين الممثلة السورية نظلي الرواس نفوراً وانسجاماً في مشهد واحد، كيف تجدين تعاونكما؟
علاقتي الشخصية بها ممتازة، أمضينا نحو 25 يوماً في مصر معاً وتعلقت بها وأحببتها كثيراً كشخص خارج إطار التمثيل. لذلك وُلد بيننا انسجام، كما أن هناك صفات مشتركة تجمعنا في الحياة العادية. لذلك استطعنا أن نتفاعل في العمل. ارتحت كثيراً معها وأكثر المشاهد السلسة كانت معها.

- نظلي الرواس كانت الأقرب إليك في «اتهام»؟
نعم إلى جانب نهلة داوود وطوني عيسى، وكذلك نيكولا مزهر أحبه كثيراً.

- ماذا تحضّرين؟
عُرضت عليّ ثلاثة أعمال وأقرأ السيناريوهات، لأني وصلت إلى مرحلة يجب ألا أتراجع بعدها، أنا سعيدة بمن وثق بي.

- من هو الممثل الذين تحلمين أن تمثلي معه؟
ماجد المصري شخص رائع، وأحمد السعدني أعشق العمل معه، وأحب أن أكرر التجربة مع طوني عيسى ويوسف الخال ولكن كدور بطولة. كما إني عملت مع جورج خبّاز وجورج شلهوب وكارلوس عازار.

- من هي الشخصية التي كنت تودين أن تلعبيها غير شخصية «سهى»؟
شخصية «سهى» هي التي لفتتني، علماً انه عُرض عليَّ دور «لين» شقيقة «خالد» التي تُغرم بأستاذها. وهو دور صعب ولكني ترددت خوفاً من أن أقع في التكرار لأني أديته في «لو». لكن دور «سهى» مميز وتوقعت أن يستقطب تعاطف الناس وهذا ما حصل بالفعل.

- هل هناك أعمال سينمائية معروضة عليكِ؟
لا عروض حالياً، ولكن بالتأكيد أطمح إلى العمل في السينما.

- من الشخص الذي تودين أن تشاركيه البطولة في أول فيلم سينمائي لك؟
الممثل المصري أحمد السعدني. وأود أن أوجه تحية للممثلة اللبنانية لورين قديح لأنها مبدعة في السينما.

- ماذا درستِ؟
درست العلوم المخبرية، وهو تخصص بعيد جداً عن التمثيل ومجال الفن، ولكني أحب الطب أيضاً ولدي شغف كبير بهذا التخصص، ووجدت أن الصيدلة الأقرب إلى الطب ولن تأخذ من وقتي في التمثيل. «بموت بالتمثيل» وأعشق التعرف على تفاصيل الإنسان وتكوينه.

- عندما تقرأين دورك في النص المعروض عليكِ هل تدققين في كل التفاصيل؟
بالتأكيد، أتابع تفاصيل النص والشخصية وخصوصاً اذا كانت مرتبطة بالطب، وفي «عشق النساء» سيعرف المشاهد ما أقصده. هناك بعض التفاصيل التي تدخلت فيها طبياً وأصلحتها لكي يصدق المشاهد أن هناك تخصصاً في الطب.

- هل أنت مغرمة اليوم؟
(تضحك)، لا وقت لدي، أنا لا أرى أهلي حتى. لا يوجد أي شخص في حياتي حالياً.

- من هو الرجل الذي يجذبك؟
الرجل الذي لا يخاف من نجاحي ولديه ثقة قوية بنفسه، لكي يدعمني ويشجعني ويقف بجانبي حتى النهاية.

- ما هو الحلم الذي تطمحين إلى تحقيقه على الصعيدين المهني والشخصي؟
مهنياً، أحلم بأن أصبح وجهاً معروفاً عالمياً. وأحلم بأن أجد الإستقرار والتوازن بين عائلتي وعملي.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079