تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

روح قرويّة... بلمسة عصريّة

على مساحة كبيرة ورحبة بني المنزل بهندسة مميزة نفذها وأشرف عليها المهندس ريشار مجدلاني الذي يحب العمل في مقاييس كهذه. وقد تعاون مع الفنان شربل مطرالذي خط بريشته الأسقف بشكل بديع.


وبما أن موقع المنزل جبلي سادت في هندسته أجواء القرية وفقاً لرغبات المالكين، ومزجها مجدلاني بروح كلاسيكية وعصرية حديثة في آن واحد.
للبناء مدخل رئيسي مشغول بكامله يدوياً وفيه الباب عالٍ وكبير. واستقى المهندس هذا التصميم من مدخل قصر بيت الدين في جبل لبنان. ونفّذ لهذه الغاية قنطرة مرتفعة وحجارة مدقوقة يدوياً.
ازدان البناء بكامله بالحجر الأبيض الذي استُخرج من أرض المنطقة ذاتها ليبقى على بريقه ولونه مهما عبر الزمان جدرانه. كما امتد الحجر في الحدائق لحفظ الخط الواحد مع خطوط المنزل الخارجية.
يمتد هذا المنزل على طابق واحد ويستقل عنه طابق سفلي بوظائف ومساحة مماثلة للعلوي...

في الداخل
عبرنا الباب الرئيسي الى ردهة كبيرة تتوزع منها أبواب عديدة، لذلك ابتعد المهندس عن وضع قطعة محورية وسط الردهة واكتفى بأثاث في الزوايا من الطراز القوطي.
في غرفة الجلوس حيث المدفأة وتلفزيون كبير، اختارت المالكة الألوان الداكنة من البني والازرق التركوازي ليمزجها مجدلاني بتناغم بطريقة الأرابيسك، ولتتلاءم مع كل الأعمار لأن المنزل يضم أجيالاً مختلفة. وتوزعت المفروشات من الجلد والمخمل والخشب لتوفير استعمال طويل الامد.
أما الستائر فصممت غالبيتها من «الفوال» الأبيض حرصاً على دخول النور الى الغرفة، بينما علّق القماش في أعلاها ليشكل تصميماً خاصاً بها.
الأرضيات والجدران معتقة بلون ترابي ومصنوعة من نوع واحد من الحجر، لكن بفارق في الشكل، بحيث امتد الناعم المعتق أرضاً وتوزع المسنّن على الجدران بشكله الطبيعي تشاركه مدفأة مفتوحة الفوهة.
وفي هذه الغرفة، عمد مجدلاني إلى إبراز الروح الجبلية بتناغم مع الأعمال العصرية. ويقول إن المالكة كانت ترغب في أن تعكس هذه الغرفة أجواء الضيعة لكنها وافقته الرأي بإضافة لمسة حديثة.

قسم الاستقبال الرئيسي
في الصالونات الكبيرة حيث المساحات تتسع لخليط من الطُرُز العديدة، جرى توزيع الأثاث ليرضي المالكَين، فاختارا الأثاث بطراز آرت-ديكو من الجلد، كما وزعت قطع من طراز لويس الخامس عشر إلى لويس الرابع عشر.
وتلفت النظر طاولات مميزة، أجملها تلك المركونة وسط الصالونات وهي بطراز فرنسي ومرسومة يدوياً.
وعبر قنطرة خشبية ندخل غرفة طعام رحبة تضمّ أثاثاً من طراز لويس الرابع عشر. ونلاحظ أن وجه الطاولة مخطط يدوياً ولامع، تُبرزه مادة البولييستر. وإلى جانب الطاولة «درسوار» من طراز نابليون الثالث تعلوه مرآة.
السقف هنا مشغول برسوم من الباتين. كما يبرز باب خشبي نلج منه الى مطبخ عصري بتصاميم حجرية مكررة مع الخارج.
وعلى السقف انتشرت رسوم ناعمة من الورد والغيوم استقاها الفنان شربل مطر من أجواء المنزل وحققها كسماء تسبح فيها ورود هادئة!

غرف النوم
تناغماً مع طابع المنزل اختار المالكان غرف النوم كلاسيكية. فغرفة النوم الرئيسية من طراز لويس السادس عشر وبلون البيج باتين. وفيها خليط مستحدث كتغيير لقاعدة كرسي ومزيج من لمسات ذهبية أضافتها المالكة بذوقها.
أحبت الإبنة غرفتها بطرازها «الباروك» خصوصاً أن المساحة رحبة.
ورغم أن المزيج الاخضر والاحمر قوي على العين فلم تبتعد عنهما المالكة وقررت إنهاء الغرفة بجرأة مع استعمال الخشب المطلي بالفضة المعتقة.
وبالخشب البني الداكن لإعطاء الطابع الريفي، حُققت بقية الغرف للصبيان، منها غرفة بسيطة بلون البوردو لشاب وغرفة أخرى بسريرين مع ظهر ملاصق للجدار ومنجّد بالجلد .
وجدير بالذكر أن السجاد الاصفهاني ذا الألوان الفاتحة عمّ أرجاء المنزل ليتناغم مع الألوان المختلفة. كما أحسن المهندس تنويع مصادر الإنارة والاستفادة من النور الطبيعي.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078