لأساطير الحظّ رموز وأمكنة حول العالم
عندما تكونين في المطار تتردد على مسمعك رحلة سعيدة أو موفّقة... وعندما تصلين إلى إحدى المدن وتجولين في شوارعها، تسرعين خطاك نحو ينبوع ترمين فيه قطعة نقدية أو شجرة تحفرين عليها اسمك لأنه قيل لك إن ذلك جالب للحظّ.
ومهما كان نوع الحظّ الذي تسعين إليه، فإن له أساطير بعض الناس يعتقدون بها فيما بعضهم الآخر يدفعهم فضولهم للتعرّف إليها. وفي كل الأحوال للحظّ حكايات كتبت على أشجار وأوراق وينابيع تنتشر في مدن حول العالم... بعضها طريف، وبعضها أصبح تقليدًا ضمن تراث الشعوب.
من إيطاليا والصين واليابان والبلاد الإسكندنافية واليونان إخترنا أساطير عبرت صفحات التاريخ حتى وصلت إلينا، فإما أن تصدقيها وإما لا، فهي تبقى أساطير.
في اليابان، قصّة حب هي أصل حكاية شجرة الأمنيات
تقول الأسطورة إن أميرة الأساطير أوريهيم وقعت في حب بشريّ اسمه هيكوبوشي فتخلّت عن مملكتها وتزوّجته.
وبعد سنوات أعادها والداها فانفصلت عن العالم الذي ينتمي إليه زوجها بنهر يستحيل اجتيازه، فغرقت مجرّة درب التبانة والعاشقان وولداهما في الأحزان. ولإرضائهم سمح ملوك الأسطورة بلقاء أوريهيم في الليلة السابعة من الشهر السابع في كل سنة.
وهكذا فإن اليابانيين يحتفلون في السابع من تموز/ يوليو كل عام بعيد تاناباتا. فعلى أوراق صغيرة تسمى تانزاكو يدوّن اليابانيون أمنياتهم ويلصقونها على أغصان شجرة البامبو، وبحسب الأسطورة فإن أوريهيم وهيكوبوشي يحققان أمنياتهم، ولكن بعد أن تُرمى شجرة البامبو إما في النهر أو تُحرق عند منتصف الليل أو في اليوم التالي.
ينبوع تريفي في روما
عند سفرك إلى روما لا تفوّتي المرور بينبوع «تريفي» الأكثر شهرة في المدينة، والموجود في قلبها عند أقصى «البانتيون» في ساحة إسبانيا. وهو تحفة نيكولاس سالفي أنجزها عام 1762 بناء على طلب البابا بنوا الرابع عشر، وقد حلّ الينبوع مكان فوّهة قناة رومانية كانت تستجلب الماء من النبع.
أما التسمية فأتت كما تذكر النقوش عند أدنى الينبوع، من اسم شابة اسمها تريفي كشفت للجند الرومان مصدر الماء لتنقذ عذريتها. أما تقليد الوقوف أمام الينبوع هو أن ترمي قطعتي نقود معدنيتين فيه، القطعة الأولى للأمنيات أما القطعة الثانية لتكوني أكيدة من عودتك إلى روما.
إذا وجدت نفل Clover بأربع أوراق فأنت محظوظة فعلاً
يقال إن الشخص الذي يعثر على نفل بأربع أوراق فهذه إشارة إلى أنه محظوظ. وهذا الإعتقاد موجود عند غالبية الشعوب.
فإلامَ ترمز الوريقات الأربع للنفل؟ الوريقة الأولى ترمز إلى الإيمان والثانية إلى الأمل والثالثة إلى الحب، وإذا وجدت الرابعة فترمز إلى الحظ. وفي التقليد الإيرلندي ترمز النفل بوريقاتها الثلاث إلى الإيمان، أما إذا وُجدت الرابعة فهي تعني أن الشخص سينعم برضى الله.
النمر في الأساطير الصينية رمز الحظ السعيد
أُعتبر النمر لزمن طويل جالبًا للحظ في علم الفلك الصيني، كما يعتبر رمزًا للحماية من الآلام والحوادث والسرقة.
شجرة البلّوط في البلاد الإسكندنافية للحظ والسعادة والشباب
يرمز شجر البلوط إلى الشباب والقوّة والإزدهار والحظ السعيد، وجوزة البلّوط تعني أيضًا النمو الروحي للإنسان. ويعتقد الإسكندنافيون أن وضع جوزة البلّوط على النوافذ يحمي منازلهم من الصواعق.
وقد يبدو هذا الأمر، أي إبعاد الصواعق، بالنسبة إلينا اليوم طريفًا ومجرد خرافة ولكن هذا الإعتقاد كان حتى ماضٍ قريب مقبولاً بين الإسكندنافيين.
شجرتا «لام تسوين» للأمنيات في هونغ- كونغ
قرية «لام تسوين» مأهولة منذ 700 سنة وتضج بحركة القرويين والسياح بسبب شجرتي الأمنيات. ففي الماضي وخلال الأعياد كان القرويون يدوّنون أمنياتهم على رأس ورقة ومن ثم يقذفونها إلى أعلى أغصان الشجرة، وكلما اقتربت الورقة إلى أعلى غصن كان لدى الشخص حظّ أكبر لتتحقق أمنياته.
واليوم يأتي آلاف الزوار إلى هذه القرية ليجرّبوا حظوظهم في تحقق أمنياتهم خلال الأعياد الصينية. وراهنًا صارت تعلق رسالة الأمنيات على لوحة أو على شجر نسخة عن الشجرتين الأصليتين.
رؤية الدلافين تجلب الحظ
يعتقد الكثيرون حول العالم أن رؤية الدلافين تجلب الحظ الوفير، حتى في الثقافات القديمة عند الإغريقيين والسومريين والمصريين والرومان.
ويرمز الدلفين عند هنود أميركا إلى الحماية. أتى هذا الإعتقاد من البحارة القدماء الذين كانوا يمضون أشهرًا أو سنوات في عباب البحر، واكتشفوا أنه عندما تسبح الدلافين حول سفنهم فإن هذه إشارة واضحة إلى أنهم اقتربوا من اليابسة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024