طوني عيسى: ميريام فارس ليست متعجرفة ويحق لها أن تغتّر بنفسها
لم يرحم «وليد» «ريم» على الرغم من براءتها، كالمجتمع السيئ الذي لا يكترث بالمرأة، فحقوقها مصطلحات شائعة لا يُعمل بها للأسف، على حد تعبيره. إلا أن شخصيته المفعمة بالحياة والرومنسية والمندفعة نحو النجومية، تختلف عن شخصية «ابن الجرد» الذي وجد الضرب وسيلته الوحيدة لمعاقبة المجتمع من خلال خطيبته (ميريام فارس).
في مسلسل «اتهام» أتقن طوني عيسى العقاب وتحول إلى عاشق في «عشق النساء»، ويتحضر للعمل إلى جانب نادين الراسي وباسل خيّاط في مسلسل درامي جديد.
عن أدواره الدرامية ونظرته إلى المرأة بالإضافة إلى أعماله الجديدة يتحدث طوني عيسى في هذا الحوار.
- كيف تفاعلت مع دورك في مسلسل «اتهام»، حين قرأت السيناريو؟
بدايةً أعجبت بالنص كثيراً، وكذلك أعجبت بدوري ولو كان صغيراً ولكن تطلب جهداً كبيراً، وعلمت بأنه سيترك بصمة، بالإضافة إلى أنه مع النجمة اللبنانية ميريام فارس وكتابة كلوديا مارشليان ومن إخراج فيليب أسمر، والإنتاج جيد وسيصل إلى معظم الدول العربية. أردت أن أؤدي هذا الدور وأعمل عليه وأُخرج منه شخصية مميزة.
- هل هو أول عمل عربي مشترك لك؟
كنت أصور مسلسل «عشق النساء» قبل مسلسل «اتهام» ولكننا لم نكن قد انتهينا من تصويره بعد، لذلك عُرض «اتهام» على الشاشة أولاً.
- ما الذي يميز كلوديا مارشليان ككاتبة؟
أعرف كلوديا منذ فترة طويلة ولكننا لم نعمل معاً من قبل، هي مميزة بأفكارها المبدعة، وأختصرها بكلمة واحدة «شاطرة».
- عملت مع سمير حبشي في مسلسل «ولاد البلد»، كيف تصف تعاملك معه؟
سمير حبشي حبيب قلبي. عملنا سابقاً معاً ولكنني أرى أن «ولاد البلد» أكثر جدّية وأعتبره العمل الأول بيني وبين هذا المخرج الإنسان الذي يحبه الجميع، والتجربة يمكن أن تتكرر معه أكثر من مرة.
- فيليب أسمر تتلمذ على يد سمير حبشي.
فيليب أسمر تتلمذ على يده وعمل على استراتيجية معينة في الإخراج، قلة من المخرجين تستخدمها. كما أنه عرف كيف يُجمّل الصورة أكثر، إذ حين نشاهد العمل نسأل أين هو هذا الموقع؟ فيليب مخترع. هو مخرج مجتهد يخترع الموقع ويعمل بيده ويقرأ نصه مرات عدة، ويدقّق في كل التفاصيل.
لا أحد يولد متعلماً كلنا في حاجة إلى تمرّس في المهنة، وفيليب لا يزال في سن صغيرة ويشق طريقه بطريقة صحيحة ويعرف كيف يعمل.
- بما أنكما متقاربان في السنّ، هل هناك انسجام بينكما؟
المخرج الشاب يتفاهم معك أكثر ويقتنع بما يمكن أن أعرضه من أفكار، فإذا اقترحت عليه فكرة يتجاوب ويحاول أن يجرب، أما مخرج آخر ويعمل في مهنته منذ وقت طويل فقد لا يتقبل وجهة نظر الآخرين.
- هل تقترح على المخرج وجهة نظرك؟
إذا كانت إيجابية وانعكاسها لمصلحتي ومصلحة العمل بالتأكيد.
- ثمة مشهد في «اتهام» كرهناك بسببه، عندما ضربت ميريام فارس بإجرام.
هذا هو المطلوب، وهنا تكمن قوة الممثل الذي يبرع بأداء دور بعيد عن شخصيته.
- هل كان الضرب حقيقياً؟
لا، لم يكن ضرباً حقيقياً، ولكنه شبه ضرب ومركّب من خلال استخدام الخدع السينمائية، وحركة الكاميرا كانت سريعة بالتزامن مع حركة يدي ووجه ميريام، مما أعطى المشهد صورة حقيقية.
- كيف شعرت خلال تأدية مشهد الضرب؟
اعتبرنا القصة حقيقية ونحن نعيش الواقع، أديت دور شاب متصلب الرأس و«ابن جرد» لا يقبل النقاش. لم يستوضح الأمر بل قام بالضرب مباشرةً، وهذه تركيبة الشخصية.
- هل شعر «وليد» بالندم بعد إعلان براءة «ريم»؟
لم يتقبل البراءة، لكن من داخله نعم شعر بالندم واكتشف ذلك عندما سُجن وبكى.
- ما الحكم الذي يتخذه طوني عيسى إذا تعرّض لموقف «وليد»؟
لا أتصرف بهذه الطريقة، أنا رجل منطقي وسياسي، أستوضح منها بدايةً وأفهم، فمن لا يسمع لا يعرف كيف يتصرف. أنا من الأشخاص الذين يسمعون ويصغون، والإصغاء أهم من السمع، أتأكد من الموضوع بأكمله وعلى أساس النتيجة أتصرف. لست من النوع الهمجي الذي يثور مباشرةً من دون تفكير.
- إلى أي مدى تعتقد أن مجتمعنا سيئ؟
سيئ جداً، مجتمع لا يكترث بالمرأة وحقوقها. ونحن نتحدث عن حقوق المرأة فقط ولكن دائماً الغلبة للرجل وهذا أمر غير عادل. عندما ضربت ماغي بو غصن في مسلسل «كفى» الذي كتبه طارق سويد، وهي قصة حقيقية، الدور شكّل لي عقدة نفسية نوعاً ما ودفعني إلى أن أسافر بعد المسلسل لثلاثة أسابيع لكي أخرج من الحالة التي عشتها، فالحالة أثرت فيّ كثيراً.
- هل يؤثر على شخصيتك الدور الذي تؤديه في أي عمل درامي؟
الشخصية التي أؤديها تؤثر عليّ أحياناً ولكن لا تلامسني، ولا تتحكم فيّ بل أنا أتحكم فيها وهنا القوة. عليكِ أن تسيطري على الدور، وليس العكس.
- كيف وجدت ميريام فارس في أول عمل درامي لها؟
ممتازة، «بتجنن»، ميريام رقيقة جداً. رغم أن البعض يقول إنها متعجرفة و«شايفة حالها»، وفي الحقيقة يحق لها أن تغتّر بنفسها، ولكن لحدود معينة.
- متى يحق للفنان «يشوف حالو»؟
يحق له بطريقة مهذبة، لا يعرف هذا الموضوع إلا من يدخل هذا المجال ويحصد جمهوراً واسعاً. أحياناً نصل إلى مرحلة يزعجنا فيها أسلوب بعض المعجبين المبالغ فيه. لذلك يجب أن يبقى هناك حدود ومساحة بين الممثل وجمهوره. ولكن ميريام كانت راقية وبالتأكيد أكرر التجربة معها. أود ان أوجه التحية لها ولجمهورها لأنها كانت جسر العبور نحو محبتهم لي وأعتقد أنها السبب في انطلاقتي عربياً، وبفضل هذا العمل تلقيت اتصالات عدة من خارج لبنان تنوه بالمسلسل وبدوري.
- ذكرت أن دورك صغير، علماً أنك موجود في معظم الحلقات.
لقد ملأت مكاني، ولم يمر دوري مرور الكرام. إن هدفي من العمل الذي أقدمه أن يبقي بصمة عند الناس. وحجم الدور ليس بعدد الكلمات التي كُتب بها الدور، ولكن بتجسيد الشخصية بصدق لكي يصدقني المشاهد.
- دخلت في «الغالبون» بيئة مختلفة عن بيئتك.
«الغالبون» كان من بطولتي إلى جانب مازن معضم، ولكن دوري كان طاغياً أكثر وتم تسليط الضوء عليه أكثر. لبست هذا الدور، وعشته إلى النهاية حتى حصدت هذا النجاح الذي أحمد الله عليه على الدوام. ثمة ممثلون لو أُسند اليهم دور «علي بلال» لا يتوجهون إلى الجنوب قبل أن يبدوأ التصوير. عايشت أهل الجنوب واكتشفت أنني لم أكن قد مررت سابقاً بأبعد من مدينة صيدا التي تعتبر بوابة الجنوب.
- ما الذي اكتسبته من هذه التجربة؟
تعرفت على طيبة ناس في بلدي لم أكن اعرفها، ناس لا يعتقدون بالطائفية التي نتحدث عنها، كما أن الجنوبيين شعب مضياف وكريم ويحافظون على قيمهم وأولادهم وبلدهم ويحبون من يحترمهم.
- ماذا بعد مسلسل «عشق النساء» مع فيليب أسمر؟
كنا قد توقفنا عن التصوير لفترة ثلاثة أشهر تقريباً بسبب انشغال بعض الممثلين بالسفر لتصوير مسلسلات رمضان. بعد «عشق النساء» لدي مسلسل جديد مع فيليب أسمر أؤدي دور البطولة فيه إلى جانب نادين الراسي وباسل خيّاط، هذه الأسماء التي عرفتها لغاية الآن.
- كيف توجز دورك في «عشق النساء»؟
ألعب فيه دور مدير مستشفى صديق لورد الخال وأغرم بابنتها التي تكون تلميذتي فأعاني معها كثيراً. في المسلسل قصص متشعبة، بالإضافة إلى أن البطولة مشتركة، النص لمنى طايع والإخراج لفيليب أسمر والإنتاج لزياد شويري.
- ما الذي يميز منى طايع عن كلوديا مارشليان؟
كل واحدة منهما لديها ميزة خاصة بها، منى تأخذ وقتاً طويلاً في الكتابة وتعمل على تفاصيل أكثر في نصها، أما كلوديا فلديها غزارة في الكتابة لكن أفكارها متنوعة ونستغرب تطرقها إليها. أنوه بالكاتبتين إلى جانب طارق سويد وشكري أنيس فاخوري الذي يعتبر أبا الكتّاب.
- ثمة غزارة درامية اليوم...
ثمة غزارة ولكننا بحاجة إلى قصص، مثلاً «اتهام» قصة و«عشق النساء» قصة، أي تعيشين الحالة كما هي.
- عملت مع نادين الراسي.
نادين أم عظيمة في بيتها، هي ممثلة جيدة جداً وتجتهد على نفسها وتعرف كيف تختار أدوراها.
- من الشخصية التي تحب أن تقف أمامها وتعتقد أنها تضيف إلى مسيرتك الفنية؟
هناك العديد من شخصيات كالفنان السوري دريد لحّام، الممثل الكبير عادل إمام، وقفت أمام محمود سعيد وكمال الحلو وكنت في سن صغيرة وكانت فرصة لي. ربما يضيف «اللمبي» (محمد سعد) إلي كممثل أيضاً.
- أنت كوميدي؟
نوعاً ما، وآخر عمل كوميدي قدمته كان «أبطال وحرامية».
- على الرغم من دورك في مسلسل «اتهام» تبدو رومنسياً.
بالفعل أنا شخص رومنسي و«نكتجي» وأحب الحياة، ولكن في التمثيل أتماشى مع الدور.
- هل هناك أدوار ترفض القيام بها؟
أرفضها استناداً للنص، ولكن ليس بسبب الدور فإذا كانت الشخصية تخدم العمل بالطبع لا أرفضها.
- الأعمال المشتركة ماذا تقدم للممثل اللبناني والعربي؟
الأعمال المشتركة تضيف إلى الممثل اللبناني وكذلك للعربي على حدٍ سواء. فالممثل اللبناني لا يقل شأناً عن العربي وأصبح رقماً لا يستهان به.
- طوني عيسى... قبل «اتهام» وبعد «اتهام».
عندما يحصد الممثل العربي جمهوراً كبيراً ونلعب أمامه كممثلين لبنانيين دوراً قريباً من الجمهور وصادقاً سنحصد جمهوراً أكبر لأن الجمهور العربي سيتعرف علينا أكثر.
- ما هي علاقتك بالمطبخ؟
أحب الطبخ كثيراً وخصوصاً إعداد الأطباق الإيطالية.
- درست السياحة وإدارة الفنادق لماذا اتجهت نحو التمثيل؟
أحب التمثيل.
- هل يتفوق صاحب الموهبة على من درس التمثيل؟
يحصد نجاحاً أكبر، فإذا درستِ ولم تتعرفِي على الكاميرا ستجدينها مختلفة بعد الإنتهاء من الدراسة، ولكن عندما تمتلكين الشغف بالكاميرا ولا تخافين منها ستكونين أقوى.
- تمارس الرياضة؟
ألعب الكرة الطائرة وأحب كرة القدم.
- من شجعت في كأس العالم؟
البرازيل.
- لماذا خَفَت صوتك عندما قلت البرازيل؟
(يضحك) من المعيب أن «يخرج الإنسان من ملابسه» ولكن صُدمت السنة.
- إلى أي مدى توفّر الإعلانات مردوداً مادياً للممثل، خصوصاً أنك وجه ماركة أزياء رجالية (Orca)؟
تشكل الإعلانات مردوداً مادياً جيداً، لا أفكر فيها لكنني حين أتلقى عرضاً جديداً سأدرسه.
- من هي المرأة الجميلة بنظر طوني عيسى؟
من أحبها.
- ما هي مواصفات المرأة الجميلة؟
يهمني أن تكون جميلة في الشكل والمضمون، وتملك عينين ساحرتين.
- هل ستتزوج قريباً؟
لا أحد يعلم.
- هل صحيح أنك تغني؟
نعم وكنت قد أقمت حفلة في بلجيكا يوم ميلادي في 14 حزيران/يونيو وكان الجو رائعاً والأصداء جميلة. ولدي أعراس هذا الصيف وبعض الحفلات.
- منذ متى تغني؟
منذ العام 2007 تقريباً.
- لا يوجد في رصيدك الفني أغانٍ خاصة، ألا تفكر بإصدار أغنية أو ألبوم حالياً؟
لا أفكر بذلك، لأني متفرغ للتمثيل أكثر.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024