تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

إنّها العودة إلى المدرسة!

انتهتالعطلةالصيفيةوحانوقتالعودةإلىالمدرسة. يرىالاختصاصيونأنالعطلةالصيفيةوالعودةإلىالمدرسةتشكّلانحدثينمتناقضين.
فهيتعنيالخروجمنأجواءالاستجمامإلىأجواءتحمّلالمسؤولية،ممايعنيالانتقالمنالحريةالفوضويةبعضالشيءإلىحياةالانضباط،أيالعودةإلىالسهروالدرسوالامتحاناتوإلحاحالأهلوالأساتذةعلىضرورةالعملبجدللنجاحوغيرذلك.
بمعنىآخريجدالتلميذنفسهملزمًابإعادةالتأسيسلروتينيوميتخلىعنهلفترةثلاثةأشهرتقريبًا. وهذالايمكنالقيامبهبينليلةوضحاها.


ماهيالإرشاداتالتيتسهّلعودةالأبناءإلىالمدرسة؟


تحضيراتالعودةإلىالمدرسة

1تعويدالتلميذعلىالتوقيتالجديد: بعد أمسيات صيفية جميلة واستيقاظ صباحي متأخر، يحتاج الطفل إلى روتين يومي جديد. لذا يمكن الأم قبل أيام من عودته إلى المدرسة تقديم ساعة نومه وساعة استيقاظه.

2تحضيرالتلميذنفسيًا: على الأم أن تتحدّث مع طفلها عن المدرسة قبل موعد العودة بأيام. فتشرح له لمَ عليه الذهاب إلى المدرسة، وما الحسنات التي يحصل عليها، شرط أن تكون الحجج التي تقدمها ملائمة لسن طفلها وشخصيته.
فمثلاً يمكنها أن تحدّثه عن متعة لقاء زملائه الذين لم يرهم خلال العطلة الصيفية وتبادل الأحاديث والأخبار، واكتشاف نشاطات جديدة في المدرسة وتعلم أمور تساعده في نموه الفكري وتطوره.

3 طمأنةالتلميذ: يشعر الطفل بالقلق، ويبدو ذلك واضحًا عندما يبدأ بالبكاء حين تحدّثه والدته عن المدرسة، فتسمع عبارة: «لا أريد الذهاب إلى المدرسة»، وهذا طبيعي. لذا على الأم أن تقول له إنها تتفهم قلقه، لأنه قد يتعامل مع معلمة جديدة أو يذهب إلى صف مختلف لا يعرف فيه أحدًا... وأنها هي نفسها عندما كانت في سنّه كان ينتابها الخوف والقلق اللذان يشعر بهما، ولكن الجميل أنها حصلت على أصدقاء جدد. كما عليها أن تؤكد له أنها سوف تكون حاضرة لمساعدته في تخطي الصعاب التي يمكن أن يواجهها.

4 تحضيرهليكونمستقلاً: يمكن لتحمل المسؤولية أن يسبب توترًا عند التلميذ خصوصًا إذا كان صغير السن. ولتجنبه الأم هذا الشعور يمكنها أن تعلّمه كيف يرتدي ملابسه ويخلعها وحده لا سيّما المعطف أو السترة، ويمكنها أيضًا أن تضع لاصقًا على ثيابه تدوّن عليه اسمه مما يسهل عليه تمييزها، فبعض التلامذة خصوصًا الصغار جدًا لا يميزون بين ثيابهم وثياب أقرانهم التي في كثير من الأحيان تكون متشابهة إلى حد بعيد، فيأخذون ما ليس لهم من دون قصد.

5 السماحللتلميذبالتعرّفإلىالمدرسةقبلأياممنالعودة: انتقال التلميذ إلى مدرسة جديدة يسبب له قلقًا شديدًا، فهو لا يعرف المكان الجديد وأصحابه أي التلامذة والأساتذة مما يشعره بأنه تائه لأنه فقد المكان الذي اعتاد عليه لفترة.
ولتعويد الأم طفلها على المكان الجديد يمكنها مرافقته إلى المدرسة الجديدة لأيام عدة قبل بدء العام الدراسي، فتدلّه على الملعب والصف و المطعم... ، بذلك يتآلف مع المكان الجديد بشكل أسرع.

6شراءقصصتتناولموضوعالمدرسة: من المعلوم أن الطفل يتماهى مع بطل القصة التي يقرأها . والقصة التي يتناول موضوعها المدرسة تتحدث بطريقة غير مباشرة عن مشاعر القلق والتوتر والمخاوف التي تنتاب بطلها مما يطمئن الطفل الذي يواجه الصعاب نفسها ويدرك أن هذه الأمور ستنتهي نهاية سعيدة.

7تحضيرحقيبةتتضمنأشياءهالخاصة: يمكن وضع أشياء في الحقيبة يكون الطفل متعلّقًا بها عاطفيًا، مثل دميته المفضلة إذا كان صغيرًا جدًا، فهذه الطريقة تجعله مطمئنًا عندما يأخذ معه إلى المدرسة أشياء من محيطه الاجتماعي الذي اعتاد عليه.

8التأكدمنصحةالطفلالجسديةوإخضاعهللفحوصالطبية: لا يمكن التهاون في إخضاع الطفل لفحوص السمع والنظر والأسنان واللقاحات.
فتراجع أداء التلميذ المدرسي المفاجئ من المشكلات المتكررة وغالبًا ما يكون سببه مشكلة في نظره أو سمعه. إذ كيف يمكن التلميذ أن يتعلم بشكل جيد إذا لم يكن يرى المعلمة ويسمعها بشكل جيد؟

9قراءةكلالمعلوماتالمرسلةمنالمدرسة: وتشمل معلومات مهمّة حول مدرّسة التلميذ، رقم غرفة الصف، والقرطاسية المطلوب توافرها والكتب، ونشاطات ما بعد المدرسة الرياضية، ورزنامة المدرسة، حافلات النقل، والإستمارات الصحية والطوارئ، وفرص العمل التطوعي.

10وضعرزنامةخاصة: وتتضمن مواعيد الأم المهمة وتنظيمها بما يتلائم مع مواعيد إيصال الطفل وإحضاره من المدرسة.

11تحضيرنسخعنالبطاقةالصحية: على الأم توفير نسخ مصوّرة عن البطاقة الصحية لكل طفل لقسم الصحة في المدرسة في حال تعرّض التلميذ لحادثة في المدرسة يسهل على ممرضة المدرسة الإطلاع على حالته الصحية أي فئة دم الطفل، وما إذا كان يعاني من حساسية من دواء أو مصاب بمرض مزمن مثل الأكزيما.

12 شراءالكتبوالقرطاسيةفيوقتمبكر: على الأهل شراء الكتب والقرطاسية في وقت مبكر قبل أسبوعين من بدء المدرسة وتوضيبها وترتيبها والتأكد من أنها المطلوبة.
فبعض الأساتذة يطلبون موادًا محدّدة لذا على الأم الإحتفاظ بالفواتير لإستبدالها إذا لم تكن القرطاسية أو الكتب مطابقة لما هو مطلوب.


تحضيراتاليومالأوّلللعودةإلىالمدرسة:

1 يومالمدرسة
على الأم الاستيقاظ باكرًا لتجنب التحضير السريع جدًا. فمن الضروري أن يأخذ الطفل وقته في الاستيقاظ وتناول فطور صحي، أما إذا لم تكن لديه شهية بسبب القلق فعلى الأم ألا تصرّ على تناول وجبته، ولكن في الوقت نفسه عليها أن تحضّر له سندويشًا من الجبن ولوحًا من الشوكولا وقطعة فاكهة تضعها في حقيبته.

2اصطحابهإلىالمدرسة
يمكن الأم اصطحاب طفلها إلى المدرسة حتى باب الصف إذا كان يرغب في ذلك. وإذا لم يكن في استطاعتها القيام بذلك عليها ألا تشعر بالذنب ولكن أن تشرح له الأمر، وتحاول أن تخصص له الوقت مساء كي يتحدث إليها عما حصل في اليوم المدرسي.


الإستعدادالمادي

1ترتيبركنخاصفيالغرفةللدرس: ويتضمن طاولة وكرسياً، توضع على الطاولة القرطاسية التي يستخدمها التلميذ أثناء الدرس، وقنديلاً جميلاً زاهيًا. ويكون بقربهما رفان أو أكثر تصف عليهما الكتب بشكل منسّق. و لا مانع من شراء طاولة وكرسي جديدين، إذ أن ذلك يشعر التلميذ بالتجدد والتفاؤل. ولا بد من الإشارة إلى ضرورة أن تكون الطاولة والكرسي مناسبين لحجم التلميذ وطوله وألا يكون الكرسي طريًا جدًا أو قاسيًا جدًا للحفاظ على سلامة العمود الفقري.

2شراءحقيبةمدرسيةجديدة: ينبغي أن تكون من النوع الذي يحمل على الظهر، فيضع الطفل حمالاتها على كتفيه بشكل متوازن مما يخفف من وطأة وزنها على العمود الفقري.
أما الحقيبة الجرارة فيجب أن تكون قبضتها قابلة للتعديل بحسب طول التلميذ، فالقبضة القصيرة جداً تجعل الطفل يميل كتفه وبالتالي يسبب التواء، والقبضة الطويلة تضطر الطفل لرفع كتفه وفي هذه الحالة أيضاً يحصل التواء. إذاً الحقيبة الجرارة يجب أن تكون مجهزة بقبضة قابلة للتعديل.

3توفيرقواميسللغةالعربيةوالأجنبيةإضافةإلىقواميسعلمية:
من المهم جدًا أن تتوافر في مكتبة التلميذ قواميس لغة وعلوم تناسب سنّه والمرحلة المدرسية التي هو فيها. وتوجد في المكتبات قواميس أقراص مدمّجة فيها الكثير من الأمور الجذابة تعلّم التلميذ اللفظ الصحيح للكلمة، فضلاً عن أنها فيها الكثير من الحركة.
ولكن ينصح التربويون أن يكون هذا النوع من القواميس مساعد للقاموس الورقي، إذ من الضروري أن يتعلّم التلميذ كيفية البحث عن الكلمة أو المفردة تبعًا للترتيب الألفبائي.


هذهالإرشاداتالتيعلىالأهلاتباعهافيالأسبوعالأولللمدرسةيجبأنيرافقهااتباعنمطتربويفيالفصلالأولالمدرسي.
يشاركفيهالأهلوالمدرسة. فمن الضروري أن تكون هناك مرحلة انتقالية بين فترتي العطلة الصيفية والمدرسة. فعلى المدرسة في الفصل الأوّل اتباع منهج مبسّط أي ألا تعطي كمًا كبيرًا من الواجبات المدرسية دفعة واحدة، بل يجب أن يكون فصلاً تمهيديًا للفصول اللاحقة.
كماعلىالأمألاتبالغفيحثابنهاعلىالدرس، فهناك بعض الأمهات ينتهزن فرصة أن المدرسة لا تعطي واجبات كثيرة لأبنائهن، فيعملن على تدريسهم الدروس اللاحقة ظنًا منهن أنهن يسبقن المنهج المدرسي، وهذاخطألأنالتلميذسيشعربالضغطخصوصًا أنه يعرف أنه ليس مطلوبًا منه القيام بها، وبالتالي سينفر من الدرس والمدرسة.
لذا من الضروري أن تتقيّد الأم بمنهج المدرسة وألا تخشى الواجبات القليلة لأنّ التكيف مع الفصل الدراسي يتطلب وقتًا تمهيديًا.


ضرورة أن تواكب هذه التحضيرات المادية إعداد التلميذ نفسيًا للعودة إلى المدرسة، وتكون على الشكل الآتي

 التحدّثبحماسةعنالعودةإلىالمدرسة ومشاركة التلميذ كما لو كانت مسألة تعني الوالدين. فذلك يشعر التلميذ بأنهما يهتمان لأمره ويفهمان أحاسيسه.

 التحدثمعهعنالتوقّعاتالجديدةللعامالدراسيالجديد. مثلاً التحدث عن النشاطات والرفاق والأساتذة والنظام المدرسي.

 اتخاذقراراتجديدةمرتكزةعلىتصحيحالأخطاءالتيحصلتفيالعامالماضي،وتسليطالضوءعلىالأمورالإيجابية.

 التحدثإلىالتلميذعنقلقهمنالفصلالدراسيالجديد ومناقشته في الأمور التي تقلقه ومحاولة معرفة ما يخافه من العودة إلى المدرسة.

 إعطاؤهالمزيدمنالاستقلالية، إذ من الطبيعي أن يكون التلميذ قد أصبح أكثر نضجاً في التفكير ويمكنه تحمل المسؤولية.

 تصفّحالكتبالجديدةوالتعليقعليهافيشكلإيجابي. مثلاً مناقشة المواضيع التي تتناولها والرسوم الموجودة فيها والمعلومات الجديدة التي تحتوي عليها...

 علىالأمالمحافظةعلىهدوئهاوعدمإظهارقلقهاإذاكانتتشعربالقلقمنبعضالأمورالمتعلقةبالعودةإلىالمدرسة. مثلاً التنقل بالحافلة المدرسية أو صعوبة المواد أو تراكم المهمات العائلية... إذ يجب عدم إظهار هذا القلق لابنها لأنه لا يجوز أن يشعر الطفل به فهذا يشوّش فكره ويفقده حماسة العودة إلى المدرسة.


ماذا عن التلميذ الذي يعيد صفه؟
قد تسبب العودة إلى المدرسة قلقًا عند التلميذ الذي يعيد صفّه، فأصدقاء الصف قد تغيّروا، وربما يخشى مقابلتهم في الملعب لأنهم أصبحوا في صف أعلى منه مما يجعله حزينًا ويبدو عليه التوتر وعدم الرغبة في العودة.
في هذه الحالة، على الأهل أن ينظروا إلى الأمر في شكل إيجابي وألا يزيدوا همًا فوق هم ابنهم الراسب ويحاولوا تجنب إلقاء اللوم عليه، ويتحدثوا معه عن الأمور الجيدة التي قام بها. فمثلاً يمكن الأب أن يقول له:» إعادة الصف ليست نهاية العالم.
كان عندك صعوبة في بعض المواد ولكنك بارع في مواد أخرى وهذا جيد، ودليل على أنه في إمكانك تخطي أية صعوبة إذا عرفت السبب ومن المؤكد أنك ستنجح هذا العام»، أو « أعلم أنك ستفتقد أصدقاءك القدامى ولكن أنا أكيد أنك ستتعرف إلى أصدقاء جدد».
فنظرة الأهل إلى الأمر في شكل إيجابي تمنح التلميذ الثقة بالنفس، وأنّ أهله إلى جانبه ليمنحوه الحب والأمان اللذين يحتاجهما، ممّا يحفّزه على العودة إلى المدرسة بروح متفائلة.
وهناك أيضًا المدرسة التي ينبغي أن تتعامل مع التلميذ الراسب في شكل إيجابي وتتجنب العبارات السلبية، مثلاً نعت التلميذ بالكسول أو الفاشل، بل عليهم مساعدته حتى يجتاز مشكلة الرسوب بأمان. ويتحقق كل هذا بالتعاون بين المدرسة والأهل.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079