تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

مع بداية العام الدراسي الجديد... أطفال صفوفهم الشوارع

حسن

حسن

ربيع

ربيع

ربيع

ربيع

محمد

محمد

«نود أن نستأذنك، فهناك عدد من السيارات متوقّفة عند إشارات السير وبالتالي علينا أن نصطاد الزبائن»، هذه العبارة التي ردّدها «أطفال»، جعلت براءتهم تستأذنهم لتغادر إلى مكان ترتاح فيه من ضجيج الطرق وزحمة السيارات. همّهم جني المال لتأمين لقمة عيش لا تليق بأولاد في سنّهم. عشية عام دراسي جديد ومع تحضير الأمهات أولادهن للعودة إلى المدرسة، هناك أطفال أصبحت الدراسة لديهم حلماً صعب المنال، فيما الهدف الأسهل هو تأمين لقمة عيش مغمسة بفقدان الطفولة والمستقبل. منهم من نزح من سورية بسبب الحرب ومنهم من فلسطين المحتلة. هؤلاء الأطفال الذين يخطّون خريطة مستقبل جيل بأكمله، يخافون التحدث إلينا عن همومهم ومأساتهم وبعضهم يفضّل وسائل الإعلام المكتوبة. لكن الهرب الوسيلة الأنجح لدى معظمهم.


فاطمة: أبيع الورد لأن الإلتحاق بالمدرسة باهظ
عيناها غارقتان بالألم والبراءة، تتحدث عن معاناتها بحزن، فلا مكان للإبتسامة. دخلت فاطمة (11 عاماً) ميدان العمل في وقت مبكر جداً، فهي تبيع الورد لتجني المال وتساهم في مصروف العائلة. نزحت من سورية بعد الأزمة التي ألمّت ببلدها، وتعيش في لبنان منذ سنتين. ارتادت فاطمة المدرسة في دمشق لكن عندما أتت إلى لبنان عملت في بيع الورود. تحلم بالعودة إلى بلدها أو بأن تلتحق بمقاعد الدراسة في لبنان، لكن تكاليف الدراسة مرتفعة جداً، لذلك ستبقى بين السيارات والمارة لتبيع الورد.


عماد: أعمل لأن والديّ مصابان بمرض السكري
التحق عماد (14 عاماً) بمقاعد الدراسة لكنه تركها لينخرط في سوق العمل أو سوق التسول. عماد شقيق لـ 8 فتيات وشابين تراوح أعمارهم بين 8 و 21 سنة. يعتقد أن التسول هو نوع من أنواع العمل، لكنه يحلم بأن يجد عملاً لائقاً. ويقول: «أحاول أن أجني مالاً لكي نؤمن لقمة عيشنا». ويلفت إلى أن والده لا يعمل لأنه مصاب بمرض السكري ووالدته مصابة بالمرض نفسه. يجني عماد 10 آلاف ليرة يومياً أي ما يعادل 6 دولارات أميركية، فالمبلغ الذي يتقاضاه من كل سيارة لا يتعدى ألف ليرة، نافياً معرفته إذا كان المبلغ الذي يجنيه يكفي مصروف العائلة، مضيفاً: «أمتهن التسول منذ سنوات».


حسن: أتمنى أن أرتاد المدرسة وأجني مالاً وفيراً

لم يلتحق حسن (14 عاماً) بالمدرسة أبداً لأن والديه لا يملكان المال. هو أخ لـ 10 أشقاء، تراوح أعمارهم بين 3 و 18 سنة، ويبلغ والده 40 عاماً ووالدته 35 عاماً. ويشير إلى أن والده يعمل «معمرجي» أي بنّاء. وعن أحلامه، يقول: «أحلم بأن أجد عملاً وأن أرتاد المدرسة، وبالتالي يمكنني أن أجني مدخولاً أكبر أساعد فيه عائلتي»، ويضيف: «أجني يومياً 10 آلاف أو 15 ألف ليرة أي ما يعادل 6 و10 دولارات من التسول الذي أعمل  فيه منذ سنتين تقريباً». وعن المبلغ الذي يجنيه والده من عمله، يلفت إلى أنه يتقاضى 20 دولاراً يومياً، «لكنه لا يكفينا مصروف المنزل من مأكل ومشرب وملبس».


ربيع: أفضّل العودة إلى المدرسة بدلاً من التسول

هو الولد الشقي الذي لم يترك أحداً من زملاء «المهنة» إلا قاطعه وحاول أن يشرح عنه. ربيع (11 عاماً) سوري الجنسية، لديه 4 أشقاء وأخت واحدة (25 سنة) تعاني اضطراباً نفسياً. هو في لبنان منذ 9 أشهر، إلا أن الحرب لم تكن المسؤولة عن خروجه من المدرسة. ارتاد المدرسة في سن الرابعة سنة واحدة، ويضيف: «المدرسة في سورية مجانية بينما في لبنان نحن في حاجة إلى مبلغ كبير لكي ندخل المدارس الرسمية، علماً انني تركت المدرسة في سن الخامسة، وأتسول لأجني المال إلا أنني أحب أن أدرس وألتحق بالمدرسة مجدداً بدلاً من التسول في الشوارع». ويتحدث عن والده سليم وأمه سهام، ويقول إن والده يعمل حداداً فيما يقاطعه زميله عماد في «الشحادة»، ويشير إلى أن سليم يجمع الخردة فيرد عليه ربيع «إي يعني حدّاد». يعتقد ربيع أن الحدادة هي جمع الخردة...
يجني ربيع ما بين 5000 و15000 ليرة لبنانية، ويلفت إلى أن معظم المارّة يعطونه مالاً، ورغم ضآلة المبلغ فهو يساهم في مصروف العائلة اليومي. يضيف: «تعرفت إلى هذه المهنة من خلال أصدقائي الذين يسكنون إلى جانب منزلي، فبدأت أنزل معهم إلى الشارع وأتعلم كيف أتحدث إلى الناس وأطلب المال منهم». ويوضح: «والداي يخافان عليّ ويعتقدان أنني أعمل في المقاهي. أعرف كل المناطق والطرق في لبنان، وأعمل منذ ثلاثة أشهر». يكره ربيع التسول ويحب أن يمارس كرة القدم.


محمد: أبيع المناديل الورقية وأود أن أصبح طبيباً

محمد (14 سنة) هو شقيق ربيع، جاء إلى لبنان قبل سنتين مع والدته. يعمل في بيع المناديل الورقية، بعدما ترك المدرسة. ويقول: «ندفع أجرة المنزل 200 ألف ليرة لبنانية أي ما يعادل 135 دولاراً وأعمل لكي أجني المال». ويتمنى أن يجد عملاً جيداً ويشير إلى أنه يتمنى دراسة الطب.


ميرفت تهرب من المواجهة
تبلغ ميرفت 10 سنوات وتحمل شقيقتها ابنة السنة وبضعة أشهر على يدها وتتسول بها، وحين ناديتها جاءت لتأخذ المال وما أن علمت أنني سأجري معها مقابلة نادت والدتها التي تبلغ 24 عاماً لتبلغها بأنني أحدثها فادّعت أنها في انتظار عمتها التي ستصطحبها معها بسيارتها، وأخذت ابنتها ورحلت.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079