جاد شويري: 'شتي يا دني' لبهيج حجيج أقوى الأفلام التي شاهدته
أي حرية يصوّر جاد شويري اليوم؟ اكتشفنا معه حرية الجرأة قبل أن ينضج فنياً. وها هي الأوضاع العربية تترك أثرها على رؤيته الفنية ووجهه...
- تعاونت مع نوال الزغبي وديانا حداد إخراجياً. هذه أبرز أخبارك...
نعم، نوال الزغبي وديانا حداد من الجيل الغنائي نفسه. استعدتّ نوال الزغبي وأسلوب إطلالتها في أغنية «الليالي» بالصورة العصرية التي ارتأيتها. كان تواصلي مع ديانا حداد أبطأ كونها مقيمة في دبي.
ارتسمت فكرة أغنيتها «قلبي وفي» انسجاماً مع التصوير خارج لبنان بين لندن وبيروت. كنت وديانا نتبادل الأفكار عبر موقع Skype حتى قبل أن تضع اللمسات الأخيرة على أغنيتها. تطوّر كلام الأغنية مع فكرة الكليب.
- من أتعبك أكثر نوال الزغبي أم ديانا؟
لا يمكن المقارنة بين التجربتين. سافرت مع ديانا أكثر من مرة وكان التصوير في لندن مع فريق عمل جديد متعة فريدة...
- من كان مسؤولاً عن إطلالة ديانا حداد؟
ارتدت من أزياء فيكتوريا بيكهام والمصمم وليد عطالله وقد ساعدها في الاختيارات منسق المظهر المصري أحمد الفزايري.
«أتابع الموضة... ديانا حداد ارتدت فستان فيكتوريا بيكهام قبل إليسا»
- ديانا وإليسا لبستا الفستان نفسه من مجموعة Victoria Beckham...
لكن ديانا ارتدته قبل إليسا، أنا أتابع الموضة. كما أتابع أخبار إليسا لأنني أحبها وتلفتني أناقتها. على المخرج أن يكون مطلعاً حرصاً على تقديم الجديد وتجنّب التكرار. لو أن إليسا ارتدت الفستان قبل ديانا لما واقفت على أن ترتديه في الكليب، رغم أن هذا الأمر يحدث عن غير قصد.
- لكنه كثر أخيراً.
نعم، لأن نجماتنا بتن عالميات بإطلالتهن. وفي الوقت نفسه، النجمات العالميات يخترن إيلي صعب وزهير مراد ونيكولا جبران... هذه مشكلة الألبسة الجاهزة والإعلام المنفتح والمتابعة لكل جديد لحظة بلحظة. أظن أن كايتي بيري وهيفاء ترتديان أحياناً التصاميم نفسها أيضاً.
- لم طغت إطلالات نوال الزغبي على القصة في كليب «غريبة الدنيي» رغم ما تحمله الأغنية من تفاصيل درامية؟
اخترت التصوير في معبد باخوس في بعلبك منطلقاً من فكر «محبوبة الجماهير»، ولذلك طغى على الأغنية المصوّرة اللوحات الراقصة والنجمة التي يحيط بها المعجبين.
كما أن التاج هو رمز مكانتها كملكة في عيون جمهورها. كل من تعاون في إنجاز هذا الكليب كانت له لمسته، خصوصاً خبيرة التجميل هالة عجم ومصمّم الرقص شارل ماكريس.
شكّلت نوال الزغبي حالة «ولع شديد» Mania لم تكنْ الفنانة التي تغني فحسب
- هل نوال الزغبي «محبوبة الجماهير»؟
هي من النجمات اللواتي شكلن حالة «ولع شديد» Mania لدى الجمهور الذي قلّد أسلوب أناقتها وتسريحتها.
لم تكن الفنانة التي تغني فحسب بل كان لها تأثير على معجباتها. وهي أول فنانة عربية لفتت نظري كوني نشأت على ثقافة فنية غربية.
تملك نوال «كاريزما» وبينها وبين الكاميرا سحر غريب، تبدو جميلة جداً. وهذا كان بمثابة طاقة إيجابية في مواجهة صعوبات التصوير.
- ماذا أضافت نوال الزغبي وديانا حداد على حياة جاد الفنية عام 2012؟
تتحلى ديانا حداد بروح النكتة، وهذا غير متوقع ولا يمكن اكتشافه إلاّ عند التقرب منها. اضافتا تعاون 2013 والعروض التي أتلقاها حالياً. لا أريد أن أذكر أسماء، فأنا حتى لما تعاونت مع الكبير وديع الصافي لم أكشف الأمر حتى لفريق العمل قبل يوم التصوير.
- هل كل تعاوناتك الفنية ستقتصر على نجوم الصف الأول؟
ليس بالضرورة، قد أتعاون مع مبتدئين لكنني أصبحت أكثر حرصاً على الأسماء التي سأوقّع أعمالها المصوّرة.
- مبتدئون بأي معنى خصوصاً أن «البداية» معك عليها علامة استفهام؟
أنا أكثر نضجاً اليوم، لا تزال شخصيتي متمردة لكن أعبر عنها بأسلوب آخر وبأفكار تستوقف المشاهد لكن غير صادمة. تخطيت مرحلة جرأة المشهد.
- أي اسم ترغب في التعاون معه؟
أرغب في التعاون مع نجمة عصرية مثل ميريام فارس ونيكول سابا وهيفاء وهبي...
- سبق أن تعاونت مع نيكول؟
نعم، أغنية «بحبك قوي»، لكنني أشعر بأنني يمكن أن أقدم نيكول بصورة أفضل اليوم. لم يكن الإخراج أولويتي في السابق بل كان مجالاً فنياً إلى جانب الغناء وإحياء الحفلات.
- هل يطغى الإخراج اليوم على مجالك الفني؟
نعم، خصوصاً أن الوضع الفني متأثر بالأوضاع العربية. يرتبط عدد الحفلات الفنية بالثورات العربية، ولذلك يتجه البعض للتمثيل أو التقديم أو المشاركة في لجان تحكيم برامج المواهب.
أما أنا، فازداد تركيزي على إخراج الأغاني المصوّرة. وهذا لا يعني أنني ابتعدت كلياً عن الغناء، ستصدر قريباً أغنيتي المصوّرة We Don’t Care التي يتخلّلها مقطع «راب» قصير. وهي من كلماتي وألحاني. فكرة التصوير «صدمة عالمية».
- ماذا ستقدم للجمهور بعد وجه المهرج في «عشها كده»؟
وجه مناضل، سأقدم قصة الحريات الإجتماعية والنضال الفكري في العالم العربي، أعلق آمالاً كبيرة على هذه الأغنية.
كانت لي تجربة في الغناء بالإنكليزية في أغنية Funky Arabs، لكن هذه التجربة مختلفة. قد يكون الكليب أبسط لكن الفكرة أقوى. لم أعد مهووساً بالشهرة بل وضعت مسافة بيني وبينها.
- كيف تلقيت أصداء أغنيتك المصورة «عشها كده»؟
أصداء جيّدة في الأسابيع الثلاثة الأولى خصوصاً على موقع «يو تيوب» والشاشات المحلية والفضائيات.
- بين ميزانية تصوير أغنية نوال الزغبي وأغنيتك...
فرق شاسع، خصوصاً أن أغنيتي لم تكلف سوى 25 ألف دولار. بينما ميزانية كليب نوال عالية جداً، كما أن ثمة تفاصيل لا تثمّن. أغنيتي «غير باهظة» لكن فكرتها عميقة.
- لم اخترت أن تكون مهرجاً في أغنية «عشها كده»؟
لأنه يرسم بسمة على وجهه رغم حزنه. كتب هذه الأغنية هيثم شعبان وهي من ألحاني. أدخل منطقة حزينة وأضفي البهجة عليها بغنائي.
هي بمثابة دعوة إلى التفاؤل رغم قسوة الحياة، تمنح طاقة إيجابية. برزت الثورات في الكليب. جسدت الملل من الحياة وفقدان الأمل عبر امرأة، هي الحالة التي نعيشها في عدة بلدان في العالم العربي. ليست الحياة وردية أو سهلة بل مليئة بالظلم والعنف والمأساة. ونحن ملزمون بالتغاضي أحياناً...
- أي من الأعمال الغنائية اللبنانية المصوّرة لفتتك أخيراً؟
أغنية مايا دياب «شكلك ما بتعرف» التي صوّرها المخرج سعيد الماروق بتقنية عالية. لم يقلل كل من اتهمه بتركيب مشاهد من هنا وهناك من قيمة الكليب واحتراف سعيد الماروق.
شعرت بأنني أشاهد عملاً عالمياً، لقد تحدى نفسه برؤيته الضخمة التي أفتخر بها. فهو رفع السقف الإخراجي العربي.
- ماذا عن الأفلام السينمائية اللبنانية؟
تعيش السينما اللبنانية مرحلة جيدة بينما كنا نحلم بمشاهدة فيلم واحد كل سنتين، وهذا بمعزل عن مستوى بعض الأعمال «البلا طعمة» التي تقدم حالياً.
أقوى الأفلام التي شاهدتها هو «شتي يا دني» للمخرج بهيج حجيج. لقد كتبت مقالاً نقدياً عنه باللغة الفرنسية بعنوان Le Vide et le décalage. هو من الأفلام الثقيلة.
- ما الذي جذبك إلى هذا الفيلم؟
المضمون والأسلوب، متشابهان. كما أن الفيلم غير مرتبط بزمن معين. يتجسد ضياع الشخصية بالتفاصيل، وهذا أسلوب راقٍ ومبدع في السينما يدمج المشاهد بالفيلم بطريقة غير مباشرة. ليس فيلماً سهلاً ولذلك لم ينجح تجارياً.
«حين أشعر بإنسان مظلوم أسأل نفسي: «لمَ أنا أفضل منه»؟
- ألم تتابع أفلام الجيل السينمائي الجديد؟
قد أميل إلى الفن الموسيقي الصاخب الذي ينسي هموم هذه الحياة، لكن سينمائياً أنا العكس تماماً أحب سينما الأبعاد التي تستدعي التفكير بعد نهاية الفيلم. هويتي الغنائية لا تشبه ميولي السينمائية.
- هل الحياة هدية فعلاً كما تغني في «عشها كده»؟
أهدتني الحياة الكثير، لدي امتيازات لا يحظى بها غيري. حين أشعر بإنسان مظلوم أسأل نفسي: «لمَ أنا أفضل منه»؟ ولهذا ما يجعلني أشارك في هذه الحياة أكثر كونها منحتني أكثر.
أهدتني الصحة أولاً وعائلة لم يصب أي من افرادها مكروه. أهدتني مهنة أحبها، بل مهنتين. ولا ازال أبحث عن موهبتي بالإبتكار وتقديم الأفكار التي لم يتناولها غيري من قبل.
- هل أنت راضٍ عن أغنية «مش عايز غيرك» التي صورتها في البندقية؟
هي من ألحان عمرو مصطفى لكنها لم تحقق المنتظر. قد يكون السبب أنها بطيئة و»مقسوم قاعد»، ولم يعتده الجمهور أن يسمعني بهذا اللون. الأغنية جميلة لكنها لم تناسبني. وأنا أعترف بالأغاني غير الناجحة.
- ماذا عن الإرتباط في حياتك؟
لا أفكر بالإرتباط حالياً، أنا سعيد بأنانيتي الفنية الحالية. أشعر بأنني أقوى اليوم وأريد أن أستمتع بهذه المرحلة قبل أن أتحمل مسؤولية أو أفتح أبواباً جديدة.
- ما رأيك بتجديد الأغاني؟
سبق أن خضت هذه التجربة مع أغنية «حبينا» لفريد الأطرش، لكن دون الموال.
- هل تتوقع نفسك تؤدي موالاً؟
بأسلوب الراب ربما. لم لا، كما أنني أؤيد فكرة ال Sampling أي اجتزاء مقطع من أغنية شهيرة وتكرارها.
- ما رأيك بأغنية «وحشاني بلادي» لكارول سماحة (تجديد لحن أغنية «ليلة حب»)؟
كارول من الفنانات اللواتي أنتظر ألبوماتهن. حضورها مهم في لجنة برنامج «إكس فاكتور». كما احب نانسي عجرم في برنامج «أراب آيدول»، أضفت روحاً مميزة «مش معقولة» على اللجنة وشكلّت تكاملها.
«تواضع صوت مايا دياب لا يقلّل من نجوميتها»
- حين ابتعدت عن إثارة الجدل...
أصبحت أتعاون مع نجوم أكبر. البعض منهم كان معترفاً بموهبتي لكن يتردّد بالتعاون معي خشية من اللوم الصحافي والفني، ومن بينهم نوال الزغبي التي يعود اتصالنا الأول إلى عام 2006. أنا اسم يقدم المختلف والجديد لصورة أي نجم اليوم.
- ما رأيك بتعاون زياد الرحباني ومايا دياب الذي أعلنا عنه أخيراً؟
جمال وهضامة مع فكر وتاريخ فني وموهبة كبيرة لن ينتج إلاّ مفاجأة فنية. قد يتساءل الجمهور عن تواضع صوت مايا دياب، تواضع صوت مايا دياب لا يقلل من نجوميتها. لمَ نتعجب؟ صاحبة الصوت المتواضع قد تحقق شهرة أكبر ممن تملك قدرات صوتية عالية. في السابق، تعاون بافاروتي مع إمينم Eminem. أظن أن أمينم حققت البوماته مبيعات أعلى من بافاروتي.
- لمَ اختفى إمينم؟
لأسباب عائلية خاصة وتعاطي المخدرات...-
هذا أم ذاك؟
- هيفاء وهبي أم نجوى كرم...
أنا قرب إلى هيفاء وهبي شخصياً وفنياً.
- فيلم «كازينو رويال» أم The tourist في البندقية؟
Casino royale.
- أغنية «قالولي العيد» بصوت كارول سماحة أم بصوت إليسا...
أحب الإثنتَين. لكن صوت إليسا استثنائي، ويزعجني الناقد السطحي الذي يشكك بموهبتها ولا ينصف خامة صوتها الفريدة.
- ليدي غاغا أم مادونا...؟
مادونا، ليست مجرّد فنانة. غيّرت نظرة المجتمع إلى المرأة المرتبطة بأزيائها. هي أم وامرأة لديها مبادئ ونشاطات خيرية وفنانة.
- رجل شرقي أم باريسي بعطرك...؟
فرنسي، أحب عطر Hanae Mori وLondon من Paul Smith
- ربطة العنق، Cravate أم فراشية Bow tie...؟
هذا مرتبط بالمناسبة، أحب الموضة خصوصاً أزياء المصممين توم فورد وريك أوينز وبول سميث.
Jad's Pick
- ألبوم...
إيميلي ساندي Emeli Sandé
- ساعة يد...
Audemars Piguet
- نظارات شمسية...
أحب التصاميم القديمة، اخترت نظارات مستعملة من Carrera تعود إلى الأربعينات من محل في منطقة الحمرا.
- فنانة أنيقة جداً...
المُبهرة هيفاء وهبي ونيكول كيدمان التي تختار أزياء تبرز أنوثتها.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024