تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

نور: ليوناردو وليديا غيرا حياتي والتوفيق بين الفن والزواج مهمة صعبة

ابتعدت أكثر من أربعة أعوام عن الفن بسبب انشغالها بالزواج وإنجاب طفليها ليوناردو وليديا. هي الفنانة اللبنانية نور التي تتحدث إلينا عن أعمالها الفنية الجديدة،وفترة ابتعادها، وتبدي رأيها في أحمد حلمي ومحمد سعد وأحمد مكي ويحيى الفخراني وعادل إمام ومحمود عبد العزيز.
كما تتكلم عن حياتها الخاصة، والتغيير الذي طرأ عليها بعد أن أصبحت أمًّا لطفلين، وشكل تعامل زوجها مع المعجبين، والأسباب التي يمكن أن تجعلها تفكر في الاعتزال.


- ما سبب ابتعادك عن تقديم أي أعمال فنية لفترة تجاوزت الأربعة أعوام؟
لم أخطط للابتعاد كل تلك الفترة، لكن الظروف التي مررت بها هي التي أجبرتني على ذلك، فقد بدأت تلك الظروف بزواجي وابتعادي لفترة قصيرة، وعندما قررت العودة حدث الحمل، فقررت الابتعاد حتى أنجبت طفلي ليوناردو.
وبعدها قررت العودة ، لكنني لم أجد الفرصة المناسبة بسبب اندلاع ثورات الربيع العربي وحدوث بعض الأزمات المالية لدى المنتجين. وظللت على هذه الحال حتى مرت الأعوام الأربعة.

- معنى ذلك أنك كنت ترغبين في العودة طوال الوقت؟
بالتأكيد لديَّ اشتياق كبير للعودة إلى جمهوري والوقوف أمام الكاميرا من جديد، لكنني لا أريد أن أعود بعمل فني عادي، بل لديَّ طموح أكبر لتقديم أعمال فنية ذات قيمة كبيرة، حتى لو جعلني هذا أقدم عدداً قليلاً من الأعمال.

- وهل عرضت عليك أعمال فنية طوال تلك الفترة؟
عرض عليَّ العديد من المسلسلات والأفلام، لكنني لم أستطع الالتزام بها، لأنني لم أجد العمل الذي أتمنى العودة به من جديد بعد فترة غياب طويلة، وهذا لا يعني أنها أعمال غير جيدة، بل إنها لا تناسبني. وفكرت كثيراً، لكنني قلت لنفسي إنني ابتعدت لفترة طويلة، وليست مشكلة أن تطول تلك الفترة حتى أجد العمل الرائع الذي يعيدني إلى الساحة الفنية.

- وهل تشعرين بأن فترة الغياب أثرت على شهرتك التي حققتها طوال الأعوام الماضية؟
لا أعتقد أن فترة غيابي أثرت على شهرتي، لأن الرصيد الفني الذي كوّنته لا يضيع أبداً، بل إن أفلامي تعرض دائماً على شاشة التلفزيون وباقية في ذهن الجمهور. ويتساءل البعض من معجبيَّ في أنحاء الوطن العربي عن أسباب اختفائي وتوقيت رجوعي، وهذا يجعلني مطمئنة دائماً إلى أن الجمهور لا يزال يتذكرني، بل ينتظر أعمالي الفنية المقبلة.
وفترة غيابي جعلتني أعرف جيداً على مدى محبة الجمهور لي واشتياقه لفني، وألمس ذلك بنفسي عندما أتقابل مع بعض الأفراد في الأماكن العامة وأجدهم مهتمين بمعرفة أعمالي الفنية الجديدة، وكل ذلك يشعرني بالثقة بأن فترة الغياب لم تؤثر على شهرتي.

- وهل هناك أعمال فنية تحضّرين لها؟
هناك عدد من المشاريع الفنية أجهّز لها للفترة المقبلة، لكن لن يتم تصويرها قريباً لأنها تتطلب وقتاً كبيراً للتجهيز لها قبل الشروع في تصويرها.
مسلسلي المقبل بعنوان «الآنسة مي» وهو إنتاج لبناني وإخراج يوسف الخوري، ويضم مجموعة كبيرة من الممثلين العرب، وسيصوَّر في مناطق متعددة. أيضاً أحضر لمسلسل آخر لم يتم الاستقرار على اسمه حتى الآن، لأنه ما زال في مرحلة كتابة السيناريو.
وهو إنتاج لبناني، وأكثر ما جذبني إليه أنه يناقش مجموعة من القضايا المهمة التي تنشغل بها معظم المجتمعات العربية، ولا تخص المجتمع اللبناني فقط.

- لكنكم صورتم بعض المشاهد من مسلسل «الآنسة مي» لفترة ثم توقفتم فجأة، فما السبب؟
صوّرنا عدداً قليلاً من المشاهد، لكننا توقفنا ليتم التجهيز له من جديد بطريقة مختلفة. وفترة التوقف ليست محددة بوقت معين، بل مفتوحة حتى ننتهي من التجهيزات اللازمة ونعاود التصوير.

- ألم تفكري في العودة إلى السينما؟
هناك مشروع سينمائي جديد، لكنني لا أرغب في التحدث عنه لأنه ما زال في مرحلة التحضير.

- صرحتِ أكثر من مرة أنك محظوظة ببداياتك الفنية للوقوف أمام عدد كبير من النجوم الشباب أمثال أحمد حلمي وأحمد عز والسقا ومحمد سعد وتامر حسني، فهل تتمنين العودة إلى العمل معهم؟
أعتبر نفسي محظوظة لأن الفنان في بداياته لا يعرف الطريق الصحيح للوصول إلى النجاح، لكنني وفقت كثيراً بالعمل مع عدد من النجوم الشباب الذين يملكون جماهيرية كبيرة وأعمالهم تحقق نجاحات ضخمة، وأعترف بأنهم جميعاً أضافوا لي مزيداً من النجاح والشهرة، وأتمنى تكرار العمل معهم.

- هل هناك صداقة تجمع بينك وبينهم الفترة الحالية؟
هناك صداقات تجمعني بكل من عملت معهم، لكن ربما تأخذني الحياة الأسرية بعض الشيء عن التواصل معهم بشكل دائم، أو أننا نتقابل كل فترة، لكنني على علاقة جيدة بهم جميعاً وأكنُّ لهم كل الاحترام والتقدير.

- هل شاهدت الأفلام السينمائية التي قدمت أخيراً؟
لم أكن متابعة للأعمال الفنية لانشغالي الدائم بمتطلبات المنزل وولديّ. حتى المسلسلات التي عرضت في رمضان الماضي لم أستطع مشاهدة أي منها بشكل كامل، وكذلك هناك عدد من الأفلام كنت أرغب في مشاهدتها، مثل «على جثتي» لأحمد حلمي و»الحفلة» لأحمد عز, لكنني لم أستطع الذهاب إلى السينما.

- من هو الممثل الذي يستحق لقب النجم الأول؟
لا أستطيع أن أعطي هذا اللقب لفنان بعينه، لأن الجميع يجتهدون ويقدمون أفضل ما عندهم، فإذا نظرنا إلى عالم الكوميديا سنجد عدداً من النجوم الشباب الذين يجتهدون لتحقيق التميز، ولكل منهم شكله وأسلوبه الخاص، مثل أحمد حلمي ومحمد سعد وأحمد مكي.
فقد عملت مع محمد سعد وهو فنان رائع ومتميز وقادر على تقديم الكوميديا والتراجيديا، وأرى أنه يقدم الأدوار التراجيدية بجودة أكثر من الكوميدية.
أما أحمد حلمي فهو فنان يتميز بالذكاء ويهتم بكل التفاصيل الخاصة بعمله، بدايةً من السيناريو ووصلاً إلى الإخراج والتمثيل، وهذا هو سر نجاحه الدائم. ورغم عدم عملي مع أحمد مكي، أرى أنه استطاع أن يحقق نجاحاً كبيراً لأنه يملك موهبة متميزة.

- ومن هو الفنان الذي تتمنين الوقوف أمامه؟
هناك عدد كبير من النجوم الذين أتمنى العمل معهم، أبرزهم يحيى الفخراني وعادل إمام ومحمود عبد العزيز الذي كان هناك مشروع فني سيجمعني به لكنه لم يتم لأسباب إنتاجية.
أما النجوم الشباب فقد عملت مع معظمهم، وأتمنى أن أكرر التجربة معهم، مثل أحمد حلمي والسقا وعز ومحمد سعد ومحمد رجب.

- هل تحزنك بعض الآراء التي تؤكد أن جمالك هو سبب نجاحك في مجال التمثيل؟
لا يزعجني ذلك على الإطلاق، بل أنا مقتنعة تماماً بأن شكلي هو سبب حب الجمهور لي خصوصاً في بداياتي، فعندما ظهرت للمرة الأولى على الشاشة بفيلم «شورت وفانلة وكاب» مع أحمد السقا لم يكن الجمهور يعرفني، لكن ربط بيني وبينه القبول الشكلي، وكان هذا هو بوابتي الحقيقية للدخول لقلوب الجمهور المصري والعربي.
لكن الموهبة هي التي جعلتني أستمر وأحقق النجاح، لأن الجمال وحده لا يسمح بالاستمرار.

- هل هناك أعمال فنية تندمين على تقديمها؟
طوال فترة بقائي في المنزل كنت أقوِّم الأعمال الفنية التي قدمتها، ولم أشعر بالندم على أي منها، بل استفدت منها جميعاً، وأحياناً أشعر بأنه كان بالإمكان تقديم أفضل من ذلك، لكن هذا لا يعني الندم على ما قدمته، بل هو انتقاد ذاتي وأنا أنتقد نفسي كثيراً على كل عمل فني أقدمه، وأتمنى دائماً تقديم الأفضل.
والآن أبحث عن الأفضل الذي يناسبني في هذه المرحلة، وأعتقد أن أي فنان يفكر في ذلك إذا كان يرغب في التميز والاختلاف.

- هل سمح لك الابتعاد عن التمثيل ببمارسة هواية الرسم؟
أجابت ضاحكة: رسمت لوحة واحدة ولم تكتمل، بدأتها قبل فترة ولم أكملها حتى الآن، لكنني أضعها دائماً أمام عيني وأنوي إكمالها، وأعتقد أن ابتعادي عن الرسم لفترة طويلة جعلني كسولة بعض الشيء.

- من تهتمين بسماعه من المطربين و المطربات؟
لست مرتبطة بسماع أصوات معينة، لكنني أرتبط أكثر بالأغاني، بمعنى أنه لا يوجد مطرب أو مطربة مفضلة لديّ، بل أستمع إلى الجميع. لكن هناك بعض الأصوات القريبة من قلبي، مثل شيرين عبد الوهاب ونانسي عجرم ووائل كفوري.

- هل تهتمين بمتابعة برامج اكتشاف المواهب؟
أتابع الآن برنامج «أراب آيدول»، ومعجبة كثيراً بالموسم الثاني وأرى أنه من أقوى البرامج الموجودة، لأنه يقدم عدداً من الأصوات الرائعة. وجذبني أكثر من صوت.
كما أن لجنة التحكيم المكونة من راغب علامة وأحلام ونانسي عجرم وحسن الشافعي أعطت البرنامج مذاقاً خاصاً ومتعة للمشاهد وجعلتني أتعرف عليهم من جديد، فالبرنامج أظهر الجانب الإنساني لكل منهم، وجعلنا نرتبط بهم ونحبهم أكثر مما سبق.
وأشعر بأن نجاح البرنامج يزداد بشكل ملحوظ في موسمه الثاني، لأن اختيارات المتسابقين تكون بموضوعية واضحة.

- شاركت الفنان صابر الرباعي كموديل في كليب «ضاقت بيك»، فهل يمكن أن تكرري التجربة؟
لا أظن أنني سأكرر تلك التجربة على الأقل في هذه الفترة، لأنني عندما قررت أن أشارك مع صابر الرباعي كنت أرغب في خوض شيء مختلف وجديد.

- هل اختلفت حياتك كثيراً بعد الزواج؟
نعم، ليس على المستوى الشخصي فحسب، بل على المستوى المهني أيضاً، لأنني أشعر بأن تفكيري وتقويمي للأشياء أصبحا أكثر نضجاً، أما على المستوى الشخصي فالحياة أصبحت أصعب بعد الإنجاب وليس بعد الزواج، فأصبح النوم بالنسبة إلي حلماً أتمنى تحقيقه، لأنني أستيقظ من السادسة صباحاً وأظل مع ولديّ حتى المساء بلا راحة. لكنني سعيدة جداً بما وصلت إليه في حياتي الأسرية، والحمد لله هذا الاستقرار يجعلني في غاية السعادة.

- قبل سنوات كان رأيك أن الجمع بين الزواج والعمل أمر سهل، فهل غيّرتِ رأيك؟
أستطيع الآن أن أقول إن الأمر صعب جداً في البداية، خاصة فى العام الأول من الزواج، وتزداد الصعوبة أكثر بعد إنجاب الأطفال، لأن مواعيد النوم تختلف تماماً.
لذلك التوفيق بين العمل والزواج والإنجاب أمر صعب، ويزداد صعوبة عند التفكير فى أن أترك طفليَّ وأذهب إلى عملي، لكني أعتقد أن الموضوع سيصبح سهلاً، خاصة بعد أن كبرا في العمر إلى حد ما.

- هل يتدخل زوجك يوسف في اختياراتك الفنية؟
زوجي بعيد تماماً عن الفن، لكن يمكن أن آخذ رأيه ببعض الأمور، على سبيل الاستشارة.

- هل يغار عليك من المعجبين؟
لا يغار أبداً من المعجبين، لأنه يعلم جيداً أن نجاحي المهني يأتي من خلالهم، ونحن متفقان على هذا. وهو يقدر كوني فنانة ولديَّ جمهوري، بل يسعد كثيراً بنجاحي ويشجعني على مزيد من الخطوات الفنية.

- تحاولين دائماً إبعاد ابنيك ليوناردو وليديا عن الظهور بوسائل الإعلام فما السبب؟
لأنني دائماً أحاول الفصل بين عملي كفنانة وبين منزلي وولديّ، فارتباط الجمهور بي بحكم عملي يجعلني مطالبة بالظهور عبر وسائل الإعلام، لكن ولديّ ليس مطلوباً منهما ذلك.

- لماذا اخترت اسمَي ليوناردو وليديا؟
اختيار الاسمين كان مرحلة صعبة للغاية، وخصوصاً مع طفلي الأول ليوناردو. شقيقتي اقترحت اسم «ليو» لابني، لكنني رفضت هذا الاقتراح لأنني أردت اختيار اسم يحمل حروفاً كثيرة لأشتق منه اسماً صغيراً نلقبه به بعد ذلك، وبعد بحث على مواقع الإنترنت والكتب استقررت على ليوناردو واشتققت منه اسم «ليو» كلقب له، وما جذبني إلى الاسم أنه يعني الأسد القوي.

- هل يمكن أن تفكري في الاعتزال من ولديك؟
إذا شعرت بأن عملي يؤثر سلباً على أسرتي سأعتزل على الفور، لكن هذا لم يحدث حتى الآن، ولذلك أرغب في العودة.

- تردد أنك نقلت إقامتك إلى لبنان فما مدى صحة ذلك؟
هذا غير صحيح على الإطلاق، فأنا ما زلت مقيمة في مصر بشكل أساسي مع عائلتي، لكنني سافرت في الفترة الماضية إلى لبنان لزيارة أقاربي وأصدقائي هناك، وهذا ما أفعله كل فترة منذ عملي بالفن.
ولا أفكر في ترك مصر أبداً، وكل ما أشيع حول ذلك لا يمت إلى الواقع بصلة.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080