تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

أي رياضة أختارها لطفلي

يشارك في نشاط رياضي ترين قدارته تتطوّر، تقارنينه بالآخرين وتلاحظين شعوره بالتوتر وردّة فعله حين يفوز. هناك الكثير من الأسباب التي تجعل أبناءك الصغار يشعرون بالشغف الرياضي. ولكن سواء كانت هواية أو منافسة، يجب أن تكون الرياضة متعة تمارس بحرية.
يؤكد التربويون واختصاصيو علم نفس الطفل أنّ الرياضة تكسب الطفل الشعور بالرضى جسديًا وفكريًا مما ينعكس ثقة بالنفس، وتطوّر لديه معنى بذل الجهد، ويتعلم احترام الآخرين.
فالتمارين والإنضباط والمنافسة كلها قواعد يتقيّد بها الطفل بسرور لأن اللعب هو القاعدة التي تحرّك جميع اللاعبين الصغار.


أي رياضة تختارين لإبنك؟
يكون اختيار النشاط الرياضي وفقًا لشخصية الطفل وميوله. فالطفل الخجول قد يفضّل الكاراتيه ليتعلّم الدفاع عن نفسه، فيما الطفل المحب للطبيعة قد يختار ركوب الخيل أو الدرّاجة أو التسلّق أو التزلج أو السباحة أو التجذيف.
وفي المقابل قد يرغب الطفل النحيل قليلاً أو البدين قليلاً، في أن يكون عدّاءً ماراتونيًا أي الرياضة التي تطلب أن يكون ممارسها ذا وزن خفيف ونشيط.
أمّا الطفل الذي لديه الحاجة إلى تفريغ طاقاته أو التفوق، فيميل إلى ألعاب القوى مثل الركض وقفز الحواجز وسباق القدرة... فيما يفضّل بعض الأطفال النشاطات التي تتيح لهم تفريغ مكبوتاتهم مثل الجودو والتزلج والرياضة الشراعية أو التزحلق على الأمواج.
وفي المقابل يختار كثيرون الألعاب الجماعية مثل كرة السلة وكرة القدم والكرة الطائرة بسبب أجوائها التعاونية وروح الوحدة والرغبة في الفوز، وكلها عوامل محرّكة للإرتباط بهذه الرياضات التي تتطلب الإنضباط والإلتزام بروح الجماعة.

ما هي السن المثالية ليبدأ الطفل ممارسة الرياضة؟
يمكن البدء في سن صغيرة جدًا مثل الأطفال السبّاحين، وهؤلاء مثال جيد ولكن عددهم قليل جدًا. وهناك فرسان أطفال لديهم القدرة على الإمساك جيدًا بسرج الحصان. في هذه الحالات لا يتعلق الأمر بممارسة مكثّفة لنشاط جسدي، لأن المهارات الحركية والقدرات التنسيقة بين الزمن والحركة عند الطفل ليست متطورة كفاية بعد.
لذا فقبل سن الخامسة من النادر أن يمارس الطفل السباحة من دون عوّامة،  أو يتعلم السيطرة على جسمه كما في الرقص، أو يتعلم التواصل مع الآخر مثل الإعتناء بالبوني.
ولكن كلما كان التعليم متوافرًا ويتلقاه بسرور يسهل بشكل كبير الثقة بالنفس والتواصل مع الآخرين. وبدءًا من السادسة والسابعة تسمح قدرات الطفل بممارسة الرياضة بشكل فعلي. وبين السابعة والثالثة عشرة تصبح قدرات التعلم ممتازة، فذاكرته تعمل بشكل جيد، وتصبح لديه ليونة وقادرًا على تحديد الهدف والشعور بالتوازن الجسدي.
وفي المقابل، أثبتت الدراسات المراقبة لنمو الأطفال الجسدي أنهم بين السابعة والحادية عشرة لديهم قدرات كبيرة على التنسيق في مهاراتهم الحركية، فبين التاسعة والعاشرة يظهر الطفل اهتمامًا كبيرًا ومتزايدًا بنتائج النشاطات الرياضية التي يمارسها، ويكتشف القيمة المعنوية التي تمنحه إياها الرياضة.
وهذه أيضًا مرحلة يقونن فيها مشاعر السيطرة والمعارضة والعدوانية. ولكن في الحادية عشرة يُظهر قدرته على النظر إلى المستقبل وتحديد أهداف يريد الوصول إليها. وفي مرحلة المراهقة تتسارع عملية النضج المستدامة.
فالتوازن الجسدي يصبح ثابتًا، وتتبلور الشخصية، والإندماج الإجتماعي يصبح فعّالا. إنّها السن التي في بعض فئات الرياضة يكون فيها الأداء في أقصاه. 
وبما أن البنت تنمو أسرع من الصبي، فهذا يفسّر وصول بعض الرياضيات إلى القمة على المستوى العالمي، مثل مارتينا هينغيز التي أصبحت بطلة تنس عالمية في السادسة عشرة سنة، وسريا بونالاي أصبحت بطلة فرنسا للرقص على الجليد في سن الخامسة عشرة، وغيرهما كثيرات. 

كم مرة في الأسبوع يمكن الطفل ممارسة الرياضة؟
بالنسبة إلى الأطفال الصغار جدًا أقل من أربع ساعات ما بعد المدرسة في الأسبوع، وإذا كان الوقت الخاص بالرياضة مهمًا يجب أن تتم ممارسة الرياضة تحت إشراف الطاقم الرياضي، وبموافقة الأهل وبمتابعة طبية لأجل تجنب الأخطار التي قد تنجم عن أي نشاط رياضي يتطلب جهدًا مكثفًا.

أين يمكن ممارسة الرياضة؟
يمكن ممارسة الرياضة في أي مكان آمن مثل المتنزّه الأقرب إلى المنزل، والمدرسة ولكن أيضًا في النوادي الرياضية التي توفر الدعم والمتابعة وتسدي النصح للأطفال الرياضيين.

أيّهما الأفضل الرياضة الفردية أو الرياضة ضمن فريق؟
سواء كان النشاط الرياضي فرديًا أو جماعيًا فإنه يساعد كثيرًا في بناء شخصية الطفل وتواصله الإجتماعي. إذ تعلّم الرياضة الطفل الكثير الحركة التحكّم في جسده، أمّا الطفل الخجول فتعزّز لديه الثقة بالنفس، فيما تعلّم الطفل الإتكالي تحمّل مسؤولية نفسه، وتكسب الطفل المتردّد القدرة على اتخاذ القرار.
بالإضافة إلى تعزيز روح العمل الجماعي والمساعدة بالنسبة إلى كل الأطفال. لذا على الأهل ألا يتردّدوا في تسجيل طفلهم بالنشاط الرياضي الذي يختاره.

ما هي أنواع الرياضة الفردية؟
هناك الكثير منها الرياضات البحرية، ورياضة الجمباز والجودو والكاراتيه وهذه الرياضات تعزّز تنسيق حركة عضلات الجسم عند الأطفال الصغار جدًا وبسرعة. ويمكن الطفل البدء بها بين الأربع والخمس سنوات.

الجودو
الجودو هو الفن القتالي الأكثر ملاءمة للأطفال الصغار بغض النظر عن شخصية الطفل وطباعه، فهي تعلمه الوضعية الصحيحة للظهر، وكيفية الحصول على توازن قدميه، وكيف يحمي حوضه، ورفع وزن وإنزاله، كما تساهم هذه الرياضة في تعزيز التنشئة الإجتماعية، فممارستها تتطلب شخصين من فريقين منافسين، وتعزّز مبدأ المساواة، فكل أعضاء الفريق يرتدون لباسَا موحدًا والفروقات تكون فقط في الأحزمة.
بين الرابعة والخامسة يتمحور الجودو على نمو حركة الأعضاء الدقيقة والحس الإجتماعي، بين السادسة والتاسعة يبدأ الطفل تعلم التقنيات والمبادئ التكتيكية الأولى، على أساس الليونة والأمان.

ميني كرة المضرب «الميني تنس»
طفلك أصبح في سن يبدأ فيها نشاطًا رياضيًا وقرّرت تسجليه في نادي للميني تنس، من خلال هذا النشاط المناسب لسنّه وقدراته يكتشف التنس وهو يتسلى. في الخامسة النشاط يجب أن يكون طبيعيًا وعفويًا ويجب أن يتحدّد فقط ضمن إطار المتعة وفي الملعب.
وعلى الأم أن تنتظر حتى يصبح طفلها فوق العاشرة كي يتمكن من لعب التنس. فالأدوات تطورت والكرات طرية تُصنع من الرغوة أو القش، ولم تعد تؤذي الطفل. والمضرب أصبح يلائم حجم الطفل ويلبي حاجته.
تتطلب رياضة كرة المضرب «التنس» التنسيق الجيد بين حركة اليدين والرجلين، وبين الجسد والفكر بصورة عامة.

السباحة
بالنسبة إلى الأطفال الصغار جدًا يجب أن يكون النشاط طبيعيًا وعفويًا. تعليم السباحة أمر ضروري وأساسي بالنسبة إلى الطفل، فهي مسألة بقاء، فضلاً عن أنها طريقة ممتازة لمنحه الثقة بنفسه.
من الناحية الصحيّة إنها رياضة انسيابية. فالحركات في الماء تكون من دون مقاومة أو موجة صادمة. فالسباحة تعمل على مجموع الجهاز العضلي للعمود الفقري وفي بعض الحالات تساهم في إبطاء السكوليوز، وتنمي أوعية القلب الدموية والرئوية لجسم الطفل خلال فترة النمو.
ومع ذلك على الأم ألا تدفعه ليكون بطلاً فلديه الوقت الكافي ليخوض البطولات بدءًا من السابعة.

الرياضات الجماعية
إذا كان طفلك خجولاً إعلمي أن إشراكه في رياضة جماعية وسيلة ممتازة ليخرج من قوقعته ويحوز الثقة بنفسه، ولكن شرط أن يكون الطفل راغبًا في ذلك.

كرة القدم
في السن الصغيرة يجب أن تكون عفوية وطبيعية. وبدءًا من السابعة والثامنة يلعب الأطفال، سواء كانوا صبيانًا أوبنات، كرة القدم للمبتدئين، ضمن فريق مؤلف من خمسة لاعبين، فهي ليست سوى لعبة، يتعلمونها من دون قيود ومن دون روح المنافسة.
يستمر الشوط من 10 إلى 12 دقيقة، وبين الشوطين استراحة. يشبه جو اللعبة الإحتفال، والأطفال يكتشفون كرة القدم بوسيلة اللعب المختلفة، التبديل والجري في الملعب، مما يساعد على تطوّر ملكاتهم الفكرية والعاطفية.
وهكذا يتطوّر الطفل بانفتاحه على الآخرين إذ يكتشف قواعد اللعبة ويتعلمها، وكذلك قواعد الحياة وقوانينها. يندمج مع الفريق ويجد موقعه، يلعب وهو يقدّر الآخرين ويحترمهم، يتعلم العيش بحماسة وكرم.

كرة اليد
يبدأ الطفل ممارسة رياضة كرة اليد بين السادسة والثامنة وتعرف في البداية بالـ Prim’hand وهي رياضة مثالية لتعزيز علاقات الطفل الإجتماعية الأولى.
فهذه الرياضة الترفيهية قوامها القفز والرمي والتسابق. تعزّز الحس التكتيكي وتطوّره. إنها مدرسة جيدة ليتعلم الطفل طريقتي الدفاع والفوز، ويواكب ذلك تطوير معنى العمل بروح الفريق الواحد.
إذًا القرارات يجب أن تتّخذ بسرعة وعلى نحو سليم، فتلقّي الكرة وتمريرها يجب أن يكونا فعالين ومن دون ثغرات. وغالبًا تناسب هذه اللعبة البنات. 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079