خليل صويلح يوثِّق خراب دمشق في روايته 'جنة البرابرة'
الكتاب: «جنة البرابرة»
الكاتب: خليل صويلح
الناشر: دار العين
في رواية «جنة البرابرة»، دار العين، القاهرة، يسجل الروائي السوري خليل صويلح يـومـياته من قلب المأساة، كما عاشها طوال ألف يوم ويوم، لــيغلــق الـدائـرة عــلى «سـرديات الـشهـود»، لنجد أنفسنا أمام شهرزاد أخرى تــتـجوّل فـي شـوارع دمـشـق الـيوم، وسـط الحـرائق، من دون أن تحتاج إلى اختراع حكايات خيالية.
وفيها يستعيد الكاتب الكثير من تقنيات السرد التي بدأ بها في روايته الأولى «وراق الحب» حيث الانفتاح على الكثير من السرديات التاريخية التي كان مؤلفوها قد أرَّخوا للخراب الذي حلّ بالعاصمة السورية دمشق في مراحل تاريخية سابقة، مثل شهاب الدين البديري الحلاق، وابن عساكر، وأبو حيان التوحيدي، مع عمل ما يمكن تسميته بـ«كولاج» يجاور بين نصوص معاصرة وأخرى تاريخية للكشف عن حجم المأساة السورية، مع لعبة تداخل الأزمنة حيث يدرك القارئ أنها رواية أقرب إلى شهادة تلتقط اليومي والمعاش في مدينة تحت القصف يقدمها كاتب معاصر دوَّن يومياته عن هذه الأيام الصعبة.
خليل صويلح (1959) درس التاريخ في جامعة دمشق، وصدرت له روايات «ورّاق الحب» (2002)، و«بريد عاجل» (2004)، و«دع عنك لومي» (2006)، و«زهور وسارة وناريمان» (2008)، و«سيأتيك الغزال» (2011).
ونالت روايته «ورّاق الحب» جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأميركية في القاهرة (2009)، وتُرجمت إلى الإنكليزية. ومن أجواء «جنة البرابرة»: ...«نافذة غرفتي ... تقع في الطبقة الأخيرة من بناية قديمة، في زقاق فرعي، من حي الصالحية، إلى الأسطح المجاورة، وأتخيّل قنّاصاً لا مرئياً يكمنُ خلف الأطباق اللاقطة، أو خزّانات المياه، أو النافذة المقابلة لنافذتي مباشرةً، فأنا في مرماه تماماً.
وهأنذا أتخيّل طريقة موتي، وكيف سأقع عن الكرسي ببطء، ليرتطم جسمي برخام أرضيّة الغرفة، فيما ستتلوّث شاشة الكمبيوتر المفتوحة أمامي بدمي، من دون أن أكمل الجملة الأخيرة».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024