تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

مشاهدات من طوكيو وكيوتو

كايوتاكا إيسي الرئيس التنفيذي لتويوتا العالمي

كايوتاكا إيسي الرئيس التنفيذي لتويوتا العالمي

الزميل سامح عبد الحميد

الزميل سامح عبد الحميد

بمجرد أن تحط طائرة «طيران الإمارات» في مطار «ناريتا» الدولي في العاصمة اليابانية طوكيو، ترى اليابان بعيني الزائر. ولهذا حرصت «لكزس» وهي توجه إلينا الدعوة لزيارة طوكيو والعاصمة التراثية القديمة كيوتو، ورؤية مصانعها وسياراتها الجديدة في مدينة « تاهارا بلانيت» حيث تقع مصانع تويوتا ولكزس، على أن يشمل برنامج الزيارة التعرف عن قرب على اليابان الحقيقية بين الأمس واليوم، والاقتراب من الحياة اليومية للإنسان الياباني والطبيعة الساحرة، وصولاً إلى الطعام الياباني وطقوس تقديمه.

اليابان التي يصفونها ببلد الإنسان المهذب، ليس فقط لانحناء شعبها عند السلام عند التلاقي أو الوداع، بل أيضاً اللباقة التي يتمتع بها أهلها ومدى الالتزام في كل المعاملات والمواعيد وغيرها.
تلك السمة تجعل كل شيء في اليابان يتحرك بتناغم ودقة. فطوكيو الشهيرة بناطحات السحاب المميزة والجسور المتعددة وقطارات الأنفاق المتشابكة والحديثة، وامتلاء شوارعها بالسيارات والمارة وتعدد إشارات المرور فيها، يندر أن تجد فيها ازدحاماً مرورياً بفضل الالتزام الواضح بتطبيق قواعد السير، وتكنولوجيا الطرق والمرور المتطورة.
وتلفت الأنظار أيضا تلك الكمامات التي تغطي وجوه البعض وكأن هناك فيروساً أو مرضاً منتشراً في الأجواء، ولكن تكتشف سريعاً أن هؤلاء ممن يضعون الكمامات على الوجوه هم من يعانون البرد أو الأنفلونزا، وبسبب التزامهم الأخلاقي والاجتماعي يخشون على غيرهم من انتقال المرض، وتلك هي أخلاق اليابانيين وسلوكهم الراقي في تعاملهم مع الآخرين.


الحدائق الإمبراطورية وحي «غينزا» الشهير

بدأ برنامج الزيارة بجولة على الأقدام في الحدائق الإمبراطورية حيث المقر الرسمي لإمبراطور اليابان في حي «تشيودا» بطوكيو، تلك الحدائق التي تمتد أكثر من خمسة كيلومترات معلنة عن الهدوء والطبيعة الخلابة التي تتميز بها اليابان بشكل عام، وفي الوقت نفسه رؤية طوكيو الحقيقية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة.

إلى الشرق من حدائق القصر الإمبراطوري يقع حي «مارونو أوتشي»، أحد أهم مراكز الأعمال في المدينة، والذي يضم أسماء المؤسسات المصرفية الكبرى.
يليه إلى ناحية الشرق، حي «غينزا» الشهير، وهو مكان التسوق المفضل في اليابان والأكثر جذباً للسياح، وتنتشر فيه المراكز والمحلات التجارية الكبرى، والمطاعم، ودور السينما والمسارح، ويُمنع مرور المركبات فيه الأحد لتقتصر حركة السير في شوارعه على الراجلين.

وفي وسط العاصمة تنتشر المراكز التجارية الحديثة الفخمة والعشرات من المحال والبوتيكات التي تحمل أسماء عالمية، خاصة أن طوكيو تصنف اليوم كواحدة من عواصم الموضة العالمية، وهي من أغلى عواصم العالم كلفة وارتفاعا في مستويات المعيشة، ورغم ذلك فالحركة الاقتصادية مزدهرة.
وفي طوكيو حيث السرعة في الحركة شعار كل شيء يندر أن تجد مكتباً غير مضاء حتى الثامنة مساء، لأن العمل هو محور حياة اليابانيين، إلى درجة أن الشركات تدعو موظفيها للاستمتاع بإجازاتهم التي تتراكم على مدار السنين.

كيوتو وجه اليابان الثقافي
تبقى كيوتو التي احتضنت الأمبراطورية اليابانية لألف عام، والعاصمة القديمة والوجه الثقافي لليابان، شاهدة على كيفية المحافظة على الأصالة والمعاصرة في مواءمة رائعة بين الماضي والحاضر.
كيوتو التي سميت قديماً «عاصمة السلام» وظلت عاصمة لليابان حتى عام 1868 ظلت لفترة طويلة العاصمة الدينية أيضاً، وتزخر اليوم بالقصور والمعابد والمعالم التي تجذب حركة سياحية كبيرة، مثل المعبد الذهبي والمعبد الفضي، ومدينة «كانسورا» الأمبراطورية، وعشرات المتاحف. ولهذا تعد كيوتو المدينة السياحية وعاصمة الثقافة في اليابان.


السرعة في كل شيء

رحلة الانتقال من طوكيو إلى مدينة تويو هاشي ومنها إلى مدينة تاهارا حيث مصنع لكزس العملاق كانت بالقطار الفائق السرعة الذي يسمى «شينكانسن» وأيضا «القطار الطلقة»، فهو يسير بسرعة 300 كيلومتر في الساعة.
وما يميز رحلة القطار رغم سرعته الفائقة ونظافته المعتادة انتظام مواعيده بالثانية، فموعد تحرك القطار كان في السادسة و26 دقيقة صباحاً، ولا مجال هنا للتأخير أو التقديم لأن كل شيء محسوب بالثانية.
وعلى طول الطريق تبدو الطبيعة اليابانية الساحرة والخضرة اليانعة ومزارع الأرز المنتشرة، وجبل فوجي الشهير بثلوجه في هذا الوقت من العام.
وعلى طول الطريق أيضاً أسماء لعشرات المصانع العملاقة لشركات تحمل أسماء عالمية مثل «سوني» و»ياماها» وغيرهما.

وداخل مصنع لكزس في تلك المدينة يتعاملون مع الأمر على أنها ليست صناعة، بل جزء من ثقافة شعب اليابان، وطقوس أقرب إلى العادات والتقاليد، ولهذا كانت تويوتا تمثل ما نسبته 47 في المئة من عدد السيارات داخل اليابان حيث تعتبر جزءاً من العائلة.

ولأن الطبيعة جزء من أحاسيس أهل اليابان، انعكس ذلك على صناعة السيارات وخاصة تويوتا ولكزس، وهو ما أكده مانجور بيدي المدير الإداري للتصاميم في لكزس، وهو هندي الأصل حضر إلى اليابان وعمره 17 عاماً، وبعد مرور 20 عاماً من العمل مع لكزس ما زال يتحدث بالعشق والحماسة نفسهما عن حب الطبيعة المتوارث، فهو يؤكد انتقال هذا العشق من جيل إلى آخر، وأنهم دائما ما يلجأون إلى تصاميم «لكزس» المستمدة من البساطة والمرتبطة بالطبيعة، فلكل لمسة في السيارة معنى، لأنها ليست سيارة فقط بل وجه معبّر عن اليابان.

بين أنجلينا وباريس هيلتون مشاهير العالم ومتعة القيادة
أكثر من خمسة ألاف من مشاهير العالم من بينهم براد بيت، وانجلينا جولي، وباريس هيلتون وغيرهم هم من عشاق لكزس، علماً أن 10 في المئة من مبيعات السيارة تكون من نصيب المشاهير من نجوم السينما والرياضيين وعالم الأزياء ووجهاء المجتمع وغيرهم... ومن هنا يؤكد كايوتاكا إيسي الرئيس التنفيذي لتويوتا ولكزس العالمية أن الإستراتيجية الجديدة للكزس تركز على المنتج نفسه والصورة الجديدة للعلامة التجارية، «فنحن نعيد تقديم لكزس كعلامة تجارية ديناميكية، تقدم شيئاً جديداً ومثيراً لعملائنا. وتعد الخصائص التي تتميز بها مجموعة المركبات الهجينة (هيبريد) من أهم الميزات التي تقدمها لكزس وتنفرد بها عن غيرها من العلامات التجارية.
ولا يوفر النظام الهجين الكفاءة في استهلاك الوقود فحسب، بل يولد المزيد من القوة أيضاً.
وبعبارة أخرى، فإن كلاً من المحرك والمحرك الكهربائي يعطي السائق متعة غير عادية في القيادة». ويشير إيسي إلي أن هناك عوامل عدة من شأنها جذب جيل الشباب لشراء لكزس، من بينها التصميم الخارجي والداخلي الذي يتسم بالقوة والعاطفة، وتجربة القيادة مع مستوى عال من المتعة، وتقديم موديلات تنافسية بأسعار معقولة مثل CT200h، إلى جانب طرح مركبات رياضية مثل «كوبيه».


مرحباً بكم في كوكب «لكزس» Lexus

أكثر من مليون دولار تصرفها شركة تويوتا عملاقة السيارات العالمية على الأبحاث كل 15 دقيقة، ولهذا لم يكن مستغرباً أن تكون زيارتنا لـ «تاهارا بلانيت» حيث تقع مصانع تويوتا التي يعمل فيها ما يقرب من 40 ألف شخص أقرب إلى رؤية فيلم من أفلام الخيال العلمي مثل «أفاتار» أو «حرب النجوم» أو غيرهما.
وفي «تاهارا بلانيت» يقع مصنع سيارات «لكزس» الزاخر بكل ما تحمله تكنولوجيا العصر، فالحركة داخل المصنع المترامي الأطراف مبرمجة وسريعة بقدر سرعة الحركة في اليابان نفسها. وعلى مسافة أمتار على شاطئ البحر، تنتظر سفن شحن عملاقة قادرة على نقل 5آلاف سيارة في كل مرة حاملة علامة «لكزس» الفاخرة إلي أنحاء العالم.

داخل المصنع الذي يمنع فيه التصوير تماماً وحتى الحركة بعيداً عن خطوط أرضية محددة، والذي يشبه مدينة متكاملة، يعمل أكثر من 9 آلاف شخص بين مهندس وفني وعامل، والمئات من الروبوتات العملاقة تسيطر على حركة محسوبة بالثانية للسيارات وهي تتهادى بين أيدي المحترفين معلنة إنتاج 204 سيارة «لكزس» في نوبة العمل الواحدة.
وبالطبع تتعدد نوبات العمل التي تمر خلالها السيارة بمراحل متعددة من مراحل التصنيع بحرفية عالية وبأدق التفاصيل وفي وقت قياسي وبمعايير تامة من السلامة والأمان والتدقيق في كل مراحل التصنيع، علما أن السيارة الواحدة تخضع ل350 عملية مراقبة عقب التصنيع لضمان الجودة الكاملة.

رئيس «تويوتا» يلحق بالقطار!
في ناطحة سحاب شهيرة أمام فندق ماريوت طوكيو تحمل اسم «تويوتا» من بين مبانٍ عدة تحمل هذا الاسم موزعة في العاصمة اليابانية، كان اللقاء مع كايوتاكا إيسي الرئيس التنفيذي لتويوتا العالمية.
والطريف أن رئيس أشهر وأكبر وأغنى شركة سيارات في العالم أستأذننا لتكون مدة اللقاء ساعة واحدة فقط من الرابعة والنصف وحتى الخامسة والنصف عصراً ليتسنى له اللحاق بالقطار رغم وجود أسرع السيارات تحت تصرفه، ومهبط طائرات أعلي ناطحة السحاب فوق مكتبه الفخم، وعندما استفسرنا عن ذلك كانت الإجابة ببساطة لأن القطار أسرع وأرخص.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080