سلافة معمار: عشتُ في 'السجن' ظروفاً سيئة للغاية...
ممثلة استثنائية جدليّة، جسّدت الواقع بشفافيّته وبساطته وصراحته، فأُدينت واتُّهمت بخدش الحياء. هي الفتاة التي أدّت دور «المسترجلة»، وكاتبة السيناريو التي أسّست مدرسة درامية جديدة حين روت أحداث حياتها من داخل المعتقل. هي التي تفيض أنوثة وقوة معاً، وتميِّز أي عمل تشارك فيه لأدائها الرائع وتفانيها في تقمّص الأدوار التي تؤديها. الممثلة السورية سلافة معمار في هذا الحوار...
- من هي الكاتبة «ورد» التي أديت دورها في مسلسل «قلم حُمرة»؟
شخصية ثقيلة، حقيقية جداً وتشبهني إلى حدٍّ بعيد... بحثت عن نقاط التقاطع بيني وبينها لكي أنطلق منها، فتأثّرت وتعبت واكتشفت أخيراً أنها أكثر شخصية أتعبتني في مسيرتي التمثيلية. وتساءلت إن كان بإمكان المشاهد تقبّل كل هذه التخبّطات والتساؤلات الوجودية الهائلة التي تناولها المسلسل، فلعبة الفن والدراما هي أن يصدّقك المتلقّي وتصلي إلى فكره ومشاعره، ولم يكن تطرّقنا إلى تفاصيل الحياة هذه بهذا الشكل الفجّ، مجانياً، وهو ليس مثيراً بالمناسبة، لكنّنا نفّذناه بهذه الطريقة المباشرة لأن الحدث في الحقيقة موجع وقاسٍ.
- ألم يكن هناك خطوط حمراء في هذا العمل؟
أردنا تجسيد الأحداث بواقعيتها وإن تخلّلتها بعض الفجاجة، ولم نذهب باتجاه «الميلودراما»، أي المبالغة في التعبير عن العواطف والانفعالات والحركات التمثيلية، بل اتجهنا نحو قسوة الحياة وظلمها. ولا أعتقد أن هذه الفجاجة التي بدت نافرة أحياناً، خدشت أناقة كاميرا المخرج حاتم علي. فقد تعمّدنا أن نبدوا حقيقيين ومباشرين ولم نخشَ إحداث صدمة في نفوس المشاهدين، فلم لا نُحدثها؟! ولمَ لا نُثير الجدل! فها نحن نشاهد الأفلام الأجنبية بشكل متواصل ولا تزعجنا مشاهدها الجريئة ولا ألفاظها البذيئة، فهل يختلف كوكبهم عن كوكبنا؟
لا أنكر أن لمجتمعنا الشرقي تقاليده وعاداته، لكن السلم الأخلاقي والمنطق والمعايير الإنسانية لدينا ولديهم واحدة في النهاية.
- عندما تعرّفت إلى «ورد» بماذا شعرت؟
عشت حالة من التحريض تجاه الدور قبل البدء بتصويره، كنت خائفة وطلبت من المخرج حاتم علي أن يتبعني لحظة بلحظة خلال تأديته، فالدور صعب جداً وطويل وأسلوب الحوار الذي تكتبه يم مشهدي سهل ممتنع، يشبه الحياة كثيراً وينقلكِ من حالة إلى أخرى في الجملة الواحدة بشكل مفاجئ غير «ممنطَق»، بعيد عن المنطق. وعندما بدأت بالتصوير غرقتُ تماماً...
- كم من الوقت استغرق تصوير المسلسل؟
صوّرناه على مدى 75 يوم وتخلّلته وقفات اضطرارية قصيرة لم تتجاوز اليوم الواحد لضرورات فنية، كما أوقفناه مرتين بسبب مرضي، فقد عانيت من إرهاق شديد خلال تصوير مشاهد الزنزانة، كما أن الطقس كان بارداً جداً وكنتُ ملزمة بأن أجلس على الأرض، عشت في السجن ظروفاً سيئة للغاية...
- هل خشيتِ ردّة فعل المشاهدين تجاه بعض المشاهد الجريئة؟
المَشاهد عادية نُفّذت في جميع الأعمال العالمية، وليس ذنبنا أننا كنا أول من يؤدّيها عربياً. فقد تعاملنا معها بشكل تلقائي عفوي، وتساءلنا بالمقابل عن ردّة فعل المشاهد تجاهها.
ربما اعتبرت بعض الممثلات أن في تأدية دور «ورد» مجازفة، لكنه لاقى أصداء جيدة جداً ولم أُحاكم بسببه، وذلك لأني كنت مقنعة وحقيقية في أدائي، احترمت المشاهد في ما قلت، فصدّقني .
- هل طلبت حذف بعض المَشاهد؟
لا أبداً، لو كان لديَّ أي نوع من التحفّظات على هذا الدور لما قدّمته.
- ألم يكن مشهد علامات الدورة الشهرية ثقيلاً على العين والأذن؟! وكيف تفسّرين إدانة الصحافة لجرأتك في هذا المشهد بالتحديد؟
المكتوب غير مهني ولا يتضمّن رأي ولا يمكن مناقشته أبداً، يتضمّن أشياء أخرى لا تهمّني ولست بوارد الحديث عنها، فكلّ إنسان يرى الأمور ضمن مرجعيته الشخصية وذهنيّته، وليست مشكلتي إن كان أحد لم يرَ مشهداً من قبل على الشاشة العربية. يحتمل أن يكون قد شكّل صدمة لدى المُشاهد، لكنه لم يكن فجّاً بل حقيقياً. جسّدت حالة معتقلة عاشت ظروفاً صعبة داخل سجن منفرد، فكيف عليها أن تتصرّف؟! هل من حلول أخرى تلجأ إليها في هذه الحالة؟!
- ألم يزعجك هذا المشهد؟
بلى، أزعجتني اللحظة... أوجعتني هذه السيدة حين تخيّلت نفسي مكانها، فبحثت مثلها عن الحلّ ولم أكترث للكاميرا.
طلاق وأقل خسائر ممكنة
- دافع عنك طليقك المخرج والممثل سيف الدين السبيعي من خلال تغريدة نشرها على «تويتر» وهاجم فيها من أدان جرأتك في «قلم حمرة»، كيف تفسّرين تصرّفه هذا؟
سيف دافع عني وعن الفكرة بحدّ ذاتها، فهو فنان ومخرج ولديه رؤيته الخاصة للفن. كما أن الأسلوب الذي تناولت به القصة أكثر قرفاً من المشهد بحدّ ذاته، كان مضحكاً وغريباً بالفعل...
- أوصل لنا «قلم حمرة» أن فكرة الطلاق حل ذكي وسريع لإنهاء حياة زوجية مملة أو قاتلة. هل يمكن أن تتراجعي عن طلاقك؟
أن أكون أماً عازبة ليس بالأمر السهل... فالحِمل ثقيل عليَّ لكنه خياري وما زلت أعتقد بأن الإنفصال هو الحلّ الأمثل لعلاقة تسودها المشكلات والضغوط، خصوصاً إن وجد أولاد، فالمشكلات المنزلية تولّد حالة نفسية لديهم كالتي يولّدها إنفصال والديهم. لذا أردنا أن نخرج بأقل خسائر ممكنة من طلاقنا وبقينا على تواصل.
- مضت ثلاث سنوات على طلاقكما، ألم تكن كافية لإعادة حساباتك؟
«أنا منيحة وسيف منيح»، لا أرفض فكرة الزواج من جديد أكان منه أو من سواه، لكني حالياً لا أفكّر في الأمر.
- يخرج سيف مسلسل «الإخوة» ويطلّ في بعض حلقاته، هل تتابعينه؟
(تضحك) ثم تقول: نعم أتابعه...
- هل عرض عليكِ التمثيل في «الإخوة»؟
لا لم يعرض عليَّ، لكني تلقّيتُ أكثر من عرض للمشاركة في مسلسلات رمضانية عرضت هذه السنة.
- ما هي المسلسلات التي عرضت عليك؟
عُرضت عليَّ مسلسلات عديدة، صُوّرت في سورية وعُرضت على الشاشات ولن أذكرها. رفضت كل ما عُرض عليَّ لارتباطي بمشروع «قلم حُمرة» الذي ولد في أغسطس/آب الماضي.
- هل اكتفيت بدور ورد؟
بالتأكيد، هي لعبة أمارسها من وقت إلى آخر، سبق أن لعبتها مع «بثينة» في مسلسل «زمن العار» وألعبها اليوم مع «ورد». فعندما يكون دوري ثقيلاً إلى هذا الحدّ ويتطلّب طاقة نفسية غير عادية وفيه مساحة حضور كبيرة جداً، أتفادى الظهور بشخصية ثانية في الفترة نفسها، حتى لو اختلفت الشخصيتان بشكل كبير، لا أقدّمهما معاً بأية حال.
- هل جاءت شخصية «ورد» لكي تمحو شخصية «لينا» العادية في «سنعود بعد قليل» من عقول المشاهدين؟
لينا كانت ضيفة على المسلسل، نالت تعاطف الناس باعتبارها أماً رفضت أن تكون ضحية، أرادت إنقاذ ابنها فأمسكت بيده وهربت من الحرب، وقد أدّيت شخصيتها لكي أكون جزءاً من النص والعمل، ولم أؤدِّ الدور لثقله أم عدمه، فبإمكان أي ممثلة تأديته ببساطة...
- عبّرت عمّا كنت تميلين إليه في صغرك، ارتديت «بدلة رقص» وتمايلت بها قليلاً. فتخيلتِ نفسك راقصة شرقية تارةً... وراقصة «تانغو» ببدلة سوداء وحمراء تارةً أخرى، ومرة عازفة كمان أو مراسلة حربية. ما الذي كانت تميل إليه سلافة معمار في صغرها؟
ملت إليها جميعها... فمن الأشياء التي جعلتني أتقاطع مع ورد هي أني من الفتيات اللواتي تمرّ في أذهانهنّ كل هذه الهواجس. فأنا أحب الرقص الشرقي وأقدّر فناناته الحقيقيات، وقد راودتني في صغري أمنيات وأحلام عديدة تمنّيت أن أحقّقها، وبقيت في ذهني على شكل «فلاشات».
- هل من هواجس أخرى؟
أنفّذها في أدواري التمثيلية... هذا هو الامتياز الذي يميّزني عن بقية الناس.
- ما هو أكثر مشهد تأثّرتِ لدى تأديته؟
أكثر المشاهد تأثيراً بي كان جلسة التعذيب الأولى التي خضعت لها في السجن، «كان الأفظع» على الإطلاق. كما أحببت لقائي الأول بعابد فهد في متجر الملابس، إضافة إلى مشهد سحب جثة «صبا» السجينة التي شاركتني «الزنزانة».
انهيار عصبي ألزمني الفراش
- ما الذي تغيّر فيكِ بعد تمضية 60 يوماً في السجن؟
أصابني انهيار عصبي ألزمني الفراش بعد تصوير مشهد جلسة التعذيب، فقد كان أصعب المشاهد وأقساها، واضطررنا لوقف التصوير لأيام من بعده.
- تحاولين استذكار تاريخ اعتقالك من الشارع داخل زنزانة منفردة. ما هو أصعب ما واجهته سلافة في هذه الزنزانة؟
حالة المكان ومزاجه العام كانا مزعجين مع أنه ديكور مركّب ولم يكن سجناً حقيقياً. صوّرنا داخله لمدة 10 أيام وكانت الحالة مرعبة وضاغطة نفسياً وقد أتعبتني وأرهقتني، إلاّ أني تفهّمت هذه المعاناة عندما شاهدت المسلسل، ما شاهدته لم يكن عادياً!! طبيعة المادة التي قلتها لم تكن سهلة، لقد تضمّنت حوارات طويلة وصعبة فيها فيض من الأفكار. لم تترك «يمّ» شيئاً في العالم إلاّ وكتبته في هذا النص... علماً أن بثّه على قناة «السومرية وعبر «يوتيوب» ظلمه من حيث الصورة، فعندما سيعرض على قنوات فيها HD سيلاحظ المشاهد الفرق.
- هل أحزنك تصوير مشاهد دمشقية في لبنان بسبب الوضع في سورية؟
تمنّيت تصويرها في شوارع الشام القديمة لأن العمل «سوري كتير»، يرتبط بتفاصيل سورية، من أماكن وشوارع ومزاج، لم نجد لها بدائل في لبنان، فالمدينة بحرية وتكثر فيها الجبال والأشجار، على عكس الشام. كما صعُب علينا ضبط لوحات السيارات اللبنانية، وغيرها من التفاصيل، مما دفعنا إلى الإنغلاق في بعض المشاهد.
- صفي لنا العمل مع المخرج حاتم علي.
في ثالث أعمالي مع حاتم علي، ولدت بيننا «شيفرات سرّية» مشتركة في التواصل الفني، سلّمته نفسي وشعرت بأمان كوني أتعاون مع مخرج يدرك ما يريد. فالعمل أتعبنا جميعاً وكان حاتم من خفّف عنّا وأشعرنا بالأمان والاسترخاء.
- ألا ينوي العودة إلى التمثيل؟
حبّذا... يدرك حاتم أنه ممثل جميل ونطالبه دائماً بالعودة إلى التمثيل، كما يطلبه أصدقاؤه المخرجون لتأدية بعض الأدوار لكنه يرفضها بسبب انشغاله أو لعدم اقتناعه بها.
- ماذا عن كاتبة العمل السيناريست السورية يمّ مشهدي؟
يم «فظيعة»، تخرّجنا معاً من الجامعة، درستُ التمثيل فيما درست يم النقد المسرحي، فعندما أشاهد المسلسل، ألاحظ كم أننا متشابهتان، تشعرني بأننا شريكتان في الحالة الفنية ونمط التفكير، تثق بي وتتحمّس لوجودي في أعمالها، وأبادلها هذه الحماسة وأتوق دائماً لتأدية الأدوار التي تكتبها، فما ألذّ جُملها والمقاطعات التي توردها داخل هذه الجمل!
- هل لفتك أحد الوجوه الجديدة التي شاركت في المسلسل؟
أعجبت كثيراً بالشباب الأربعة وقد شاهدت مشروع تخرجهم قبل البدء بتصوير المسلسل، «حلوين» ومشاهدهم جميلة وأداؤهم سلسٌ. هذه أيامهم، كنا مثلهم عندما بدأنا أنا وباسل خياط وقصي خولي وتيم حسن ومكسيم خليل.
- ماذا عن دانة مارديني؟
دانة مارديني»نجَّمت» من قبل... هويّتها وملامحها كممثلة بدأت بالظهور، وأنا معجبة جداً بأدائها وبإحساسها.
- تعرّض المسلسل لضائقة تسويقية كادت تحرم المشاهدين من متابعته خلال موسم الدراما الرمضانية المتزاحمة، وتراجعت قناة mbc عن عرضه بعد إلحاقه بمجموعة برامجها. هل تدركين السبب وراء ذلك؟
أحبطني الموضوع في البداية لأن العمل يستحق أن يُشاهد على نطاق أوسع من ذلك، فلقناة «السومرية» جمهورها العراقي وجزء من الجمهور العربي، وفي سورية تشاهَد القناة، لكن طموحي كان أكبر من ذلك. لقد تردّد أن حالة الجرأة التي تضمّنها العمل لا تتناسب مع مزاج رمضان العام، ويحتمل أن يكون ذلك السبب وراء تراجع القناة عن عرضه.
- ألا يُعتبر «سرايا عابدين» جريئاً؟
شكل الجرأة مختلف، في «قلم حُمرة» حرية فكرية وهي ميزته، فهو يداعب الفكر والمشاعر بينما يداعب «سرايا عابدين» الغرائز.
- ماذا تابعتِ من مسلسلات في رمضان؟
تابعت مسلسلي ومسلسل «سرايا عابدين» وشاهدت بعض حلقات مسلسل هيفاء وهبي «كلام على ورق»، كما أحببت «سجن النسا» كثيراً، «المسلسل فظيع» فنياً، أمتعني نصّه وأبهرتني بطلته نيللي كريم، كما كان مسلسلها «بنت اسمها ذات» من أهم المشاريع التي نفّذت في رمضان الماضي.
كيف وجدتِ الثنائي عابد فهد ونادين نجيم في «لو»؟
أحببت الحالة الرومانسية والهدوء والأناقة في «لو»، وفي الحقيقة أحببت نادين وصدّقتها، شعرت بها ونجحت في التواصل معها. لقد كانت جميلة وشكّلت مع عابد ثنائياً ناجحاً، كما أن المخرج سامر برقاوي أدخل على الصورة حالة جميلة، وبشكل عام العمل جذبني.
حاولت متابعة غالبية الأعمال لكي أطمئن على الدراما، فبرأيي، ذهب «لو» بإتجاه آخر وتفوّق على «لعبة الموت» الذي تفوّق بدوره على «روبي».
- كيف تقوّمين الدراما السورية؟
أقول للنجوم السوريين Bravo، فمن الواضح أننا نملك رغبة شديدة في تقديم الفن. ها نحن نقدّم الأعمال ضمن ظروف قاسية وحالة عدم استقرار نعيشها منذ 4 سنوات.
- هل أعجبك قصي خولي بدور «الخديوي»؟
«أنا دايماً معجبة بقصي» (تضحك بشدة). كلما كبر ازداد جمالاً، وحالته كرجل في طريقها إلى مكان أجمل.
- ماذا عن أبطال «الإخوة»؟
أجمل شباب وأجمل ممثلين وهم أصدقائي، أشتاق إليهم وأتابع المسلسل لرؤيتهم.
- اعتبر عابد فهد أن «الإخوة» أخفت وهج الممثلين السوريين، هل توافقينه الرأي؟
هم ممثلون كبار وقطعاً يقدّمون أكثر من ذلك بكثير، لكنه نوع من الأعمال التمثيلية، يعتمد على الإطالة في لأحداث والزمن، فإمّا أن تتقبليه كما هو، أو لا تشاهديه من الأساس. فنياً، النموذج هو أن يتألّف العمل من 15 حلقة، فعلى الرغم من بساطة مسلسل «أيام شامية» (13 حلقة) التقنية والفكرية، كانت حبكته مضبوطة. وبرأيي، 15 حلقة كافية، فإن أراد الكاتب أن يحبك حدثاً درامياً متشابكاً، لينفّذ العمل على جزءين.
- يعني ذلك أن الفيلم السينمائي أفضل وسيلة لإيصال فكرة؟
تختلف متعة الفيلم عن متعة المسلسل، ويعتبر الفيلم المادة الفنية التي تحتوي على أكبر اختزال فني، كما أن المسرح فيه اختزال عالٍ فنياً، واللوحة التشكيلية فيها اختزال أكثر من أي فن آخر.
- هل ترغبين في دخول السينما؟
أتمنى ذلك.
- أشادت سلاف فواخرجي بقدراتك وأدائك التمثيلي واعتبرت أن الفن تأخر في إنصافك. متى أُنصِفَت سلافة؟
«زمن العار» أنصفني، منحني النجومية وجعلني نجمة «صف أول» على مستوى العالم العربي. ويعتبر البعض ومن بينهم سلاف أن نجوميتي تأخّرت كوني أملك المواصفات التي تؤهلني للحلول في هذه المرتبة قبل تلك الفترة، فأنا أقدّر شهاداتهم وأشكر سلاف وكل من أشاد بموهبتي.
- كيف تبنين خياراتك التمثيلية؟
أفضّل أن تنتج أعمالي تراكماً على أن تحدث ضجة، وأختار الأعمال التي تشبهني والتي تحرّكني، هذا هو شكل مهنتي... فرغم نجاح مسلسل «باب الحارة» وتقديمه نجوماً للعالم العربي وتحقيقه نسبة مشاهدة عالية جداً، لا أرى نفسي فيه.
- واجه عدد من النجوم السوريين أزمة في الحصول على تصاريح الإقامة في مصر بسبب توتر الظروف السياسية الراهنة، وهو ما حال دون وجودهم في بعض الأعمال التي رُشّحوا لها. هل كنت من بينهم؟ وما ردّك على هذا التصرّف؟
لا أبداً، انتهيت من تصوير آخر مشاهدي ضمن مسلسل «خيبر» قبل أن تبدأ أزمة تأشيرات الدخول بعشرة أيام. في تلك الفترة عرضوا عليَّ المشاركة في مسلسل «سرايا عابدين» ورفضت، لذا لم أحتج إليها، ويؤسفني أن العلاقات بيننا أصبحت بهذا الشكل.
- هل تحملين جواز سفر دبلوماسياً؟
جوازي سوري طبيعي وعادي مثل أي مواطن آخر.
- كنت أول من دخلت السرير في الدراما السورية، وكان ذلك في مسلسل «تخت شرقي»، كنت السبّاقة في أدوار الجرأة والإغراء...
لست ممثلة إغراء، هل كانت مشاهدي في «تخت شرقي» مغرية؟ لم تكن لها علاقة بذلك... إذا اعتبرت جرأة، فأنا أعتبرها حرية فكرية وإنفتاحاً ومحاكاة للواقع، فعملي في الحياة هو إعادة طرح الواقع بصيغة فنية معينة. حتى في الكوميديا، نعيد صياغة الواقع بأسلوب فكاهي ونلعب على طرافة الفكرة والجملة والحدث. إلى متى يتجاهل الناس الحقيقة؟
- هل أنتِ أجرأ ممثلة سورية فعلاً؟
ربما أنا أكثر ممثلة واثقة بما تفعله، أصدّق ما أفعله وأعتقد به، وإن لم أصدّقه لا أؤدّيه.
- ما رأيك في تعامل المُشاهد مع الممثل بناءً على دور أدّاه؟
ليس ضرورياً أن يعرفني المُشاهد على طبيعتي.. أتفهّم لهفته لرؤيتي في لقاءات إعلامية ليتعرّف إلى شخصيتي التي لا أعبّر عنها في أدواري التمثيلية، لكني أعتقد بالكيمياء ما بين الممثل والمشاهد. فبعضهم يحبّني والبعض الآخر يكرهني مهما كان الدور الذي أديّته، ربما يذكّرهم شكلي بإنسان لا يحبّونه، فما من إنسان لم تختلف وجهات النظر حوله.
- هل تتقبّلين النقد؟
إذا جاء النقد من شخص في المجال، أطالبه بإبداء رأي مهني، وأقول له «نوِّرني». أما المُشاهد فيحق له قول ما يحب.
- من يجذبك من الممثلين للتمثيل إلى جانبهم؟
ارتحت واستمعت بالتمثيل إلى جانب كاريس بشار، كانت المرة الأولى التي نجتمع فيها في عمل، وأحببت التعاون مع رامي حنا فقد قدّمنا فيلماً في السابق وكنا سعيدين جداً في «قلم حمرة». كما أستمتع بالتمثيل مع مكسيم خليل وباسل خياط وتيم حسن وقصي خولي وعابد فهد وبسام كوسا ومنى واصف وسمر سامي ونادين تحسين بيك وغيرهم كثر. الكيمياء تجمعني بهم جميعاً وهذا أكثر ما ألتفت إليه في أعمالي.
- هل أنتِ سهلة التعامل؟
إسأليهم، ربما سيشتكي لكِ أحدهم مني (تقول ممازحة). أنا جدية في العمل وملتزمة إلى حدّ بعيد. مشكلتي الوحيدة هي أني أحتاج إلى ساعات من النوم، وعندما لا تتاح لي الفرصة لأنام بشكل جيد أكون مرهقة وأعاني وهو أمر طبيعي.
ذهب
- من تشبه ذهب أكثر سلافة أم سيف؟
من يعرفني في صغري يلاحظ أنها تشبهني أكثر من والدها. قبل سنوات كانت تشبه سيف بدرجة أكبر، لكنها كلما كبرت ازداد شبهها بي أكثر، كما أنها في طباعها تشبهني إلى حدٍّ بعيد، حسب قول أهلي وسيف. في المقابل يعتبر كثيرون بأن ذهب تشبه سيف أكثر مني.
- قيل إنها تفوقك جمالاً... ومنهم من أجرى استفتاءات لمعرفة من الأجمل برأي الجمهور...
ما شاء الله عليها، تملك كاريزما وجمالاً وعلى ما يبدو سيكون لها مستقبل باهر فنياً، وهو أمر يسعدني.
- لديها ميل فني؟
لديها ميل لكن مساره لم يتّضح بعد.
- ما هو المستقبل الذي تتمنّينه لها؟
أتمنى أن أراها مغنّية، أما سيف فيريدها أن تصبح عازفة تشيلو.
- هل تفضلّين أن تغنّي الغربي أم الشرقي؟
لتغنِّ ما تشاء، المهم أن تغنّي... أتمنى أن يهبها الله الصوت الجميل.
- ألا تخافين عليها من دخول عالم الفن؟
دخول هذا العالم صعب لكنه جميل جداً، فهل هناك أمتع من الغناء؟ ليت الله وهبني الصوت الجميل. أرافقها لحضور الحفلات الغنائية وأجلب لها DVDs وأُسمعها فنانين من العالم، لكني أشعر بأنها ستصبح ممثلة، فهي تملك المؤهلات، مع أنها تقول لي أحياناً: «لماذا أصبحتِ ممثلة، أنا أكره هذا العمل».
- ألم تُطلب للمشاركة في مسلسلات أو إعلانات؟
بلى، يطلبون مني إشراكها في إعلانات منذ كانت طفلة، فقد كان جمالها لافتاً. أما الآن فلا أحبّذ الفكرة، إلاّ إذا أحبّت هي الأمر وأحبّت التمثيل مع والدها. أفضّل أن تخوض هذه التجربة في سن أكبر، لا أريدها أن تدخل هذا العالم من الآن، ولا أحبّذ تحميل صورها على الانترنت.
- هل تملك حساباً على إنستغرام؟
أنشأت لها حساباً لكي تتواصل مع والدها وأقاربها، لكني أخشى أن تلاحظ كمية علامات الإعجاب Likes التي تحصدها الصور التي يحمّلها والدها لها عبر حساباته الشخصية. لا أريدها أن تعيش هذه المرحلة ولا أتمنى ذلك.
- هل سمحتِ لها بأن تشاهد «قلم حُمرة»؟
تابعته ورافقتني إلى مواقع التصوير أكثر من مرة. كما أنها رافقتني إلى مواقع تصوير مسلسل «أرواح عارية».
- ما كانت ردّة فعلها على دور «ورد»؟
شعرَت بالغيرة من ابني «بحر» في المسلسل أثناء تصوير مشاهدي معه، لأني اهتممت به أمامها، كما أنها تأثّرت بالمشاهد التي تعذّبت خلالها وبكيت، استغربت في البداية لكنها بدأت تميّز ما بين الحقيقة والتمثيل كونها ترافقني وترافق والدها إلى أعمالنا.
- هل وضعتِ لها «الحُمرة» في الصور عن قصد؟
وضعتها بمفردها، تهرب وتضعها بالخفاء عنّي.
حُمرة / حمراء
- هل تضعين «الحُمرة» نهاراً؟
أضعها ولكني لا أحب الألوان اللمّاعة.
- هل تختارين «الحُمرة حمراء»؟
بالتأكيد، «حلوة»... من الألوان الكلاسيكية في الماكياج.
- هل «قلم الحُمرة» هو القناع الذي نختبئ خلفه؟
هكذا رأته يم مشهدي...
- هل من خطوط حمراء ترفضين تخطّيها في أدوارك؟
ما من خطوط حمراء ولا قائمة سوداء في حياتي. متطلّباتي في العمل هي أن أحب النص وأشعر بأني قادرة على تقديم شيء للدور الذي سيقدّم لي، وأن يكون المخرج جيداً والممثلون أقوياء.
- يجتمع نجوم الفن والدراما السوريون في شارع الحمراء في بيروت، هل تقصدينه؟
ألتقي أصدقائي وزملائي في أماكن أخرى، نادراً ما أقصد شارع الحمراء، لم أذهب إلى هناك إلا خمس مرات منذ أن انتقلت للعيش في لبنان. أما الفنانون الذي يكونون في هذا الشارع في أغلب الأوقات، فلديهم أماكنهم في سورية، يلتقون في مقهى «الروضة» وفي «فندق الشام» ومقاهي «وسط البلد»، يتسكّعون ويمضون أوقات فراغهم معاً. أما أنا، فلم أعش هذه الحالة إلاّ أيام الجامعة.
- أجمل وأسوأ ما وجد باللون الأحمر؟
الدم...
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024