أسلحة نسائية مبتكرة لمواجهة التحرش... أحدثها 'خاتم التحرش' و'فستان الصبار'
99.3 في المئة من نساء مصر يعانين التحرش الجنسي، هذه النسبة التي أعلنتها الأمم المتحدة مؤخرًا، تفسر اندفاع المصريات نحو ابتكار أسلحة جديدة لمواجهة ذلك الوحش الناهش لأعراضهن، في غفلة من القانون وغض طرف من المجتمع. فما هي أبرز تلك الأسلحة؟ وهل تجدي بالفعل في مواجهة هذا الكابوس الذي يطارد المرأة أينما ذهبت؟ أم أن اللجوء إليها إقرار بفشل المجتمع في حماية المرأة؟
العصا الكهربائية والبخاخ المخدّر من أنواع أسلحة نسائية معروفة لمواجهة التحرش والسرقات، ونظراً لارتفاع أسعارها توصّلت بعض الفتيات إلى ابتكار خليط بخاخ حارق للعين، مكون من منقوع ماء البصل ومضاف إليه فلفل أسود وأحمر مطحون. ذلك الخليط أشادت به جميع مستخدماته، ولعل أفضل مميزاته أنه صناعة منزلية.
دبوس الحجاب وأدوات الهندسة مثل البرجل والكاتر كانت بعض الابتكارات البسيطة، لكن أحدث التقليعات في مواجهة التحرش كانت «فستان الصبار» المرصع بالقشر الخارجي من نبات الصبار، وتقول مصممته ياسمين المليجي إنها تدرك تمامًا أنه ليس الحل الفعال للقضاء على التحرش، وإنما مبادرة منها وإعلان لاستنكار تلك الأفعال المهينة للنساء.
وجاء في مقدمة الابتكارات الحديثة أيضاً «خاتم التحرش» لمصممة الحلي يمنى فرغلي، وهو مصنوع من النحاس مرصع بالدبابيس، يمكنه إيذاء المتحرش بمنتهى السهولة، فما على الفتاة إلا غرسه في جسد المتحرش أو تمرير ظهر يدها على جسده أو وجهه، لتترك له جروحاً كي يتلهى بها وينسى أمر التحرش.
أنشأت يمنى صفحة خاصة بالخاتم على «فيسبوك»، وأطلقت عليها اسم «خاتم التحرش» لتسوق فكرتها. وأكدت عبر صفحتها أن الهدف من «خاتم التحرش» مساعدة الفتيات على حماية أنفسهنَّ في اللحظات الحرجة التي قد يتعرضن فيها للتحرُّش في الشوارع.
وأوضحت أنها بادرت بالفكرة مع زيادة معدلات التحرش والاغتصاب الجماعي في الشوارع والميادين للنساء، لافتة إلى أن «خاتم التحرش» ليس سلاحاً قاضياً على المتحرِّش، لكنه وسيلة تمكن المرأة من إيذاء المتحرِّش حتى تستطيع الإفلات من قبضته.
خاتم وفضيحة
مي عصمت (مهندسة ديكور) اقتنت خاتم التحرش، وتقول: «رغم أنني أحاول عدم السير في الشارع بمفردي، إلا أن فكرة خاتم التحرش أعجبتني واقتنيت منه قطعة، وأرى أن استخدامه هو لفتاة تركب مواصلات عامة مزدحمة، أو تكون وسط تجمهر كبير، خاصة بعد تكرار حوادث الاغتصاب الجماعي في ميدان التحرير».
ترى مي أن الفضيحة والتشهير بالمتحرش هما الحل الأمثل للقضاء على الظاهرة، وتقول: «ازدياد حوادث التحرش وغياب الإحساس بالأمان وراء ظهور ابتكارات عديدة لمواجهة التحرش، مثل «خريطة التحرش الجنسي»، وهي مبادرة شبابية إلكترونية هدفها التوعية بالأماكن التي يتم فيها التحرش، عن طريق إبلاغ الفتاة عن مكان التحرش ونوعيته، سواء كان لفظياً أو جسدياً. وبالفعل أتردد على خريطة التحرش من وقت لآخر، خاصةً إذا كنت ذاهبة إلى مكان لأول مرة أو لا أقصده».
وتضيف: «أخيراً أصبحت عضوة بمبادرة «افضح متحرش»، وهي مبادرة إلكترونية أيضاً على «فيسبوك»، وتهدف إلى التشهير بالمتحرش، واستخدام كاميرا الموبايل كسلاح تشهره الفتاة في وجه المتحرش لتصوره وترفع الصورة على الصفحة، لنبدأ جميعنا في مشاركة صورة المتحرش مع الأصدقاء، لعلها تصل إلى أحد أقاربه أو معارفه أو إليه شخصياً فيتوب عن تلك الأفعال».
تطبيق الهاتف الجوّال Applicationأيضاً تستخدمه المبادرة للتشهير بالمتحرش بحسب مي عصمت وتوضح: «مع زيادة أعداد المتحرشين عبر الهاتف المحمول أصبحنا نسخر التكنولوجيا، فبرنامج Truecaller لمعرفة اسم المتصل أصبحنا كفتيات نسجل اسم المتحرش ونبلغ بأنه متصل غير مرغوب فيه، ثم نأخذ صورة من الرقم على الهاتف ومن رسائله القصيرة، إذا أرسل وننشرها على الصفحة، ولأنه يوجد رجال متضامنون مع المبادرة، فيأخذون رقم المتصل ويوبخونه ويذيقونه من المعاكسات ألواناً، حتى يمل ويقلع عن معاكسة الفتيات».
زومبا ضد التحرش
«اجمدي» مبادرة شبابية هدفها مواجهة التحرش، لكن بأسلوب مبتكر وجديد يعتمد على الحركة، هند إبراهيم، 30 عاماً، انضمت إلى المبادرة بهدف اكتساب الجرأة في مواجهة المتحرشين، وتقول: «الرقص هو ما جذبني إلى المبادرة، هي مواجهة جديدة لمواجهة التحرش بالرقص، وكان العنوان الذي قرأته في الجريدة «الزومبا فيتنس لمواجهة التحرش»، ما دفعني لقراءة التفاصيل. وفي الفعالية التي حضرتها أكدت المدربة لنا أننا عند مواجهة التحرش في حاجة إلى التحلي بالثقة على المستوى العقلي والبدني، وهذا ما توفره الزومبا، حيث تزيد من ثقة المرأة بنفسها وتمنحها اللياقة والسعادة، فيزداد وعي المرأة بجسدها وتصبح سريعة البديهة أكثر».
وتتابع: «بعد حضوري أول فعالية لـ«الزومبا فيتنس» اقتنعت بضرورة ممارستها بانتظام من باب اللياقة البدنية، ورغم أنني لم أتعرض إلى موقف تحرش عنيف، لكني مؤمنة بالمقولة «الجري نصف الجدعنة»، وبالتالي أصبحت على أتم استعداد كي أفر من أي متحرش».
الجبان وسلاح الصوت
«ثمة فارق بين المتحرش والمغتصب، الثاني في الغالب يخطط لجريمته ويتأنى حتى يحين الوقت المناسب للإيقاع بالضحية، أما المتحرش فهو جبان يرتكب جريمته بمحض الصدفة أينما وجد الضحية التي تستهويه، والمتحرش باللمس يفر بسرعة بعد ارتكاب فعلته، لذا غالباً المرأة ليست في حاجة إلى سلاح لمواجهة المتحرش سوى الصراخ»، بتلك الكلمات تعبر إيناس إسماعيل مصممة الحلي، عن وجهة نظرها لاستخدام الفتيات للأسلحة ضد التحرش.
وتوضح: «ذات مرة كنت برفقة صديقتي نسير في الشارع، وإذا برجل يلمس جسدها ثم ينطلق جارياً. صديقتي استغرقت برهة من الوقت لتستوعب ما حدث، وإذا بها صرخت لي قائلة: «تحرش بي»، فأخذنا نجري وراءه، وأخذت أشير إليه وأقول إنه لصّ حتى يلتفت إلينا المارة أو يمسك به أحد، ولكن لا حياة لمن تنادي، وكم من تلك المواقف المشابهة التي حدثت لصديقاتي، لذا أنا على اقتناع بأن المتحرش جبان وسلاحه الوحيد هو الصوت العالي».
إيناس ترى أن الدفاع الفطري أو الطبيعي هو الأفضل على الإطلاق في مواجهة التحرش، وتقول: «إما أن تستخدم المرأة قدرتها على الصراخ لمواجهة المتحرش والإفلات منه، وإما أن تتعلم إحدى رياضات الدفاع عن النفس وما أكثر رواجها هذه الأيام، لتعليم المرأة كيف تصيب المتحرش في مقتل وبضربة واحدة لتأخذ فرصتها وتفرّ منه».
في الوقت نفسه، تؤكد إيناس إسماعيل أن جميع وسائل الدفاع عن النفس المبتكرة والعادية لا تجدي أمام التحرش الجنسي الجماعي، الذي بات ينتهي بكارثة اغتصاب جماعي في الميادين العامة، لذا فإن زيادة الوعي هو الحل الأمثل من وجهة نظرها، سواء كانت التوعية بالآثار النفسية التي تعاني منها الضحية عقب التحرش، أو بكيفية التعامل مع الفتاة التي تم التحرش بها، أو التوعية بضرورة استعادة منظومة القيم.
التسليح الذاتي ليس حلاً
الأسلحة المبتكرة والصاعق الكهربي، أشياء تافهة من وجهة نظر مروة الأزلي، ولا يمكن أن تكون وسيلة لردع المتحرش ولا للدفاع عن الفتاة.
مروة ممثلة صاعدة ومراسلة إخبارية، تخرجت في كلية الصيدلة، وعملت صيدلانية لفترة، وتجزم بأنها خلال عملها بثلاثة مجالات مهنيّة مختلفة تعرضت للتحرش في العمل وفي الشارع، وتحكي تجاربها قائلة: «فور تخرجي عملت صيدلانية في شركة أدوية، كان تعاملي مع الأطباء البشريين، وطبيعة عملي كانت تتطلب زيارات لعيادات الأطباء حتى أشرح لهم تركيبة الدواء ومواده الفعالة، وأهديهم عينات مجانية ليجربوها مع المرضى، ثم يصفوها لهم في «الروشتة»، إلا إني كنت أواجه تحرشات لفظية من الأطباء ومساومات وأساليب ضغط عليَّ حتى أرافقهم في مواعيد، حتى مدرائي في العمل كانوا يمارسون عليَّ ضغوطاً وتلميحات جنسية».
ترى مروة أن مشكلة التحرش لا تنبع من قلة تربية، وإنما من نظرة الرجال النمطية إلى المرأة، وتقول: «مهما كانت المرأة متميزة ومتفوقة في عملها، فإن الرجال لا يرونها إلا أنثى، وهذا سبب مواجهتها للتحرش في كل مكان، فعندما عملت بالفن وجدت المشكلة والمعاكسات والضغوط نفسها، حتى في عملي كمراسلة أتعرض للتحرش في الشارع، ففي مرة كنت أصور تقريرًا داخل مدرسة ثانوية صناعية، وما إن فرغت من التصوير هجم عليَّ طلاب المدرسة دفعة واحدة وأخذوا ينادونني باسمي في فيلم «الألماني» بطولة الفنان محمد رمضان، حينها حاول زملائي إنقاذي وإحاطتي، ودخل المخرج بسيارته فناء المدرسة وهربنا على الفور، ناهيك عن التحرشات التي أواجهها في الشارع كمراسلة».
تؤكد مروة أن الشارع لم يعد آمناً للنساء، وأن الأسلحة النسائية سواء التقليدية أو المبتكرة لا تجدي إطلاقاً في مواجهة التحرش الذي بات كالوحش الكاسر ينهش في أعراض النساء، وتقول: «التسليح الذاتي ليس حلاً، بل إن أفضل أسلوب لمواجهة التحرش القبض على المتحرش وتسليمه للشرطة مع وجود قانون تغليظ العقوبة، وقتها سيختفي التحرش من المجتمع».
وتتابع: «على المجتمع أن يعي أن البنات غير مسؤولات عن الكبت الجنسي لدى الرجال، الذين يحاولون تفريغه بالتحرش اللفظي على الأقل، أتذكر أنني كنت أقوم بتغطية إعلامية لمؤتمر في جامعة عين شمس تحت عنوان «ابدأ بنفسك»، وكان هدفه رفع الوعي بأخطار التحرش، لكنني فوجئت بالطالبات يشكون من التحرش داخل الحرم الجامعي ومن تحرش زملائهن بهن، لذا أرى أنه يجب تدريس مواجهة التحرش في المناهج الدراسية، سواء كان في مادة ثقافة جنسية أو ثقافة عامة، المهم أن يأتي تدريس التحرش كنوع من كشف الأذى الاجتماعي».
إبداعات نسائيّة وتحذير من الثأر
من الجانب النفسي، يؤكد الدكتور أحمد عبد الله أن الأسلحة المبتكرة لمواجهة التحرش ما هي إلا حلول مؤقتة وسطحية قد تؤدي إلى زيادة العنف، ويوضح: «المتحرش الذي ستواجهه الفتاة بخاتم وتجرحه به سيفكر في كيفية الثأر منها وكيفية إيذائها، هنا سنحول فكر المتحرشين في كيفية أخذ الاحتياط وكيفية إيذاء الفتاة المقاومة».
ويضيف: «كأن تلك الإبداعات النسائية حسمت أنه لا حل لمواجهة التحرش سوى العنف، وأرى أن التفكير في الحلول الذاتية تسليم بفشل المجتمع والدولة في الحلول الأخرى، كالتوعية مثلاً، ولكني أحذر من تلك الابتكارات، فمعروف نفسياً أن العمل بأسلوب الثواب والعقاب في تغيير السلوك هو أفشل طريقة على الإطلاق، وستكون النتيجة أن الظاهرة تنتشر أكثر وتزيد، لأنها طريقة خاطئة في المواجهة، وهذا شيء مؤسف».
ويكمل: «نستطيع القول إن البنات يخرجن من تقليعات الموضة إلى تقليعات مواجهة تلك الظاهرة السخيفة، فالفتاة تظنّ أن الطريقة الفعالة هي العقوبة، وتأخذ حقها بيديها، وتنتقي من تلك الوسائل بطرق مختلفة، ولا ننكر أن مواجهة العنف بعنف يستفز الطرف الآخر، فحينما تخرج له خاتم التحرش قد يواجهها بالسلاح الأبيض، وقد يصل الأمر إلى إيذائها».
وفي نهاية كلامه يؤكد عبد الله أن صاحبات تقليعات الأسلحة المناهضة للتحرش سكان أبراج عاجية، ولا يواجهنه في الشارع، وإلا كن على علم بنفسية المتحرش الانتقامية، مفيدًا بأنه لا حلول رادعة للظاهرة سوى علاج أسبابها الواضحة من الجذور.
يجب أن تكون موجودة في حقيبة كل فتاة
في المقابل تؤكد الدكتورة هبة قطب، أستاذة الطب الشرعي واستشارية الصحة الجنسية، أن التحرش ليس مرضاً، وأنه له أربعة أبعاد يجب أن ننظر إليها، أولاً البعد الشخصي، حيث لا يندرج تحت أي بند سوى قلة الأدب وانعدام التربية. وثانياً البعد الاجتماعي، فكل فرد في المجتمع يعاني من ضغوط كثيرة قد تكون في العمل أو الحياة، لكن المتحرش يرفض ضبط النفس تجاه تلك الضغوط، وبالتالي فهو يرفض ضبط سلوكه أيضاً ويمارس التحرش. وتتابع: «البعد الثالث وهو النفسي، فالمتحرش يعوض لديه نقصاً ما، ويأتي البعد الرابع وهو الجنس. الحرمان الجنسي ليس مبرراً للتحرش، وبالتالي تأخير الزواج نتيجة الظروف الاقتصادية ليس عائقاً، خاصةً أن الأهل أصبحوا يقدمون تسهيلات في الزواج خوفاً من تقدم سن الفتيات». وتحذر قطب من اتخاذ التحرش منحنى الانتقام، وتوضح: «تخرج الفتاة من موقف التحرش وهي تشعر بالمهانة والدونية الشديدة، وهما أكثر الأحاسيس النفسية المتدنية، فتدب فيها روح انتقامية قد تأكل أحياناً الأخضر واليابس، لأنها تفتقد المنطق والعقل، وتكون على استعداد لعمل أي تصرف لرد جزء من كرامتها المهدرة لتنتقم من الشاب، فتفكر في إيذائه، وتتبلور الأذية في التفكير في إيذاء أسلحته في التحرش كأعضائه الجنسية، وهنا قد تستخدم خاتم التحرش، وأحياناً تفكر في الانتقام بنفس أسلوبه، وأتذكر أن امرأة اغتصب أحدهم أختها فاستأجرت بلطجية لاغتصاب أخته انتقاماً منه». وعن كون الأسلحة المبتكرة وسيلة فعالة لردع سلوك التحرش، تقول قطب: «أعتقد أنها قد تكون رادعة، ولو على سبيل تهديد المتحرش، ويجب أن تكون موجودة في حقيبة كل فتاة، وأنا أشجع جداً على استعمال الفتيات تلك الأسلحة وأن توزع مجاناً عليهنّ».
بدلاً من البكاء على الأطلال الإجتماعيّة
«لمَ لا؟! أي فتاة تدافع عن نفسها بأي وسيلة لا نرفضها»، هكذا أجابت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، على سؤال: هل تُجدي الأسلحة النسائية المبتكرة ضد التحرش؟
وتوضح: «تلك الأسلحة بمثابة إعلان المرأة عن رفضها لتلك النظرة الدونية إليها، فحتى تعلم فنون الدفاع عن النفس عاد من جديد في النوادي الرياضية، فالأهالي أشد حرصاً على تعليم بناتهن في سن 10 سنوات وأصغر الكاراتيه، حتى النساء بدأن يدخلن في برامج رياضية لمواجهة المتحرشين، تلك الأسلحة، بما فيها الرياضة، توضح مدى ارتفاع وعي المجتمع بالظاهرة التي يجب القضاء على أسبابها من الجذور، بدلاً من البكاء على أطلال القيم الاجتماعية». وتتابع: «الدولة بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات جادة لمواجهة الظاهرة، سواء بإصدار قانون يغلظ عقوبة المتحرش أو على مستوى التوعية التي يقوم بها المجلس القومي للمرأة ومؤسسات المجتمع المدني والمبادرات الشبابية، في المقابل يجب أن يلعب الإعلام دوره في التوعية، لكن ما يحدث هو العكس.
...شرط أن تبتعد عن الأسلحة القاتلة
«إلى أن يستقيم عود شبابنا والمجتمع يجوز أن تأخذ الفتيات من الوسائل المبتكرة أسلوباً لمواجهة التحرش، شرط أن تبتعد عن الأسلحة الحقيقية للجرح أو القتل، فاللجوء إلى الأسلحة البسيطة مثل الخاتم والرذاذ يعتبر سلاحاً معنوياً وأدبياً فعالاً في محاربة هذا الوباء المجتمعي»، هذا رأي الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، في استخدام الأسلحة النسائية المبتكرة.
وتضيف: «التحرش فضيحة لم نكن نعرفها دينياً منذ 60 سنة، ولم يكن أحد يتكلم عن علاقة الملابس باحترام المرأة في الشارع، ولم تكن تبريراً يعطي الجرأة للشاب بالنظر إليها نظرة وقحة أو يتفوه بكلمة غير أخلاقية أو تمتد يده عليها، هذه أمراض نفسية واجتماعية وأخلاقية طرأت على مصر الفترة الأخيرة، والمؤسف أنها بدأت تنتشر بأمرين، الأول هو الخطاب الديني الذي يختزل المرأة أحياناً في المظهر الجنسي فقط وأصبح الحديث عن زواج الأطفال، أو الحديث عن أن المرأة ليس لها أي قيمة أو أهمية بأنها وعاء للولد أو قضاء الجنس، وأنها تعد غريزة الفتنة، وأصبح الكلام على هذه الأمور الذي أوجد هواية وغواية التطاول على جسد المرأة بالشكل الذي نراه».
وتتابع: «أضف إلى ذلك الفتاوى التي تقول إن المرأة في المصعد إن وُجد معها رجل تحدث فتنة، وكأن المرأة دون قيمة أو مكانة اجتماعية ونفسية وأدبية، وإنما التدني والغواية، هذا خطاب ملأوا به الفضائيات والفتاوى الإلكترونية أو المكتوبة، والشيء الذي يلفت نظري، أننا في الوقت الذي طالبنا فيه بارتداء المرأة من رأسها لأخمص قدميها، زاد فيه التطفل والتسافل ومدّ اليد عليها».
ترى الدكتورة آمنة أن المقاومة الحقيقية لهذا الانهيار الأخلاقي «لن تكون إلا بإعادة التربية وحسن تنشئة أولادنا وفتياتنا وشبابنا».
ملابس داخلية ضد التحرش
ابتكر الهنود ملابس داخلية نسائية تطلق تياراً كهربائياً بقوة 3800 كيلو واط، وترسل إشارات إلى مركز للشرطة في حال تعرُّض صاحبتها لاعتداء جنسي. ونشر موقع «لو نوفيل أوبسرفاتور» تحقيقاً عن ثلاثة طلاب يدرسون الهندسة في جنوب الهند، يعملون على تصنيع حمالة صدر كهربائية تطلق تياراً بقوة 3800 كيلو واط على كل من يتجرأ على لمس صدر صاحبتها.
وذلك لمكافحة ظاهرة الاغتصاب الخطرة التي تصيب امرأة كل 20 دقيقة في الهند.
في المقابل أعلنت شركة أميركية جديدة، انتهاءها من صناعة ملابس داخلية نسائية «مضادة للاغتصاب»، حيث صممت الشركة ملابس داخلية وسراويل قصيرة تعمل على حماية المرأة من العنف، حيث يصعب خلعها بالقوة، وتقول الشركة إن الملابس مقاومة للنزع والتقطيع والتمزيق، لكنها مريحة وعملية في الوقت نفسه.
ووفقاً لادعاءات الشركة تكون هذه الملابس الداخلية بمثابة هيكل عظمي إضافي، يتكون من شرائط تحيط بالفخذين والخصر، بالإضافة إلى قفل وشريحة إلكترونية من أربعة أرقام لا تكسر ولا تفك شفرتها.
وإلى جانب الأمان، تتميز أقمشة هذه الملابس بإمكانية استعمالها لأكثر من غرض، مثل البنطلونات والقمصان والشورتات وغيرها من الملابس النسائية الأخرى، ما يجعل منها ملابس مدرعة ولكن خفيفة وعملية.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024