بنت أو ولد هل تختلف تربيتهما!
تختلف تربية الصبي عن تربية البنت في كثير من الأمور، وهذا يفسّر اختلاف تعامل الآباء مع الأبناء الذكور عن تعاملهم مع البنات. فغالبًا يبدو الصبي لديه طاقة أكبر يريد أن يفرغها، فيما البنت تكون أكثر هدوءًا.
وأحيانًا يقارن الأهل بين نضج البنت الذهني ونضج الصبي، وغالبًا يعيّرون الصبي خصوصًا إذا كان في الثامنة إذا ما بكي، فيما يرون الأمر عاديًا بالنسبة إلى البنت. فهل صحيح أن هناك اختلافًا جوهريًا بين تربية الصبي وتربية البنت؟
أسئلة يطرحها الآباء ويجيب عنها الاختصاصيون.
ما هو دور الأب في تربية الصبي؟
للوالد دور كبير ورئيسي في حياة الصبي فهو المثال المرجع، والصبي يحب التواصل الجسدي عبر العراك والشجار، ويحب الخروج مع والده للقيام بمغامرة، فهو يراه كبيراً وقوياً مما يشعره بالأمان أثناء وجوده معه.
وهو يحب أن يسمع ما يقوله الوالد عن حياته وماذا يفعل، و أن يتعلّم الكثير من الأمور منه (كرة القدم، الرسم الكمبيوتر...)، ويحب أن يكوّن انطباعًا إيجابيًا وقيمًا عن والده.
هل صحيح أنّ الصبي لديه طاقة أكبر من البنت؟
من المعلوم أن الكتلة العضلية عند الصبي تزيد 30% عن الكتلة العضلية لدى البنت، فهو أقوى منها جسديًا مما يساعده في القيام بالكثير من الأعمال التي لا تقوى عليها البنت.
كما أن عدد الكريات الحمراء عند الصبي أكبر، إذًا لديه حاجة جسدية إلى الحركة و صرف طاقته، فضلاً عن أن هرمون التستوستيرون الذكوري يدفعه إلى ذلك.
فهو خاضع لتكوينه الجسدي، وعلى الأهل مساعدته في السيطرة على جسده وتفريغ طاقته بشكل هادئ من خلال إشراكه في النشاطات الهادئة أو من خلال ممارسة الرياضة.
كيف يمكن منح الصبي حنانًا؟
بإحاطته بالعاطفة. فحنان الأهل هو العاطفة الأولى التي يشعر بها الطفل الذكر عمومًا. وتشكل الأم بالنسبة إليه النموذج الأنثوي الأوّل، وهذه مسؤولية تقع على عاتقها.
ولكي يكبر الصبي ويصبح شخصًا راشدًا سعيدًا، يجب أن يحصل في طفولته على مقدار كافٍ من الحنان والأمان العاطفي... فالطفل في سنواته الأولى بغض النظر عن جنسه، في حاجة إلى لمسة حنان والكثير من الحضن. ويعود إلى الأم منح هذه العاطفة التي يجب أن تتكيف مع تطوره النفسي والفكري، وفي سن السادسة يحتاج الطفل الذكر إلى حنان أمه أكثر من والده.
وهناك آباء يخشون تدليل الصبي ظنًا منهم أن الدلال يفسده، فيما يؤكد الاختصاصيون أنه في حاجة إلى الدلال والملاطفة كمالبنت.
كيف يتطوّر دماغا البنت والصبي؟
أظهرت العديد من الدراسات أنّ دماغ البنت ودماغ الصبي لا يتطوران بالسرعة نفسها. فمنطقتا الاتصال في الدماغ عند البنت تتطوران بسرعة مما يجعلها تميل إلى التحليل وطرح الأسئلة، بينما المنطقة اليمنى في دماغ الصبي أغنى في الاتصال الداخلي، وهذا يفسر براعة الصبي في الرياضيات بحسب بعض الاختصاصيين النفسيين.
أمّا المناطق المتعلّقة باللغة عند البنت فهي أكبر بنسبة تراوح بين 20 % و30 %. وهذا يفسر تأخر الصبي عن البنت في الكلام، وينصح الاختصاصيون الأهل بتشجيع طفلهم الذكر على التعبير عن نفسه من خلال قراءة القصص وإجراء النقاش حولها.
هل صحيح أن الصبي حسّاس اكثر من البنت؟
نعم، وليس على مستوى الصحة النفسية فحسب بل على مستوى الصحة الجسدية أيضًا. فقد أثبت دراسة إنكليزية نشرتها مجلّة The British Medical أن الجنس الضعيف ليس البنت.
فالجنين الذكر أكثر عرضة لأخطار الأمراض التي تصيب الأم الحامل من الجنين الأنثى، وبالتالي وجدت الدراسة أن نسبة إجهاض الأجنة الذكور أكبر من إجهاض الأجنة الإناث. فضلاً عن أن المواليد الذكور أكثر عرضة للمرض من الإناث.
وهذه الحساسية أو الهشاشة ليست مقتصرة على الصحة الجسدية فحسب، بل تشمل الصحة النفسية أيضًا.
فقد أكد اختصاصيو علم النفس أن بين كل ثلاثة أطفال يزرون العيادات النفسية ذكرَين. لذا يجدر بالأهل التخلي عن مقولة الصبي رجل صغير بل هو طفل وعلى الأهل منحه الوقت حتى ينضج ويتطور بشكل طبيعي.
هل الاهتمام بالصبي هو نفسه بالبنت؟
لا للأسف، فالمعايير الاجتماعية تفرض على الأهل تصرّفًا تبعًا لجنس الطفل. فالأهل لديهم في لا وعيهم الاجتماعي فكرة محددّة عن الصبي و البنت. وأثبتت بعض الدراسات أن رد فعل الأهل تجاه تصرف الطفل يختلف باختلاف جنسه.
فإذا بكت البنت مثلاً يبررون السبب بأنها حزينة، بينما إذا بكي الصبي فيقولون إنه غاضب. كما أن التعامل مع الطفل يكون بحسب جنسه حتى في أصغر التفاصيل.
فمثلاً غالباً ما يهدي الأهل طفلهم الذكر سيارة بينما البنت دمية، إذًا فإن لا وعي الأهل يؤثر في شكل كبير في تعاملهم مع أبنائهم تبعًا لجنسهم.
لماذا يتأخر الصبي في الكلام مقارنة بالبنت؟
يملك دماغ البنت نسبة 30 % من أعصاب التواصل الخاصة باللغة أكثر من دماغ الصبي، فضلا عن أن هرمون أوستروجين عند البنت يحفّز ملكة التواصل بين منطقتي الدماغ المسؤولتين عن الاتصال.
لذا فإن الذكور عمومًا أقل طرحًا للأسئلة وأقل موهبة في الكلام، وهذا يفسر ارتياد نسبة أطفال ذكور عيادة اختصاصيي اللغة أكثر من الإناث.
ومساعدة الطفل الصبي على تطوير ملكة الكلام تكون بتحفيز دماغه على الكلام، وتشجيعه على التعبير عن مشاعره، وقراءة القصص، وتوفير الوقت للاستماع إليه، وتشجيعه على الحصول على ما يريده بالكلام لا بالقوة أو بالفعل الجسدي.
كيف يمكن ألا نربّي صبيًا متسلطًا يتفاخر بذكوريته؟
ألاّ نتصرف بالطريقة نفسها التي يقوم بها الطفل الصبي، فمثلاً إذا رفض ترتيب غرفته لأنها مهمة البنت وليست الصبي، على الأم ألا تقبل بل عليها الإصرار على ذلك، لأن الترتيب لا علاقة له بجنس الشخص.
وفي المقابل من الضروري إظهار الاختلاف بين البنت والصبي، فإذا أراد الصبي مثلاً أن يستعمل ماكياج والدته كما تفعل أخته البنت أثناء اللعب يجدر بالأم منعه والتفسير له لمَ غير مسموح له باللعب بالماكياج.
فمن المعروف أنّ الأم تفتخر بجمال البنت وتحفز شجاعة الصبي، ولكن تشجيع ما هو ذكوري لا يعني أن نجعل الصبي متسلطًا.
لذا يعود إلى الأم جعله يشارك في الأعمال المنزلية واحترام الأنثى. وعلى الأب إظهار نموذج الوالد العصري الذي يتحمّل مسوؤلياته.
لماذا يكثر الشجار والعراك بين الصبيان؟
من المعلوم أن شخصية الصبي تميل إلى العنف أكثر من البنت، وهذا يعود إلى هورمون التستوستيرون، وخلال الشجار يميل الصبيان إلى الاشتباك بالأيدي والعراك الجسدي، لذا ينبغي على الأهل تعليم الصبي السيطرة على الميل إلى العنف لديه وبأن في إمكانه حل الخلافات بالحوار.
وفي المقابل، تميل البنت إلى حل مشكلاتها بالكلام، فهي أكثر قدرة على السيطرة على مشاعر الغضب، ولكن هذا لا ينفي أنّ هناك حالات استثنائية تظهر فيها البنت أكثر شراسة من الصبي. لذا من الضروري تعليم الصبي كيف يسيطر على مشاعر الغضب عنده.
الأكثر قراءة
إطلالات النجوم
فُتحة فستان ليلى علوي تثير الجدل... والفساتين...
إطلالات النجوم
مَن الأجمل في معرض "مصمّم الأحلام" من Dior:...
أخبار النجوم
يسرا توضح حقيقة خلافاتها مع حسين فهمي
أكسسوارات
تألّقي بحقيبة الملكة رانيا من Chloé... هذا سعرها
إطلالات النجوم
الـ"أوف شولدر" يغلب على فساتين نجمات الـ"غولدن...
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024