تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

تظاهرة نسائية في بيت الدين والسبب... كاظم الساهر

زها بنفسه وشمخ برأسه وأعطى من فنّه بلا حساب، فروى عطشنا وأشبعنا فناً، تماماً كالنخلة العراقية، فإلى جانب كبريائها، أطعمت مئات آلاف الأسر ونهضت باقتصاد البلاد قبل أن تتحوّل غاباتها إلى ساحات للقتال...

في ثامن مشاركاته في مهرجانات بيت الدين الدولية، غنّى قيصر الغناء العربي كاظم الساهر عروس الشرق بغداد ودعاها لكي تلقي جراحها فوق صدره وتعانق قلبه الصغير، فشفى غليل عراقي صرخ له من بين الحضور قائلاً: "غنيلي بغداد، أنا جيتك من بغداد، غنيلي بغداد...".

من على أحد سطوح قصر الأمير بشير امرأة تصرخ بين الحين والآخر، "كاظم، تقبرني..."، فتعلو الهيصة بين صفوف الجمهور ويردّد بعضهم كلمتها الشهيرة، فتشتعل وجنتاها خجلاً، تخفي وجهها بيدها وتجلس على كرسيها. وأخرى مريضة، ترسل باقة من الزهور مع ابنتها الصبية في الليلة الثانية، وتوصيها بأغنية "مدرسة الحب"، فيدعو لها القيصر بالشفاء على المسرح ويقول "سلامتك" ويغنّي لها.

 

يخيِّر الحضور ما بين "المستبدة" و"مدرسة الحب" فيصفه أحد الحاضرين بالـ "مستبد"، فيغضب كاظم ويردّ عليه "أنا مستبدّ؟! حرام عليك". يغنّيها ثم يغازل الصبايا في "كلك على بعضك حلو"، ويوجّه تحية إلى جيران القصر الذين افترشوا أرضيات سطوحهم المجاورة لسماع صوته الذي صدح في البلدة، فيتوجّه أحدهم نحوه ويُمسكه العلم اللبناني، فيلوّح به ويغنّي "يا رايحين لبنان" ثم يضعه جانباً.

حضرت قصائد الشاعر الراحل نزار قباني، فوقف الآلاف وتمايلوا على أنغام "قولي احبك"، وعاد وغنّى قصيدة "هل عندك شك" كما كتبها نزار مستبدلاً "دافئة أنتِ كليلة حب" بـ "دافئة أنتِ كرمل البحر"، وصفّق لمن غنّى معه "مدرسة الحب"، وقبّل الطفلة المغربية جيهان، أبرز معجباته التي حملت معها إلى بيت الدين باقة من الزهور ودرعاً تقديرية خشبية سلّمتهما لكاظم على المسرح.

 

الخروج من بيت الدين كان شبيهاً بدخوله، ساعتين إضافتين على الطرقات بسبب ازدحام السير، ومناكفات بين المواطنين والقوى الأمنية بسبب المواصلات التي تربط المسرح بالموقف. إلاّ أن الحفلة لم تتأثّر بهذه المسألة، انطلقت في موعدها عند الساعة التاسعة والنصف واختتمت قبل منتصف الليل، ليشهد الشارع المجاور للقصر، تظاهرة شعبية بغالبية نسائية.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078