تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

عاد عاصي الحلاني إلى أدراج بعلبك وأصبح مصمّم أزياء!

مهرجانات بعلبك لبعلبك... صرخة الشباب البعلبكي وصلت وعادت المهرجانات إلى ديارها بين الأعمدة والهياكل، ليتابع باخوس روائع الفن اللبناني والعالمي هذا العام، بعد أن خيّم عليه الظلام العام الماضي، إلاّ أن السوبرانو الرومانية الكبيرة أنجيلا جورجيو اتّخذت قرارها بنقل حفلتها إلى مسرح كازينو لبنان، بعدما نقل المهرجان الماضي كاملاً إلى "خان الحرير" في منطقة سد البوشريّة في ضاحية بيروت الشمالية، بسبب الأوضاع الأمنية.

 

عاد عاصي الحلاني إلى أدراج بعلبك وأصبح مصمّم أزياء!

بحماية الجيش اللبناني استعادت مهرجانات بعلبك الدولية نجوميّتها، شرّعت القلعة التاريخية الرومانية أبوابها وأضيئت معابدها وأعمدتها، وبدأت الحشود تتوافد بكثافة لملاقاة فارس الغناء العربي، ابن بعلبك الذي امتنع عن تقديم عمله المسرحي الغنائي "عاصي... الحلم" بعيداً عن مسرح هياكل بعلبك في الصيف الماضي، عاصي الحلاني الذي أراد أن تقام مهرجانات بعلبك الدولية في مكانها وتستمرّ رغم التحديات والصعاب، لأنه لبنان ولأننا كلبنانيين لا نهتزّ ولا نقع، مصرحاً في حديث خاص إلى "لها"، أن الشعب اللبناني كقلعة بعلبك، صمدت أعمدتها ولم تقع على الرغم من كل الإعصارات والهزّات الأرضية التي ضربتها على مرّ التاريخ، وها هو الشعب اللبناني يصمد في وجه المِحَن، قائلاً: "هذه هي ثقافتنا، ثقافة المحبة والفرح والحضارة والفن الجميل والرقي، لا ثقافة الموت والتفجيرات والصواريخ. صحيح أن هذه الأعمال الإرهابية تقتل الأبرياء، لكنها لن تلغي حضارتنا وثقافتنا وإصرارنا على البقاء على أرضنا ووطننا لنمارس حياتنا الطبيعية التي يُشهد لنا عليها". 

وبترجع عا دراج بعلبك...

على أدراج "معبد باخوس" الذي سحر الحضور بجماليّته، اختصر عاصي رحلته الفنية "الحلم" من خلال مسرحية استعراضية غنائية، قسّمت إلى أربعة فصول وتضمّنت 22 لوحة استعراضية توزّعت ما بين تعبيرية وإيمائية، بالإضافة إلى أبيات شعرية تحكي قصة معاناة وصراع للوصول، من تصميم فرنسوا رحمة وإخراج جو مكرزل، الذي لفت إلى أن "عاصي... الحلم" قد تجول على بعض الدول العربية والأوروبية. قدّم عاصي في هذه اللوحات أعماله القديمة والحديثة، على وقع خبط أقدام "فرقة المجد" البعلبكية للدبكة، التي قدّمت اللوحات التراثية البعلبكية الغنية عن التعريف، وتمايلت أجساد راقصيها بكل رشاقة، فغنى ودبك معها الحضور وانضم عاصي إلى صفوفها وأظهر مهارات عالية في رقص الدبكة.

تنقّل عاصي ما بين الموّال والهوّارة والأغنيات الرومانسية والوطنية، وشاركته الغناء على المسرح ابنته ماريتا بأغنيتين، حيث أدت معه بالعربية "قولي جاي"، ثمّ غنّت منفردة I will Survive وشاركته غناء "بحبك وبغار"، فكان لافتاً تشجيعه لها رغم تصريحه مراراً وتكراراً بأنه لا يحبّذ دخولها الوسط الفني في هذه السن. كما حقّق عاصي حلمَي نجمَي برنامج the Voice-أحلى صوت غازي الأمير وربيع جابر وأوقفهما على مسرح القلعة الذي وقف عليه كبار النجوم العالميين والعرب، فكانت إطلالاتهما لطيفة أشاد بها عاصي وأشار لـ "لها" بأنه رغب في دعمهما ودعم ابنته ماريتا فنياً قدر المستطاع. وأضاف: "كان من المفروض أن تشارك هالة القصير معنا في إحياء ليالي المهرجانات، لكنها ملتزمة بعقدٍ مع شركة "يونيفرسال"، والشركة هي التي تتحكّم في نشاطاتها الفنية، وكل ما فعلته هو أني طلبت منها أن تحلّ مشكلاتها مع الشركة حتى نتعاون، وهالة بحطّها عا راسي".

وفي ما يخصّ الدويتو الذي يجمعه بربيع جابر، أشار عاصي إلى أنهما انتهيا من تسجيله وهما في انتظار قرار الشركة إصداره في الأسواق، لافتاً إلى أنه الدويتو الذي قدّماه في بعلبك يشبه أغنيتهما الخاصة التي ستصدر قريباً إلى حدٍّ كبير، من حيث المزج بين الموسيقى الشرقية والغربية.

وقبل أن يختتم عاصي السهرة على أنغام الموسيقى الحيّة التي عزفتها فرقة موسيقية تألفت من 45 عازفاً بقيادة المايسترو حسن رحال، بأغنية "لبناني"، قدّم أغنية جديدة خصّ بها مدينة الشمس بعلبك كتب كلماتها الشاعر نزار فرنسيس ووضع لحنها بنفسه ووزّعها طوني سابا، تتكلّم عن عاصي وبعلبك في الوقت عينه وتقول كلماتها: "جينا يا بعلبك شرّعي البوابي، مدّي كفوفك ولضيوفك لاقيها".

 

عاصي مصمّم أزياء!

لكل منطقة أزياؤها المتعارف عليها والتي أصبحت هويتها التي لا تحتاج إلى تعريف، فمن مَّر في أروقة القلعة، لاحظ إن هناك أجزاء واسعة مخصصة لبيع الملابس البعلبكية، ومن شاهد الفارس على مسرحها، انبهر بأزيائه المستوحاة من الفولكلور البعلبكي، فقد صمّمها بنفسه، أرداها سوداء وكحلية مطرّزة بخيوط ذهبية وافتخر بلبسها فكان بعلبكياً أصيلاً...

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078