تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

فتاة عمرها عشر سنوات تهز حلب في مسلسل يجري تصويره تحت القصف

«يا أم عبدو الحلبية احكي القصة شو هيه… كل حلقة بتشوفوها رح تحكي عن قضية». بهذه الكلمات يبدأ مسلسل «أم عبدو الحلبية» الجديد الذي اكتشفه جمهور حلب عاصمة الشمال السوري في اول رمضان لهذا العام…

ومبدأ «أم عبدو الحلبية» بسيط، فهو يستغل بيئة حلب ومشاكلها تحت القصف والحصار ووضع اللاجئين والمقاتلين والمساعدات الانسانية لكي يقدم عدداً من الحكايات والقضايا بشكل خفيف ومسلٍ وعبر شخصيات «كبار» يؤديها اطفال تراوح اعمارهم بين ٨ و١٢ سنة .

رشا الطفلة التي تقوم بشخصية «أم عبدو» هي التي تلفت الانظار والانتباه فوراً، فلديها طريقة بالتمثيل وبأداء دور «أم عبدو» اي ربة منزل حلبية من الطراز القديم تحب الحكي والفضول وتتهجم على الرجال وبقية النساء وتغار وتخاف على زوجها من زواج آخر… 

وقد يلخص دور المسلسل في الكلمات التي تقولها أم عبدو في بداية كل مسلسل خلال الأغنية التي تفتح الحلقة فتقول باللهجة الحلبية: «خليني أطق يلي بقلبي أحسن ما انفجر».

ويشعر المشاهد بأن المواضيع المثارة من صعوبات حملات التلقيح الى ظاهرة الكتائب المسلحة النسائية ومن مشاكل اللاجئين الى العلاقات الانسانية في ظل الحرب، كلها مواضيع «تحكي» للحلبيين وللسوريين فتأتي كمتنفّس للغضب وللكتمان عن طريق الروح المرحة والضحك من شر البلية.

وتنتج المسلسل مجموعة «فضائيات بكرا أحلى»، وهي مجموعة شباب من مناطق حلب التي لم يعد للنظام أي سيطرة عليها، وبالتحديد غالبيتهم من حي بستان القصر وصلاح الدين، وهو اول حي في حلب تظاهر ضد نظام بشار الأسد ودفع ثمن اندفاعه الثوري عدداً كبيراً من الشهداء.

وشباب صلاح الدين و«بكرا أحلى» بعضهم كانت له ميول فنية من قبل الثورة السورية وبعضهم الآخر لا، بل كان تاجراً او موظفاً. ولكن الثورة غيرت حياتهم فدخلوا معظمهم في مجال العمل المدني لتنظيم حياة الأحياء المحررة وللمساعدة في توزيع المساعدات الانسانية وللعمل الاعلامي الى جانب الفصائل المسلحة والجيش الحر لتقديم الصورة الاصدق لما يجري على الارض في حلب. وبعد فترة من العمل الميداني اقترح بعضهم فكرة تقديم عمل درامي يعرّف عمّا يجري في حلب بطريقة خفيفة ومرحة فيسمح للحلبيين بالضحك من مآسيهم، ويسمح لمن ليس في حلب بالاطلاع على الوضع ولكن من خلال خطاب ضاحك وظريف ولاذع على خطى شخصيات سورية فنية مثل الراحل محمّد الماغوط، أو على طريقة مسلسل «مرايا» الشهير للفنان السوري ياسر العظمة الذي كان يقدم نقداً لاذعاً للمجتمع السوري ولكن عن طريق الضحك والتسلية…

وهكذا ابتدأ الفريق الحلبي بالعمل على مسلسل اسمه «منع في سوريا» يتمحور حول شخصيتين هما «جهاد ابو الجود» و«يامن نور» اللذان يعيشان مغامرات غريبة عجيبة في حلب تحت القصف اليومي.

وليس من النادر ان يُعاد تصوير لقطة ما بسبب قذيفة سقطت قرب مكان التصوير، ويقول المخرج بشار ابو هادي «يلا بسرعة نعيد نفس المشهد قبل قذيفة تانية»… ويستخدم المسلسل عدداً كبيراً من «ديكورات» حلب الطبيعية من بيت قديم في حي جب القبة في المدينة القديمة الى المناطق المدمرة والمباني التي باتت ركاماً. وصوّر الفريق أيضاً عدداً من المشاهد على خطوط الجبهة بمساعدة أحيانا عدد من الكتائب المسلحة الثورية…

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077