باسم سمرة: جمال سليمان دخل عش الدبابير وتعرّض لهجوم وحشي
رغم حالة الجدل التي أثارها مسلسل «صديق العمر»، وهجوم البعض عليه، يؤكد الفنان باسم سمرة الذي لعب فيه دور المشير عبد الحكيم عامر، أن تلك الضجة دليل نجاحه.
ويتحدث إلينا عن دوره، وكيف استعدّ له، والهجوم على جمال سليمان الذي لعب دور عبد الناصر، ورأيه في أداء درة لشخصية برلنتي عبد الحميد، وكلام هدى عبد الناصر الذي استفزه، وإعجابه بنيللي كريم و«سجن النسا» الذي اعتذر عنه، كما يتحدث عن زوجته وابنتيه، ولماذا يبعدهن عن الأضواء؟
- ما ردود الفعل التي تلقيتها عن دور المشير عبد الحكيم عامر في مسلسل «صديق العمر»؟
أكثر من رائعة، وأصدقائي وجيراني باتوا ينادونني «سيادة المشير»، وتلقيت العديد من المكالمات التليفونية من زملائي وأقاربي لتهنئتي بالدور، هذا على الرغم من الجدل المثار حول العمل منذ بداية عرضه، فثمة من أحب المسلسل وثمة من اعترض عليه، وأعتقد أن هذه الضجة حول أي عمل فني تعني نجاحه.
- ما الذي جذبك إلى دور «المشير»؟
أفضل الشخصيات الصعبة والغامضة على الدوام، ولا تستهويني الأدوار السهلة، و«المشير» تعرّض لهجوم شديد بعد وفاته، وليس هناك أي معلومات سواء عن وفاته أو حياته، المعلومات القليلة الموجودة حوله تكون مبتورة، وبالتالي تحاط شخصيته بالغموض.
أكثر شيء جذبني في هذه الشخصية أنني سأقدم معلومات وتفاصيل عن حياته الإنسانية والسياسية لم نسمع عنها من قبل، لقد عاصر أهم أحداث في مصر، وهناك أشياء قام بها استفدنا وما زلنا نستفيد منها حتى الآن، وأشياء أخرى تضررنا منها. وما أريد أن أوضحه أكثر أنه كان هناك حالة من التعتيم على هذا الرجل، حاولنا إزالتها من خلال العمل .
- كيف درست الشخصية وما كان مرجعك لها؟
القصة للسيناريست الراحل ممدوح الليثي، وهو من الشخصيات التي عاصرت فترة حكم عبد الناصر، وبعد وفاته استكمل السيناريو محمد ناير، فجلست معه واستعنا بكل ما يخص هذه الفترة من خطابات وحفلات ومؤتمرات وصور، وقرأت كل المذكرات التي كتبت عن المشير من زوجته برلنتي عبد الحميد ومحمد حسنين هيكل، وكذلك قرأت كتاب مدير مكتب عبد الحكيم عامر في سورية، ومن خلال القراءة والسيناريو استطعت تكوين الشخصية.
- هل تحدثت مع أفراد أسرة المشير لمعرفة تفاصيل أكثر عن حياته الشخصية؟
تعمدت عدم الحديث معهم، لأن أي شخص سيتحدث عن والده بتفخيم وتمجيد ويصوره على أنه بطل، وسيتحدث عن الإيجابيات فقط ويخفي السلبيات، لذلك ابتعدت تماماً عن الجلوس معهم قبل التصوير.
- لكن هل تدخل منهم أحد في العمل؟
لم يتدخل أحد، لكن صلاح وجمال عبد الحكيم عامر قاما بزيارتنا في موقع التصوير، وتعرفنا عليهما أكثر، وتم التقاط صور لفريق العمل معهما.
- هل تحدث أبناؤه معك بعد عرض المسلسل؟
تشرفت بمكالمة من ابنته آمال، وكانت أفضل مكالمة تهنئة استقبلتها، وكان ذلك أثناء استضافتنا أنا وفريق العمل في برنامج الإعلامي عمرو أديب، وهنأتني على الدور وأثنت على مجهودي فيه، وهي ابنته الكبرى وتعرف والدها جيداً، فعندما تشكرني على الدور فإن هذا أكبر وأهم جائزة عنه.
الذراع اليمنى لعبد الناصر
- ما الأشياء التي اكتشفتها في شخصية «المشير»؟
كان يتميز بالحنان مع أسرته، وكان بمثابة الأخ الأكبر لحراسه، وكان يلبي طلباتهم وسط الظروف الصعبة، وكان شجاعاً. وعندما قامت الثورة على الملك فاروق واتجه الضباط للقصر حتى يقتحموه كان هو الشخص الوحيد الذي ضرب رصاصاً في الهواء، وقال يجب أن ندخل القصر وسط قلق من بقية الضباط، وكان رجلاً حديدياً والذراع اليمنى للرئيس عبد الناصر الذي يعتمد عليه في كل شيء ويرسله إلى كل مكان فيه مشاكل حتى يحلّها. لكن للأسف الصورة التي رسمها البعض للمشير سيئة، وأثاروا الشائعات المغرضة حوله.
- ألاحظ دفاعك عن عبد الحكيم عامر ،هل أنت متعاطف معه؟
أنا لا أدافع عنه، وجسدت شخصيته بما عليه من أخطاء وما له من انتصارات، وما اكتشفته أنه حوسب على أخطاء الجميع وتمت التضحية به. وأعتبر هذا الدور بداية تعرف الجمهور عليه بعد التعتيم لفترة طويلة، وهو التعتيم الذي حدث للفريق الشاذلي الذي كان المخطط الأول لحرب أكتوبر، لكن تم استبعاده وجاء كل شخص لينسب الحرب إلى نفسه على حسابه.
- هل كانت موافقتك على هذه الشخصية مغامرة فنية؟
كل الأدوار التي أقوم بها تمثّل مغامرة لي، وعندما يكون الدور صعباً ومركباً يجذبني، خاصةً أنني قدمت الكوميدي والاجتماعي، لذلك عندما يأتي دور مركب مختلف أنجذب إليه أكثر.
- كان من المفترض تقديم العمل كفيلم سينمائي فلماذا تم تحويله إلى عمل درامي؟
السيناريست ممدوح الليثي حاول تقديمه كفيلم سينمائي أكثر من مرة، لكنه فشل في ذلك بسبب منع الحديث تماماً عن نكسة 67 وما قبلها، لكن حالياً وبعد الثورة في مصر أتيح لنا فتح الملفات المغلقة والحديث عنها.
- رغم اعتراف الكثيرين بنجاحك في أداء دورك إلا أن هناك هجوماً واضحاً على جمال سليمان الذي أدى دور عبد الناصر، ما تعليقك؟
أنا لا أعمل بمفردي، فهناك روح الجماعة التي نعمل بها جميعاً، ولا يوجد شيء اسمه ممثل جيد وآخر سيِّئ، كل منا اجتهد بدوره ونفّذ المطلوب منه، ولولا ذلك ما لفت العمل أنظار الجميع وما كان حقق أي نجاح. وأرفض الأسلوب الذي اتبعه البعض بالهجوم على جمال سليمان لمجرد أنه ليس مصرياً، لأن الفن المصري عمل فيه كبار الأساتذة على مر التاريخ ويحملون جنسيات مختلفة، مثل ستيفان روستي وصباح وفريد الأطرش وغيرهم، وأثروا فينا كثيراً.
- لماذا اتبع البعض هذا الأسلوب مع جمال سليمان رغم نجاحه في أعمال كثيرة قبل ذلك؟
جمال سليمان هوجم بوحشية منذ بداية عرض العمل، على الرغم من المجهود الكبير الذي قام به بأدائه لشخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وهو بالتأكيد إضافة كبيرة للمسلسل، وكان يجب أن يهدأ الجمهور والنقاد ويشاهدوا بقية الحلقات ليكون لهم الحكم نهائياً بعد التعرف على كل الأحداث والتفاصيل، ثم يطلقون أحكامهم سواء كانت مع أو ضد.
- لكن جمال سليمان تم انتقاده أيضاً بسبب مشاكله مع اللهجة المصرية وعدم إتقانه لها وإدخال اللهجة السورية في بعض الكلمات؟
جمال سليمان قام بالدور وفقاً لرؤيته له، وأظن أنه بهذا الدور دخل عش الدبابير، لتطرقنا إلى أحداث وتفاصيل منعت منذ عقود ولم يتطرق إليها أحد، وأعتقد أن هذا الدور يحسب له وليس عليه إطلاقاً.
- ما رأيك في أداء درة لشخصية زوجة المشير برلنتي عبد الحميد؟
درة ممثلة موهوبة، وأعتقد أننا نجحنا في إيصال العلاقة الإنسانية بين «المشير» و«برلنتي»، وإظهار التفاصيل التي لم يكن يعلمها أحد من قبل، والتي كانت تندرج أيضاً تحت بند الشائعات، وبات الجمهور يعرف جميع الحقائق حول علاقتهما.
- حدثنا أكثر عن كواليس العمل بينك وبين جمال سليمان ودرّة؟
كانت أجواء أكثر من عائلية، واستمرارنا في التصوير قرّبنا أكثر من بعض، وهو ما ظهر على الشاشة ولاحظه المشاهد.
- ألم تقلق من العمل لأول مرة مع المخرج عثمان أبو لبن خاصةً أن تجاربه ليست كثيرة في الإخراج الدرامي؟
لم أتخوف من ذلك، لأن عثمان أبو لبن مخرج كبير، وله تجاربه التي تثبت أن لديه موهبة كبيرة، وكذلك كان لديَّ ثقة كبيرة لعملي مع شركة إنتاج كبيرة لا تبخل على العمل في شيء، وكذلك العمل مع فنانين كبار، كل ذلك أعطاني ثقة في العمل.
- قلت أكثر من مرة إنك تعجبت من متابعة جيل الشباب لـ«صديق العمر»، فلماذا؟
وجدت تفاعلاً كبيراً لم أتوقعه من جيل الشباب، فلم أعتقد أنهم سيتابعونه وسيحرصون على مشاهدته وسط عرض عدد كبير من الأعمال، لكنني اكتشفت حرصهم على معرفة التاريخ وعلاقة الصداقة التي كانت تجمع بين المشير والرئيس، وإلى جانب الشباب تابع جيل الكبار أيضاً المسلسل، لمشاهدة ما كان يحدث في الزمن الذي عاصروه وهم متحمسون لمعرفة الحقيقة، خاصةً أنهم جيل متابع للتاريخ وقارئ له بشكل جيد.
- هل التقارب في الشكل بين الأبطال الحقيقيين والممثلين كان ضرورياً أم الاعتماد على الأداء هو الأهم؟
إن لم يكن إنتاج هذا العمل ضخماً ويهتم بكل تفاصيل كنت سأنسحب منه، فأي عمل تاريخي يجب الاهتمام فيه بالتفاصيل، من صورة جيدة وماكياج الشخصيات والملابس، وبالتأكيد الاهتمام بهذه التفاصيل يؤدي إلى إخراج الممثلين في الصورة التي يجب أن يكونوا عليها، بالتقارب من الشخصيات الأصلية على مستوى الشكل والأداء معاً.
- انتقد البعض المزج في التصوير بين الأبيض والأسود والألوان، وقالوا إنه أضاع على المشاهد التركيز في الأحداث، فما ردك؟
هذا ليس خطأ كما يعتقد البعض، بل مقصود ومتفق عليه قبل التصوير، وهو مجهود كبير أن نصوّر ثم يتوقف التصوير لتغيير الإضاءة، وهذه رؤية مخرج للمزج بين أحداث الماضي والأحداث الحاضرة ومشاهد «الفلاش باك»، خاصةً أننا نعتمد على مقتطفات من مؤتمرات وخطابات وحفلات قديمة، وندخلها في أحداث المسلسل، وهذا تطلب مجهوداً أكبر وميزانية أضخم. علينا تقديم الشكر لمدير التصوير صلاح يعقوب ومهندس الديكور أحمد عزب لمجهودهما الكبير.
- وماذا عن الأخطاء التاريخية التي تصيّدها البعض لصناع العمل منذ عرض الحلقات الأولى؟
أرحب تماماً بالنقد البناء، لكن النقد لمجرد النقد لا ألتفت إليه. وأريد أن أرد على من يتحدثون عن أخطاء، كان معنا مستشارون عسكريون والسيناريو مرّ على أكثر من جهة قبل تنفيذه، من الجيش إلى المخابرات، لكي يتم تصحيحه وإبداء الملاحظات حوله، وكان معنا مستشار عسكري طوال التصوير من أجل البروتوكولات والتحيات العسكرية والرتب والملابس. وأنا متابع جيد لكل الاتهامات التي تلقى علينا، وأريد أن أقول لهم إننا فتحنا باباً كان مغلقاً تماماً.
- وما ردك على انتقادات أسرة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأن المسلسل أساء إلى الرئيس بسبب أداء جمال سليمان؟
شخصية الرئيس جمال عبد الناصر تم تناولها في أكثر من عمل درامي وسينمائي، ونحن قدمنا عملاً يحكي تاريخ صداقة بين رئيس الجمهورية ووزير الدفاع.
أكثر ما استفزني أن تخرج ابنة عبد الناصر السيدة هدى وتقول إنها لم تشاهد المسلسل، فكيف تنتقد إذاً، كان عليها المشاهدة أولاً لتبدي لنا ملاحظتها ثم تقوم بالهجوم إذا أرادت.
- هل عرض المسلسل في رمضان أضرّ به؟
كنت أفضل أن يعرض خارج رمضان، بدلاً من العرض وسط كم هذه المسلسلات والإعلانات التي تضطر المشاهد لعدم الانتظار والتحويل إلى محطة أخرى، وأعتقد أن العرض الثاني للمسلسل سيحقق نسبة مشاهدة مرتفعة كما يحققها حالياً في دول الخليج، فهذا العمل هو رقم واحد حالياً في الخليج ويحرصون على متابعته.
- «صديق العمر» و«سرايا عابدين» عملان تاريخيان فقط وسط أكثر من أربعين عملاً درامياً، لماذا؟
المسلسلات التاريخية معروفة بالكلفة المرتفعة، التي لا يستطيع غالبية المنتجين في الوقت الحالي الاتجاه إليها أو الحماس لإنتاجها، لذلك قلّ إنتاج هذه الأعمال.
- لماذا اخترت المشاركة في عمل واحد هذا العام رغم مشاركتك العام الماضي في أكثر من مسلسل؟
الدور كان يحتاج إلى تركيز كبير، وخرجت من العام الماضي وأنا مرهق للغاية، فقررت المشاركة في عمل واحد.
- لماذا تأخرت فى أن تطل على الجمهور في بطولة مطلقة؟ وهل يشغلك ذلك؟
كل أعمالي أراها بطولة مطلقة، ولا أقيس مشاركتي بالأعمال بكم مشاهدي أو «بالكيلو»، أنا بطل العمل إلى جانب زملائي على الدوام، فمن الممكن أن أقوم بعمل من أوله لآخره بطولة مطلقة لكنه يفشل، وفي عمل آخر أجسد مشهدين أو ثلاثة وينجح ويترك بصمة عند الجمهور، فما يهمني هو المتلقي الذي يحكم بذلك وليس «الأفيش» أو الدعاية.
- ما الأعمال الدرامية التي أعجبتك في رمضان؟
تابعت «سجن النسا» و«السبع وصايا»، فهذان العملان جذباني وأحببتهما، وأحيي القائمين عليهما للجهد المبذول فيهما.
- بعد نجاح «سجن النسا» ألم تندم على عدم المشاركة فيه؟
لا، لأنني لم أستطع المشاركة فيه من أجل «المشير»، لرغبتي في تقديم شخصية مختلفة تماماً عما قدمته من قبل، وأنا سعيد بما قدمته هذا العام.
- من الممثل أو الممثلة التي أعجبتك هذا العام؟
نيللي كريم وجميع أبطال «سجن النسا».
- عملت مع أكثر من مخرج، يسري نصر الله وكاملة أبو ذكري وشيرين عادل ومحمد دياب، فمن هم الآخرون الذين تتمنى العمل معهم؟
هناك أكثر من مخرج، مثل أسامة فوزي وداوود عبد السيد وزكي فطين عبد الوهاب، فهو كممثل قوي لكن إذا أخرج سيكون متميزاً، والله وفقني بالعمل مع كبار المخرجين، مثل يوسف شاهين وشريف عرفة ومحمد خان.
- لماذا تتعمد عدم إظهار أسرتك في الإعلام؟
لمَ تظهر زوجتي وابنتاي في الإعلام؟ فهذه حياتي الخاصة والشخصية التي لا أريد من أحد الاقتراب منها، فأنا من يحبه الجمهور ويريد متابعته، لذلك لا علاقة لأحد بهن على الإطلاق.
- عرفنا أكثر على ابنتيك وزوجتك؟
لديَّ ابنتي الكبرى فرح، 9 سنوات، والصغرى هند، 5 سنوات، ولديَّ زوجتي التي أعشقها وأحمد الله عليها، فهي شريكتي في كل شيء.
- هل أنت مرتبط بأسرتك بشكل كبير؟
بالتأكيد، فأنا أحب الأجواء الأسرية بشكل عام، وتأثرت كثيراً بتربيتي منذ الصغر وتحملي للمسؤولية، كما أرتبط بوالدي ووالدتي بشكل كبير.
- هل تنزعج من الشائعات؟
لا أهتم بها، وأركز فقط على اختيار الأعمال الجيدة التي تضيف إلى رصيدي الفني، كما أبحث عن ثقة الجمهور حتى لا أتراجع في عملي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024