نور اللبنانية: الأمومة علّمتني الصبر وزوجي لا يحب الأضواء
اختفت فترة طويلة عن الساحة الفنية لانشغالها بحياتها الخاصة وإنجابها ابنيها ليوناردو وليديا، لكنها عادت في شهر رمضان بمسلسلين أضافا إليها رصيداً جديداً، واستعادت بهما مكانتها، هما «سرايا عابدين» و«الإكسلانس». النجمة اللبنانية نور تحدثت إلينا عن أسباب الاختفاء، وكيف أخذت قرار العودة إلى الفن، وحقيقة خوفها قبل تصوير أول مشاهدها في «سرايا عابدين»، وردها على انتقاد الكثيرين للعمل بسبب الأخطاء التاريخية، وتعاونها من جديد مع النجم أحمد عز في «الإكسلانس»، وقرارها عدم التدخل في خصوصياته. كما تتكلم عن علاقتها بزوجها وابنيها، والرياضة والقراءة والموضة.
- ما سبب اختفائك فترة طويلة عن الساحة الفنية؟
بالفعل اختفيت تماماً عن الساحة الفنية بسبب حملي، بالإضافة إلى الظروف السياسية التي مر بها وطننا العربي في السنتين الأخيرتين، مما ساهم في ابتعادي فترة طويلة عن الأنظار تماماً. وكنت قلقة جداً من عودتي إلى الفن، لأنني كنت خارج دائرة الضوء ولم يكن رجوعي إليها بالأمر السهل.
- هل عرضت عليك أعمال فنية غير «سرايا عابدين» و«الإكسلانس»؟
عرضت عليَّ أعمال فنية كثيرة، لكن لم أكن أملك الجرأة لأعود بأي عمل فني، وكنت أفكر دائماً ما هو أول عمل سأعود به إلى المشاهد، حتى عرض عليَّ مسلسل «سرايا عابدين» وجذبني.
- وما الذي جذبك فيه دون غيره من الأعمال التي عرضت عليك؟
أعجبت بالموضوع ككل، من حيث الإخراج والديكور والملابس الخاصة بالشخصيات، وقلت لنفسي إنه دور يستحق أن أقدمه وأعود به. وكذلك مسلسل «الإكسلانس» عمل فني جيد لم أستطع رفضه أبداً، فأنا لا أستطيع مقاومة أمام دور جيد.
- كيف وجدت مشاركتك في «سرايا عابدين» بين مجموعة كبيرة من نجوم العالم العربي؟
انجذبت إلى الظهور في عمل درامي يضم مجموعة متميزة من نجوم كبار في الوطن العربي، لأنهم جميعاً مجتهدون في عملهم ويحاولون تقديم أفضل ما عندهم دائماً، وذلك يشجع أي ممثل، وساهم في تحفيزي لأقدم دوراً مميزاً في المسلسل. بالإضافة إلى أن إنتاج المسلسل ضخم جداً، وكل مشهد فيه تم تقديمه بدقة وبتفاصيل مميزة. وأنا سعيدة جداً أن هذا العمل تم إنتاجه بهذا المستوى، ولم تكن صورته على الشاشة فقيرة، بل قدمت بشكل رائع جداً.
- لأول مرة تتعاونين مع يسرا ونيللي كريم وغادة عادل. كيف وجدت ذلك؟
هن نجمات لامعات وسعدت بالعمل معهن، إضافة إلى أن ارتداءنا الملابس التاريخية أمر لم نفعله من قبل في أي عمل فني، مما أضفى روحاً جميلة علينا جميعاً.
- هل تنوين تقديم أعمال تاريخية مثل «سرايا عابدين» في الفترة المقبلة؟
ليس من الضروري أن أقدم عملاً تاريخياً مرة ثانية، لأنني يجب أن أجدد. وفي النهاية السيناريو هو الذي يفرض نفسه بقوة على أي ممثل بالإيجاب أو السلب.
- أُجريت دعاية ضخمة للمسلسل قبل رمضان لكن عندما عرض انتقده البعض فما تعليقك؟
أي عمل فني معرّض لأن يحبه البعض ولا يحبه البعض الآخر، وذلك يحدث مع معظم المسلسلات التي قدمت في رمضان.
- تردد أن هناك أخطاء تاريخية عديدة في المسلسل. ما رأيك؟
لست خبيرة في التاريخ ولا أعلم إذا كانت هناك أخطاء تاريخية في المسلسل أم لا، ويجب أن نرجع في ذلك إلى كاتبة المسلسل هبة مشاري حمادة لسؤالها عن ذلك.
- ما الذي يميز شخصية فريال التي قدمتها في المسلسل عن بقية الشخصيات؟
هي شخصية غريبة ومركبة تقوم بكل شيء لتجهيز ابنها ليتولى الخلافة بعد والده، وفي الوقت نفسه هي لا تكره الخديوي، ولم تتزوجه من أجل الوصول إلى السلطة بل أحبته، وهي ترى نفسها مثقفة جداً، لذلك يستحق ابنها أن يصبح في الخلافة، وتكون هي بدلاً من «خوشيار» والدة الخديوي التي تجسدها يسرا في المسلسل.
- هل صحيح أنك كنت خائفة قبل تصوير أول مشاهدك في «سرايا عابدين» وظهر ذلك عليك أمام الجميع؟
هذا كان شعوري بالتأكيد قبل تصوير أول مشاهدي، لكن عندما انتهيت من أول مشهد لم أشعر بغربة بيني وبين التمثيل.
- وكيف وجدت تقبّل الجمهور لك بعد هذا الغياب؟
الحمد لله أن الكثيرين رحبوا بعودتي بهذا الشكل، وتقبلوني في «سرايا عابدين» و«الإكسلانس» أيضاً، ويطلبون مني أن أشارك في أعمال أخرى.
- هل ارتحت نفسياً في تعاونك مع عمرو عرفة في المسلسل؟
هو من المخرجين الذين يريحون الممثل بشكل كبير، وكان يقدم ملاحظات لي بشكل هادئ، وبصراحة ارتحت جداً في العمل معه.
- ألم تنزعجي من وضع اسم نجمة في العمل قبل اسمك على التتر؟
كان هناك اتفاق مسبق كيف سيوضع اسم كل فنانة وفنان على تتر المسلسل، ولم تحدث مشاكل بيننا.
- هل تهتمين بهذا الأمر كثيراً عندما تنوين المشاركة في عمل فني؟
لن أضحك عليك وأقول إنني لا أهتم، لأن اسمي مهم جداً ويجب كتابته بشكل يليق بمكانتي الفنية. لكن لا أهتم بذلك إلى درجة أن يؤثر على عملي، لأن الأهم بالنسبة إلي أن أقدم دوراً مميزاً للجمهور، وليس المهم وضع اسمي كأول نجمة وأقدم دوراً سيئاً، لأن ذلك لن يضيف إلي رصيداً لدى المشاهد، والدليل أن هناك فنانين توضع أسماؤهم في نهاية تتر العمل، لكن أدوارهم تكون لافتة جداً للجمهور.
- هل تشعرين بأنك حققت نقلة فنية كبيرة في «سرايا عابدين»؟
بالطبع أضاف إلي كثيراً، ويكفي أنه أول عمل فني أعود به بعد فترة الغياب، وأرى أنني قدمت دوري فيه بضمير، ولم آخذ الأمر كلعبة أو تسلية، بل اجتهدت جداً فيه. والحكم في النهاية للجمهور، لكن أشعر بأنني عدت للجمهور بعمل فني قوي مثل «سرايا عابدين» وأيضاً «الإكسلانس».
- ما سبب تراجع ساندرا نشأت عن إخراج «الإكسلانس»؟
لا أعلم تفاصيل الأمر، لكن ما أعلمه أنها شعرت بأن الوقت لن يسعفها بشكل كبير وكانت خارج مصر، بالإضافة إلى أن سيناريو العمل لم يكن مكتملاً بعد، وهي فضلت الاعتذار عنه.
- ألا ترين أن ساندرا كانت ستضيف إلى العمل كثيراً لو أخرجته؟
ساندرا مخرجة متميزة جداً، وقدمنا معاً فيلمي «ملاكي إسكندرية» و«الرهينة»، وحققا نجاحاً كبيراً، لكن أقولها بصراحة إن المخرج وائل عبدالله سيكون من أهم المخرجين في السنوات المقبلة.
- ما سبب عدم ظهورك في «الإكسلانس» من الحلقات الأولى رغم أنك بطلة العمل؟
لا أهتم بذلك أبداً، وأعتبر ذلك غير منطقي، لأن الأهم مضمون العمل وليس أن أظهر من أولى الحلقات حتى نهاية المسلسل.
- للمرة الرابعة تلتقين مع أحمد عز في عمل فني، ما سر هذا التعاون المتكرر؟
هو صديقي منذ سنوات طويلة، وكذلك صلاح عبدالله، ولا يوجد لديَّ مشكلة أن أتعاون مع أي فنان، حتى لو لم أتعاون معه سابقاً. وعادة أحب أن أشارك في عمل فني مع فنانين تجمعني بهم علاقة طيبة، لأن هذا ينعكس بشكل جيد على الأداء.
- هل ترين أن المسلسل حقق نسبة مشاهدة جيدة في رمضان؟
عندما عرضت حلقاته الأولى لم يحظ بنسبة مشاهدة كبيرة، لكن عندما بدأ الجمهور يركز معه جيداً بدأ يحقق نسبة مشاهدة جيدة، وأنا واثقة من كلامي.
- هل كانت الإسقاطات السياسية فيه على حكم الإخوان سبباً لجذب الجمهور له؟
قد يكون ذلك أحد الأسباب، لكن هناك عوامل أخرى أولها قصة العمل نفسه التي اعتمدت على التشويق، فهو عمل فني متكامل العناصر، ولا يمكن أن نحذف مشهداً واحداً من المسلسل، فكل مشهد فيه كان مهماً وضرورياً.
- هل أعجبت بمسلسلات معينة في رمضان؟
لم أستطع مشاهدة أي مسلسل، لأنني كنت أصور «الإكسلانس» حتى الأيام الأخيرة من رمضان، والتصوير كان يمتد حتى السابعة صباحاً، لدرجة أن معظم حلقات «سرايا عابدين» لم أستطع مشاهدتها الآن، وسأركز بعد ذلك على مشاهدة كثير من المسلسلات.
- ألا تشعرين بأن «سرايا عابدين» تفوّق على «الإكسلانس» كثيراً؟
لا أرى ذلك أبداً، لأنه تصلني تعليقات جميلة عن العملين من كثيرين، والحمد لله على هذا النجاح، بالإضافة إلى أنه لا وجه للمقارنة بين العملين، فكل منهما نوعية مختلفة تماماً عن الآخر.
- ألم تقلقي من مشاركتك في «الإكسلانس» مع أحمد عز بسبب أزمته مع الفنانة زينة؟
لا أحب التعليق أبداً على هذا الأمر، ولم يقلقني أبداً ذلك، لأنها أمور شخصية بعيدة عن جو العمل الفني، وما يهمني أن أقدم عملاً فنياً مميزاً مع فنانين جدد، مثل أحمد رزق وصلاح عبدالله.
- هل هنأك أحد من الفنانين على «سرايا عابدين» أو «الإكسلانس»؟
فنانون كثيرون مثل مي كساب وأحمد رزق ورشا أمين ونيللي كريم، وأشكرهم جداً.
- وهل قمت بتهنئة أحد من زملائك على أعماله؟
لم أشاهد مسلسل «سجن النسا» لنيللي كريم، لكن سمعت آراء كثيرة تشيد بها، لذلك قمت بالاتصال بها وتهنئتها على الدور الذي قدمته بتميّز.
- هل ستقدمين أعمالاً سينمائية؟
أتمنى أن أجد عملاً سينمائياً مميزاً أعود به إلى الشاشة الكبيرة، لأنها و«حشتني» جداً.
- هل تشعرين بأنك وصلت إلى نضج فني الآن رغم غيابك فترة طويلة عن التمثيل؟
بالطبع أشعر بأن هناك اختلافاً كبيراً في كل شيء، لأنني مررت بمراحل مختلفة في حياتي مثل الأمومة وذلك أثَّر فيَّ كثيراً.
- ألا تشعرين بأن مكانتك لدى الجمهور تراجعت بسبب اختفائك فترة طويلة عن الأنظار؟
مكانة الفنان لا تقل أبداً، حتى لو اختفى فترة طويلة، لأنني في النهاية قدمت أعمالاً منذ سنوات صنعت لي رصيداً في قلوب الجمهور. لكن يجب أن أقدم أعمالاً مميزة حتى أحافظ على مستوى النجاح الذي حظيت به في السنوات الماضية.
- كان هناك تنافس حاد بين النجمات اللبنانيات في رمضان مثل هيفاء وهبي وسيرين عبد النور وميريام فارس. من ترينها الفائزة فيها؟
ليس ضرورياً أن تكون هناك فائزة واحدة، والمنافسة لا تمنع نجاح الجميع، لكنني لم أشاهد أي مسلسل لأي منهن، وسيرين صديقة مقربة لي جداً، لكن لم أشاهد مسلسلها، وأتمنى النجاح لهن جميعاً.
- ما هي خطواتك القادمة؟
حتى الآن لم أستطع تحديد ما الذي سأقدمه لأنني أحتاج إلى إجازة بعد الإرهاق الشديد الذي تعرضت له.
- هل يشاركك زوجك في اختيار أدوارك؟
أحياناً أستشيره في أمور معينة، لكن هو بعيد تماماً عن الأضواء ولا يحبها.
- ما هي الأماكن التي تحبين السفر إليها؟
أحب السفر إلى لبنان مع زوجي وعائلتي وأصدقائي، بالإضافة إلى أنني أعشق السفر إلى أميركا وأماكن كثيرة، والمهم أن أمضي إجازة في أي مكان.
- هل تستهويك الموضة؟
لا أهتم أبداً بذلك إلا في أضيق الحدود، وأهتم بممارسة الرياضة بدرجة أكبر والسفر.
- وهل تحبين القراءة؟
القراءة موسمية، فهناك أوقات كثيرة تمر دون أن أقرأ فيها.
- وهل تجيدين الطبخ؟
أحب الأكل جداً لكنني لست طباخة ماهرة أبداً.
الأمومة
هي من نعم الله عليَّ، وابناي ليوناردو وليديا هما أجمل ما في حياتي، والأمومة علمتني الصبر والعطاء بدرجة أكبر، وأصبحت همومي مختلفة وأتولى مسؤولية كبيرة في حياتي الآن، لأنني أخشى عليهما من كل شيء.
تصوير عملين معاً أرهقني ولن أكررها
- ألم يرهقك تقديم مسلسلين في رمضان هذا العام؟
أشعر بتعب شديد، خاصة أن «سرايا عابدين» لم يكن مقرراً عرضه في رمضان هذا العام، وفي اللحظات الأخيرة قرروا عرضه مما سبَّب تعباً كثيراً لنا، لأننا صوّرناه في توقيت الأعمال الأخرى التي نشارك فيها في رمضان.
- هل تنوين تكرار هذه التجربة؟
لن يحدث ذلك أبداً مرة أخرى، لأنني تعبت جداً هذا العام.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024