دارة مصمم الأزياء داني الأطرش
تمتزج عراقة التاريخ مع الأعمال العصرية في هذا المنزل المتميّز بطرازه. صمّمه المهندس شادي بو سابا بأسلوب مبدع محافظاً على التقاليد الشرقية ومستنسخاً من الاعمال العصرية ما ينسجم معها ليسطّر ديكوراً قلما نشهده في منازل اليوم.
هذا المنزل القديم الكائن في منطقة الاشرفية البيروتية يقف بوجه هجمة الإسمنت التي تعمل على إزالة العراقة التاريخية لتستبدلها بعصرية فتية.
لكن مالك هذا المنزل مصمم الأزياء داني الاطرش أراد الحفاظ على طابع منزله والتغني بتقاليد تواجه الأعمال العصرية التي تعمل على إبعادها، لذلك تعاون والمهندس شادي بو سابا ليحققا نجاحاً يجمع ما بين الماضي والحاضر.
عمر هذا المنزل بعيد بسنواته وهو قديم البناء ومؤلف من طابقين وحديقة. يمتاز بارتفاعات في بنائه الداخلي كالتي عرفتها العمارة قديماً، وغرفه كانت متباعدة. أما السلالم فكانت منصوبة في الخارج تجمع بين الطابقين.
ولأن البناء قديم يحتاج إلى ترميم، كانت عملية التدعيم الخطوة الأولى في الاعمال، وتبعها إلغاء السلالم الخارجية وإنشاء أخرى في الداخل، حيث نراها معلقة من جهة واحدة و«طائرة» من مكانها مع زجاج شفاف وإنارة مزروعة أسفلها تعمل على إضاءة خطوطها.
وبرزت الابواب عالية تعزز الارتفاعات، وتتناغم مع البلاط والقناطر وخشب النوافذ. وامتزجت هذه الأعمال بالمواد الحديثة التي يظهرها الإسمنت والزجاج. ويلفت النظر الحجر الأحمر مع الرسوم المعبّرة بأسلوب «مينيماليست».
وقد اعتمدت المساحات الرحبة ، مع توزيع الأثاث وخاصة في الطابق الأرضي، بما يناسب عمل المالك في عالم الازياء من جهة ويوافق حاجات العائلة من جهة أخرى.
أبقى المهندس الجدران بيضاء ومرتفعة للمحافظة على تهوئة سليمة وأُدخل إليها لمسة ذهبية مع كورنيش مزخرف يمنحها المزيد من الأناقة .
وتوالت الخطوات التجميلية عبر نزع الحائط الكبير الذي يربط المنزل بالحديقة الخارجية وزرع أرضها بالحشائش الناعمة والأشجار، وترتيب جلسة خشبية ذات واجهة زجاجية كبيرة.
مساحات رحبة
مساحات رحبة تبرز امامك اثر الدخول إلى هذا المنزل، يقول عنها بو سابا إن الجدران أزيلت للتوصل الى مساحة واحدة مفتوحة تضم قسم الاستقبال الذي يتألف من صالون رئيسي، غرفة طعام، غرفة جلوس، وحمام للضيوف، إضافة الى مطبخ كبير يربطه باب كبير بموقف للسيارات.
في الصالون الرئيسي قطع حمراء وثيرة للجلوس، أما غرفة الطعام فأرادها المهندس ذات أسلوب غير مألوف وحلّة جمالية يوفرها أكواريوم تسبح فيه أنواع مختلفة من الأسماك...
في هذا الركن الرحب للاستقبال بقي البلاط القديم التقليدي بينما افترش الباركيه، من السنديان الصلب، أرض غرفة الطعام، مما عكس صورة رائعة تجمع ما بين القديم والجديد.
وللضيوف حمام عصري بإضاءة جانبية غير مباشرة ومغسلة من الزجاج تعكس النور لبست جدرانه من جهة خشب التك المخطط ومن جهة أخرى الحجر العصري.
في الطابق الاول تبرز السلالم شفافة عبر أطرافها الزجاجية التي تؤمن الحماية. على العمود الكبير الذي يربط الطابقين، تلفزيون «ال سي دي» بشاشة كبيرة وكأنه لوحة صامتة حيناً وصاخبة أحياناً.
في هذا الطابق أزيلت كل الجدران والفواصل القديمة وتم توزيع الغرف ضمن أطر مريحة تجمع بينها غرفة جلوس عصرية.
لغرفة النوم الرئيسة طابع مريح بحيث لا وجود لكثرة القطع بل سرير واحد كبير منجد الظهر ومطبع بوجوه، ويتقدمه بانكيت منجّد. والى جانبيه منضدتان عصريتان ، إضافة إلى كرسي وطاولة.
أما غرفتا النوم الخاصتان بالأولاد فقد تم تصميمهما بحسب الطابع الشخصي لكل ولد ورغباته. ويشير بو سابا إلى أن وجود أولاد في المنزل يفرض معايير سلامة إن من حيث استغلال المساحات أو كيفية استعمالها.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024