ياسمين حمدان والصوت السحري
وصفها الغرب بأنها الوجه العصري للموسيقى العربية. وعلى رغم تلقيها اقتراحات من عمالقة الموسيقى للغناء بالانكليزية للنجاح في مهنتها، رفضت. التقيتها قبل عام واحد وعدنا للقاء مجدداً أثناء تقديم مجموعة Chanel كروز 2014 في دبي.
الملابس من مجموعة Chanel Metiers d’Art Paris-Dallas
ياسمين حمدان مغنية وممثلة وكاتبة أغانٍ. ولدت الصبية متعددة المواهب في لبنان، لكنها تعيش الآن في باريس حيث تنشر الحب عبر صوتها الجميل. تعزى شهرتها إلى الفرقة الثنائية Soapkills التي تأسست في العاصمة اللبنانية بيروت، بالتعاون مع زيد حمدان. والواقع أن Soapkills هي أول فرقة إلكترونية أو مستقلة في الشرق الأوسط. وقد ردمت الهوّة بنجاح ووفرت حاجة إلى الانفتاح على الفن في مرحلة ما بعد الحرب في لبنان.
تسلّقت فرقة Soapkills سلم النجاح ببراعة، ثم أصبحت ياسمين حمدان سريعاً مغنية مشهورة. وحتى اليوم، لا تزال الفرقة تملك قيمة رمزية وتحتفظ بمكانة رمزية. أول ألبوم لفرقة Soapkills كان Bater وقد عرف النجاح.
قبل بضعة أعوام، انتقلت ياسمين حمدان إلى باريس واستأنفت الغناء هناك. تعاونت أولاً مع CocoRosie. وعلى رغم إعداد بعض الأغاني الجديدة مثل «القمر سأل الغراب» (The moon asked the crow) و«إلى جانبك» (By your side)، لم تدم الشراكة طويلاً بين الاثنين. بعد CocoRosie، انضمت ياسمين إلى ميراويس أحمدازي (Mirwais Ahmedzai) الذي كان جزءاً من فرقة Taxi Girl الإلكترونية في حقبة الثمانينيات وهو أيضاً كاتب العديد من أغاني مادونا. ثم أطلقت ياسمين ألبوماً اسمه Arabology بالتعاون مع ميراويس تحت عنوان Y.A.S. في العام 2009.
بعد CocoRosie و Mirwais، انتقلت للتعاون مع مارك كولنز من فرقة Nouvelle Vague. كتبا وأصدرا معاً أول ألبوم منفرد لياسمين أطلقت عليه بنفسها اسم «يا ناس». تم إطلاق الألبوم من قبل شركة Kwaidon Records في فرنسا ولبنان عام 2012. وبعد النجاح الأولي للألبوم في هذين البلدين، قرر الثنائي إطلاق ألبوم «يا ناس» على صعيد عالمي، فسجلا خمس أغانٍ إضافية وتم في النهاية إطلاق الألبوم على صعيد دولي عام 2013 من قبل شركة Crammed Discs. ألبوم «يا ناس» هو ألبوم ممتع فعلاً وبمثابة ابتكار فريد من قبل ياسمين إذ جمعت فيه الموسيقى الفولكلورية والإلكترونية والبوب مع كلمات وألحان من بعض الموسيقى التقليدية في الشرق الأوسط. تم استيحاء هذه الأغاني الساحرة من مغنيات عربيات أسطوريات مثل عايشة المرطة، ونجاة الصغيرة، وأسمهان، وشادية. امتلكت تلك المغنيات نبرة سلام وسكينة في أغانيهنّ بسبب حالة السلام التي كانت سائدة نسبياً في الشرق الأوسط. وقد نجحت ياسمين حمدان في التقاط تلك الألحان ودمجها في أغانيها.
عاشت ياسمين في لبنان، والكويت، واليونان، وفرنسا، وأبو ظبي، مما منحها تنوعاً فريداً نادراً بين المغنين في العالم. هذا التنوع ساعدها في إجادة العديد من اللكنات العربية الأساسية. واستخدمت هذه اللكنات ببراعة في أغانيها بحيث توصلت إلى أعمال مميزة وفريدة ولا مثيل لها.
يطلق أحياناً على موسيقى ياسمين اسم البوب الإلكترو الفولكلوري، مما يعني دمجاً للعديد من الأنواع الموسيقية بحيث يولد إحساس غامض وجميل جداً عند عزف الموسيقى مع صو ت ياسمين السحري.
بالإضافة إلى الغناء، تشارك ياسمين أيضاً في فيلم جديد، أخرجه جيم جارموش. تؤدي دوراً يشبهها، دور مغنية عربية، وتغني إحدى من الأغاني التي كتبتها بنفسها.
حضرت أخيراً عرض شانيل كروز في دبي، وجلست في الصفوف الأمامية بين المشاهير. سألناها عن نشاطاتها وأعمالها.
عندما سألناها عن غيابها طوال أكثر من عام، أجابت: «كان عاماً مجنوناً. نعم، سافرت كثيراً. أمضيت ثلاثة أسابيع تقريباً في نيويورك. أقمت حفلات في نيويورك في كانون الثاني/يناير، ثم عدت إلى باريس». وعند سؤالها عما إذا كان الأشخاص يحبون ويفهمون الموسيقى العربية المستقلة الفريدة التي تصنعها، أخبرتنا كم كانت مشغولة في الآونة الأخيرة، أي أن هناك تفاعلاً مع الموسيقى والأغاني التي تقدمها، وكيف أن حفلة موسيقية تفضي إلى أخرى، وقالت: «لا أعرف، لكن في شهر كانون الثاني أقمت حفلة في نيويورك. ثم أقمت حفلتين أخرتين، اثنتين أو ثلاثاً، لا أذكر. انشغلنا بعدها بإطلاق الفيلم، فيلم المخرج الأميركي جيم جارموش Only Lovers left Alive، الذي تمثّل فيه تيلدا سوينتون إلى جانب توم هيدلستون، وجرى تنظيم مهرجان (ATP) All Tomorrow's Parties، المهرجان الموسيقي الذي يقام في بريطانيا.
نظموا أيضاً احتفالات لمناسبة إطلاق الفيلم. سافرنا إلى لندن وباريس ونيويورك، وعدت إلى هناك في آذار/مارس. وفي نيسان/أبريل، ذهبت إلى مصر. أقمت حفلة مذهلة في القاهرة. كانت بمثابة جنون حقيقي».
وبالنسبة إلى الحياة الشخصية، سألنا ياسمين حمدان عن علاقتها بزوجها المخرج الفلسطيني إيليا سليمان وكيف توفق بين حياتها الزوجية وجدول أعمالها المزدحم وأسفارها الكثيرة. ابتسمت وأجابت: «زوجي يسافر كثيراً. إنه رائع ولا يتذمر أبداً. ولأنه ربما يسافر كثيراً نجحت العلاقة بيننا. ونحن نلتقي في أماكن مختلفة حين لا نلتقي في باريس». سألنا بعدها ياسمين عن زيارتها السابقة للإمارات، قبل الزيارة الأخيرة لحضور عرض شانيل كروز في دبي، فأخبرتنا أنها زارت دبي للمرة الأخيرة قبل خمسة أعوام. سألناها حينها عن شعورها حيال العودة مجدداً إلى الإمارات، فقالت ياسمين: «نعم، عشت هنا. أشعر نوعاً ما أني في منزلي. في الواقع أحب فكرة الجمود هنا. هناك حركة، وإنما هناك أيضاً الكثير من المساحات الشاسعة والصمت. حتى عندما ينظر المرء إلى البحر، يجده ساكناً. لا أمواج، والرمل والصحراء متناثران جداً».
أخبرتنا ياسمين حمدان عن حفلاتها الموسيقية قبل التوجه إلى لندن لإقامة حفلة في «إلغار روم»، في «ألبرت هول». بعد حفلة لندن، تنتقل إلى «فرانكوفوليز» (Francofolies) ومونتريال لتنضم لاحقاً إلى المهرجان اليوناني في غلاستونبوري.
سألنا ياسمين أيضاً عن عرض شانيل كروز في دبي، فعبّرت عن سعادتها وفرحها لكونها جزءاً من هذه المناسبة المهمة. أخبرتنا أيضاً عن تجربتها في الإمارات وعن نيتها زيارة والدها قريباً على رغم جدول أعمالها المزدحم. تواعدنا على اللقاء قريباً للحصول على المزيد من أخبارها.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات