تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

انخفاض عدد المدمنات في السعودية

بعدما أعلنت أجهزة مكافحة المخدرات في المملكة العربية السعودية انخفاض مستوى الإدمان بين الفتيات، سادت أجواء من الراحة والهدوء بين العديد من الأسر واللجان التي تشرف على مكافحة المخدرات. وتبيّن أن البرامج التي تقام في العديد من الأوساط التربوية سواء في المدارس أو الجامعات وغيرها من حلقات التوعية، ذات أهمية وتأثير على من وقع وسيقع في براثن المخدرات. «لها» تضيء على قصص واقعية والدور التي تقوم به الأجهزة المعنية بالتعاون مع جهات ووزارات عدة من أجل تكثيف مكافحة المخدرات والحد من التعاطي. 


رغم أنها لم تدمن لفترة طويلة، وتعافت من سموم المخدرات، تكشف غادة تفاصيل قصتها مع الإدمان، وتقول: «مرحلة العلاج أصعب من الإدمان. لا أحب العودة بالذاكرة إلا أنني أقول دوما إن الإدمان تهلكة وهلاك وكل ما هو سيئ ينسب إلى عالم المخدرات. أنا أدمنت مدة شهرين واكتشفت إدماني والدتي بعد سلسة تصرفات سلبية كانت تصدر مني، فلم تتمكن من مواجهتي، بل لجأت إلى مجمع الأمل للصحة النفسية ولعلاج الإدمان في الدمام، فتولى مسؤولوه متابعتي وجلبي إلى جلسات العلاج».
تضيف:«إحدى صديقاتي عرّفتني الى الحبوب بعدما دخلت أمها السجن بسبب قضية حقوق مدنية، ولم يكن هناك من يتكفل بها، فتعرفت الى شاب أقسم لها أنه يريد الزواج بها، حتى استدرجها إلى منزله وناولها تلك الحبوب التي جعلتها لا تعلم أين هي، وفعل فعلته وتركها ورحل دون أن تعلم عنه شيئاً. بعدها دخلت عالم الإدمان، وراحت تبحث عن الحبوب المخدرة في كل مكان، وتمكنت من الحصول عليها،أعطتني كمية بسيطة في إحدى الجلسات. ولم أكن أتوقع أن أصل إلى مراحل صعبة».
تختلف قصة غادة اختلافاً كليا عن قصة سهى التي كانت تبحث عن علاج للصداع النصفي أو ما يسمى داء الشقيقة، فهنا كانت بدايتها ونهايتها أيضاً بحسب تعبيرها: «أعاني من الصداع النصفي والنوبات التي تصيبني مؤلمة حد الموت، فأشعر بأنني في حالة هستيرية من شدة الألم وكثيراً ما اضطر لضرب رأسي في الجدار. زوج أمي كان يراقبني دوماً وأنا في هذه الحال، وذات يوم أعطاني دواء أثناء سفر أمي وقال لي أنه جلبه من البحرين وهو خاص بالصداع النصفي، كان عبارة عن حبوب مخدرات،ولم أكن أعلم بذلك. ولم يكن هدفه مساعدتي وإنما التحرش بي. وهذا ما حصل فعلاً، فمقابل كل حبة كنت أقوم مضطرة لارضاء رغباته إلى أن أصبحت غير قادرة على التحمل، وكشفت قصتي لأختي المتزوجة التي لم تستوعب ما أقول وأصيبت آنذاك بجلطة أثرت على ملامح وجهها، إلى أن اعترفت إلى والدتي التي طلبت الطلاق من زوجها».


حبوب
القشطة

لحبوب القشطة عند بعض الفتيات نكهة خاصة على حد تعبيرهن، فهذه الحبوب الذي تنتشر في السعودية خلال فترة الاختبارات، أصبحت مثار جدل العديد من الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني كالجمعيات الحقوقية وجمعيات مكافحة المخدرات. وتقول إحدى الطالبات إن حبوب القشطة «وسيلة تسلية وسهر من أجل التخفيف من ضغوط الاختبارات. هي ليست مخدرات وإنما مهدئات تساعد الطلبة على تجاوز معاناة الاختبارات والضغوط النفسية، وتساعد على السهر فيبقى الطالب قادراً على مواصلة الدرس».
تضيف: «تتناولها الفتيات بسهولة والوصول إلى مروجيها سهل جداً. أحيانا نتمكن من الحصول عليها من شبان يقفون في المجمعات التجارية، فمن خلال وسائل التقنية الحديثة كالواتس آب وبرامج أخرى نتعرف على بعضنا ونحدد أماكن اللقاء».
وتقول فتاة تعافت من الإدمان وطلبت عدم ذكر اسمها: «السبب الأول والأخير لوصول المخدرات إلى أيدينا غياب وعي الأهل وضعف أساليب التربية»، فهي لم تجد عناية ومتابعة من والديها المنهمكين في مشاغل أخرى، «فكل منا يربي نفسه بنفسه، وأنا قليلا ما أرى أمي، فهي تحب السفر كثيراً وتتابع أعمالها المستمرة التي لانهاية لها. ترعرعت في أسرة ميسورة الحال، والأموال متوافرة في متناول يدي متى شئت، فالفقر والغنى كلاهما واحد: الثراء الفاحش قد يؤدي إلى الانهيار والفقر طريق إلى الضياع والتشتت. اللوم والمسؤولية موجهان إلى أسرنا التي لا تعرف قيمة الطفل، فهو عجينة تتشكل كيفما يشاؤون».


اللجنة
الوطنية لمكافحة المخدرات: الفتيات أقل إدماناً من الشبان

كشفت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أن تعاطي الفتيات للمخدرات لا توازي عُشر النسبة لدى الشبان.
وأشار إلى وجود تعاطٍ ملاحظ لـ «الحشيش» بين الفتيات لا يمكن إنكاره، إذ بدأت النسبة ترتفع، وعلى وجه التحديد داخل الجامعات التي لا توجد فيها سياسات لمنع التدخين، وبين النساء المرتادات لمقاهي «المعسلات»، إضافة إلى فتيات «الطبقة المخملية».
وأفادت اللجنة بعدم وجود ترويج لتعاطي «الحشيش» بين الفتيات، إذ إن الفتيات أنفسهن هن من يوقعن بعضهن في دائرة التعاطي.


مكافحة
المخدرات: ليس صحيحاً ما يشاع عن انتشار المخدرات بين الأوساط النسائية 

مساعد مدير مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية عبد الإله الشريف، قال إن نسبة تعاطي النساء للمخدرات في المملكة ضئيلة مقارنة بدول أخرى، وهناك 270 حالة في مستشفيات الأمل، 65 في المئة منهن غير سعوديات.
وأضاف: «لدى المديرية العامة لمكافحة المخدرات 82 باحثة من المتخصصات الاجتماعيات والنفسيات، في الإدارة في الرياض والأجهزة الفرعية في المنطقة الشرقية، ومناطق مكة المكرمة والقصيم. ويستمر تنفيذ البرامج التي يقدمها الجانب النسوي بطرق علمية، تُعتمد ضمن خطط إستراتيجية التوعية المكثفة والمتابعة. وشملت الفعاليات محاضرات ومعارض وورش عمل في عدد من مناطق المملكة، وتستعد المديرية حالياً لنشاط متواصل يستهدف المدارس والجامعات».
وحول نسبة التعاطي بين الطلاب، قال الشريف إن الإحصاء يشير إلى انخفاض ملحوظ، مما يعكس نجاحاً للأدوار التي تقوم بها المديرية العامة لمكافحة المخدرات بحملات التوجيه والتوعية، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، مبيناً أن مرحلة المراهقة تعد الأخطر، لذلك فان استهداف هذه الفئة يتطلب جهوداً مضاعفة وبرامج مدروسة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079