آفة نفسيّة وشذوذ إجتماعيّ: ثياب نسائية... للرجال!
للوهلة الأولى، قد يظنّ كلّ قارئ أنه بمنأىً عن المشكلة التي سوف يتمّ طرحها، كونه ينعم بعلاقات إجتماعية متوازنة ويعرف أصدقاءه وأقرباءه أشدّ المعرفة. فلن تتناهى إلى باله فكرة أن يعاني شخص مقرّب منه مشكلة نفسيّة بإمتياز، تؤثّر على التصرفات وتنعكس حتى على الحياة الزوجية بطريقة سلبيّة.
إنها ظاهرة شاذة تتمثّل بالCross Dressing ، أي إرتداء الرجال ملابس أنثويّة، بطريقة سريّة، أو فاضحة، بسبب تداعيات نفسيّة وتأثيرات إجتماعية وإنعكاسات تربويّة. ويبقى «التنكّر» بأزياء النساء آفة لا يتقبّلها المجتمع، مهما كثُرت التفسيرات والتحليلات. والصدمة الكبرى هي تزايد عدد هؤلاء «المنحرفين»، واندماجهم بين الناس، فيعيشون بوجهين وحياتين وشخصيّتين...
لا يجوز قطعاً إعتبار هذه المشكلة عابرة أو «تجربة شخصيّة» أو نزوة، كونها تندرج في إطار الصراعات النفسية التي يعانيها البعض، في السرّ أو في العلن. من هذا المنطلق، يكون العلاج ضرورياً والمتابعة مهمّة، كي لا يعاود المرء الوقوع في ما حاول جاهداً التخلّص منه، عند أوّل عقبة تواجهه. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الظاهرة مختلفة عن الشذوذ شكلاً ومضموناً، إلاّ انها قد تساهم في تطوّره أو تشكّل مظهراً معيّناً من مظاهره. ويبقى الأهمّ هو الوعي الكافي والإدراك والتربية السليمة منذ الصغر، لتفادي الإنعكاسات السلبيّة في ما بعد.
لطالما إفتخر الرجل بذكورته وعنفوانه وقساوة ملامحه وصلابة مظهره الخارجي. لكننا بتنا مُحاطين بأشباه رجال لا يمتازون عن المرأة إلاّ بالإختلاف البيولوجي، ويختارون ملابس ذات قصّات ضيّقة وغريبة، وألوان أنثوية وأقمشة شفافة! وهذا ما لا يتقبّله أفراد المجتمع، مهما بلغ إنفتاحهم وتطوّرهم، بفعل التعدّي على العادات والتقاليد المُتعارف عليها.
فما هو الـ Cross Dressing؟ وأين يُصنّف؟ وما مدى تقاربه مع الإنحراف أو حتى الشذوذ؟
تفسّر الإختصاصيّة في علم النفس زينة نجيم هذه الظاهرة الموجودة في مختلف المجتمعات، شارحةً أسبابها وتداعياتها. كما تعطي الإختصاصية في علم الإجتماع ساندرا جبّور نبذة عن نظرة المجتمع إلى هؤلاء الناس ومدى تقبّله لهم وأسباب رفضه لهم.
ظاهرة وآفة
تقول نجيم: «إرتداء الرجل لملابس نسائية ظاهرة موجودة في مختلف المجتمعات، وهي حالة شاذة، تتدرّج من مجرّد إرتداء الرجل لملابس داخلية نسائية تحت بذلة رجل عادية، وصولاً إلى «التنكّر» الكامل بزيّ إمرأة، من الرأس إلى أخمص القدمين، مروراً بالتبرّج الكامل وتصفيف الشعر، وإرتداء الأكسسوارات والجوارب النسائية والكعب العالي. فالبعض لا يجرؤون على فضح أنفسهم، فيخفون ميلهم هذا تحت ثياب عادية، أو يمارسونه في الخفاء، بينما يعمد قسمُ آخر إلى التعبير عن رغبتهم الجامحة في ارتداء ما يرتاحون إليه».
مسبّبات تربوية وإجتماعية
أمّا عن أسباب هذه الآفة، فتشير نجيم إلى أنّ «الناحية التربوية لها تأثير كبير كونها تصقل شخصيّة الإنسان منذ الطفولة وتعلّمه تفريق الخطأ عن الصواب وتشجّعه على إحترام القواعد والتقاليد وتنهيه عن خرق الأعراف، وتدمجه بسلاسة في المجتمع. ذلك أنّ الصورة التي يكتسبها الإنسان في صغره، تترسّخ في تفكيره ويمارسها تلقائياً في شبابه. وبالعودة إلى ظاهرة إرتداء ملابس الجنس الآخر، يُرجّح أن يكون المسبّب أمرين بديهين: أوّلهما ضعف أو إنعدام علاقة الولد مع الأب من جهة، وتعلّق الأم المفرط عاطفياً بالولد، ما يدفعه إلى التقرّب الشديد من والدته لملء فراغ عاطفيّ ناجم عن عدم إستقرار عائلي، ليكتسب الصبيّ مع الوقت التصرفات الأنثوية ويكبر معها. ويبقى ثانيهما نشوء الولد في بيئة مليئة بالنساء والأخوات، مما يولّد جواً أنثوياً بإمتياز، يتشرّبه الصبيّ منذ نعومة أظافره، وينمو معه بشكل تلقائي، لينطبع التأثير الأنثويّ بقوّة».
فتربية الأولاد بطريقة سليمة ومتوازنة ومدروسة أمر جوهريّ، لذلك فالإفراط في الدلع، وتشجيع التصرفات غير الذكورية للصبيّ والإفتخار بعادات مكتسبة من الأم إلى ولدها، تصرّفات غير مقبولة تؤدّي إلى ضياع الصبي نفسياً وتشبّثه بالخطأ لا محالة. فبعض الأمور حكر على النساء، مثل انتعال الكعب العالي والتبرّج ووضع طلاء الأظافر... ولا يجوز أن تعلّمها الأم لطفلها، كأمر طبيعيّ لتطبيقه. وتبقى مرحلة المراهقة من أدقّ المراحل التي تتطلّب مرافقة واعية وتنشئة إجتماعية وعائلية سليمة ومرافقة حاسمة وقرارات حاسمة. ولا مجال للتهاون أو التغاضي عن الغلط الفاضح، كي لا يتحوّل لاحقاً إلى مشكلة نفسية لا تحمد عقباها. لكن لا بدّ من التنويه إلى أنّ «ليس كلّ مظهر أو تصرّف أنثويّ عابر عند الطفل الصغير هو علامة حالة مرضية نفسية. وإنما قد يمرّ الطفل بمرحلة غير خطيرة، مفادها غياب الأب أو عدم وجود قدوة ذكورية مثل الأخ الأكبر أو الأصدقاء الذكور في المحيط. وتضمحلّ هذه الحالات بعد تأمين علاقات طبيعية وإختلاط الولد مع أفراد عائلته الكبرى والمجتمع».
شخصيتان متناقضتان!
تؤكّد نجيم أنّ Cross Dressing أو Transvestism من شأنه أن يعيّش الرجل في صراع داخلي، تتنازع فيه شخصيتان، ما ينعكس لا محالة على الأداء العام في المجتمع بعد فترة. فالرجل الذي يميل إلى إرتداء ملابس الجنس الآخر، يمارس حياته بشكل طبيعي أمام الناس، ولا يلبث أن ينتقل إلى الشق الثاني من الحياة، بالخفاء، بسبب الرفض الإجتماعي القاطع لميله هذا. فيتوجّه الرجل إلى ملاذات خاصة لا تدين هذا التحوّل، أكان ذلك في حرم منزله الخاص، أو في ملهى خاص، حيث توجد تجمّعات تتقبّل كيانه هذا. وتكون العمليّة إنتقالية إختيارية، ما لم تكن هناك أسباب بيولوجية. فيتقمّص الرجل شخصية المرأة، قلباً وقالباً، بعملية تنكرية كاملة، من حيث الشكل والتصرفات لكنه يعيش باطنياً حالة نفسية مزعزعة».
تضيف: «يمكن أن يكون الرجل هذا متزوجاً ومنحرفاً في آن واحد، أو ميالاً إلى الجنسين معاً، بيد أنه لا يظهر حقيقته أبداً، حتى لأقرب الناس إليه. وذلك مخافة عزله إجتماعياً وعاطفياً بسبب مشكلته هذه، إذ غالباً ما يتمتع هؤلاء الرجال بمراكز مهنية مرموقة ومكانات إجتماعية مهمّة».
ومهما حاول جاهداً التخفي، قد ينفضح الرجل الميّال إلى تقليد الجنس الآخر بسبب نوعية حديثه وتصرفاته الأنثوية وأدائه العام من أسلوب مشي وطريقة جلوس وتبرّج وتصفيف الشعر بطريقة أنثوية، إضافةً إلى معرفته بتفاصيل دقيقة عن مظهر السيدة وملابسها، إذ يكون ملمّاً بذلك بطريقة لا يمكن للرجل أن يكون مهتماً بها ولو من بعيد.
«هواية» مرفوضة إجتماعياً
تؤكّد الإختصاصية ساندرا جبّور أنّ «المجتمع قاضٍ وجلاّد، إذ لا يتهاون مع أي شذوذ، ويُدين مرتكبيه عبر عزلهم ووصمهم وتحطيمهم نفسياً. فالمجتمع قاسٍ ولا يرحم، ومن غير الممكن أن يتقبّل تعدّي الحدود المتعارف عليها بين الجنسين. فلا يمكن أن يصبح إرتداء الرجل لملابس المرأة من المسلّمات في المجتمع يوماً ما. فالرجال الذين يقومون بتصرفات تميل إلى الأنثوية غير مقبولين إجتماعياً إلى حدّ ما. فكيف لو قلّدوا المرأة، شكلاً ومضموناً؟» هنا، يشعر الرجل بأنه لا يندمج مع المجتمع الذكوري، فيسعى إلى إخفاء ميله الشاذ هذا، خوفاً من التصنيف العشوائي، ومن التحرّش الجنسي، ومن إبتعاد النساء عنه، سعياً إلى رجل يتمتع بمواصفات الرجولة من قوّة ومظهر وأداء».
إنحراف وشذوذ
ترى نجيم أنه «لا بدّ من التفرقة بين منحرفين والـCross Dressers. إذ إنّ المنحرف الشاذ قد يملك تكويناً بيولوجياً داخلياً يدفعه إلى تبرير الأداء الأنثوي والميل الجنسي غير المستوي الموجود في اللاوعي. أمّا الTransvestite، فرجل ذكر بيولوجياً، يعتمد أسلوباً أنثوياً من حيث الملبس، وقد يكون مشتهياً للجنس الآخر أو شاذاً أو الإثنين معاً. لكنّ المجتمع بشكل عام لا يفرّق بينهما، لأنه يحكم من خلال النظر والملاحظة».
تضيف: «إنّ الشذوذ هو الأمر غير الطبيعي وكسر للقاعدة، بحيث ينفر الإنسان من المجتمع وينحرف عنه عامةً. وفي بعض الحالات قد يشعر الرجل بإنعدام الثقة بالقدرات الجنسية، فيبحث عن شريك من جنسه ويصبح شاذاً. وهذه حالة نفسية مرضية متشعّبة ولها أسباب وعواقب مختلفة.
عواقب الإزدواجيّة
تشرح نجيم: «يعيش الCross Dressers حالة ضياع دائم وزعزعة بالثقة بالنفس، ما يولّد لديهم نوعاً من الحقد على المجتمع الذي لا يتيح لهم التصرّف على سجيّتهم. فينقمون من دون معرفة سبب عدم إنتمائهم، ويرفضون الإختلاط ضمنياً، إلاّ أنهم يسعون يائسين للتأقلم والإندماج. بيد أنهم يبقون حائرين، ما بين الرجل. والمرأة، ما يولّد ضياعاً هائلاً.» وهنا دور المحيطين في المساعدة أو النبذ، في العلاج أو في الإنتقاد، في التقبّل أو في الرفض.
ومن الناحية الإجتماعية، ترى جبّور أنّ «إبتعاد عدد كبير من المحيطين والأصدقاء وربما الأقرباء أو الشريكة، أمر لا مفرّ منه، عند إكتشاف إزدواجية الحياة التي يعيشها الرجل. وهذه الصدمة الثانية تسبّب له مشاكل إضافية. لذلك يسعى بدايةً جاهداً للتخفي وعدم الإنكشاف. فصعب أن يتقبّل الأشخاص أن رجلاً قريباً منهم ومن أولادهم يعاني من هذه الآفة النفسية، وبالتالي لن يقف الجميع إلى جانبه، بل يتملّصون منه أو يبتعدون عنه بتدرّج، أو ربّما يقطعون كلّ العلاقات بطريقة فجّة وقاسية. وهذا ينعكس سلباً ويضاعف الأزمات التي قد يمرّ بها».
علاجات ممكنة
تختم نجيم: «كلّ حالة مختلفة عن سواها. وينجح العلاج بمقدار قوّة الشخصية والمؤازرة الخارجية التي يحصل عليها المرء والظروف التي يمرّ بها. إذ إنّ مشاكل الحياة تردّنا دوماً إلى نقطة ضعفنا. لكن من المهمّ أن يفهم الرجل أن تصرّفه هذا هو حالة مرضية أو آفة أو مشكلة نفسية، وليست حلاّ للهروب من مصاعب حياتية والتخفيّ وراءها. وهنا يبدأ العلاج. فالمشاكل النفسية لا تزول من تلقاء نفسها، بل مع المتابعة والدعم والإرادة». ينفع العلاج النفسي في معظم الأحيان، لكن الخطوة الأولى هي التقدّم إلى العلاج وطلب المساعدة والإقرار بالخطأ».
تبقى هذه الظاهرة النفسية الإجتماعية خجولة في المجتمعات الشرقية بسبب شدّة العواقب، لكنها موجودة لا محالة، وفي تزايد مستمرّ. ومجرّد تجاهل الموضوع أو إبقائه طيّ الكتمان خشية من الناس أو تفادياً للمشاكل بين الشريكين أو في العائلة، لا يحلّ المشكلة، بل يزيدها عمقاً وتشعّباً. وهنا دور المحيطين والعائلة لمساعدة الشخص الذي يعاني من آفةٍ ما، ودفعه إلى العلاج، ومؤازرته في خطى التعافي للعودة إلى المسار الطبيعيّ.
رأي الدين في موضوع ارتداء الرجال ملابس نسائية
يؤكد الدكتور نصر فريد واصل، مفتي مصر الأسبق، أن الشريعة الإسلامية حرصت على تمييز كل جنس عن الآخر، فلا يجوز للرجال ارتداء ملابس خاصة بالنساء، وكذلك لا يجوز للنساء التشبه بالرجال، لأن في هذا نوعاً من الاعتراض على الفطرة التي خلق الله كل جنس عليها، فقال تعالى: «وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا» آية 32 سورة النساء.
وأشار إلى أن الشريعة دعت كلاً من الرجال والنساء إلى الاعتزاز، بلا تكبّر أو تغطرس، بالفطرة التي خلقهم الله عليها، أما إذا اعترض على قدر الله وحاول التشبه بالجنس الآخر فهو آثم شرعاً، وفقا لنص الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس، قال: «لعن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُخَنَّثِينَ مِنْ الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنْ النِّسَاءِ، وَقَالَ: أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ»، والسر في أخرجوهم من بيوتكم أنه إذا لم تنفع معهم وسائل النصح والإرشاد والعلاج النفسي والطبي إذا لزم الأمر، فإنهم يتحولون إلى جرثومة تضر كل من حولها من أفراد المجتمع، لهذا ينبغي عزلهم.
وتشير الدكتورة مريم الداغستاني، رئيسة قسم الفقه في كلية الدراسات الإسلامية، جامعة الأزهر، إلى أن إصرار الرجل على ارتداء ملابس المرأة أمر مرفوض شرعاً وعقلاً، فقد ميّز الله كلاً منهما عن الآخر في الجوهر والمظهر اختلاف تكامل وتنوع، وليس اختلاف صراع، لهذا لا يجوز شرعاً لأحدهما التشبه بالآخر، وإلا يكون قد رضي على نفسه اللعنة، فقد قال الصحابي الجليل أبو هريرة: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ». وأكدت أم المؤمنين عائشة نفس المعنى بقولها: «لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَةَ مِنْ النِّسَاءِ». وقياساً عليه بالنقيض فإن الرسول، صلى الله عليه وسلم، لعن المخنث من الرجال، بل إن هذا النوع من التشبّه في الملبس يعقبه تشبّه في الحركات والصوت، مما يجعله باباً للشذوذ الجنسي أو العلاقات المثلية التي حكم عليها الشرع بالتحريم والتجريم باعتبارها من كبائر الذنوب، لأن الله سبحانه خلق الرجل بصفات الرجولة التي لا تحتمل لباس النساء، ولا تحتمل التشبه بتصرفاتهن.
وطالبت الداغستاني الرجل الذي يلبس ملابس النساء، بالإقلاع عن هذه الصفة الذميمة، وأن يعتز برجولته التي خلقه الله عليها، وإلا كان معترضاً على قضاء الله وقدره أن جعله رجلاً، وقد توعّد الله في الحديث القدسي من يفعل ذلك، فقال فيما رواه رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «من لم يرض بقضائي، ولم يصبر على بلائي، فلْيتَّخذ ربًّا سِوَايَ».
ونصحت الدكتورة مريم الرجل الذي ابتلي بهذا التشبه بأن يقوي في نفسه الوعي الديني، وأن يبتعد عن رفاق السوء أو مشاهدة ما يدعوه إلى هذا الفعل غير المحرم، وأن يستعين بالله سبحانه وتعالى، فهو خير معين ومسؤول. وإذا صدق العبد في دعائه والاستعانة به والالتجاء إليه، صَدَقَه الله بإجابة دعائه وإزالة شكواه والأخذ بالأسباب والحرص والمجاهدة، حتى يتوصل إلى الشفاء التام من خلال مخالطة الأتقياء والذهاب إلى الأطباء المتخصصين، لأن هذا نوع من المرض الذي يرجى العلاج منه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام»، فالذهاب إلى الاطباء باعتبارهم أهل الاختصاص واجب شرعاً، لأن البديل في الاستمرار في التشبه هو اللعن والطرد والإبعاد عن رحمة الله وجنته، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024