سعاد سليمان: يبدو أنني أجيد الغوص في مشاعر المرأة
تعتبر القصة القصيرة المجال الذي برزت من خلاله موهبة الكاتبة المصرية سعاد سليمان، منذ العام 2001، عندما نشرت مجموعتها القصصية الأولى «هكذا ببساطة»، ومع ذلك وجدت روايتها «آخر المحظيات»، الصادرة حديثا عن «دار الكتاب العربي» في بيروت، صدى طيبا، حتى أن المخرج عادل عوض قرر أخيرا تحويلها إلى فيلم سينمائي.
وبين هذين العملين صدرت لسعاد سليمان رواية «غير المباح»، ومجموعة «الراقص».
- «آخر المحظيات»، ماذا تمثل لك؟
تمثل لي تجربة جديدة تماما شكلا ومضمونا، لدرجة أنني اندهشت من قدرتي على كتابة مثل هذه الرواية، التي تتناول عالما مختلفا عن عالمي الأثير، عالم البسطاء والمهمشين، الفقراء الذين يبحثون عن حلم يصعدون به من قاع الأرض إلى بقعة تكبر بالتدريج تحت الشمس، خصوصا أن لديّ مشروعي الأدبي الذي يتمثل في روايات عدة عن مذكرات أبي التي سجلتها له منذ عام 2002 وتتضمن رحلته من سوهاج، في صعيد مصر، إلى الإسكندرية، وبيوت «الصعايدة» في الإسكندرية وكيف تبدأ بجُحر تحت الأرض وتنتهي إلى بيت يليق إلى حد ما بآدميين، والنماذج الإنسانية التي اقتربت منها خصوصا من أقاربي، ثم «المأوى»، وهي تجربة فريدة عشتها بكل تفاصيلها لمدة عشر سنوات.
هي مشروعات قديمة، ورغم ذلك أخذتني «آخر المحظيات» إلى عالم مختلف لم أجرّب الكتابة فيه من قبل. يبدو أنني أجيد الغوص في مشاعر المرأة، وجدتني أبث نجواها ببراعة، كما قال عدد من النقاد. «
آخر المحظيات» أعتبرها دليلا على تنوع الكتابة، وعدم وقوعها في أسر التجربة أحادية الجانب، وأنا أكدتُ هذا من قبل برواية «غير المباح»، وهي رواية فانتازيا سياسية.
- إلى أي مدى أنت راضية عن استقبال «آخر المحظيات» نقديا؟
أسعدني ما كتبه عمار علي حسن عن الرواية في جريدة «الحياة»، وما كتبه الشاعر أسامة الحداد وما قاله الدكتور مصطفى الضبع وهالة فهمي والدكتور بهاء عبد المجيد.
أسماء قليلة، لكنها أنصفتني وأكدت أن الرواية جيدة. بالتأكيد أنا غير راضية عن استقبالها نقديا، ولا أعتقد أن الأزمة في الرواية.
الأزمة في علاقة النقاد في مصر بالإنتاج الأدبي. وهذه قضية تحتاج حلولا وليس إلقاء الاتهامات جزافا بين الناقد والمبدع. أعتقد أن فكرة إنشاء مركز للنقد الأدبي ستحل الكثير من القضايا والالتباسات القائمة حاليا، لكني على كل حال سعيدة بما كتبت وأعتقد أن الإبداع الحقيقي سيثبت نفسه حتى لو لم ينصفني النقاد حاليا، ربما.
- من وقت لآخر تضعين على صفحتك على «فيسبوك» مقتطفات من قصص قصيرة قديمة لك، هل تعتبرين القصة القصيرة مجالك الأفضل مقارنة بالرواية؟
أقرّ وأعترف بأني من عشاق القصة القصيرة، وأعتبرها الفن الأصعب والأكثر اجتهادا والمؤشر الحقيقي على الموهبة، ولكن مع اكتساح الرواية أصبح لا يجد له طريقا، لدرجة أن بعض دور النشر قررت عدم قبول أي مجموعات قصصية أو دواوين شعر.
عن نفسي، لا أختار الشكل الأدبي الذي يخرج فيه النص، والنص هو الذي يفرض شكله عليّ. وما أنا إلا كاتب مطيع، فإذا ما اختار النص الشكل الروائي فليكن، وإذا اختار القصة أو الومضة لا مانع.
بعض نصوصي اختار الشكل المسرحي، وكان هذا مفاجأة صاعقة بالنسبة لي، خصوصا أنني لا أحب كثيرا الكتابة المسرحية، لكني كتبت مسودة مسرحيتين ولا أدري هل أكملهما أم ستظلان حبيستي الأدراج. كما أن القصة هي الأنسب لعالم «فيسبوك»، مقارنة بالرواية.
- هل تستعدين لنشر عمل جديد؟
أضع اللمسات الأخيرة على مجموعتي القصصية الثالثة، وهي أيضا تجربة مختلفة على مستوى الشكل والمضمون، مقارنة بالمجموعتين السابقتين، «هكذا ببساطة»، و»الراقص»، وأتمنى في ظل العداء المتنامي لفن القصة القصيرة لصالح فن الرواية أن تحظى بالاهتمام الذي يليق بالمجهود الأدبي المبذول فيها.
- الانهماك في جدل حول قضايا أدبية وأخرى سياسية على «فيسبوك»، هل تعتبرينه منشطا للإبداع، أم معوقا له؟
هو معوق للإبداع بنسبة 60 في المئة، إذ إنه يستهلك الوقت والتركيز، بخاصة في ظل حال الاستقطاب في مصر بعد ثورة يناير.
أما النسبة الباقية فهي لا تنشط الإبداع، وإنما تنشط القدرة على الجدل والتفكير النقدي الذي قد يفيد في معرفة إذا كنا نكتب ولمن نكتب؟
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | تشرين الثاني 2024