الفنانة إمارات رزق: الفتاة اللعوب والشريرة...أحبّ هذه الأدوار
فنانة منحت أدوارها فيضاً من إحساسها المرهف، فمنذ إطلالتها الأولى سعت إلى اختيار المختلف مرسخة بصمتها الخاصة عبر ما تُقدم.
إنها الفنانة إمارات رزق التي امتازت بعفوية الأداء وقوة الحضور فأثبتت جدارتها بموهبتها الصادقة، الأمر الذي حمّلها مسؤولية الاختيار فحرصت على تقديم المميز دائماً دون أن تأبه للصعاب. حول جديدها الدرامي في الموسم الدرامي الحالي وحول شؤون فنية أخرى كان لنا معها هذا اللقاء.
- ما خصوصية شخصية نعمة التي جسّدتها في مسلسل البيئة الشامية «أبواب الريح»؟ وإلى أي مدى هي أنثى فاعلة في الأحداث؟
قدمت شخصية فتاة شامية، ولكنها في حقيقة أمرها هي لا تحمل من خصوصية البيئة الشامية وعاداتها شيئاً، ويظهر ذلك جلياً من خلال أفعالها وعلاقاتها، فقد كسرت كل التقاليد والأعراف للبيئة الشامية بشكل عام.
هي فتاة تخون زوجها، وتدفع رفيقتها لتفعل هي الأخرى الأمر نفسه، وبالتالي تضرب بعرض الحائط كل الأعراف التي تقوم عليها هذه البيئة.
- تقديم شخصية بهذا التلون ضمن عمل شامي هو أمر غير تقليدي. فإلى أي مدى يمكن القول إنها تكسر القالب الذي تُقدّم فيه المرأة عادة في هذه الأعمال؟
ينبغي أن نكسر النمطية في هذه الأعمال وأن يكون هناك تلون في الشخصيات المُقدمة، فهل من المعقول أن الشام في تلك الأيام اختصرت كلها بعبارات من نوع «أمرك ابن عمي، تقربني، تشكل آسي...»؟ أمن المعقول أنه لم يكن
هناك أشخاص ليسوا جيدين أو بنات غير سويات؟
مما لا شك فيه أنه كان هناك أشخاص من كل الفئات، أخيار وأشرار، ونحن مع إظهار كل الفئات، ومن المؤكد أنه كان هناك مثل هذه النماذج.
- ولكن هناك من يؤكد أهمية ألا نظهر من هذه البيئة إلا ما هو إيجابي؟
هذه الفكرة تحمل الكثير من الخطأ، فلا أرى سبباً يمنع إظهار مثل هذه الشخصيات، وعلى سبيل المثال شخصية «زمرد» التي أديتها في الموسم الماضي في مسلسل البيئة الشامية «ياسمين عتيق» إخراج المثنى صبح، كانت شخصية من لحم ودم واضطرت للجوء إلى الخان. فقد كان في ذلك الوقت خان في الشام، وهو أمر موجود.
- ألا يزال للبيئة الشامية موقعها عند المشاهد، أم أن زمنها قد ولّى؟
لا أشعر بأن زمنها قد ولّى طالما أنك تقدم عملاً جديداً وجميلاً وجديراً بالمشاهدة، أضف إلى ذلك أن هذه البيئة محبوبة ومُتابعة ليس فقط داخل سورية وإنما خارجها أيضاً، فهي مثل سفير لنا في الخارج.
- ولكن في السنوات الأخيرة لم تحقّق الدراما الشامية الألق نفسه الذي كانت تحصده في سنوات خلت؟
لأنه ليس هناك تجديد في العديد منها، إذ تجد أعمالاً تقدم البيئة الشامية على أنها مجرد «عكيد، حارة...» وفقط، ولكن عندما تقدم عملاً فيه تجديد حتى وإن على صعيد الصورة والملابس فسترى أن الناس ستتابعه بشغف.
- أعمال البيئة الشامية، إلى أي مدى ترينها تجنح نحو الفولكلور أكثر من الدراما؟
إنها دراما وليست بفولكلور، فهي شخصيات من لحم ودم.
أدوار جريئة وجديدة
- ما الصراعات التي عانت منها الشخصية التي أديتها في مسلسل «القربان»؟
هي فتاة لعوب تغار من الفقراء وترى أنهم يعيشون بسعادة. وبالنسبة إلي، فإنني أشعر بالسعادة لأدائي هذه الشخصية إذ لم يسبق أن أديت شخصية الفتاة اللعوب، وبالتالي هو دور جديد، وخط الشخصية مستقل وبعيد عن الأحداث الأخرى في المسلسل الذي أخرجه علاء الدين كوكش.
- هل يمكن القول إن لديك أعمالاً هذه السنة تملك مقداراً معقولاً من الجرأة استناداً إلى دوريك في مسلسلي «القربان» و«أبواب الريح»؟
بالتأكيد، أو يمكن القول إنها أدوار جديدة بالنسبة إلي، فهي المرة الأولى التي أقدم فيها مثل هذه الشخصيات.
- كيف تتعاملين مع الجرأة؟ وما حدودها؟
الجرأة ليست كما قد يتخيلها البعض، فأنا عبر أدواري كلها، وحتى في هذين الدورين أحاول البحث في العالم الداخلي للشخصية لإظهارها. فهي في النهاية إنسانة، والسؤال المهم: لماذا هي تفعل ما تفعله؟ ولكنها بالنتيجة هي هكذا، وهذا هو طبعها أم أن الزمن أجبرها على أن تكون كذلك، فأنا دائماً أحاول التأكيد على فكرة مفادها أن الشخصية لها أسبابها وظروفها.
- هل للمشاهد القدرة على التمييز بين الجرأة الحقيقية والجرأة الخاضعة «للبزنس» والتسويق؟
بالطبع يستطيع الجمهور التمييز بينهما بسهولة، فهو ذكي ويقرأ العمل الدرامي بشكل جيد، وكل ما هو مفتعل أو مفبرك يظهر فوراً على الشاشة.
- أليس من المغامرة بمكان خوضك غمار تأدية شخصيات قد يتحاشاها آخرون كالفتاة اللعوب أو الشريرة؟
على العكس تماماً، فأنا أحبّ هذه الأدوار، وأنا مع فكرة أن يؤدي الممثل كل الأدوار ويجرب مختلف الشخصيات، فعليه ألا يسير وفق نمط واحد في كل ما يقدم.
وعلى سبيل المثال، في مسلسل «حاجز الصمت» للمخرج يوسف رزق جسّدت شخصية الفتاة الشريرة وهو الدور الذي حقّق لي انتشاراً واسعاً، والناس حتى اليوم يتذكرون هذا الدور.
- وسط حالة الإنتاج اليوم، ألا يزال هناك هامش يسمح بهذا التنوع الذي تتحدثين عنه؟
يحدث الأمر عن طريق الصدفة، إذ يُعرض عليك الدور فإما أن تقبله أو ترفضه. وبالتالي استطعت هذه السنة أن أحقق التنوع من خلال ما قُدم لي من شخصيات.
الأزمة السورية في الدراما
- أين تكمن خصوصية مشاركتك في خماسية «نصر» ضمن مسلسل «الحب كله»؟
الخماسية من إخراج زياد الريس وتأليف عبد المجيد حيدر وفادي زيفا، وتتناول المشكلات التي تحدث بسبب اختلاف الرأي، وأجسد فيها شخصية فتاة تتعرض إلى عملية اختطاف بسبب موقفها مما يجري في البلد، حتى أن إخوتها يقفون ضدها، تتعرف على شخص ينقذها من الموت وتنشأ بينهما علاقة حب.
- تتناولون أحداثاً ساخنة ومُعاشة يومياً، فكيف ستحققون حالة الإقناع وتعبرون عن النبض الحقيقي للناس؟
سيقتنع الجمهور لأن ما نقدمه هو قصة واقعية جداً، فبغض النظر عن أنني ممثلة فأنا في الحياة اليومية أسمع الكثير الحكايات المشابهة التي تحدث فعلاً.
- كيف اشتغلت على تفاصيل الشخصية؟
أهم ما اشتغلت عليه وسعيت إلى إبرازه هو الحسّ الإنساني وإن جاء ذلك من خلال نظرات العينين، وهو الأمر الذي شدّد عليه المخرج أيضاً. فكان الاتفاق أن يكون الحس الإنساني عالياً حتى في المشاهد التي كان فيها تعب وعذاب واشتباك.
- إلى أي مدى تؤيّدين طرح موضوع الأزمة في الدراما رغم أنها لاتزال قائمة؟
أفضّل ألا ننتظر وإنما أن يتم تناولها الآن وبالشكل الصحيح، لأنه يمكن لهذه الأعمال أن تقدم التوعية للناس وأن تحمل جانباً إنسانياً، وبالتالي يكون لها دور وتأثير في هذه المرحلة.
- بأية عين تنظرين إلى ظاهرة المسلسلات التي تندرج ضمن إطار الخماسيات، أي التي تتألف من ست خماسيات بحيث يصبح عدد حلقات المسلسل ثلاثين حلقة؟
أؤيدها بشكل كبير، فلم لا تتناول كل خماسية أمراً معيناً وتلقي الضوء على جانب محدّد ضمن عمل متكامل يتألف من مجموعة خماسيات.
- كانت لك مشاركة في مسلسل «في قلب اللهب» يلامس موضوع الإرهاب العام الماضي، فماذا عنها؟
تمحورت أحداث المسلسل حول أثر الارهاب على الناس، ومن هنا تبدأ المعاناة فكل بيت بات فيه ألم ضمن العمل، وأجسد فيه دور «سمر» التي أصيب أخوها الضابط بالشلل نتيجة عمل إرهابي عبر تفجير حافلة ركاب كان فيها، مما يسبب معاناة كبيرة لأفراد المنزل كلهم فيعيشون معه ألمه ومعاناته.وتحاول سمر أن تكون الأخت المُسايرة التي تتحمل حالة أخيها النفسية كما تتحمل إزعاج زوجته وتحاول المشاركة في صندوق الدعم الذي أنشئ لضحايا الانفجار.
مشكلات الشباب
- هل استطعت التعبير عن مشكلات بنات جيلك عبر ما قدمت من شخصيات؟
بالطبع، أفضل دائماً تقديم شخصيات قريبة من الناس ومن نبض الشارع، وهي أدوار موجودة وحقيقية، يمكن أن نصادفها في أي مكان.
- هل هناك أعمال يمكن أن تشاركي فيها تحت لواء الدراما الشبابية؟
لم لا، إن كان فيها ما يناسبني.
- هل عبّر ما قدم من هذه الأعمال عن واقع الشباب السوري حقيقة؟
لم تعبّر عنهم بشكل كبير، فهناك أعمال جاءت بمستوى جيّد وأخرى أقل مستوى. وأرى أننا بحاجة إلى أعمال تعبر حقيقة عن فئة الشباب، فما قدم غير كافٍ ولا يتناول جوانب حياة الشباب كلها.
المعهد العالي... والنجومية
- غياب عدد من النجوم عن أعمال صورت في سورية، هل اعطى الفرصة لظهور وجوه جديدة؟
لا أرى أن الأمر مرتبط بالأزمة، ولكن نسبة كبيرة من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية هم فنانون شباب جيدون وسيصبحون نجوماً.
- هل شاركت في أعمال خارج سورية في الموسم الحالي؟
عُرضت علي المشاركة في عدة أعمال خارج سورية إن كان في دبي أو الأردن، ولكن لم أجد فيها شيئاً مهماً لأترك ما أصوره في سورية وأسافر، فلم تكن ضمن طموحي.
- العمل الذي تطمحين إلى بطولته، تفضلين أن يكون كوميدياً أم اجتماعياً أم تاريخياً؟
ليس هناك شخصية محدّدة أطمح إلى تأديتها لتكون هي حلمي، فأي دور جميل ويلامس الشارع السوري أنا معه.
- كيف تتعاملين مع الشهرة؟
الشهرة أمر عادي بالنسبة إلي، وليس عندي أي عقدة في هذا الخصوص.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024