النقاد يحاكمون: أخطاء تاريخية في 'سرايا عابدين'!!
لم يستطع عمل درامي أن يجمع العديد من النجوم والنجمات من دول عربية كثيرة مثلما فعل مسلسل "سرايا عابدين" الذي كان وراءه إنتاج ضخم لـmbc، أجمع معظم النقاد أنه كان واضحاً في كل تفاصيل المسلسل، لكن في المقابل كانت هناك ملاحظات أبداها النقاد على العمل.
فما هي إيجابيات "سرايا عابدين" وسلبياته في عيون النقاد؟
يقول الناقد طارق الشناوي: "رغم الأخطاء التاريخية التي احتوى عليها المسلسل، وعدم توافق أحداثه مع ما شهدته تلك الحقبة الزمنية من أحداث تاريخية، وأبرزها إقامة عيد ميلاد الخديو الثلاثين في القصر رغم أن كتب التاريخ تؤكد لنا أن القصر لم يكتمل بناؤه في ذلك العام، لا أنكر أن المسلسل لم يخلُ من العناصر الإيجابية، وأهمها الحقبة التي تدور حولها الأحداث، فالجمهور كان مشتاقاً إلى مسلسل يتناول المجتمع العثماني، خاصةً أن المسلسلات الأخرى التي تخوض سباق الدراما الرمضاني هذا العام تدور أحداثها في العصر الحالي، ولذلك تجربة "سرايا عابدين" تعد متميزة ومختلفة".
ويضيف: "من العوامل التي أضافت إلى المسلسل، الميزانية الضخمة التي وفرتها mbc، والتي كانت واضحة في الديكور والملابس وفخامة القصور، فهذه الأشياء أضافت عنصر الإبهار".
وعن أداء الممثلين يقول: "العمل ضم عدداً كبيراً من ألمع نجوم الدراما في مصر وسورية، وهذا يحسب أيضاً لـmbc، لكن غادة عادل هي الفنانة الوحيدة التي جذبت انتباهي بأدائها الرائع وأسلوبها المختلف حتى الآن، فهي تعاملت مع دورها بحرفية شديدة، على عكس الفنانة يسرا التي كان أداؤها مبالغاً فيه".
الأضخم إنتاجاً
وتقول الناقدة ماجدة موريس: "لا أحب تقويم أي عمل درامي إلا بعد انتهاء حلقاته، إلا أنني بعد مشاهدة سبع حلقات من مسلسل "سرايا عابدين" يمكني القول إنه عمل متميز وجيد للغاية وفرت له mbc عناصر كثيرة جعلته يتفوق على غيره من المسلسلات التي تُعرض في هذا الموسم الدرامي، وأبرزها الملابس والديكور والمناظر الجميلة التي جعلت الجمهور يعيش أجواء مختلفة عند مشاهدته. بصراحة "سرايا عابدين" يعد العمل الدرامي الأضخم إنتاجاً هذا العام، فالشركة المُنتجة لم تهتم بالصورة الخارجية فحسب، بل جعلت المسلسل يضم الكثير من النجوم المصريين والعرب".
وتضيف: "العيب الوحيد الذي لا يمكن تجاهل الحديث عنه هو تحدث أبطال المسلسل باللهجة العامية في الكثير من المشاهد، وهو الأمر الذي لا يتوافق مع الحقبة التي تدور فيها الأحداث".
دقة المعلومات
"عمل درامي مُبهر"، بهذه الكلمات بدأ الناقد نادر عدلي حديثه عن مسلسل "سرايا عابدين"، ويقول: "ضخامة الإنتاج جعلت من مسلسل "سرايا عابدين" عملاً فنياً ضخماً يستحق المشاهدة في موسم الدراما الرمضاني، فهو يضم عدداً كبيراً من ألمع النجوم العرب، بالإضافة إلى جمال الصورة التي قدمها لنا المخرج عمرو عرفة، واهتمام الشركة المُنتجة بكل التفاصيل المتعلقة بالديكور والملابس والمناظر الخارجية، فالعمل أكثر من رائع، لكن يعيبه شيء واحد، وهو الأخطاء التاريخية الفادحة، فالمؤلفة لم تكن معلوماتها دقيقة، وفقدت بعض الأحداث المصداقية بسبب عدم دقة الأحداث التاريخية، فهي اهتمت برسم الشخصيات وبتفاصيلها، لكنها تجاهلت الجانب التاريخي وخطوطه العريضة".
اهتمام الجمهور
وتقول الناقدة ماجدة خير الله: "الأخطاء التاريخية التي احتوى عليها المسلسل لا تعتبر عيباً يؤثر على نسبة المشاهدة، فالغالبية العظمى من الجمهور لا تهتم بالأحداث التاريخية بل بالخطوط الدرامية، لكن كان يجب أن يحترم الصُناع عقول المشاهدين والاستعانة بمؤرخ، فضخامة العمل تجبرهم على ذلك".
وأضافت: "رغم الكلفة الضخمة الواضحة في المسلسل وجمال الملابس والديكور وفخامة القصور، كانت المشكلة في ضعف السيناريو، فالأحداث لم تكن منطقية على الإطلاق وفقدت مصداقيتها، فهناك مشهد يظهر الخادمات يسرقن الخبز، وهو شيء غير منطقي حدوثه في قصر الخديو".
وتابعت: "الأمر الثاني الذي لم يعجبني هو أداء بعض أبطاله المبالغ فيه، فشخصية خوشيار التي قدمتها يسرا غلب عليها الطابع الكاريكاتوري، كما أن أداء نيللي كريم وغادة عادل لم يكن موفقاً في معظم المشاهد".
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024