أمل الجبرين: من حقّ المجتمع أن تعمل المرأة في قطاعاته المختلفة
عملت في القطاع الإداري لمدة 14 عاماً، وخلالها عملت لمدة 12 عاماً في القطاع الخيري. هي الكاتبة، وعضو لجنة شابات الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية في جدة، والمشرف العام على جائزة بندر الجبرين للإنجاز. أمل جبرين تحدثت إلى «لها» عن أهمية مشاركة المرأة السعودية للقرارات في مجال العمل، لافتة إلى أن «من استطاع أن يستثمر في نفسه، سيتمكن من إحداث فرق ايجابي». كما تحدثت عن جائزة بندر الجبرين للإنجاز التي تساعد في الحد من البطالة بشكل عام بين الجنسين في السعودية، واستطاعت أن تخدم ستة مشاريع خلال ست سنوات، إضافة إلى تقديم خدمات إستراتيجية لمصلحة المستثمرات السعوديات الصغيرات.
- لنتحدث عن جائزة بندر الجبرين التي تم إطلاقها بشعار «مصدر رزقك .. مصدر عزك»، ما أهدافها، ومن هي الفئة المستهدفة؟
الهدف الرئيسي من الجائزة هو دعم ريادة الأعمال، لأن الوالد (رحمه الله) كان شخصاً عصامياً، وكان يُطلق على مشوار حياته «من الفقر إلى الفخر»، واستطاع بعصاميته أن يضع خطة عمل لكل عصامي، يستطيع أن يُحقق ذاته. وفي أواخر حياته قال مقولته إن المنجز من يجعل مصدر رزقه مصدر عزه، وذلك تشجيعاً لريادة الأعمال، واعتماد المهن. أما الجائزة فقد بدأت منذ عام 2008، وبدأت عندما بدأت أنا عملي الخاص، والفئات المستهدفة في حينها، لا تزال ذاتها إلى وقتنا الحالي، المشاريع التي تقوم على المواهب التي يسهل تحويلها إلى مهن، وإلى صناعات، في قطاع الفنون والتصاميم، وذلك لأنه في هذين القطاعين تستطيعين أن ترصدي الموهبة. بدأنا بمشروع رحالة، للقضاء على البطالة، والحل الاستراتيجي هو تحويل الهوايات إلى مهن، ودائماً أضرب مثال والت ديزني الذي كانت موهبته الرسم فجعلها مهنته، ومن ثم تحولت إلى صناعة تدرّ ملايين الدولارات سنوياً. وأصحاب الهويات يستطيعون أن يقدموا أي شيء. ويتم منح الجائزة عادةً في معرض، في مجال الفن والتصميم، أو يقدمون قطاعهم، ويتم التنافس على الجائزة.
- من خلال متابعتك بشكل مباشر للأعمال المنافسة على الجائزة، ما هي أبرز الصعوبات التي تواجه شابات الأعمال في السعودية؟
في المقام الأول تأتي مشكلة التمويل، ومن ثم تأتي المصادر التشغيلية، وبالتأكيد هناك صندوق تنمية الموارد البشرية، وهناك تصنيف للغرف التجارية،التي تدعم المشاريع الصغيرة، وهناك صناديق دعم المشاريع الصغيرة، ودعم رجال الأعمال، مثل باب رزق جميل لدعم المشاريع الصغيرة، ولكن آلياتها غير واضحة للشباب،أو معقدة بعض الشيء. ويجب أن تنخرط وزارات لتقديم هذه الخدمات، لرائد الأعمال، لأنه في نهاية الأمر المستفيد الأول هو الدولة، والحكومة، كما أن المشاريع المتوسطة، والصغيرة هي المولّد الأول للوظائف، وبذلك نقضي على البطالة، لأن تلك المشاريع هي التي تحتاج إلى العمالة والحرفيين.
- هناك إحصاءات ودراسات ما زالت تؤكد أن الهيمنة الذكورية كانت سبباً لفقر المرأة السعودية وتزايد معدلات البطالة النسائية. كيف تخدم الجائزة هذا الجانب؟
أنا أؤمن بأن النفس واحدة والفرصة واحدة، ولا أؤمن بأن هناك بطالة الرجل وبطالة المرأة، وقد تكون توجهات عند البعض، لكن أنا أخاطب قطاع الشباب، وأخاطب قطاع العاطلين بشكل عام، وأخاطب الفقر، وأحاول أن أقضي عليه، لكلا الجنسين. ومن خلال الجائزة أساعد بأن أحول العالة إلى إعالة ومن الاستحالة إلى الإمكان. وإن أُعطيت الفرصة تُعطَ لمن يستحقها، بغض النظر عن الجنس، والعمر، واللون ، فأنا لا أؤمن بالتفرقة والعنصرية.
- من خلال «موهبتك.. مهنتك» ما هي المشاريع التي خرجت من تحت هذه المظلة؟
من النماذج التي أطلقتها جائزة بندر الجبرين نموذجان حيان، وبكل صراحة دائماً يحضرني نموذج المهندس ماجد فخري. كان يعمل في شركة، وبالجائزة استطاع أن ينشئ عمله الخاص. والتجربة الثانية، هي تجربة طالبة في المرحلة الثانوية فازت بالجائزة واختارت تخصصها في الجامعة في مجال تصميم الأزياء، ولربما استغلت الجائزة في تسديد أقساطها الجامعية. وأغلب المتقدمين للجائزة هم من فئة الشباب، لكن أنا لا أضع أي شرط، فما يهمني هو الموهبة التي أستطيع من خلال صيغة حديثة طرحها وتحويلها إلى مهنة ومن ثم إلى صناعة.
- هل الابتعاث الوظيفي قد يساعد في حل مشكلة البطالة في السعودية خاصة أن مخرجات التعليم تفوق عدد الموجودات في التخصصات؟
بالتأكيد سيساعد. لنقِس الأمر على المعلّمات، لدينا زخم كبير في أعداد المعلمات، ولا سيما الخريجات من التخصصات الأكاديمية، تقريباً قد تعادل عدد الطالبات الموجودات في التخصص، ولدينا طالبات يحضرن الماجستير والدكتوراه في مجالات التاريخ والجغرافيا والرياضيات والكيمياء، وعلى مستويات أكاديمية متعددة. لكن دول الخليج في حاجة إلى نساء ورجال لديهم الخلفية الثقافية والتاريخية ذاتها، وبغض النظر عن الانتقادات التي نوجهها نحن لمخرجات التعليم، هي مخرجات قوية جداً قادرة على إحداث تغيير في أجيال صاعدة، فلمَ لا. وأعظم اقتصاد في العالم، يُصدر أبناءه حول العالم، وهي الولايات المتحدة، ولا بأس أن ترأس نساؤنا إدارة جامعة، أو شركة، أو بنك، في دولة تشبه دولتها. وأود توضيح معنى الابتعاث، فأنا لا أنادي بالهجرة، بل بإبتعاث مشروط بـسنوات معينة، وقد يُسمى في الدوائر الحكومية الإعارة، أن تُعار الوظائف العُليا إلى دول الخليج، وذلك إلى حين يكون لدينا حل مستدام للبطالة، وأن تكون التنمية المستدامة لوقت طويل. كما أنني شخص لا يؤمن بالعوائق، وكل شيء قابل للتغيير متى ما فرضت الحاجة لذلك، وهو ليس تغييراً. من استطاع أن يستثمر في نفسه، سيتمكن من خلق فرق إيجابي.
- ما الذي تحتاج إليه المستثمرة السعودية صاحبة المشروع الصغير؟ وما الخدمة التي تقدمها لجنة شابات الأعمال في الغرفة التجارية لهذه المشاريع؟
تحتاج المستثمرة السعودية للخطة الإستراتيجية، لإدارة مشروعها الصغير برؤية واضحة، ورسالة، وهدف، والقيم التي يجب أن تعمل على أساسها. وما تقدمه لجنة الأعمال لهذه المشاريع، هو التخطيط الاستراتيجي الذي يركز على ما يطلق عليه إدارة المخاطر.
- منذ عام 2008 كم عدد المشاريع التي استفادت من الجائزة؟
قليلة جداً، ستة مشاريع خلال ست سنوات، مشروع واحد في السنة، وهي مشاريع نوعية، رجحت كفتها للنساء أكثر، وكانت تصبّ في قطاعات الفنون والأزياء والقطاعات الخيرية.
- يتم إطلاق جائزة للمواهب، هل من الممكن أن نقدم فكرة عنها، ومن هي الفئات المستهدفة وعدد المتقدمين لها حتى الآن؟
أعداد المتقدمين وصلت إلى 50 ، ولم أشترط سناً أو جنساً أو لوناً. الاشتراط الوحيد أن تكون قطعة بيضاء، وسأشرح عن هذه القطعة قليلاً، وهي عبارة عن نوع من أنواع التحدي، وأن يكون لها معايير، وسميت القطعة البيضاء، لأننا نقدم مبادرة بعنوان النقاط البيضاء، وهي التي تظهر في جهاز الرنين المغناطيسي لمرضى التصلب اللويحي المتعدد، وهذا المرض يأتي بجلطات معينة من فرط المناعة، وأنا مريضة بهذا المرض، لذلك أردت العمل على زيادة التوعية، وطمأنة من أصابهن هذا المرض. أبدأها بمبادرة، وأتمنى أن أنتهي بها في جمعية لصالح مرضى التصلب اللويحي المتعدد. ويجب أن تكون القطعة مشاركة في معرض الخزامى 2014 في الرياض، وأن يكون المتقدم صاحب موهبة. فأنا عندما أمنح جائزة، دون أن تكون قد عرضت على جمهور لمدة ثلاثة أيام، المصداقية تقل، لذلك لا أقدم الجائزة إلا عن طريق معرض، والقطعة يجب أن تكون مشاركة في المعرض. وكلما بسُطت الموهبة كانت أكثر صدقاً. وكل أنواع المواهب الإبداعية مطلوبة، من الكتابة الإبداعية، إلى الإخراج، وصناعة الأفلام، والرسم، والتلوين، والتصوير، والنحت، والمؤثرات الصوتية، إلى التصميم بفروعه المختلفة، من تصميم الأزياء، إلى تصميم الديكور، تصميم المجوهرات، تصميم الحدائق. وما يجعل من الموهبة استحقاقاً للجائزة هي القصة الشخصية خلف الموهبة، ونحن لا نكافئ المواهب كونها مواهب، إنما أُكافئ الموهبة التي تتحول إلى مهنة، بمعنى أن تمتهن موهبتك. أما الجائزة فهي جائزة بندرالجبرين للإنجاز وقيمتها 150 ألف ريال سعودي، مقسمة على ثلاثة مراكز، الأول 75 ألف ريال سعودي، والثاني 50 ألفاً، والثالثة 25 ألفاً، إضافة إلى خدمات تخطيط استراتيجي ودروع تقديرية. والجدير بالذكر أن المستفيد الأول من الجائزة يستفيد مني أنا شخصياً، فأقدم خدمات إستراتيجية لمدة خمس سنوات، بكل مافيها، من التسويق، إلى إدارة المخاطر، إلى الإدارة المالية، ولمدة سنتين، للمركز الثاني، ولسنة واحدة للمركز الثالث.
- لماذا اختيار «السنبلة» شعاراً للجائزة؟
لأن والدي رحمه الله، كانت الزراعة مصدر رزقه، وتحديداً زراعة القمح، وكان رجلاً أُميّاً عصامياً، بدأ حياته دون خط الفقر، ونعم جعل مصدر رزقه مصدر عزّه. وتوفي رحمه الله وهو صاحب أكبر مشروع زراعي في السعودية. والأمر الآخر أن السنبلة فيها سبع سنابل، ونحن أبناء بندر الجبرين ستة، ثلاث فتيات، وثلاثة أبناء، ووالدتي السابعة، ونتمنى من الله أن يطرح البركة في هذا العمل. حتى أن المقولات في الجائزة من أقوال والدي رحمه الله .
- وجودك في لجنة شابات الأعمال في الغرفة التجارية، ماذا أضاف لكِ كأمل جبرين؟
أضاف كل شيء، زاد إيماني بشباب وشابات وطني، وأيقنت أن القطاع الخاص بشكل عام قطاع محوري، تقوم عليه تنمية الدولة. ودائماً أقول إننا أصحاب واجب، قبل أن نطالب، سئمت أنا من مطالبة الجهات الحكومية والدولة بتحقيق كل شيء، بينما باستطاعة القطاع الخاص تقديم حلول مستدامة.
- كيف تقرأين قرار مشاركة المرأة السعودية في مجالات العمل؟ وهل منحها حقوقها الاجتماعية، والمهنية؟
بالتأكيد، فالقرار أعطى المجتمع حقه، وليس المرأة فقط، فالمجتمع من حقه أن تُشارك المرأة في مجالات عمله وقطاعاته المختلفة. ومشاركة المرأة تبدأ من وجودها في المنزل، ووجودها كأم هو مهنة بحد ذاتها، وتربيتها للنشء كذلك مهنة. لكن قرار مشاركتها في القطاعات المهنية، الموجودة في المجتمع، أو على المستوى الاقتصادي، قرار من ولي الأمر يخدم المجتمع في المقام الأول.
- كيف تنظمين وقتك بين مسؤولياتك في الغرفة التجارية وعملك الخاص في الجائزة وعائلتك؟
الوقت في الحقيقة أوجده لي الرجال في عائلتي، وهم رجال لا أنساهم في حياتي، بدءاً من والدي، وأخواني، وأخوالي، استطاعوا أن يهيئوا ليّ المساحة المطلقة. فلو لم يكن خلفي رجال عظماء، لما استطعت أن أكون امرأة عظيمة، وأنا أفضل أن أكون ابنة رجل عظيم، وأخت رجل عظيم، على أن أكون امرأة عظيمة.
الأكثر قراءة
أخبار النجوم
نجوى كرم وناصر القصبي وباسم يوسف يكسرون قواعد...
أخبار النجوم
خاص "لها" - تطورات الحالة الصحيّة لمحمد منير
إطلالات النجوم
ياسمين عبد العزيز تستعرض رشاقتها ببدلة كلاسيكية
إطلالات النجوم
جينيفر لوبيز تتلألأ بـ Bodysuit في حفل إيلي صعب
إطلالات النجوم
زندايا تشعر بالقلق من إطلالاتها على السجادة...
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات