تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

العزومات الرمضانية تصيب النجوم بوجع الرأس! تفاصيل يسردها النجوم

الدكتور أبو بكر باقادر

الدكتور أبو بكر باقادر

مائدة رمضان التي تأتي في نهاية يوم الصائمين، تتميَّز عادة بجوٍّ من الأُلفة الأُسرية حيث يحتشد أبناء العائلة الواحدة حول المائدة الحافلة بأطايب الطعام. وقد تتخذ طابعاً إحتفالياً عندما يدعو الناس بعضهم بعضاً إلى الإفطار، فيكون ذلك مناسبة طيبة لتنشيط العلاقات الإجتماعية بين الأهل والأقارب والأصدقاء. في ما يلي، تنقل «لها» جانباً مما يُسمَّى بـ «العزومات الرمضانية» وما يرافقها من أجواء إجتماعية وما تسبَبُه من إرهاق لصاحب الدعوة.


بين واجبات العبادة وموائد الإفطار في السعوديّة

يشهد شهر رمضان في السعودية أجواء روحانية، تمتزج فيها العبادة بموائد الطعام التي تتميّز بأصناف معينة لا تقدم في أشهر أخرى من السنة، ويمثل تحدياً للسعوديات في المطبخ إعداد المائدة الرمضانية، فنجد أن الدعوات تكثر في هذا الشهر الكريم، الأمر الذي يروق للبعض، لاعتباره يوجد نوعاً من التآخي والتآلف بين الأسرة والأصدقاء، إلا أن أُخريات ينزعجن من تلبية هذه الدعوات، بحجة أن تحضير هذه الموائد مُرهِقة، إضافة إلى أنها تشغلهن عن الصلوات في رمضان.  «لها»  استطلعت بعض الآراء النسائية التي تباينت بين مؤيدة ومعارضة لدعوات رمضان.
 

«المائدة الرمضانية تُجسد معاني الترابط الأسري خصوصاً للأبناء»

تقول خديجة عمر إنها من الأشخاص الذين يحبون «عزومات» رمضان، ففيها «يجتمع الأهل والأصدقاء، فمن المعروف أن شهر رمضان هو شهر الاجتماعات العائلية، وأجواؤه استثنائية بأطباقه بدءاً بالسمبوسك، وأنواع مختلفة من الحساء، إضافة إلى السلطات ووجبات الطعام الرئيسة والحلويات. كما أن هناك متعة في العمل في المطبخ بمشاركة ابنتي، تشعرني بروح هذا الشهر الكريم». ورأت أن اجتماع العائلة والأصدقاء وكثرة «العزومات» في رمضان هما «تأكيد لمعانٍ كثيرة تغيب عنّا في أيامنا هذه، من التآلف والتآخي بين الناس، فتبقى الاجتماعات العائلية حول المائدة الرمضانية مناسبات تجسد معاني الترابط الأسري خصوصاً بين أبنائنا».
 

«تُلهينا عن  العبادات والطاعات في شهر رمضان»

 أما أريج محمد فقالت إنها لا تحب «العزومات» في شهر رمضان لأنها ترى أنها تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد، وتُلهينا عن العبادات والطاعات، خصوصاً أنه بعد الإفطار يحتاج الإنسان إلى الراحة بعد الصوم، وتحضير نفسه لصلاة التراويح. لذلك لا أحب أن أدعو أو أُن أكون مدعوّة، خصوصاً إلى الدعوات الرسمية. لكن يبقى للاجتماع العائلي الكثير من المعاني الجميلة التي أوصانا بها الرسول من التآخي والتحبب في هذا الشهر الكريم، الذي يُضفي روحاً على حياتنا. ومن جهة أخرى أجد أن ميزانية شهر رمضان قد تضاهي ضعف ميزانية خمسة أشهر في السنة، ولأن الموائد الرمضانية تحتاج إلى كثير من تحضير الأطعمة والمعجنات والعصائر والحلويات، فمن باب أولى أن أطعم فقراء، عِوضاً عن الإسراف والتبذير على الموائد الرمضانية».
 

«الدعوات في بعض الأوقات مُتعبة إلا أنها فاكهة رمضان»

فيما أشارت وفاء خالد إلى «أن تنظيم الوقت في إعداد الطعام والطهو يقلل من وقت البقاء في المطبخ، وأنا أنتقي وصفات الأطعمة من خلال كتب الطبخ، أو من بعض وصفات والدتي أو من خلال برامج الطبخ على التلفزيون، وأشعر بأن التفنن في الأطعمة على الموائد الرمضانية يُضفي نوعاً من التغيير على روتين المائدة طوال أيام السنة، ودعوة جميلة إلى تجربة أطعمة مختلفة». ولفتت إلى أن «الجوع له دور في بعض الأحيان في إبداع المرأة السعودية وتفننها في الطهو خلال هذا الشهر».
وأضافت: «جميع أفراد الأسرة يلتقون في وقت محدد إلى مائدة كبيرة تجمع الأصدقاء والأقارب، وهذا يتطلب من ربة البيت تنمية مهاراتها واستعداداتها لهذا الوقت السعيد، لأن شهر رمضان يعدّ فرصة جيدة لجميع أفراد العائلة، مع أن الدعوات في بعض الأوقات مُتعبة، إلا أنها فاكهة هذا الشهر الكريم».
 

«أبدأ التفكير بالعزومة قبل أسبوع من موعدها»

خلود العتيبي تؤكد أن الدعوات في منزلها تكون مستمرة خلال شهر رمضان، وتقول: «يأتي شهر رمضان مرة في السنة، مما يجعل العائلة تلتقي حول مائدة الإفطار في وقت محدد، وهو ما نفتقده بسبب أشغالنا خلال بقية أشهر السنة.  وزوجي يحب أن يلبي دعوة إفطار، وبدورنا ندعو الأصدقاء والأهل، وقد يدعو بعضاً من أصدقائه، فأحمل همّ «العزومات» قبل أسبوع من موعدها وتشعرني بضغط كبير لأنها تتطلب الكثير من الوقت والجهد ومسابقة الزمن لإعداد  أصناف متنوعة من الأطعمة قبل آذان المغرب». وتضيف: «تساعدني الكثير من المواقع الالكترونية وكتب الطبخ في تحضير أفضل الأصناف، لكنني أحضّرها خلال العطل الأسبوعية».
 

د. باقادر: للزيارات نكهة خاصة وتضفي نوعاً من الألفة بين الناس

قال أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور أبو بكر باقادر إن «هناك تقاليد لا تزال مستمرة وهي الزيارات العائلية، وفي رمضان تكثر وتيرتها. ويعتقد البعض أن في شهر رمضان يقل استهلاك الطعام لكن العكس هو الصحيح، فهناك أطباق مشهورة على المائدة السعودية ذات قيمة غذائية كبيرة، ولا تُعد إلا في رمضان مثل المعجنات».
وأشار إلى أن العادات الغذائية في السعودية «تختلف من منطقة إلى أخرى، وعن العادات في بقية الدول العربية، فنجد أن سفرة الإفطار في مدينة جدة لا بد أن تكون وجبة متوسطة، وتكون معظم الزيارات في هذا الوقت، أما في الحجاز في مكة والرياض، فيأتي الإفطار بوجبات ساخنة ودسمة، مثل معظم العالم العربي والإسلامي، ويكون السحور خفيفاً جداً. وفي ما يخص الزيارات لا أعتقد أنها تغيرت عن الماضي، بل ما زال لها نكهة خاصة،  وتضفي الاجتماعات العائلية نوعاً من الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع وروحانية مختلفة تضاف إلى رمضان ونتمنى أن تستمر لأجيال قادمة». 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080