ريهام عبد الغفور: ارتكبت أخطاء وعرفت طعم الندم
«لم أستفد شيئاً من منصب والدي»، بهذه الكلمات ردّت ريهام عبد الغفور على اتهامها باستغلال منصب والدها نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور.
وأعلنت مواصلة تمرّدها على ملامحها الهادئة التي حصرتها لفترة طويلة في أدوار الفتاة المثالية والرومانسية، حيث تخوض سباق الدراما الرمضاني من خلال مسلسل « تفاحة آدم» الذي تجسد فيه شخصية فتاة تحترف النصب.
ريهام تكشف سبب استعانتها بمصحح لهجة سورية، وحقيقة تقديم جزء ثانٍ من «الداعية»، وندمها على بعض الأدوار والتنازلات التي يمكن أن تقدمها، وحقيقة تفكيرها في الاعتزال والحجاب، وأمنيتها بإنجاب طفلة.
- تخوضين سباق الدراما الرمضاني من خلال مسلسل «تفاحة آدم» فما الذي حمسك للموافقة على هذا العمل؟
رغم أنني تلقيت العديد من العروض هذا العام، فضلت المشاركة هذا الموسم من خلال مسلسل واحد فقط، ووجدت أن «تفاحة آدم» هو الأفضل، لأنه عمل درامي متكامل العناصر من وجهة نظري، وأتعاون فيه للمرة الرابعة مع شركة «العدل جروب» للإنتاج، فأنا أثق بهذه الشركة وأتفاءل بالعمل معهم.
فالعام الماضي حققت من خلال تعاوني معهم بمسلسل «الداعية» نجاحاً كبيراً، ووجود كل من المخرج علي إدريس والفنان خالد الصاوي يعدّ من الأسباب الرئيسية التي دفعتني للموافقة على المشاركة في البطولة دون أي تردّد.
فأنا تمنيت العمل مع الصاوي منذ سنوات، وأحب مشاهدة أعماله الفنية، لأنها تحمل رسائل مهمة وتناقش قضايا جادة، كما أنني أحب العمل مع المخرج علي إدريس الذي تعاونت معه من قبل من خلال فيلم «حريم كريم»، السبب الثالث الذي جعلني أشعر بأن مسلسل «تفاحة آدم» سوف يضيف إلى رصيدي الفني، هو الدور المختلف والجيد، فأنا أجسد شخصية فتاة تدعى «هويدا» تحاول العمل في مجال التمثيل، لكنها تفشل وتلجأ لاحتراف النصب وتنضم إلى عصابة يديرها خالد الصاوي وتتقمّص أكثر من شخصية.
- هل موافقتك على تجسيد هذه الشخصية محاولة للتمرّد على أدوار الفتاة المثالية التي قدمتها خلال السنوات الماضية؟
أبحث دائماً عن الاختلاف والتميّز واختيار أدوار جديدة عليَّ وغير تقليدية ولا يتوقع الجمهور أن أقدمها، وهذا ما وجدته من خلال دوري بمسلسل «تفاحة آدم».
- هل تشعرين بأن ملامحك حصرتك في نوعية معينة من الأدوار خلال السنوات الماضية؟
بالفعل، وكنت متخوفة من حصري طويلاً في أدوار الفتاة الطيبة والرومانسية بسبب ملامحي الهادئة أو البريئة كما يصفها البعض، لكني نجحت في التغلّب على هذه المشكلة وتمردت على هذه النوعية من الأدوار وقدمت شخصيات متنوعة، وأكبر دليل على ذلك دوري بمسلسل «الريان» الذي قدمت من خلاله شخصية امرأة هدفها جمع الأموال والتخلّص من زوجها.
- ما حقيقة تجسيدك شخصية فتاة سورية في المسلسل؟
أتقمص دور فتاة سورية في إحدى حلقات المسلسل بالفعل، لكني أظهر بشخصيات مختلفة أيضاً. ولا أنكر أن تجسيد شخصية فتاة سورية أرهقني، فإتقان اللهجة السورية لم يكن أمراً سهلاً على الإطلاق، ولذلك استعنت بمصحح لغوي وأخذت دروساً مكثفة لإتقان هذه اللهجة.
- تظهرين من خلال أحداث المسلسل «بلوك» جديد فكيف جاء اختيارك له؟
تجسيد دور فتاة تحترف النصب وتستغل ّجمالها لكي تخدع الآخرين كان يتطلّب مني اختيار «لوك» مختلف عما ظهرت به من قبل. جلست مع المخرج علي إدريس للاتفاق على الشكل النهائي للشخصية قبل التصوير، ونجحنا في الوصول إلى المظهر الأنسب.
- ألا تخشين فقدان تعاطف الجمهور معك وأنت تلعبين دور نصابة؟
رغم أنها فتاة تحترف النصب وتستغل جمالها ومظهرها الأنيق لتخدع به الآخرين وتستغلهم، إلا أنني أعجبت بهذه الشخصية وشعرت بانجذاب لها وتعاطف مع الظروف الصعبة التي مرت بها وأجبرتها على الانضمام لعصابة خالد الصاوي، والجمهور سوف يتعاطف معها أيضاً.
- لكن هل تعرضت من قبل لخداع المظاهر؟
بالطبع، فأنا تقابلت مع أشخاص كنت أعتقد أنهم طيبون وأخلاقهم جيدة بسبب مظهرهم الخارجي وطريقة حديثهم الراقية، لكني اكتشفت بعد ذلك أنهم أشخاص غير صالحين ولا يجوز أن أتعامل معهم، فالمظاهر من الممكن أن تخدع أي شخص مهما كانت درجة ذكائه وخبرته في الحياة.
- كيف ترين المنافسة الدرامية هذا العام؟
أشعر بالتفاؤل الشديد بهذا الموسم الدرامي، وأعتقد أننا نشاهد العديد من المسلسلات الهامة التي تناقش قضايا جادة وتقدم رسائل فنية هادفة، فصُناع الدراما لديهم رغبة لتقديم أفضل ما لديهم هذا العام، لذلك يمكنني القول إن موسم الدراما الرمضاني سيشهد منافسة قوية.
- ما المسلسلات التي تحرصين على مشاهدتها هذا العام؟
مسلسل «سجن النساء»، فأنا أحب الأعمال الفنية التي تقدمها المخرجة كاملة أبو ذكري، واستمتعت العام الماضي بمشاهدة مسلسل «ذات»، وسعدت عندما علمت بخوضها السباق هذا العام من خلال مسلسل «سجن النساء»، وعندما علمت أن الفنانة درة تشارك في بطولته اتصلت بها لتهنئتها، وأكدت لها تفاؤلي بهذا العمل، وأشاهد أيضاً مسلسلي «صاحب السعادة» للنجم عادل إمام، و«جبل الحلال» للنجم محمود عبد العزيز، فأنا أحب أعمالهما وأستمتع بمشاهدتها.
- ترددت أخبار كثيرة حول تقديم جزء ثانٍ من مسلسل «الداعية» فهل هذا صحيح؟
غير صحيح، لكنني أعتقد أن السبب وراء انتشار هذه الشائعات هو النجاح الكبير الذي حققه مسلسل «الداعية» العام الماضي، فالجمهور تمنى تقديم أجزاء جديدة من هذا العمل، الذي ناقش قضية المتاجرة بالدين من أجل تحقيق أهداف سياسية.
- تشاركين في بطولة مسلسل «الخطيئة» الذي من المقرر عرضه بعد شهر رمضان، فما الذي حمّسك له؟
التجربة المختلفة هي السبب الرئيسي الذي حمسني للموافقة على بطولة هذا المسلسل، فأنا أجسد من خلاله شخصية جديدة عليَّ تماماً، وأقدم للمرة الأولى دور المرأة الخائنة، حيث أجسد شخصية زوجة رجل ثري تخونه مع حبيبها الأول وترتكب العديد من الأخطاء، فالمسلسل بشكل عام يناقش كيفية تعامل البشر مع أخطائهم، والمسلسل من 60 حلقة وعرضه بعد شهر رمضان جعلني أشعر بأن التجربة مختلفة، فأنا لم أشارك في هذه النوعية من المسلسلات من قبل، ولذلك قررت الموافقة عليه، لأنه خطوة مختلفة في مشواري الفني.
- ألا تخشين أن يصاب المشاهد بالملل بسبب كثرة حلقاته؟
أحداث المسلسل تتميز بالتشويق والإثارة وتبتعد تماماً عن الإطلالة، وهذه النوعية من الأعمال أثبتت نجاحها الفترة الماضية، فمسلسل «آدم وجميلة» الذي شارك حسن الرداد ويسرا اللوزي في بطولته، تجاوز عدد حلقاته الستين، وبالرغم من ذلك حقّق نسبة مشاهدة عالية ونجاحاً كبيراً في الوطن العربي، الأمر نفسه ينطبق أيضاً على مسلسل «زي الورد».
- تقدمين شخصية امرأة ترتكب أخطاء، فهل ارتكبت أخطاء في مشوارك الفني؟
بالطبع، ولا أستطيع أن أنكر هذا الأمر، فخلال السنوات الماضية اتخذت خطوات خاطئة وشاركت في أعمال فنية ندمت على وجودي فيها، لكن على أي حال كنت حريصة على التعلم من هذه الأخطاء، وأحاول الآن عدم الوقوع فيها مرة أخرى، بصراحة لا أريد ذكر أسماء هذه الأعمال، وأحب الحديث عن إنجازاتي الفنية فقط، فهذا هو الأهم.
- لكنك أعلنت من قبل ندمك على مشاركة الفنان مصطفى قمر بطولة فيلم «جوه اللعبة»!
هذا الكلام غير صحيح، ورغم أن الفيلم لم يحصد إيرادات كبيرة ولم يحقق نجاحاً كبيراً بسبب الدعاية الضعيفة، إلا أنني سعيدة وفخورة بمشاركتي في هذا الفيلم، وبعملي مع مصطفى قمر.
- ما سبب ابتعادك عن السينما طوال الفترة الماضية؟
صناعة السينما تمرّ بظروف صعبة، وبالتالي المشاركة في أفلام خلال هذه الفترة قرار خاطئ، فهناك عدد كبير من نجوم ومخرجي السينما قرروا الاتجاه إلى التلفزيون للهروب من هذه الظروف الصعبة.
- لكنك أعلنت استعدادك لتقديم تنازلات من أجل السينما، فماذا تقصدين؟
لم أقصد تنازلات فنية كما اعتقد البعض، فأنا لا أقبل سوى المشاركة في أفلام متميزة وجيدة وتحمل رسائل جادّة، لكن ما قصدته من هذا التصريح هو التنازل عن جزء من أجري من أجل مساعدة صناعة السينما في تخطي أزماتها.
- هل تعتقدين بفكرة الخطوط الحمراء في الفن؟
بالطبع، وأعتقد أن كل من يتابع أعمالي الفنية يعلم جيداً أنني وضعت لنفسي خطوطاً لا يمكن تخطيها، فأنا لا أقبل تقديم مشاهد من الممكن أن تزعج جمهوري، لكني أرحب بالأفكار الجريئة التي يمكن تناولها درامياً.
- هل يراودك حلم البطولة المطلقة؟
لا يشغلني على الإطلاق، فأنا أعتقد بأن الدور الجيد سيكون تأثيره أقوى سواء كان من خلال العمل الجماعي أو من خلال البطولة المطلقة.
لا أبحث عن الانتشار بل أفضل تقديم أدوار بمساحات جيدة ومؤثرة في أحداث العمل الفني الذي أشارك في بطولته، كما حدث في مسلسلَي «الريان» و«الداعية».
- البعض يرى أن خطواتك الفنية بطيئة!
بالعكس، أنا حريصة على المشاركة كل عام من خلال عمل أو اثنين، ولا أحب الحضور في أعمال سينمائية ودرامية كثيرة لمجرد الوجود على الساحة الفنية، بل أختار فقط دوراً أو دورين سنوياً أضمن من خلالهما الوجود القوي والمؤثر، وهذا ما نجحت في تحقيقه.
وقدمت خلال السنوات الماضية مسلسلات متميزة، منها «شيخ العرب همام» و«الريان» و«الداعية». فأنا لا أحب العمل طوال العام من أجل رعاية أطفالي والاهتمام بحياتي الأسرية، لذلك لا أعمل سوى شهرين أو ثلاثة شهور فقط في العام، وأنا سعيدة بأسلوب حياتي وبطريقة تفكيري التي تضمن لي الاهتمام بعملي البقاء مع أسرتي.
- هل تستشيرين أحداً في اختياراتك الفنية؟
أحب معرفة رأي والدي وزوجي في كل عمل فني يُعرض عليَّ، فوالدي يملك خبرة طويلة في مجال التمثيل وبالتالي أستفيد منه، ورغم أن زوجي عمله ليس له علاقة بالفن، إلا أنني أحب معرفة رأيه، فهو ينقل لي إحساسه بمدى نجاح هذا الدور ومدى تقبل الجمهور له.
- ما أقرب أعمالك إلى قلبك؟
معظم المسلسلات التي شاركت في بطولتها خلال السنوات الأخيرة قريبة إلى قلبي وأشعر بالفخر بها، لأنها أضافت إلى مشواري الفني، وأبرز هذه المسلسلات «الريان» و«شيخ العرب همام» و«الداعية».
- مع من تتمنين تكرار التعاون؟
الحمد لله أشعر دائماً بأنني محظوظة، فأنا تعاونت خلال السنوات الماضية مع عدد كبير من ألمع الفنانين، لكني لا أنكر أنني أتمنى التعاون مجدداً مع يحيى الفخراني وأحمد عز وأحمد حلمي.
- من هن الفنانات اللواتي تحبين مشاهدة أعمالهن؟
أعشق أفلام ياسمين عبد العزيز، وأشعرأنها تتخذ خطواتها الفنية بتركيز وتفكير، فهي نجحت في تكوين شعبية ضخمة، وقدمت أفلامًا هادفة ومتميزة.
كذلك أحب كل ما تقدمه نيللي كريم، فهي فنانة ذكية وموهوبة ولديها قدرة على تقديم أدوار متنوعة وشخصيات صعبة وغير تقليدية، وأعجبني بشدة أداؤها العام الماضي في مسلسل «ذات».
- من هو الفنان الذي مازلت تحلمين بالعمل معه؟
من المخرجين كاملة أبو ذكري ومحمد ياسين، فكل منهما يملك رؤية إخراجية مختلفة، ومن الفنانين عادل إمام ومحمود عبد العزيز.
- كيف تعاملت مع شائعة اعتزالك وارتدائك الحجاب التي انتشرت خلال الفترة الماضية؟
لا أفكر في الرد على الشائعات وأتركها تنتهي وتختفي وحدها.
- هل تملكين صداقات داخل الوسط الفني؟
علاقتي بالجميع جيدة وجميعهم زملائي وأحب التواصل معهم وتهنئتهم على كل إنجاز يتمكنون من تحقيقه، لكن حنان مطاوع هي الصديقة الوحيدة لي من الوسط الفني.
- ما تعليقك على الاتهامات التي تلاحقك باستمرار حول استغلالك لمنصب والدك الذي أصبح نقيباً للممثلين منذ أكثر من ثلاثة أعوام؟
لم أدخل التمثيل بعد تولي والدي هذا المنصب، فأنا موجودة في هذا المجال منذ سنوات طويلة، ونجحت في بلوغ هذه المكانة من خلال موهبتي واجتهادي ولم أستغل والدي، فهو لا يحب هذا الأسلوب، وأنا أيضاً لا أحبه.
وعندما تولى منصب نقيب الممثلين لم يحدث أي تغيير في حياتي الفنية، فمنصبه لم يفدني ولم يضرّني، أجري لم يزد ولم أحضر بعشرة أعمال فنية في العام الواحد، بل موجودة بالمستوى الذي كنت موجودة فيه قبل توليه هذا المنصب.
لكني أريد أن أكشف شيئاً لا يعرفه أحد،وهو أن والدي له وجهة نظر مختلفة تجاه هذا الأمر، إذ يشعر دائماً بأن منصبه ألحق بي الأضرار، فهو شخص صارم في قراراته ويحترم القوانين، وهذا الأمر لا يعجب بعض المنتجين، ولذلك خلافاتهم معه دفعتهم لاستبعادي عن الأعمال التي ينتجونها.
- من مثالك الأعلى في التمثيل؟
الفنان الراحل أحمد زكي والفنانة الراحلة سعاد حسني، فأنا تربيت على مشاهدة أفلامهما.
- هل ترغبين في الإنجاب مرة أخرى؟
ولداي يوسف وفاروق يملآن عليَّ حياتي، ولكن أتمنى أن يرزقني الله طفلة.
- هل توافقين على دخولهما مجال الفن؟
ليس لديَّ أي مانع إذا شعرت بوجود رغبة لديهما.
- لماذا لا تتواصلين مع جمهورك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؟
لا أحب استعمال هذه النوعية من التكنولوجيا، إلا أنني أحرص على التواصل مع جمهوري من خلال الصحف ووسائل الإعلام.
- من هي مطربتك المُفضلة؟
أعشق إحساس شيرين عبد الوهاب وأحب الاستماع إلى أغانيها باستمرار.
- ما هو هدفك المقبل؟
على المستوى الشخصي، أن أسعد أسرتي وأكون زوجةً وأمًّا صالحة وابنةً بارة بأهلها. أما على المستوى الفني،فأتمنى الوجود على الساحة الفنية من خلال أدوار متنوعة تتماشى مع مبادئي وتفيد الناس.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024