تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

حفلات التخرج في السعودية... قيود في المدارس ومنع في الجامعات

حفلات التخرج في السعودية... قيود في المدارس  ومنع في الجامعات

مع انتهاء العام  الدراسي، تنظم بعض المدارس للبنات حفلات تخرّج لكل المراحل التعليمية، وأكثر تلك الحفلات تنظم في المدارس الثانوية لتخريج طالبات الثانوية العامة. المفاجأة التي أذهلت العائلات هي أن ما يجري في الحفلات فيه «مخالفات شرعية»، بحسب ما أعلنت وزارة التربية والتعليم في بعض مناطق السعودية،  ومن ذلك اعتمار قبعات التخرج وارتداء موظفات المدارس ملابس غير محتشمة، والرقص والموسيقى والإيقاعات الموسيقية.


هناك من يرى أن لفظ حفلة أيضا لا يجوز، ويقول البعض من العاملين في القطاع التعليمي أن حفلات التخرج «هي  برنامج ختامي للأنشطة المدرسية وليس حفلة، فبرامجه متنوعة إلا أن هناك المسموح والممنوع. فمثلا المشاهد التمثيلية ممنوعة وبديلها حوارات، ولإضافة جو البهجة يستمع إلى الأناشيد الدينية المؤداة بأصوات الطالبات أو الكاسيتات من دون استخدام الدفوف لأنها للأفراح والأعياد».
تقول مديرة إحدى المدارس التابعة للتعليم الحكومي:«لا اعتقد أن حفلات التخرج واعتمار القبعة في الحفلات للخريجات الجامعيات، تخالف الشريعة، أو تثير رذيلة أو ماشابه ذلك، لأن الحفلة غير مختلطة، وجميع الإدارات التعليمية تلتزم بالتعليمات الصادرة من الوزارة في تنفيذ حفلات ضمن معايير وأطر تتوافق مع الأطر التربوية، فلا بد من احترام مكان العلم، وتنشئة الأجيال على الحفاظ على هذه الحرمة، لتميز بينه وبين أماكن الأعراس والحفلات».


«التخرج فرحة العمر»

من جهة أخرى، تشعر الخريجات بفرحة غامرة مصحوبة بدموع وهن يودعن مدرستهن بما فيها من فصول ومقاعد وسبورة ومعلمات، وينتظرن بكل شوق كلمات وداعية من المعلمات ومسؤولات المدرسة في اليوم الأخير من العام الدراسي.
تقول الطالبة أحلام عبد الله (مرحلة ثانوية): «أنا أتعجب لمنع بعض المدارس الاحتفال بهذه المناسبة! هذا اليوم هو بالنسبة إلى كل طالبة يومها الخاص مثل العروس وهي تحتفل بزواجها». ولكنها غير راضية عن طريقة الاحتفال وتقول:«لا أدري لماذا تحول من حفلة إلى برنامج ثقافي أو تعليمي أو ديني ويمنع لبس زي التخرج وتحدَّد المسيرة بأناشيد معينة؟ أود على الأقل تنظيم الحفلة بطريقة متطورة أكثر».


تعليمات

وتتمثل التعليمات الصادرة من إدارات التربية والتعليم في المناطق  باقتصار تنفيذ برنامج الحفلة على الفترة الصباحية، وأن يكون البرنامج جزءاً من اليوم المفتوح، أو مدمجاً مع حفلة ختام النشاطات في المدرسة، وتنفيذ البرنامج من الطلاب بإشراف إدارة المدرسة، خصوصاً قسم الإرشاد الطلابي.
وشددت التعليمات على ضرورة المحافظة على سلامة الطالبات والطلاب، والالتزام بموعد الخروج الرسمي، والاستفادة من إبداعاتهم ومواهبهم بتوظيفها في نشاطات البرنامج. ويمنع منعاً باتاً إلزامهم بمبالغ مادية، أو أغراض عينية، والتقيّد بالزي المدرسي المعتمد.
وتمنع تبادل الهدايا الخاصة بين منسوبي المدرسة في الحفلات، وإحضار الهواتف المحمولة المزودة بخاصية التصوير، أو كاميرات، وعدم المبالغة في التحضير والإعداد لمكان الحفلة، والاكتفاء بالإمكانات المادية المتاحة في المدرسة.
أما في الجامعات، فيُمنع إقامة حفلات التخرج داخل الجامعة مما جعل معظم الطلبة يحتفلون في قاعات خارج الجامعة. وهكذا تشهد صالات الأفراح والمناسبات في العديد من مناطق المملكة، حالاً من الزحام والإرباك، بسبب كثرة حجوزات «حفلات التخرج»، ناهيك بصالونات التجميل النسائية التي وصل استقبال بعضها إلى أكثر من 70 طالبة يومياً، بحسب عاملات في القطاع.
وقال صاحب لصالة أفراح في مدينة الخبر إن «حجوزات الطالبات وحتى الطلاب، تفوق التوقعات بعد قرار وزارة التربية والتعليم بإيقاف حفلات التخرج، ومنعها ووضع عقوبات في حال مخالفة القرار، فكانت الوجهة الأقرب والمتنفس الأنسب صالات الأفراح على رغم ارتفاع الأسعار».

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080