شهر رمضان... وفرحة الصيام للمرّة الأولى!
يشعر الكثير من الأطفال بالحماسة لقدوم شهر رمضان، لا سيّما أولئك الذين يصومون للمرة الأولى. ورغم أن الكثير منهم لا يجبرهم أهلهم على الصيام نظرًا إلى صغر سنّهم، فإنهم يصرّون على الصيام.
فهل يدركون معنى الصيام؟ وكيف يمكن الأهل شرح معنى هذا الشهر الفضيل لطفلهم الصغير؟ وكيف يمكنهم تعويده على الصوم؟
يرى اختصاصيو علم النفس والإجتماع أنّ الطفل عمومًا في العالم العربي والإسلامي معتاد على مفهوم الصيام ومشهد رمضان وطقوسه سواء في الإعلام أم الحي أم في المنزل، أي حين يرى أهله يصومون خلال هذا الشهر ويسمع مدحهم لهذا الشهر وأهميته، تتكوّن لديه رغبة في الصيام مثلهم وفي سن مبكرة.
وبالتالي ما على الأهل سوى تحفيز أطفالهم على الصيام من دون أن يؤثر في صحّتهم.
هذه الإرشادات التي يمكن الأهل اتباعها لتعويد أبنائهم على الصيام
الصوم في شكل تدريجي
في بدايات الصيام وفي سن السابعة يمكن أن تسمح الأم لطفلها بالصيام 3 ساعات في اليوم. ومن المفضّل أن تكون في آخر النهار أي الساعات الثلاث الأخيرة قبل الإفطار، فالجلوس إلى مائدة الإفطار فيه سعادة ومعنى جميل.
أمّا الصوم في ساعات النهار الأولى لا يشعره برهجة رمضان، والأفضل أن يتناول فطوره وغداءه، وعند الساعة الرابعة والنصف مثلا تقول له والدته صار في إمكانك الصوم حتى ساعة الإفطار لنفرح معًا. طبعًا في السابعة يمكن أن تكون 4 ساعات صيام ونزيد كل سنة ساعة بحسب قدرة الطفل، وهذا يعود إلى رغبته وقدرته الجسدية. ويترافق ذلك مع عبارات المدح وشرح معنى الصيام، أي أننا نصوم لله ونطيعه وهو يرضى عنا.
شرط أن يكون السحور ملازمًا للصوم. أما إذا كانت لدى الطفل فعلاً مشكلة صحية ويصر على الصوم، يمكن الأهل أن يسمحوا له بالصوم مدة ساعة قبل الإفطار، وهكذا يشعرونه بفرح الصوم ومشاركة بقية أفراد العائلة.
الأهل النموذج الجميل للصيام
قبل أن يشرح الأهل معنى الصيام عليهم أن يكونوا النموذج السليم للصيام، فكثيرًا ما نسمع عبارة “حلّ عني أنا صائم” أي يبررون غضبهم السريع وعصبيتهم بأنهم صائمون، وهذا خطأ لأن هذه العبارة تعطي الطفل انطباعًا سيئًا عن معنى الصوم.
لذا على الراشدين أن يقتنعوا بأن الصيام لله ويحاولوا قدر المستطاع ألا يتفوّهوا بهذه العبارات. فنحن نصوم طاعة لله “سمعنا وأطعنا” كما جاء في القرآن الكريم.
شرح معنى الصيام
عندما يشرح الأهل لطفلهم أن الصوم يعلّم الصبر وقوة الإرادة والشعور مع الآخرين لاسيما الفقراء الذين لا يجدون ما يأكلونه، وأن كل طاعات الله لها مكافأة محدودة ما عدا الصيام فليس له حدود “إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به” ومكافأته كبيرة جدًا.
إلتزام الأهل بما يقولونه عن الصيام
على الأهل الإلتزام بما يقولونه عن أهمية الصيام وفضائله وحسناته، وأن تكون أفعالهم تطبيقًا لأقوالهم، كي لا يشعر الطفل بالتشوّش، ويفكر في نفسه “كيف يقولون لي أن الصوم يعلّم الصبر، وهم سريعو الغضب لأنهم صائمون”؟! الصيام ليس عن الطعام والشراب فحسب بل هو التحكم في الغرائز الابتعاد عن العصبية والكذب والصراخ أو الشتم.
هذا ما يحتاج الطفل إلى فهمه علمًا أن هذا لا يجوز أن يكون مقتصرًا على شهر رمضان فقط. رب العالمين يدعونا إلى الصوم بكل جوارحنا.
عدم الإسراف في مائدة الإفطار
الإسراف في المائدة ورمي الطعام الفائض قد يؤدي إلى تشوش تفكير الطفل، فهو سوف يسأل نفسه "كيف يقول لي أهلي إن من أهم معاني الصيام الشعور مع الفقراء، وها هم يرمون الطعام الفائض؟" فالطفل ذكي ولا يمكن الاستخفاف بقدراته الذهنية.
لذا إذا كانت سيدة المنزل متأكدة من أنها لن ترمي الطعام "فصحتين" على قلوب الصائمين. والشرط الوحيد لإثراء المائدة بالأطباق توزيع الطعام وإعطاء الفائض للمحتاجين.
من المهم أن يرى كيف توزع أمه طبق "أول سكبة" لأحد الفقراء، ويجب أن يعرف أن التبرع يكون من أجمل وأجود ما لدينا.
البدء بالبسملة والحمدلله عند ضرب المدفع
أي أن يكون الأهل قد علّموا أطفالهم طاعات الله أي البسملة والحمدلله عند البدء بتناول الوجبة سواء في رمضان أو غيره من أيام العام. ولكن من الجميل أن يتلى دعاء الإفطار والكل يسمع.
تزيين البيت بزينة رمضان
الزينة جميلة ومن الجميل أن يحضر الأهل زينة لرمضان خصوصًا أن هناك تنافسًا كبيرًا مع مناسبات أخرى.
لذا ليس خطأ إذا زُين البيت لمناسبة شهر رمضان بفوانيس وهلال أو زُيّنت غرفة الطفل، فهذا يمنح الشهر الرهجة والفرحة، وفي الوقت نفسه يدخل البهجة إلى قلب الطفل. كما من الجميل أن يحيي الأهل بعض عادات رمضان القديمة.
عدم المبالغة في شرح معنى رمضان يوميًا
فهذا يشعر الطفل بالملل، ولكن يمكن مثلا إذا أرادا الأهل ترسيخ معنى الشهر في عقل طفلهم أن يطلبوا من أحد الأبناء سرد حديث ديني لرياض الصالحين قرأه في كتاب معين، فهذه تكون أجمل رسالة، وبطريقة غير مباشرة وسلسة وتتحوّل مائدة الإفطار إلى غذاء للجسم والروح معًا.
لذا يمكن الأهل خلال هذا الشهر توفير الكتب التي تروي قصص الأنبياء الموجّهة للأطفال والناشئة، عوض أن يجلس الطفل الصائم طيلة النهار يشاهد التلفزيون لملء الوقت.
مشاركة الطفل أهله فطرة رمضان
من المهم أن يعرف الطفل سُنة الفطرة ويفهمها، فهي سُنّة محببة وواجبة، وإذا أراد أن يشارك فيها يمكن القول له: "طالما أنت لا تعمل فالبابا والماما مكلفان بدفعها عنك، ولكن عندما تبدأ العمل سوف تقوم بها بنفسك".
ولكن يمكن جعله يشارك في الفطرة. مثلا أن يتبرع بلعبة أو ملابس لم يعد يرتديها رغم أنها في حالة جيّدة، لطفل يتيم أو فقير. وهذه العادة يجب أن يكون الطفل قد تربّى عليها قبل أن يصوم، وفي رمضان تكون تلقائية.
عدم تأنيب الطفل عندما يأكل خلسة
هناك أحيانًا أطفال ينسون أنهم صائمون أو يأكلون خلسة رغم أنهم غير مرغمين. على الأم في الفترة الأولى غض النظر، فالنسيان شيء والتصرّف المقصود شيء آخر.
وإذا قصد الطفل اللقمشة يمكن الأم أن تقول له: "الله يعرف كل شيء فأنت تصوم له لا لي، هذا يعود إليك". في البداية عليها ألا تكون قاسية معه خصوصًا إذا كان دون سن التكليف، فهناك أطفال لا يستطيعون مقاومة مشهد مائدة الإفطار الجميلة ويفقدون صبرهم ويلقمشون، هنا على الأم أن تشغلهم، بأن يساعدوها في تحضير مائدة الطعام، كأن تطلب مثلا ترتيب الأطباق أو توزيع الملاعق أو غسل الخضار. بذلك لن يشعر الطفل بالوقت.
نصائح وجبة الإفطار
أوّلاً تناول حبتي تمر: فالتمر يحتوي على الكثير من المعادن والزنك والمغنزيوم والألياف. عندما نعطي الطفل حبتي تمر، وينتظر فترة أو يذهب للصلاة. فإنه يسمح بهذه الطريقة بوصول الفروكتوز إلى الدم الذي يحتوى على السكر ويصبح متوافرًا للجسم، عندها لا يعود الطفل يأكل الطعام بنهم لأن الأكل السريع يؤذي المعدة.
ثانيًا الحساء: لا يمكن تفويت طبق الحساء فهو ضروري لتعويض السوائل والفيتامينات التي خسرها الطفل خلال نهار الصيف الطويل. ولا بد من الإشارة هنا إلى أنه ليس من الضروري أن تضيف الأم مكعبات النكهة الصناعية إلى الحساء.
ثالثًا السلطة: تزوّد سلطة الخضار لاسيما الفتوش الجسم بالفيتامين والمعادن والألياف. مع ضرورة عدم إضافة كمية كبيرة من زيت الزيتون، وعدم قلي الخبز بل يمكن الاكتفاء بتحميصه، وإذا أمكن عدم إضافة الخبز. فالدهون المشبعة لا تغذّي الطفل بل هي مصدر السمنة، وهي مضرة بالقلب.
ولا يجوز تفويت الفتوش لأنه ضروري فخلال نهار صيام طويل تبطؤ حركة المعدة مما يسبب إمساكًا، والألياف الموجودة في الخضار مهمة لأنها تليّن المعدة.
رابعًا المقبّلات: عادة تحضر الأم المعجنات مثل السمبوسك المقلية أو البيتزا يوميًا وهذا من العادات الصحية السيئة خلال رمضان.
يمكن تحضير هذه الأطباق مرة واحدة في الأسبوع أو كل أسبوعين ، والاستعاضة عنها بتحضير العجة التي تحتوي على المكوّنات الغذائية الضرورية خصوصًا أن البيض فيه البروتين.
صحيح أن البيتزا جيدة ولكن لا ننسى أن فيها أيضًا كمية نشويات كبيرة، إضافة إلى الدهن الموجود في الجبن خصوصًا إذا لم يكن قليل الدسم. لذا يمكن تحضير العجّة من دون زيت أو زبدة بل شيّها في الفرن، فضلاً عن أنه يمكن إضافة أي نوع من الخضار إليها.
خامسًا الطبق الرئيسي: يجب أن يكون غنياً بالبروتين والحديد، وهما موجودان في اللحوم الحمراء والدجاج والسمك، إضافة إلى اليخنة الغنية بالألياف والنشويات كالبازيللا والفاصوليا والبطاطا والأرز.
مما يعني أن أفضل الأطباق اليخنة والسمك والدجاج. وعلى الأم التنبّه إلى مضار البطاطا المقلية يوميًا نظرًا إلى نسبة الدهون المرتفعة التي تحويها، وهي مضرة بالقلب والمعدة.
الأكثر قراءة
أخبار النجوم
ياسمين عبد العزيز تضع حدّاً لتعليقات منسوبة إلى...
أخبار النجوم
خبيرة أبراج تثير الجدل بعد تنبؤاتها لمصير ثلاث...
أخبار النجوم
أمل كلوني تثير الجدل بنحافتها بالشورت القصير
أخبار النجوم
فاتن موسى تتذكر لحظات ممتعة مع الراحل مصطفى...
أخبار النجوم
بعد حديثها عن ارتداء الحجاب... صور جديدة لحلا...
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024