فحص جديد يعفي مريض السرطان من العلاج الكيميائي!
يستطيع فحص جيني يجريه مريض السرطان أن يحدد "بروفايل" المرض وسماته على المستوى الجزيئي مما يسمح بتحديد العلاج الاكثر فاعلية لمكافحة المرض وتجنب العلاجات غير الفاعلة وتجنب تعريض المريض لجرعات من أدوية لها آثار جانبية كثيرة وقد لا تؤمن النتيجة المرجوة.
هذا ما تحدث عنه رئيس قسم الدم والأورام في جامعة اموراي الأميركية ونائب رئيس معهد ونشيب للسرطان في الولايات المتحدة الاميركية البروفيسور فضلو خوري في مؤتمر عقدته شركة IPS Genomix .
وأكد الطبيب أن هذا الفحص الجيني يساعد على تأمين العلاجات الفضلى المناسبة لمحاربة السرطان مما يزيد فرص الشفاء.
وأشار إلى أنه في الماضي كانت البروتوكولات تقضي باعتماد العلاجات المناسبة للجميع، في حال الفشل كانت الاختيارات محدودة ويبدأ البحث عن الاختيار الانسب لحالة المريض.
وفي كثير من الحالات لم تكن العلاجات المعتمدة فاعلة في محاربة الورم السرطاني نفسه مما ينعكس سلباً على صحة المريض ويجعله يتعرض للآثار الجانبية للعلاج الذي كان بالإمكان الاستغناء عنه. هذا إضافةً إلى مشكلة كلفة العلاج.
أما الفحص الجيني فيسمح بتحديد البصمة الجزيئية للورم السرطاني مما يسمح للطبيب بتحديد العلاجات الأكثر فاعلية للحالة تحديداً وتجنب العلاجات غير الفاعلة التي تعرض المريض لمضاعفات كثيرة وأعراض جانبية.
من جهته، أكد رئيس الجمعية اللبنانية لامراض الدم والأورام البروفيسور فادي فرحات أنه خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لطب الأورام ESMO 2012 تبين أن نسبة 89 في المئة من المرضى الذين شاركوا في الدراسة التي عرضت فيه يريدون أن يطلعوا من طبيبهم أن يطلعهم على كل أنواع العلاجات المناسبة لحالتهم، ونسبة 74 في المئة منهم مستعدون للانتظار قبل البدء بالعلاج إلى أن يتم اختيار العلاج الأنسب لهم استناداً إلى نتائج الفحص الجيني لتحديد السمات الواضحة والحددة للمرض.
وأضاف فرحات: "لهذا الفحص تأثير كبير على نوعية حياة المريض وعلى المحيطين به، ففي حالة سرطان الثدي تقلق المريض بشأن ما سيحصل بعد العملية وبشأن العلاج الكيميائي وآثاره عليها، أما الفحوص الجنينة فتسمح للطبيب باختيار العلاج الانسب والاكثر فاعلية للمريض وقد يجنبها الخضوع للعلاج.
كما أكدت دراسة نشرت في المجلة العلمية لطب الاورام أنه يمكن الحؤول دون تعرض نسبة 60 في المئة من مريضات سرطان الثدي للعلاج الكيميائي وآثاره الجانبية عند القيام بالفحص الجيني. مع الإشارة إلى أنه ثمة حالات يظهر فيها المرض بشكل معين ظاهرياً لكن يتبين في الفحص الجيني أنه يتجاوب مع علاج يعتمد عامةً لنوع آخر من السرطان وذلك عندما يتبين ان محرك الورم مختلف. فقد زادت أهمية الفحص ودوره مع تبين أن الحالات السرطانية تختلف كاختلاف الناس".
وتجدر الإشارة إلى ان الفحص يجرى بخزعة لا بفحص دم، بهدف توجيه العلاج واكتشاف التغييرات الجينية ودرس محرك الورم السرطاني. ويعتمد الفحص الجيني بشكل أساسي في حالات معينة كما في حال الإصابة بمرض نادر لا تكثر فيه الاختيارات في العلاج وفي حال الإصابة بمرض شرس وفي حال عدم استفادة المريض من العلاجات المعتمدة عامةً، لكن من المتوقع أن يعتمد بشكل أوسع في السنوات المقبلة.
علماً أن الفحص يجرى في مختبرات معينة خاصة ويمكن الحصول على النتيجة التي تصل نسبة دقتها إلى 98 في المئة، خلال اسبوعين.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024